أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - الأسلوب ما يجب أن يتغير راهناً














المزيد.....

الأسلوب ما يجب أن يتغير راهناً


سعد كموني
كاتب وباحث

(Saad Kammouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 11 - 07:53
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لم يمرّ يومٌ كانت فيه الحاجة إلى التغيير ماسّةً إلى هذا الحد ، مثلما هي اليوم، مع التأكيد ‏أن التغيير لا يمكن أن يكون شكلياً، ولن ينجحَ ما لم يكن شاملاً كل آليات النظر والتفكير في ‏القضايا التي اقتضت التغيير.‏
ولن ندعَ هذه الملاحظةَ لتكون صرخةً استفزازية لأصحاب المصلحة بالتغيير، فهم يخافون ‏من كلمة "شاملا" لظنّهم أنَّ المقصود بذلك معتقداتهم وجملة القيم التي يحسبونها الأسمى في ‏تقديم هويتهم؛ فهذا الأمر له مجال للنقاش في غير سياق.‏
المقصودُ في مفردة "شاملاً" هو الأسلوب الذي نعاين به مشكلاتنا، فهو أسلوب خاضع ‏لجملة العناصر التي تكوّن عقولنا، ومنها ما هو موروثٌ، وليس كل موروثٍ معرقلاً للتغيير، ‏ومنها ما هو مستجلبٌ، وليس كلُّ مستجلبٍ مناقضاً للهوية.‏
فالأسلوب الذي نعاين به مشكلة الكورونا في بلدنا لبنان، إنما هو خاضعٌ في سيرورته لما ‏تحتويه عقولنا من مرجعيات قبَليَّةٍ صراعية، ترى الآخر علّةً لكلّ علّة، ولا يمكن أن يخطر في ‏البال إمكان تحميلِ الذات شيئاً من المسؤوليّة، فالقبيلة التي تنعم بما يأتيها من فساد قبيلةٍ أخرى ‏لا يمكن أن تراها علّةً لأيّ مشكلة، بل هي القبيلةُ المثلى. بينما القبيلة التي تنافس الأخرى على ‏فكرةٍ أو مغنم تراها علّةَ منطقيّة.‏
هل يمكن أن يتغيّر هذا الأسلوب، من دون تغيير محتوياتنا القبلية؟!‏
نعم، ممكن إذا سألنا أنفسنا سؤالاً واحداً :" ماذا نستفيد إذا حمَّلْنا الآخرَ مسؤولية انتشار ‏الوباء"؟؟ عندها يكون الأسلوب المعقولُ هو الذي نتوخى به التخلّصَ من الأخطار، وذاك بالتزام ‏التعاميم والتوجيهات الصادرة عن الجهات المعنيّة بغض النظر عن قربنا منهم أو بعدنا. صحيح ‏أنه دون ذلك معاناةٌ شديدة مع النفس التي ترسخت فيها العداوات المجانية، مرات نحن ضد الآخر ‏فقط لأنه آخر، ومرات لأسباب موروثة، ومرات لأننا نعارضه في توجهاته وخياراته؛ إلا أن ‏المرض أو الوباء لا يتطلبُ شيئاً من هذا لنكون جديين في التعامل معهما، بل يتطلب أسلوباً يثقُ ‏بالنظر إلى الواقع نظرةً موضوعيّة، ويتدخلُ بهدف التصويب أو الترشيد أو التعزيز، كما يثقُ ‏بالنظر إلى حجم الأخطار المتأتي من إهمال الموضوعية، ومحاولة تلافي ذلك ليست بالأمر ‏الهيّن إذا ما عاندنا التوجيهات والإرشادات. كما يثق بمصادر المعلومات إذا توافرت مصادر ‏مختصّة وتستحق الثقة، لأنّ المشكلةَ الآن هي في فقدان الثقة تماماً بهذه المصادر، وعندما تغيب ‏الثقةُ تكون الكارثةُ كبيرةً على الأسلوب وعلى الناضجين قبل سواهم.‏
إذن، التغيير ممكن، إذا ما قررنا أن نتعافى، أو قررنا أن نكون جادين متماسكين في ‏مواجهة هذه الجائحة. فالقادم إلى أهله من بلاد الاغتراب من حقه أن يأتي وإن كان مصابا، لأيّ ‏قبيلةٍ انتمى. ومن واجب الدولة أن توفر له هذا الحقّ، وهي ملزمةٌ بأن تحجره وأن تحول بينه ‏وبين أقاربه حتى يبرأ من إصابته، أو حتى لا تثبت الإصابة. وليس لي أن أحتسبه وأهله وبلدته ‏ومنطقته من الأعداء الذين غزوا بلادنا بهذه الجائحة البغيضة. ‏



#سعد_كموني (هاشتاغ)       Saad_Kammouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيء يستدعي الثقة
- نحن فاعل هلاكنا
- لن نستفيد من عزلتنا
- لن نأسف على شيء
- يتوقعون ما يرغبون به
- الإيمان ليس مرادفاً للجهل
- ليس الإنسان ضعيفا
- لا بد من ثورة تقدمية
- الوحش ليس شكلاً بل مضمون
- كورونا والثورة
- أنت المسؤول
- تهافت التأويل العلمي عند زغلول نجار وآخرين


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شنها غارات -واسعة النطاق- على مواقع عسكرية في إ ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف مركز استخبارات إسرائيلي رداً على ا ...
- +++ دخول الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران يومها الرابع++ ...
- إذاعة -يوم القيامة- تبث رسالة جديدة غامضة وسط الصراع الإسرائ ...
- إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلف ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية تصب الزيت على نار الحرب المدمرة بين ...
- الجيش الإسرائيلي يشن هجمات استباقية على منصات صواريخ إيرانية ...
- مستشار خامنئي يهدد بحرمان دول المنطقة من استخدام المنشآت الن ...
- إيران: هذا شرطنا للعودة إلى الدبلوماسية
- هجمات ليلية جديدة.. غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - الأسلوب ما يجب أن يتغير راهناً