أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 4














المزيد.....

بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 4


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 19:55
المحور: الادب والفن
    


سعاد، بعقليتها المتحررة، كانت مؤمنة بأن المنزل لا يتسع سوى لزوجة واحدة. لاحَ أن صالح قد اقتنع بوجهة النظر هذه، ويستعد لإرسال امرأته الأخرى إلى أسرتها، حينَ أجبرته والدته على الذهاب إلى الصالحية لإعادة طليقته مليحة. هذه الأخيرة، كانت على عكس حواء؛ السمراء غير الجميلة، والخجولة جداً. فما أسرع أن اصطدمت سعاد مع القادمة الجديدة، المبهرة الحُسن والتي لا تحسب حساباً لما تفعله. بدأت مليحة أولاً بتحويل المنزل إلى النظام القديم، عابثةً بالترتيبات الجديدة لضرّتها وبالأخص في الحديقة. لما احتدم الجدل بينهما، تدخلت السيدة شملكان لتأمرَ كلتاهما بالتزام حجرتيهما.
" أريد منك أن تنقلني إلى منزل آخر، لأنه محالٌ عليّ العيش مع مليحة "، فاجأت سعاد رجلها بهذا القول حالما اجتمعا في حجرة نومهما. رد عليها، متكلفاً الابتسام: " هل سأستأجر لك منزلاً، وهذه الدار تتسع لعشيرة؟ "
" لا شأن لي بعشيرتك، مثلما أنني أعلم بأنك تملك منزلين آخرين "
" آه، لحقتِ أيضاً أن تجمعي المعلومات عن عقاراتي! "، قالها بنبرة ساخرة. ثم أردفَ بشيء من الحزم: " حتى لو كان لديّ القدرة المادية على فتح منزلين، فإن الأصول تمنعني من تركك تعيشين وحيدة "
" إذاً أنتقل للعيش مع والدتي في دارها، وأنا أرضى بأربعة أيام تقضيها معي كل أسبوع "
" كيف أربعة أيام بالأسبوع، ولديّ امرأتان غيرك؟ "
" لكنك كنتَ في سبيلك لتطليق حواء، أليسَ صحيحاً؟ "، ذكّرته بما سبقَ ووعدها بذلك قبيل عودة مليحة. طفقَ يستجمع فكره، بعدما تبلبل في خضم هذه المناقشة. برغم أنه لم يشعر بالحب تجاه تلك المرأة، لكنه كان يشفق عليها وعلى ابنتها الصغيرة. تنهّد وهوَ يرد، كاذباً: " حواء حامل، ولن أدع طفلي يحيا تحت رحمة الأغراب ". ثم استدركَ عندما همّت امرأته بمقاطعته: " الحل الوحيد، الذي في وسعي تقديمه لهذه المعضلة، هوَ أن تستقلي بنفسك في البيت التحتاني. سنعيد المطبخ القديم للخدمة، وبذلك لا يكون سبيلٌ لأيّ من نساء الدار على الاحتكاك بك ". لم تعلّق سعاد على الاقتراح، ولم ترفع بصرها إلى صاحبه. انشرح صدر صالح نوعاً ما، وما لبثَ أن غادر الحجرة كي يُبلغ والدته بالترتيب الجديد للدار.

***
في ظهيرة اليوم التالي، آبَ صالح من عمله وركن السيارة في مكانها المعتاد بإزاء باب حديقة الدار، الخارجيّ. شاء أن يلج إلى الداخل من ذلك الباب، المفضي إلى البيت التحتانيّ. لقد تصوّر المكانَ على شكله الجديد، وأن سعاد لا بد واهتمت به على أكمل وجه، كونها ستستقل فيه لوحدها. بيد أنه مرّ في طريقه بالمطبخ القديم، وكانت خيوط العنكبوت ما تفتأ منسوجة على إحدى زواياه. فكّرَ في نفسه: " لعلها لم تلحق انجاز العمل هنا ". ارتقى من ثم الدرجَ إلى البيت الفوقاني، ليجد والدته جالسة على حصيرة عند مدخل المطبخ.
قالت السيدة شملكان لابنها: " سعاد تركت الدارَ عقبَ خروجك صباحاً للعمل، وطلبت مني إبلاغك أن توافيها في دار والدتها ". ظل صالح مذهولاً لحظات، لحين أن نبهته ضجة امرأته مليحة وهيَ تخرج من المطبخ. خاطبته هذه بلهجتها المعهودة، غير المقيمة وزناً لأحد: " ما بك وقفتَ بلا حول، كأنما حلّت مصيبة؟ "
رد عليها الرجلُ، محتداً: " أصلاً وجودك في الدار، مصيبة لوحده! "
" لِمَ لا تُهرع إليها، إذاً، كي تعيدها لتأمر وتنهي كأنها سلطانة يلدز؟ "
" عودي إلى عملك، لألا أصبَّ غضبي كله عليكِ "، صرخَ وقد خرجَ عن طوره. عند ذلك، تراجعت مليحة إلى الخلف بسرعة وتوارت داخل المطبخ. رنت إليه والدته، ثم سألته ورنّة حزن يشوب صوتها: " ستذهب لتحاول إعادة سعاد، أليسَ كذلك؟ ". هز رأسه بغموض دونَ أن يملك جواباً. وما عتمَ أن سارَ نحو حجرة نوم المرأة التي هجرته، ليختفي بدَوره داخلها.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 3
- بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الحادي عشر
- بضعة أعوام ريما: بقية الفصل العاشر
- بضعة أعوام ريما: الفصل العاشر/ 3
- عصير الحصرم 78
- الباب الصغير
- بضعة أعوام ريما: الفصل العاشر/ 2
- بضعة أعوام ريما: الفصل العاشر/ 1
- بضعة أعوام ريما: بقية الفصل التاسع
- بضعة أعوام ريما: الفصل التاسع/ 3
- بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل التاسع
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثامن/ 5
- بضعة أعوام ريما: الفصل الثامن/ 4
- بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الثامن
- المارد والحورية
- بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السابع
- المنحوتة
- المرآة السحرية
- غرام الأميرة الصغيرة
- بضعة أعوام ريما: الفصل السابع/ 2


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 4