أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - لن نأسف على شيء














المزيد.....

لن نأسف على شيء


سعد كموني
كاتب وباحث

(Saad Kammouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 10:56
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لفت انتباهي اليوم في إحدى الصحف قول الكاتبة الهندية المعروفة "أرونداتي روي":" لا ‏شيء يمكن أن يعود إلى طبيعته بعد الآن".‏
مع تقديري لمقدار الأسى الذي أتى بهذه العبارة، أُسائل الخلق أجمعين، هل كان شيء ‏على طبيعته في هذا العالم؟ ألا ليته لن يعود إلى ما كان عليه. لقد كنا في حضرة بيئةٍ منتهكة ‏وإنسانٍ تحيق به المذلّةُ الواضحة والمقنّعة، وكنا في حضرةِ أفكارٍ تزدري الأفكار، وخرافات تمتهن ‏العقول، ونفوسٍ تفرح أو تحزن طوعاً أو كرها، وعلوم متناسلةٍ إلى ما لا نهاية، وعقولٍ حائرةٍ ‏تحت جنازير الحاجات، ومختبرات علميّةٍ عالية الأداء في قبضة سماسرة الدم والمال ....‏
هل كان شيء على طبيعته لنتأسف عليه؟ هل نتأسف على العقل الذي لا يعترف بسكان ‏العالم إلا زبائنَ أو باعةً أو سماسرةً أو سلعاً، فلا مواطن ولا مواطنة؟ هل نتأسف على فلاسفةٍ ‏لهم تأثيرهم، يقولون بأن الحقيقة الوحيدةَ في هذا الكون هي في الشهوات والغرائز والرغبات ‏للاستمرار، أما الحبُّ فلا قيمة له وكذلك الصدق، والوفاء، والخير، والشر؟ أم نتأسف على كهنة ‏لا يرون في هذا العالم ما يستحق الاهتمام، لأنّ المملكة الحقيقية خارج هذا العالم، وهي خالصة ‏للصابرين والفقراء والمساكين والمنتظرين؟ أم نتأسف على المصانع التي ما توقفت يوماً عن إنتاج ‏العبودية والقهر وأكل حقوق العمال؟ أم على المزارع التي شربت من عرق الفلاحين لترد إليهم ‏الجميل ثمارا ملوثةً، ومهجنةً، وملعوباً بجيناتها؟ أم نتأسف على المدارس والجامعات التي ‏أخضعت العلم والتربية لسوق العمل بحجة الجدوى؟ أم نتأسف على الجيوش التي ما عادت ‏جيوشاً وطنية، بل جيوشٌ تحمي الحكومات وتبسط الأمن بهيبتها العظيمة وبساطير الضخمة، ‏لتصون التصفيق والهتاف؟ أم نتأسف على الحكومات التي نعلم كيف تتشكّلُ وأين تكمن كلمة ‏السرّ، ويكون همها نهب الأموال وتعب المواطنين؟ علام نتأسف يا سيدتي الرائعة، اعطيني شيئاً ‏كان في مكانه ولن يعود!‏
لم يكن شيءٌ في مكانه، ولا أحد كان، والذي كان يريد أن يكون في مكانه، يسحقه رأس ‏المال المتوحش، ويُلام لأنه لم يكن متطوراً كفايةً ليبقى. ‏
نعم، كانت الحياة تتطلّب منا أن نكون بمستوى تحدياتها، معرفةً وصحةً وهمّة، إلا أننا ‏نسعى في سبيل ذلك، بل كنا نسعى ونسعى، نرفع من كفاءاتنا، ونمضي لنرى من لم يكن في ‏العير ولا في النفير قد تبوّأَ الموقع الذي يحدد أين نكون، ويأخذنا من فشلٍ إلى فشل، ويسميه ‏نجاحا، ويتهمنا بالتقصير وعدم قدرتنا على معالجة المشكلات، ثم يزعم ـــ لإرضائناــــ أنّ الحظ لم ‏يكن لصالحنا، وظروفنا لم تكن مؤاتية، فيقنعنا بالقبول، وهو متصالح مع التحديات في مواجهتنا. ‏هل هذه هي الحياة؟ لا أفكر بنهاية للحياة، ولا أريد؛ بل يجب أن تكون كاتبتنا "أرونداتي روي" قد ‏رأت أننا على مشارف انتهاء حياة. ولكن هيهات، لست متشائما ولكن لست واهماً.‏
قال ول ديورانت "ولكن النهاية كانت على الدوام بداية". إذا نظرنا في واقع حالنا ومدى تأثره بهذه ‏الجائحة، أرى أننا أعجز من القفز إلى قاطرة البداية، وأعجز من أن نبقى في المحطة. فالمطلوب ‏كي نحدد مصيرنا نعرفه، ومكبوت فينا، ولن يخرج إلى الضوء حتى يتغير كل العالم. هل أكون ‏متشائماً إذن؟ أم متفائل؟ ‏



#سعد_كموني (هاشتاغ)       Saad_Kammouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتوقعون ما يرغبون به
- الإيمان ليس مرادفاً للجهل
- ليس الإنسان ضعيفا
- لا بد من ثورة تقدمية
- الوحش ليس شكلاً بل مضمون
- كورونا والثورة
- أنت المسؤول
- تهافت التأويل العلمي عند زغلول نجار وآخرين


المزيد.....




- -هل تثق في بوتين؟-.. فيديو كيف رد ترامب يثير تفاعلا
- -تم تحذيركم-.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة و ...
- تركيا.. احتجاجات في مرسين ضد استخدام مينائها لنقل أسلحة إلى ...
- الخارجية الصينية: ندعو إلى نزع السلاح النووي على أساس الأمن ...
- -الدوما- الروسي: تهديدات كييف بتنفيذ هجمات إرهابية تزامنا مع ...
- -واينت-: النيران التهمت نحو 19600 دونم في جبال القدس (صور+في ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - لن نأسف على شيء