أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام روحانا - ماركس، حول الفن الاغريقي














المزيد.....

ماركس، حول الفن الاغريقي


هشام روحانا

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 11:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة واعداد هشام روحانا

كتاب الغروندريسه النسخة الإنجليزية، ص 43-44

فيما يتعلق بالفنون، من المعروف ان فترات معينة من فترات ازدهارها حدثت دون أي تناسب مع مستوى التطور العام للمجتمع، وبالتالي وأيضا دون تناسب مع مستوى الأسس المادية والبنية الهيكلية التي كانت عليه مؤسساته. على سبيل المثال، الاغريق مقارنة بالعصر الحديث ومع شكسبير أيضا. وانه لمن المتعارف عليه ان اشكالا معينة من الفن، الملحمي على سبيل المثال، لم يعد بالإمكان انتاجها بمثل ذلك الأثر التأسيسي الذي كان لها من رفعة كلاسيكية ما أن يبدأ انتاج الفن بوصفه هذا، وبكلمات أخرى فإن اشكالا محددة جليلة في عالم الفنون ممكنة فقط في مراحل بدايات التطور الفنيّ. وإذا ما كانت الحال كهذه فيما يخص العلاقات بين اشكال الفنون المختلفة في مجال الفن فسيشكل الأمر معضلة أقل في حالة العلاقات بين {هذا} المجال بكليته والتطور العام للمجتمع. تنشأ الصعوبة فقط عند الصياغة العامة لمجمل هذه التناقضات وحالما يتم تحديدها فإنها ستتضح حينها.

لنتناول على سبيل المثال الفن الاغريقي وبعده شكسبير حتى عصرنا الحالي. من المعروف جيدا أن الميثولوجيا الاغريقية لا تشكل ترسانة الفن الاغريقي فقط بل أيضا قوامه المؤسس. هل من الممكن لصورة الطبيعة وللعلاقات الاجتماعية التي تتأسس عليها المخيلة الاغريقية وبالتالي [الميثولوجيا] الاغريقية أن تتوافق مع نول الغزل ذاتي الحركة وسكة الحديد والقاطرة والتلغراف الكهربائي؟ ما هي حظوظ فولكانوس(1) ضد روبرت وشركاه(2)، وما هي حظوظ جوبيتر(3) امام مانعة الصواعق؟ أو حظوظ هرمس (4) امام موبيليه كريديت(5)؟ تقهر الميثولوجيا وتهيمن على قوى الطبيعة فتشكلها في المخيلة وبواسطة المخيلة ولهذا فإنها سوف تتلاشى بحلول السيادة الحقيقية عليها.



وما الذي تستطيعه فاما (6) مقارنة بمجمع دار الطباعة (-print-ing House Square) ؟ (7). يفترض الفن الاغريقي مسبقا وجود ميثولوجيا إغريقية، أي أن المخيلة الشعبية قد اعادت صياغة الطبيعة والمجتمع بطريقة فنية لا-واعية. إن هذا هو ما يشكل مادتها الخام، وليس اية ميثولوجيا متاحة، أي ليس أنه قد تم اختيار إعادة صياغة الطبيعة بشكل فني لاواعي (والطبيعة تعني هنا كل ما هو موضوعي بما يتضمن الاجتماعي أيضا). فالميثولوجيا الفرعونية لا تستطيع ابدا ان تكون أساس الفن الاغريقي او بيت رحمه. لكنها تبقى ميثولوجيا في جميع الاحوال. وإذاً فإن درجة التطور الاجتماعي التي تستبعد الميثولوجيا وتستبعد جميع العلاقات المصاغة ميثولوجياً مع الطبيعة، تتطلب بالتالي من الفنان مخيلة لا تعتمد الميثولوجيا.

ومن جهة أخرى هل كان يمكن تصور أخيل بوجود البارود والرصاص؟ أو تصور الالياذة بوجود الصحافة المطبوعة ناهيك عن الات الطباعة؟ الا تغادر الأغاني وسير البطولة الخرافية سوية مع ربات الشعر عند حضور الواح الطباعة، أو لا تتلاشى بالتالي الشروط الضرورية للشعر الملحمي ايضا؟



ليست الصعوبة في فهم كيف أن الفنون الاغريقية والملحمية مرتبطة بتشكيلات محددة من اشكال التطور الاجتماعي. إن الصعوبة هي في فهم كيف انها لا زالت توفر لنا متعة فنية وكيف انها ومن منظور محدد مازالت تشكل نموذجا معياريا مُعجِزا.

لا يستطيع البالغ ان ينقلب طفلا، إذ سيكون عندها متصابيا. لكن الا يجد هو لذة في سذاجة الطفولة، أو لا يجب عليه أن يكدح من أجل إعادةِ انتاج حقيقة هذه السذاجة الطفولية على مستوى أعلى؟ الا تُبعث السجايا الحقيقية لكل حقبة زمنية حيةً في طبائع أطفالها؟ وهل يمكن لمرحلة الطفولة التاريخية للإنسانية وهي مرحلة انبعاثها الأكثر جمالا، والتي لن تعود ابدا، الا تجيّر سحرها الابدي؟ هنالك أطفال جامحون وهنالك أطفال مبكرو النضوج. وعديد من الشعوب القديمة تنتمي لهذا التصنيف. كان الاغريق أطفالا عاديين. إن الفتنة التي توجد لفنهم علينا لا تتناقض مع المرحلة البدائية لتطورهم الاجتماعي التي نما فيها هذا الفن، بل انه بالأحرى ثمرتها، ترتبط عراه التي لا تنفصم مع حقيقة أن تلك الشروط الفجة التي تفتح فيها والتي ما كان له الا ان يتفتح بها وحدها، لن تعود ابدا.





//هوامش

فولكانوس، إله النار في الميثولوجيا الرومانية ويعود أصله إلى هيفيستوس إله النار والحدادة في الميثولوجيا الإغريقية.
روبرت وشركاه، أحد اهم مهندسين الأليات البريطانيين ومؤسس لشركات باسمه في القرن التاسع عشر.


جوبيتر الروماني، أو زيوس الاغريقي، أكبر الآلهة وهو أيضا إله السماء والبرق.
هرمس، خادم زيوس الخاص وهو أيضا إله التجارة والابتكار.
Crédit Mobilier، شركة بنكية فرنسية كبيرة وواحدة من اهم مؤسسات الاستثمار على مستوى العالم في القرن التاسع عشر.
فاما، Fame ، ربة الشهرة والشائعات وتوصف بأنها مؤسسة الاتصالات وحاملة رسائل زيوس.
-print-ing House Square مجمع دار الطباعة، حي من احياء لندن القرن التاسع عشر كانت فيه دار الطباعة الملكية وكذلك دار نشر جريدة التايمز اللندنية.



#هشام_روحانا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة وبنيتها، من أجل اللحظة اللينينية (1-2)
- ماركس وروسيا البحث عن ثورة (4-4)
- ماركس وروسيا البحث عن ثورة (3)
- ماركس وروسيا، البحث عن ثورة (2)
- ماركس وروسيا
- سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر في كوبا
- المأثرة الكوبية
- -عشرٌ- من الوصايا الليبرالية لليساري المبتدئ!
- باتمان، المأزق الأيديولوجي للرأسمالية المعاصرة
- كيف يتكلم التابع؟؛ مقابلة مع فيفك تشيبر
- دراكولا: -عاجلا أم آجلا سينتصر العطش-
- Viva la FIFA
- أفكار نحو علم جمال للسينما - جورج لوكاتش
- أحمد فؤاد نجم، ماركسيا
- مدخل لبعض مفاهيم التحليل النفسي في النقد السينمائي
- التأويل مقابل الشكلانية - سلافوي جيجيك
- عظمة لينين - ليبقى الأمر فيما بيننا: إذا ما اغتالوني...
- إقتنص النهار: ميراث لينين - سلافوي جيجيك
- خيار لينين - سلافوي جيجيك
- أفكار نحو علم جمال للسينما (*) - جورج لوكاتش


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام روحانا - ماركس، حول الفن الاغريقي