أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ البيت الثالث














المزيد.....

كل يوم كتاب؛ البيت الثالث


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 11 - 20:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


#كل_يوم_كتاب
البيت الثالث
رواية لصالح ابو لبن وهي كتاب من القطع المتوسط تقع على متن ٢٩٠ صفحة من اصدارات وزارة الثقافة في فلسطين ضمن برنامج من سلسلة السجون سنة ٢٠١٣.

نحن امام عمل متعدد الاجناس فهو نص سردي يحمل صفة الرواية والسيرة الذاتية واليوميات في تداخل جميل تفرضه طبيعة الاشياء في فلسطين. فالبيت الثالث عمل ادبي متعدد الاوصاف والاشكال، فمن الجائز تسميته بالرواية او السيرة الذاتية او شهادة على عصر كاتبها او نصا سرديا او تسجيليا او يوميات، فهي كل ذلك واكثر.

الرواية وعبر بطلها صابر والذي لا يخلو اسمه من الدلالات؛ تتناول سيرة البطل صابر ابن مخيم الدهيشة وهو اللاجيء من زكريا،وهي سيرة فردية تأخذ في كل تفاصيلها سيرة ومسيرة الشعب الفلسطيني ونضالاته عبر محطات متعددة، وقد نجح الكاتب بالتعرض لهذه المحطات وتسليط الضوء على ما كان معايشا لها هو او عائلته، لذلك نجحت هذه الرواية في ان تنال صفة اليوميات ايضا.

هذه الرواية وعبر تلك المحطات والتي نجح الكاتب بنقلها وتوثيقها وتسجيلها، وكأنه كان ممسكا بكاميرا ذكية، بحيث نجحت الكاميرا في التقاط اهم الصور المتسلسلة لاهم الاحداث التي مر بها الكاتب وعائلته منذ النكبة وتهديم زكريا وحتى انتفاضة الاقصى ومحاصرة كنيسة المهد.

فتجد الكاتب او الكاميرا قد ابتدأت بالتقاط صور النكبة والتهجير من قرية زكريا عبر صيغ حوار ذاتي بهدف استرجاع الذكريات وعلى لسان الاب والام تارة وعلى صورة ذكريات ومواقف تارة اخرى.

وتستمر الكاميرا بالتقاط الصور للمخيم وتفاصيله وتنجح بتصوير النكسة والانطلاقة والفدائيين وعبورهم النهر ودورياتهم المتعددة وخلايا التنظيم في المخيم وصولا للاعتقال في سجون الاحتلال والتحرير منه بموجب صفقات المبادلة مع منظمة التحرير، ويستمر شريط الذكريات بالاستعادة، وتستمر الكاميرا بالتقاط تلك التفاصيل وصولا للانتفاضة الاولى والثانية والمداهمة التي قامت بها قوات الاحتلال لمقر لجنة الطواريء في مبنى البلدية في بيت لحم.

الرواية نجحت في ان تكون وثيقة جرم وادانة لممارسات وفظائع وجرائم الاحتلال عبر محطات متعددة من الاعتقال والتعذيب والمحاصرة والاغلاق ومنع التجول والقتل بدم بارد ومصادرة الاراضي وهدم البيوت وملاحقة الاطفال وترويع الناس....، حيث نجحت الرواية في تقديم شهادة حية على احداث حقيقية وموثقة عن تلك الجرائم، وهي جرائم لا تتقادم بمرور الزمن. وقد جاء الكتاب في هذا المضمار مكملا لجهود اخرى بذلت في سبيل تصوير وتسجيل وتوثيق صور كل تلك الوقائع والفظائع التي يمارسها الاحتلال.

الرواية جائت لتسجل رحلة كفاح لاسرة ومخيم وقرية ومدينة، ولتلخص قصة شعب ونضاله المستمر، وفي قصة اسرة وبطولاتها من مرحلة لاخرى في مواجهة مستمرة لا تنتهي إلا بأنتهاء الاحتلال. وهذه الرواية التي جائت صفحاتها لتروي ملحمة شعب في مواجهة المحتل منذ النكبة وصولا لاجتياح كنيسة المهد في احدى جوانبها ما هي إلا تأكيد على ديمومة الثورة حتى النصر.

الرواية حديث عن المخيم وتفاصيله وذكرياته من المقاومة الاولى والخلية الاولى واول الشهداء وحاياهم الى زمن الانتفاضة الاولى والثانية وحتى اجتياح بيت لحم ومحاصرة كنيسة المهد.

الرواية تقدم خلاصة تجارب ومراجعة قيمة ونقد ذاتي وبناء لسلوك المقاومة بغية تطويرها نحو الافضل وتلافي السلبيات في المستقبل، لان طبيعة الصراع مستمرة ولن تنتهي وهو ما تبوح به الايام باستمرار وهو ما ذهبت اليه سطور الرواية، ولم يغب عن بال الكاتب وهو المناضل وصاحب التجربة والباع الطويل من تسليط الضوء على بعض التجارب واستقاء الدروس والعبر منها، والكلام هنا لم يكن عابرا او مرسلا، بل نجح الكاتب في استحضار العديد من الدروس والتجارب الحية والتي اوردها في الكتاب، وفي هذا الكتاب العديد من القضايا التي طرحها الكاتب والتي تستحق النقاش وان تعاد قراءاتها من جديد وبروية وتأني، لان من لا يحسن قراءة واقعه لا يمكنه ان يستشرف مستقبله.

الرواية بإسمها الجاذب تقدم احدى وثائق الجرم والادانة تجاه الاحتلال وممارساته، فهي وعبر هذا العنوان واثناء محاولتك الامساك بتلابيب النص بغية فك احجيته واولها: كيفية مجيء الاسم واسبابه، تجد نفسك امام بيت لمناضلين ومن اسرة مناضلة هدم من قبل الاحتلال ثلاث مرات في فترات متباعدة اولها بيت العائلة الاول الذي دمره الاحتلال تماما في زكريا... والببت الثاني نسفه الجيش الاسرائيلي في المخيم، وها نحن والقراء نقف في الصفحة ١٠٥ امام نفس الخطر ونتابع بين السطور المصيبة التي ستقع بالبيت الثالث.

كان وراء كل هدم للبيوت الثلاث قصة بطولية تستحق ان تبقى وان تأخذ مكانها كشهادة عز وافتخار على نضال هذه العائلة من ناحية، وكوثيقة جرم وادانة للمحتل وادواته من ناحية اخرى.

البيت الثالث؛ خلاصة تجربة ومسيرة نضالية لشعب في صورة اسرة تعرف انها ملح الارض وبارود الثورة، ومسلحة بجذورها الضاربة في عمق هذا الوطن والتاريخ، في مواجهة اصحاب الخرافة والاساطير القادمين من سطور التاريخ المزيفة المسلحة بالبندقية والدبابة والطائرة وكل ادوات الاقتلاع والقتل والدمار.

البيت الثالث قصص وصور ومحطات لوطن وابنائه وصراعه المفتوح مع المحتل الممتد من الصراع على الرواية الى الصراع على الارض، صراع متعدد الاشكال والوجوه ومفتوح مع محتل لا يشبهه شيء في السوء والقبح سوى الاحتلال نفسه، البيت الثالث لا يقدم حلولا للانتصار عليه، لكنه نجح في قرع جدار الخزان وفي طرح العديد من القضايا والمشاكل على طاولة البحث والنقاش، ونجح في وضعنا بإقتدار على اعتاب الدرجة الاولى وتزويدنا بالفكرة الاولى تجاه القضية الاولى:"لا تمت قبل ان تكون ندا".



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم كتاب؛ السيرة والمسيرة مذكرات سليم الزعنون ابو الاديب
- كل يوم كتاب؛ دفاتر الثورة الفلسطينية، دفاتر الفتح، فاروق الق ...
- كل يوم كتاب؛ طريق الخيّالة
- كل يوم كتاب؛ نهاوند
- كل يوم كتاب؛ ترويض النسر
- كل يوم كتاب؛ حكايات من اللجوء الفلسطيني
- كل يوم كتاب؛ ازهار واشواك مذكرات ضابط فلسطيني
- كل يوم كتاب؛ المسكوبية
- كل يوم كتاب؛ 60 مليون زهرة
- كل يوم كتاب؛ الرحلة الاصعب
- كل يوم كتاب؛ رحلة جبلية...رحلة صعبة
- كل يوم كتاب؛ غربة الراعي
- كل يوم كتاب؛ البندقية وغصن الزيتون
- كل يوم كتاب، قواعد الشيوخ ١٩٦٨١ ...
- كل يوم كتاب ، من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة
- كل يوم كتاب؛ ماجد ابو شرار، مشروع النهوض الوطني الفلسطيني
- كل يوم كتاب ، سيرة الأرجوان والحبر الثوري
- مكان مؤقت، سيرة الجنرال المخيم والاعتقال
- مخيم البقعة؛ صور من ماضٍ منكسر
- شمايزر وشداد وجان جينيه؛ ذكريات تروي تاريخ المخيم


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ البيت الثالث