كل يوم كتاب؛ دفاتر فلسطينية معاصرة

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 02:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

#كل_يوم_كتاب
دفاتر فلسطينية معاصرة
دفاتر فلسطينية معاصرة(الوطني والقومي واليساري، مسار ومصائر)، كتاب لعلي بدوان يقع على متن ١٦٢ من القطع المتوسط وهو من اصدارات دار العراب للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق سنة ٢٠١٨.

الكتاب عبارة عن دراسة مختصرة ومركزة لسيرة ومسيرة العديد من فصائل وقوى الثورة الفلسطينية، وهي دراسة تسهم في حفظ وتوثيق مسيرة النضال الفلسطيني وحفظه من التحريف والتخريف.

الكتاب وان جاء موجزا إلا انه يشكل مادة وطنية وتنظيمة دسمة يجوز الرجوع اليها والاتكاء عليها كمصدر موثوق، فالكاتب موضوعي الى حد كبير ويبتعد عن الهمز والغمز او التجريح (لاسباب وطنية محضة في بعض الظروف ولاسباب تتعلق بالجغرافيا السياسية في ظروف اخرى).

الكتاب يشكل مادة معرفية عامة ومقتضبة، لكنها مركزة ومكثفة، وهي تقوم مقام قارع الجرس في هذا المضمار، ولمن اراد الاستزادة والشمول عليه الرجوع الى سيل المعارف والكتب والمراجع التي اهتمت بهذا المجال، مثل يزيد صايغ في كتابه الكفاح المسلح والبحث عن الدولة، وكتاب دليل حركة المقاومة الفلسطينية لغازي خورشيد وكتاب منظمة تحت المجهر لهيلينا كوبان وكتاب الفلسطينييون شعبا كزافييه بارون، وكتاب المسار الصعب(المقاومة الفلسطينية منظماتها اشخاصها علاقاتها) لرياض نجيب الريس ودنيا حبيب نحاس، وكتاب المقاومة الفلسطينية لجيرار شاليان، وكتاب زياد ابو عمرو الحركات السياسية في غزة، وكتاب فتح البداية والفصائل الاخرى التأسيس والانشقاقات لمحمود الناطور، ومجموعة سلسلة واصدارات عمر ابو النصر، والمقاومة في قطاع غزة ١٩٦٧ حتى ١٩٨٥ لمحمد خالد الازعر، وكتاب حلقة مفقودة من كفاح الشعب الفلسطيني ، الكتيبة ١٤١ فدائيون ليونس الكتري، بالاضافة الى ماورد في هذا الموضوع في الموسوعة الفلسطينية ١١ جزء، وبالاضافة الى ما ورد ايضا في موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية تحرير محمد اشتية، وبالاضافة لما ورد في موسوعة العميد عبدالرزاق محمد اسود، وبعض الكتيبات والدراسات التنظيمية الصادرة عن حركة فتح، وبالاضافة الى الكتابين الاخرين للكاتب نفسه في هذا المجال(صفحات من تاريخ الكفاح الفلسطيني، العنب والرصاص).

في هذا الكتاب المكون من ثلاث اجزاء يتناول الكاتب وبصورة مختصرة ثلاثة فصائل وقوى، الشيوعي، جبهة النضال الشعبي، جبهة التحرير الفلسطينية.

وبحيث يتناول الكاتب في الجزء الاول من ص ٧ وحتى ٩٨ الحركة الشيوعية في فلسطين قبل النكبة من البدايات والتأسيس الى التعريب الى عصبة التحرر الوطني في فلسطين، ثم يتناول الحركة الشيوعية الفلسطينية بعد النكبة فيتناولها من حيث جغرافيا وجودها(الداخل، الضفة، القطاع) ثم يتطرق الى نظرة الحزب للعمل الفدائي المسلح، مع التطرق لابرز الاسماء والمناضلين والمؤسسين للحزب الشيوعي عبر مراحله المختلفة، مع التعرض لابرز صور نضالاته واوجهها واستعراض المراحل المعقدة في العمل وتضارب الافكار والتي سرعان ما ادت لكثير من الانشقاقات والشرذمات، كما لا يفوت الكاتب تقديم وجهة نظر الحزب وقيادته من المحطات المفصلية في مسيرة القضية الفلسطينية، وقد احسن الكاتب ايراد هذه المواقف واجاد عرضها ضمن سياسة النص والتدليل على الموقف وتوثيقها وحفظه في التاريخ، وهي في كثير منها مواقف مخزية ومخجلة بالنسبة للقضية الفلسطينية.

الجزء الثاني من ص ٩٩ وحتى ١٣٠ ،وفيه يتناول الكاتب جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فيتطرق للتأسيس وللهوية الفكرية والسياسية وللجانب التنظيمي للجبهة، مستعرضا مسارها في منظمة التحرير ومع بعض الاطلالة السريعة على اسهاماتها في الكفاح المسلح ضد الاحتلال، مع التوقف عند ابرز المحطات في تاريخ الجبهة.

الجزء الثالث من ص ١٣٠ وحتى ص ١٦٢ ، وفيه يتحدث الكاتب عن جبهة التحرير الفلسطينية ، وفي هذا الفصل يتطرق الكاتب لصورة ذلك التعارض والانشقاق من حيث ترسيم العنوان واعلان قيام جبهة التحرير، كما يتطرق الى جبهة التحرير ودورها في الكفاح المسلح، ثم يتحدث عن واقع جبهة التحرير وموقفها من اوسلو، ويختم حديثه بإستحضار اهم المحطات في مسيرة جبهة التحرير الفلسطينية.

الكتاب فيه شهادات قيمة تحصل عليها الكاتب من افواه اصحابها مباشرة، وهي تشكل اضافة جديدة في هذا المضمار ومادة جيدة تضاف الى المكتبة الفلسطينية ويبنى عليها، وهذا الكتاب مع ما جاء فيه ومع ما سبقه من مؤلفات للكاتب علي بدوان تجعلنا نتلمس فيه كل الخير والوطنية الصادقة والانتماء الصرف لفلسطين وقضيتها.

علي بدوان في هذا الكتاب وغيره يكشف لنا عن نموذج اخر للفلسطيني الحريص على التوثيق والتدوين، علي بدوان هو ابن مخيم اليرموك وهو ذلك الفلسطيني الذي استطاع ان ينهض من رماد النكبة مرة بعد اخرى، وان يرفع الراية في حين نُكست رايات وانهزمت أخرى.

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل