أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - يتوقعون ما يرغبون به














المزيد.....

يتوقعون ما يرغبون به


سعد كموني
كاتب وباحث

(Saad Kammouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 02:41
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


إنّ أكثر ما يربك في هذه الأيام ، هو كثرة الكلام على عالم ما بعد كورونا. صحيحٌ أنّ ‏هناك دراسات استشرافيّةً علميّةً تستحق التقدير، وهي لا تضير في شيء بل تضيء الطريقَ إلى ‏توقعاتٍ ممكنة. وليست هي المقصودة في كلامنا على ضير التوقعات، بل لها ولأصحابها ‏التقدير والامتنان.‏
إذن؛ ما يعنينا هي تلك المقالات أو المقولات التي تعكس موقفاً كان كامناً ويتحين مناسبةً ‏لإطلاقه، ليقول لنا قد أثبتت النظم الديمقراطية أنّها عاجزةٌ عن حماية مواطنيها، وباتت النظم ‏الشمولية المركزية أكثر كفاءةً في محاصرة الوباء. أو إنّ القادم بعد كورونا سيجعل العالم أكثر ‏أماناً أو أكثر اضطرابا وقلقا. وهناك من يتوقع انسحاب أديان من المشهد الحياتي، وليس مجردَ ‏انسحاب بل يتوقع أن تنهار مكسوفةً فوق ركام معتقداتها ومعتقديها. كما يتوقع البعض أنّ ‏المشاريع النهضوية المتعثرة في بلادنا، ستؤول إلى الانكفاء الكلي، لتصبح فوق رفوف الماضي. ‏ومنهم مَنْ يراهن على نهضةٍ مرجعيتها الصين أو اليابان، أو تفتت الولايات المتحدة الأميريكية، ‏وعزلة بريطانيا وانهيار الاتحاد الأوروبي، وهكذا..... ‏
ومن أصحاب هذه المقالات مَن يعزز مقالته بكلمتين أو ثلاث كلمات عن الذكاء ‏الاصطناعي، والإنسان الآلي، والثورة الرقمية، كما لو أنه يستقوي علينا بغيبيات علوم ما بعد ‏الحداثة، حيث الاعتراف فقط بما هو مادي ربحيّ نفعي، بعيداً من أي قيمٍ من شأنها أن تحدّ من ‏التربّح تحت ذريعة ما يسمى الحلال والحرام، أو ما يسمى الضمير والواجب. فإذا اقتضى الربحُ ‏حرمان شعوب بأكملها؛ فلا بأس بذلك.‏
وتذهب بعض التوقعات إلى أن الإنسان الذي تكلمت عليه الأديان باعتباره في أحسن ‏تقويم، لن يبقى هو نفسه، فسيكون للإنسان تعريف آخر، ولو أغضب ذلك من أغضب.‏
ولا أقول هذا رفضاً لاستشراف المستقبل أو المستقبلات، بل حتى لا نضيّع البوصلة، ‏أقول إن مستقبلنا نحدده اليوم، فإذا كانت رؤيتنا للفايروس على أنه غضبٌ من الله أو امتحان ‏فإنّ غدنا سيكون امتداداً لهذه الرؤية، وإن كانت رؤيتنا له على أنه ظاهرة طبيعية لا تبالي ‏بمشاعرنا وعواطفنا ورغباتنا، فإنّ غدنا سيكون مهمّاً، بمقدار ما حفّز فينا هذا الفايروس من إرادة ‏التعلم، والإبداع، والسلام الاجتماعي. وإذا كانت رؤيتنا له على أنه مؤامرة إمبرياليّة، فإننا سنعيش ‏في غدٍ نجتهد فيه لإثبات صحة رؤيتنا، والردّ على من يعاندنا، يعني سنكون خارج العالم مرّةً ‏أخرى، وتكون هذه الظاهرة العظيمة قد انصرمت بلا أثر علينا وعلى آليات تفكيرنا، بل ربما تكون ‏حصتنا من آثارها أن يتعزز ركودنا، ويتقدّس فشلنا الحضاري.‏
لست عرّافاً لأرصد الغد، ولكنني أعرف أن الواقع يتطلّبُ منّا أن نتجاوب مع الضرورة التي ‏يمليها علينا، فنبادر إلى ثورةٍ في ما يضمن الأمن الصحيّ، والنفسي، والاجتماعي ونعيد ترتيب ‏الأولويات في هذا المجال، وإلى ثورة تعليميّةٍ تربويّة تضع نصب أعينها رفع مستوى النشاط ‏العلمي للمتعلم، وتحصينه بأخلاقيات التعلّم، وتمكينه من الحق بالوصول إلى المعلومة بلا مقابل. ‏ويقتضي ذلك حشد كل الخبرات والفلسفات والأفكار التي تمكّننا من ذلك، كما يقتضي الأمر أن ‏نبني ثقافةَ التسامح بوصفها مشروعا جريئاً على مكوناتنا المرَضيّة التي نزعم قداستها، كما يتطلّبُ ‏الأمر أن نكنس المواقع المتقدّمة تماماً، كي نحمي الأجيال القادمة من الجراثيم الطائفية والمذهبية ‏البغيضة.‏



#سعد_كموني (هاشتاغ)       Saad_Kammouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان ليس مرادفاً للجهل
- ليس الإنسان ضعيفا
- لا بد من ثورة تقدمية
- الوحش ليس شكلاً بل مضمون
- كورونا والثورة
- أنت المسؤول
- تهافت التأويل العلمي عند زغلول نجار وآخرين


المزيد.....




- -هل تثق في بوتين؟-.. فيديو كيف رد ترامب يثير تفاعلا
- -تم تحذيركم-.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة و ...
- تركيا.. احتجاجات في مرسين ضد استخدام مينائها لنقل أسلحة إلى ...
- الخارجية الصينية: ندعو إلى نزع السلاح النووي على أساس الأمن ...
- -الدوما- الروسي: تهديدات كييف بتنفيذ هجمات إرهابية تزامنا مع ...
- -واينت-: النيران التهمت نحو 19600 دونم في جبال القدس (صور+في ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - يتوقعون ما يرغبون به