|
نقض مفهوم الروح لدى محمد شحرور
هيبت بافي حلبجة
الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 09:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بعدما إنتقدنا إطروحات المفكر السوري محمد شحرور في موضوع ذات إشكالية عقائدية عظمى قاتلة ، وهي التي سميت بمأساة إبليس ، والتي كان من المفروض أن تسمى بمأساة إله الكون ، إله الكون الذي أراد أن يبرهن على وجوده ، من خلال إنطولوجية إبليس ، وكإنه يقول هذا هو الإبليس وهذه هي مأساته فأنا إذن موجود . ومن جانب آخر ، نفينا عن الإبليس رمزيته للشر وللمعصية وللغواية لإنه ، بكل بساطة ، مخلوق من مخلوقات إله الكون المفترضة ، وإلا لكان ، في الحالة المعاكسة ، إله مستقلاٌ ، إله كامل الإرادة وكلي المقدرة . إذن فبعدما إنتقدناه في موضوع الشيطان ، نود أن ننتقد إطروحاته في موضوع آخر أصبح ذات إشكالية عظمى لديه ، وهو موضوع الروح . وفهمه لهذا الموضوع يعتمد على تفسيره الخاص والشاذ لمجمل الآيات النص الإلهي التي تتحدث عن الروح ، لذلك لامناص من أن نذكر مجمل تلك الآيات ، ونذكر المناسبات التي أوحت بها ، بإستثناء بعض الآيات الكريمة التي تفيد في المعنى المجازي لمفردة الروح والتي تقدر بحوالي ستة معاني والتي لاعلاقة لنا بها . ومن ثم نثبت رؤية محمد شحرور الخاصة بتفسير طبيعة الروح من خلال تلك الآيات ، ومن ثم ننتقد هذه الرؤية من خلال مجالين متباعدين ، الأول هل تفسيره ، أي تفسير محمد شحرور ، للروح يتوافق مع حقيقة تلك الآيات ، وتتماهي مع رؤية إله الكون في مقاصده ومبتغاه من تلك الآيات ، والثاني هل تفسيره لها يتوافق مع التأصيل التاريخي الذي أنشأ هذه المفردة ، وتحديداٌ مشروع إزدواجية الجسد مابين الروح والبدن لدى العظيم زرادشت عليه السلام . يقال إن النضر بن الحارث مع واحد من أصحابه أرادا أن يختبرا الرسول محمد عليه السلام إختباراٌ ، فطرحا عليه ثلاثة أسئلة وهما يعرفان الإجابة مسبقاٌ ، ويعرفان إن الرسول لايعلم بوجود هذه القصص والمرويات . ودار السؤال الأول حول من هو ذو القرنين ( اسكندر المقدوني ) ، ودار السؤال الثاني حول فتية إفسوس ( أهل الكهف ) ، ودار السؤال الثالث حول طبيعة الروح / ماهية الروح . فقال الرسول سآتي بالأجوبة غداٌ ، ومضى غد وأربعة عشر يوم من بعده . فظهر الرسول ، فقال له النضر بن الحارث ما الذي أخرك ، فقال الرسول إن الملاك جبريل تأخر علي لإني لم أقل : إن شاء الله ، فلو قد قلت : إن شاء الله ، لكانت الأجوبة عندي في حينها ، ونزل نص إلهي بهذه الخصوص !!! ، وكان جواب الرسول على السؤال الثالث الآية الكريمة التالية : ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاٌ . ونذكر هنا ، كمعلومة تاريخية ، إن الرسول عليه السلام حينما تمكن من الخصوم ، وأسر مجموعة منهم ، ومن بينهم هذا النضر بن حارث وصاحبه ، فإنه طلب الفدية من جميع الأسرى قاطبة إلا من هذا النضر وصاحبه ، وأمر بضرب أعناقهما ، وكان ذلك . وفيما يخص قضية خلق سيدنا آدم عليه السلام ، يقول النص القرآني : وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراٌ من صلصال من حمأ مسنون ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . وثمة نص إلهي آخر : إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراٌ من طين ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، فقعوا له ساجدين . وفيما يخص قضية أمنا السيدة العذراء مريم عليها السلام ، وقصة حملها بالمسيح عليه السلام بدون أية علاقة ذكورية ، يقول النص القرآني : والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وإبنها آية للعالمين . وثمة نص آخر : ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ، وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين . وفيما يخص قضية سيدنا المسيح له كل المجد ، يقول النص القرآني : إذ قال الله يا عيسى إبن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ، إذ أيدتك بروح القدس ، تكلم الناس في المهد وكهلاٌ ، وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل . وثمة نص آخر : ولقد آتينا موسى الكتاب ، وقفينا من بعده بالرسل ، وآتينا عيسى إبن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ، أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم إستكبرتم ففريقاٌ كذبتم وفريقاٌ تقتلون . إزاء مضمون هذه الآيات الكريمة ، يقسم محمد شحرور( ....) إلى قسمين . القسم الأول : قسم موضوعي خارجي ، مستقل عن الوعي الإنساني ، مستقل في شروط وجوده ، وأركان ذاتيته ، وهو الوجود المحسوس المادي ، أي الموجودات التي هي هناك ، والتي تترآى لنا ، نحن البشر ، من خلال مداركنا كلها قاطبة ، وهو الحق نفسه ، فالحق هو ، بالتعريف الإلهي ، الوجود الحقيقي الصريح الذي هو هناك . والقسم الثاني : فسم ذاتي معنوي ، خاص بالإنسان ، خاص بالأنسنة ، وهو الروح ، فالروح تكمل الحق ، والحق يكمل الروح ، أي إن الحق هو الجانب الآخر من الروح ، كما إن الروح هي الجانب الآخر من الحق . ويضرب لنا مثالاٌ ، فيقول إن هذه الورقة هي وجود مادي محسوس ، وكذلك الحبر الذي عليها ، لكن حينما نقرأ تلك العبارات المدونة عليها ، فإن المعنى المستخلص منها هو الروح ، كذلك فإن الشمس والقمر والوديان والأشجار ، كلها أشياء مادية محسوسة ، لكن ما نعرفه ، نحن البشر ، عن تلك الأجرام والأشياء هو الروح . وكذلك الصلاة ، فهي غير مستقلة في وجودها ، إذ لانوجد صلاة في حد ذاتها ، إنما ثمت من يمارس الصلاة ، انت تصلي وأنا أصلي ، لكن لاصلاة هناك ، فالصلاة ، إذن ، هي الروح . والتقوى ، أيضاٌ ، لاتتمتع بوجود خاص بها ، إنما لابد من أن يفعلها شخص ما ، إنسان ما ، فالتقوى هي الروح . إلى ذلك ، لنرجع إلى قصة النضر بن الحارث وصاحبه مع الرسول الكريم والإجابة الإلهية على السؤال الثالث عبر النص الإلهي التالي : ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاٌ . هنا يؤكد محمد شحرور ، إن الإله لم يرفض الإجابة على هذا السؤال ، بل بالعكس ، فإنه قد أجاب عليه كما هو ، كما ينبغي ، فهو يقول ، أي إله الكون ، إن الروح مكون من : أولاٌ قل الروح من أمر ربي ، أي إن الروح مكون من الأوامر الإلهية ، أي البر بالوالدين والصلاة والصيام والتقوى ، والنواهي الإلهية ، والتشريعات الإلهية ، وتبيان الحلال والحرام . وثانياٌ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاٌ ، أي إن الروح مكون من العلم والمعرفة ، وهذا ما أتى بهما جبريل عليه السلام ، أوامر إله الكون والمعرفة ، وعلم آدم الأسماء كلها ، وهذه هي المفارقة مابين البشر والإنسان ، فالإنسان هو الكائن الوحيد في الكون والوجود من يملك الروح ، في حين إن البشر والحيوانات هي كائنات لاتملك الروح أبداٌ ، إنما هي تملك الحياة ومن ثم الموت ، وهذه هي المفارقة القاتلة مابين الحياة كحياة ، ومابين الروح كروح ، وهذه هي المفارقة الحقيقية مابين البشر والإنسان ، ولذلك ، حسب محمد شحرور ، نقول كلية الطب البشري ، وليست كلية الطب الإنساني ، ونقول كليات العلوم الإنسانية ، وليست كليات العلوم البشرية . فالروح ليست سر ولا أصل الحياة ، وليست للروح اية علاقة بالحياة ، فلو لقح حمار( الذكر ) أتاناٌ( أنثى الحمار ، إفلا يكون الكر حياٌ رغم إنه لايملك الروح ؟ . ثم ألا يكون الجنين البشري حياٌ قبل نفخ الروح فيه ، بل بالعكس ، يهتف شحرور ، إن الحيوانات المنوية تملك الحياة ، فهي حية ، وكذلك البويضة ، ولايتحول الجنين ، من مرحلة الجنين البشري والحياتي ، إلى مرحلة الجنين الإنساني ، إلا بعد أن ينفخ الروح فيه بعد عدة أشهر . ويفسر محمد شحرور النص الإلهي ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، إن نفخ الروح فيه لايتطابق ، البتة ، مع مرحلة فإذا سويته ، أي لايحاكيها لا في الزمن ، ولا في الحضور ، ولا في الآن والآنية ، فلايأتي معها مباشرة إنما يأتي ، بالضرورة ، بعدها . فمرحلة أن سويته لا تمثل مرحلة الشكل والهيئة فقط ، إنما تمثل مرحلة الحياة ومرحلة النفس ، أي مرحلة البشر ، فسويته أي أصبحت له حياتاٌ ونفساٌ . وبتعبير أخص ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي يعني تمامأ فإذا سويته ومن ثم ، ومن ثم بعدها ، نفخت فيه من روحي ، فنفخت فيه من روحي تمثل المرحلة الإنسانية ، وسويته تجسد المرحلة البشرية فقط ، وليس إلا فقط . وهنا يهتف محمد شحرور قائلاٌ ، لذلك فإن الرسول عليه السلام كان يقول دائما ، والذي نفس محمد بيده ، والذي نفسي بيده ، ولم يقل أبداٌ والذي روحي بيده ، لإن الروح ليست سر ولا أصل الحياة ، إنما هي النفس ، ولذات السبب والمفهوم ، يستطرد شحرور ، إن المسيحية تصيب كبد الحقيقة ، حينما تقيم الصلوات على نفس المرحوم المتوفي وليس على روحه . لنكتف بهذا القدر ، ولنعترض على هذه التصورات بمايلي : أولاٌ: إن هذه الرؤية ، في مجملها ، تطيح بكل الأسس العقائدية الدينية المرتبطة بها ، وتطيح بكل النصوص الإلهية ، وتطيح كذلك بكل إطروحات محمد شحرور ، فالشخص الواحد ، نستخدم هذه المفردة كي نتجب إشكالية التسمية لديه ، حينما يتوفى ، فحسب محمد شحرور ، تتوفى النفس وتفنى ، وينحل الجسم ويفنى ، ولايبقى أي شيء منهما البتة . وبما إن الروح ليست إلا الأوامر الإلهية والنواهي الإلهية زائد العلم والمعرفة ، وهي ، في الأصل ، قضايا معنوية ذاتية ، فهي تندثر وتنمحى لإن شرطها واقف على شرط وجود النفس حية ، أي ، في نهاية المطاف ، لايبقى شيء من الشخص على الإطلاق ، فبعد موته ينتهي الشخص ويندثر . وهذه نتيجة طبيعية ، في سياق منظومة محمد شحرور، فالنفس إن ماتت إندثرت معها كافة القضايا المتعلقة بالروح . ثانياٌ : لنعود إلى قضية إختبار تحدي النضر بن الحارث وصاحبه للرسول وإله الكون في تلك القضايا الثلاثة ، فأساس الإختبار يقوم على أمرين أثنين ، الأول هو المعرفة المسبقة لأحبار اليهود بطبيعة السؤال ، الثاني إنهم كانوا يوهمون الرسول إن هذه القصص موجودة في صلب ديانتهم ، أي في التوراة ، وفي الحقيقة إنها تكون موجودة في التلمود ، حيث أساطير اليهود ، ومن هنا حينما كان الرسول يقص عليهم بعض القصص بعد أن يغير فيها على أساس إنها من النصوص الإلهية ، وإنها من القصص القرآنية ، فيقول هؤلاء الأحبار ، إنها من أساطير الأولين ، أي من خرافات اليهود . فلو كان مفهوم الروح بذلك المعنى الذي ذهب إليه محمد شحرور ، لكان النضر وصاحبه بمنتهى الغباء لجهلهم بحقيقة الروح ، وهذه فرضية مرفوضة ، بالقطع ، لإن أحبار اليهود كانوا يختبرون الرسول في شتى المواقع ، كما قلنا ، لإظهار إنه ليس نبياٌ من عند الرب ، إذ كانوا يعرفون تلك القصص ، ويعلمون إنها موجودة في التلمود وليس في التوراة ، ويزعمون ، قصداٌ ، إنها موجودة في التوراة ، فينزلق الرسول إلى المصيدة . ثالثاٌ : إذا كانت الروح هي الأوامر الإلهية ، البر بالوالدين والصلاة والصيام ..إلخ ، زائد المعرفة ، فينبغي ان نتقبل معناها في الآيات الكريمة على النحو التالي . الآيات الأولى : وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراٌ من صلصال من حمأ مسنون ( إني خالق بشراٌ من طين ) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، فقعوا له ساجدين . وإذا سويته أي إذا وهبته هيئة أو شكل ، والدليل إن لديك طين ( أو صلصال من حمأ مسنون ) ، وإذا سويته فإنت تسوي الطين ، وعملية سوي الطين لاتعني الحياة أبداٌ ، إنما فقط ، وبالضبط وضع الطين في هيئة معينة ، ومن ثم نفخ إله الكون روحه في تلك الهيئة ، أي بتعبير محمد شحرور ، قال إله الكون للطين ( للصلصال ) عليك البر بالوالدين ، بالتقوى ، بالصلاة ، بالصيام ، وبالعلم والمعرفة !!! . وفي الحالتين ولد ، وتكون سيدنا آدم عليه السلام !!! . الآيات الثانية : ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ، أي في فرجها ، من روحنا . والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها ، أي في مريم ، من روحنا . وهكذا حسب محمد شحرور ، فإن إله الكون قد نفخ أوامره ونواهيه ومعرفته ، مرة في صدرها أو بالأدق فتحة النهدين ، ومرة في فرجها ، أي في أنوثتها !!! . وفي الحالتين ولد سيدنا المسيح عليه السلام من البر بالوالدين والتقوى والصلاة والصيام ومن العلم والمعرفة !!! . الآيات الثالثة : إذ قال الله ياعيسى ابن مريم ، أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ، إذ أيدتك بروح القدس ، تكلم الناس في المهد . وأتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس . ونفس السيناريو يتكرر ، مع فارق كبير جدأ ، وهو إن سيدنا المسيح عليه السلام كان يكلم الناس في المهد بفضل روح القدس ، أي بفضل البر بالوالدين والصيام والنواهي !!! . رابعاٌ : إن التعبير اللغوي في هذه الآية الكريمة يكذب ماذهب إليه محمد شحرور ، ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاٌ . فمن جانب يسألونك عن الروح ، أي يسألونك عن شيء معروف في عموميته لوجود أل التعريف ، فالروح ليس أمراٌ طارئاٌ في ذلك المجتمع ، سواء أكان ذلك في البتراء أم في المكة والمدينة . ومن جانب آخر قل الروح من أمر ربي ، فمن يفيد التبضع ، ويؤكد على إن مفردة أمر أعم وأشمل من مفردة الروح ، فالروح هي شأن من شؤون إله الكون ، هي قضية من قضاياه ، أي إنهم يسألون عن أمر يخص هذا الإله . ومن جانب ثالث وماأوتيتم من العلم إلا قليلاٌ ، الواو هنا تفيد الحالية وهي تفسر منطوق الجملة السابقة وليست ، بالـتأكيد ، واو الإضافة كما يزعم محمد شحرور . ومن جانب رابع إن جملة وما أوتيتم من العلم ، نفيد هنا محتوى العلم الإنساني وهذا لا يتوافق مع النتيجة التي ذهب إليه محمد شحرور ، فالنتيجة لدى شحرور تقتضي العلم بصيغته الكونية الإلهية وليست بصيغته البشرية . ومن جانب خامس إن مفردة إلا قليلاٌ تؤكد كل ماذهبنا إليه وتناقض ما ذهب إليه شحرور ، فإلا تفيد الحصرية والتجزئة ولاتفيد الشمولية ، وتؤكد إن إله الكون يقول تماماٌ : أنتم تسألون عن الروح ، وهي من أختصاصاتي ، وقضاياي ، وشؤوني ، وأنتم لاتستطيعون بعلمك الإنساني أن تدركوا حقيقة ، وطبيعة ، وخصوصية هذه الروح . ومن جانب سادس لو كان ماذهب إليه شحرور صحيحاٌ ، فإن مفردة إلا قليلاٌ هي زائدة ، ولكان التعبير الصحيح هو : ويسألونك عن الروح ، قل الروح هي أوامر ربي ، وعلمه . خامساٌ : متى يكون ماذهب إليه شحرور صادقاٌ ؟ لو إن إله الكون قد ذكر الروح في نص سابق ، وهذا النص يقبل الإرتباك ، فتأتي جماعة ما وتسأل الرسول عن هذا الأمر للزيادة في الفهم ، فيجيبهم نص جديد : ويسألونك عن الروح ، قل الروح هي أوامر ربي ، وعلمه . لكن في الواقع ، ثمة تحدي ، والتحدي ينبغي أن يتأصل على أمر معروف ومدرك في تلك الحقبة ، علاوة على ذلك ، وهذا جد قاتل في هذا الموضوع ، إن مفردة الروح كانت موجودة ، ومعروفة قبل ذلك بأكثر من ألف سنة على يد زرادشت العظيم عليه السلام : و منطوق الروح لدى زرادشت هي كالتالي : الإنسان لدى زرادشت مؤتلف من الروح والبدن ، ويستعمل زرادشت مفردة الروح ( كوردية زرادشتيه ) بذاتها وليس بمعناها ، أي كما هي ، ويستعمل مفردة البدن ( كوردية زرادشتيه ) بذاتها وليس بمعناها ، أي ، إن مفردة الروح كانت معروفة ، على الأقل ، منذ أيام زرادشت ، والتي تعني ، تحديداٌ لدى زرادشت ، المقولة المفارقة لطبيعة الجسم الإنساني ، ذلك الإنسان الذي أصبح إنساناٌ بوجود الروح ، وليس بأي وجود أو مكون آخر . والموضوع لدى زرادشت ، يحتاج إلى توضيح أكثر من ذلك ، لكن نذكر ، فقط ، إن كلمة الجن أو الجان ( كلمة كوردية زرادشتيه ) تفيد محتوى الأرواح الصافية الصرفة ، كما إن مفردة النفس ( كوردية زرادشتيه ) تفيد بأنضمام وتمازج الروح والبدن ، لذلك فإن الإنسان يعرف بالنفس وليس بالروح ، وكان الرسول عليه السلام يدرك ذلك عن طريق سلمان الفارسي ، لذلك كان يردد ، دائمأ ، والذي نفسي بيده . وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة والتسعين .
#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نفض فكرة الوجود لدى محمد سعيد رمضان البوطي
-
نقض إفهوم الإسطورة لدى كلود ليفي شتراوس
-
نقض النص الإلهي حول إسطورة إبليس
-
نقض مأساة إبليس لدى صادق جلال العظم
-
نقض مفهوم الدين لدى إميل دوركهايم
-
نقض العلم اللدني لدى سيدنا الخضر
-
نقض العود الأبدي لدى ميرسيا إلياد
-
نقض مفهوم الشيطان لدى محمد شحرور
-
نقض البرهان الفلسفي لدى محمد باقر الصدر
-
نقض فكر الآلهة
-
نقض برهان الصديقين لدى إبن سينا
-
نقض العقل لدى أبو بكر الرازي
-
نقض حدوث العالم لدى الكندي
-
نقض الإيمان الفلسفي لدى كارل ياسبرز
-
نقض مفهوم الدازاين لدى هيدجر
-
نقض مفهوم الإيديولوجيا لدى ألتوسير
-
نقض العود الأبدي لدى زينون الرواقي
-
نقض متناقضات زينون الإيلي
-
نقض مفهوم فلسفة التاريخ لدى هيجل
-
نقض محتوى الديمومة لدى برجسون
المزيد.....
-
بوتين يشيد بجودة السلاح الروسي ويؤكد أن روسيا تحتفظ بموقعها
...
-
رئيس الأركان الإسرائيلي: أدعوا لاستغلال الفرصة الحالية للتوص
...
-
عاجل| رويترز: البدء في عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق لمجلس
...
-
ماذا قال وزير خارجية أمريكا عن تخفيف العقوبات على سوريا؟
-
خريجو المدارس الثانوية في سلوفينيا وصربيا يحولون الساحات إلى
...
-
عقوبات أمريكية جديدة على السودان على خلفية اتهامات باستخدام
...
-
صفقة تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا
-
سفينة ضخمة -أبحرت- إلى فناء منزل خاص في النرويج
-
روبيو: قرار تعليق العقوبات على سوريا كان الخطوة الأولى نحو ع
...
-
أمراض تهدد حياتك عند ضعف حاستي السمع والشم.. ما هي؟!
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|