أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الصالحي - الغابة والأشجار.. الأسرى والبنوك.. والاحتلال














المزيد.....

الغابة والأشجار.. الأسرى والبنوك.. والاحتلال


بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 6560 - 2020 / 5 / 10 - 18:04
المحور: القضية الفلسطينية
    




مرة أخرى تنشغل الساحة الوطنية بالقضية الاهم لدى شعبنا، قضية الاسرى والجرحى وعائلات الشهداء ،قضية الدفاع عن مشروعية النضال الوطني والرواية التاريخية والنضالية للشعب الفلسطيني، وقضية محاولة وصم نضال شعبنا وقواه الوطنية وشهدائه وجرحاه واسراه البواسل بـ"الإرهاب"، ومرة اخرى يتجلى ذلك في الحلقة الجديدة من هذه السلسلة فيما يتعلق بحسابات الاسرى وعائلات الشهداء والجرحى في البنوك الفلسطينية .

أولا: لابد من تصويب قاطع للمسألة حتى يمكن معالجتها ،وهذا التصويب يقوم على عدم السماح بتحويل التناقض في هذه القضية من كونه مع الاحتلال ،وبالتالي ينخرط الجميع في توحيد الموقف منه، الى تناقض بين البنوك وبين الاسرى وعائلاتهم وعائلات الشهداء، وهذا يعني وقف اجراءات البنوك بهذا الخصوص، ووقف اية اتهامات لها، الى حين توحيد موقف وطني شامل في التعامل مع هذا الخطر وذلك بمشاركة كل الاطراف، وهو امر لا يحتمل التأجيل وقد يكون مداه مع الاسف يومين او ثلاثة حتى لا نجد انفسنا جميعا في خضم وضع سيء بتحول هذا التناقض الى داخلنا بدلا من توحيد الجهد فيه ضد الاحتلال .

ثانيا: ان هذه القضية ليست قضية الاسرى والشهداء والجرحى ومؤسساتهم فحسب ،كما انها ليست قضية سلطة النقد او الجهاز المصرفي، بل قضية الشعب بأسره ولذلك فإنها قضية قرار سياسي اضافة الى طابعها الفني ،ومرجعية هذا القرار السياسي هي منظمة التحرير الفلسطينية بالتنسيق الكامل مع الحكومة الفلسطينية، وهي قضية بعيدة الأثر مرتبطة بتوصيف النضال الوطني ومرتبطة بكل أسرة فلسطينية، فيكاد كل بيت فلسطيني يتشارك بفخر وجود شهيد أو أسير أو جريح من بين ابنائه .

ثالثا: ضرورة التفريق الكبير عند أية معالجة بين الجانب المباشر للمشكلة في استمرار تلبية حقوق الأسرى وأسر الشهداء والجرحى في الحصول على مستحقاتهم المالية وهي قضية صارمة في التزام منظمة التحرير بها ،وقد تجلت في اكثر من موقف وتصريح من الرئيس ابو مازن ومن اللجنة التنفيذية ومن الحكومة وبين الحق في فتح الحسابات واستمرارها في البنوك لأبناء واسر الشهداء والأسرى والجرحى .

ان استسهال الخلط بين الأمرين بإغلاق حسابات كل من له صلة بالأسرى والشهداء والجرحى هو كارثة وطنية وأخلاقية وسياسية ،وهو عقاب جماعي غير مسبوق ،وهو ممارسة تنذر بتطبيق اسوأ ما في اجراءات العقوبات المستخدمة من الولايات المتحدة وغيرها تجاه المشمولين بقوائم "الإرهاب" ،على القطاع الواسع من أبناء شعبنا، وهي على كل الأحوال لن تنقذ البنوك من مطالبات يومية جديدة للقيام بأدوار ليست هي أدوارها ،كما انها قد تمتد لتشمل جوانب أخرى لا يوجد حصانة لأحد فيها سواء على مستوى الأفراد او المؤسسات .

وبسبب وجود فرق كبير بين ان يقوم البنك مثلا برفض استلام حوالة لحساب أحد عملائه تحسبا من إجراء معين ضده، وبين إغلاق حساب هذا العميل استنادا الى تصنيفه بـ"الإرهاب" فإن هذه القضية ترتدي اهميتها الكبرى وطنيا وقانونيا ،هذا بالاضافة الى انها تنفتح ايضا على واقع الخضوع لأوامر وتعريفات الجهة التي تقوم بهذا التصنيف، وهي هنا الاحتلال وعلى النقيض التام مع صاحبة الولاية القانونية على عمل البنوك ومصدر التعليمات لها وهي هنا سلطة النقد الفلسطينية والحكومة الفلسطينية، وإذا كان مفهوما خوف البنوك على مصالحها أمام هذا التحدي الذي وجدت نفسها فيه، إلا أن ذلك يؤكد أن مواجهة هذا التحدي لا يمكن أن يتم بمعزل عن جوهره المرتبط بالقضية ذاتها في تصنيف "الإرهاب"، وكذلك بمعزل عن حقيقة أن الطرف الأساسي في مواجهة هذا التحدي هو السلطة الفلسطينية ذاتها بما في ذلك في المسؤولية عن تأمين الحماية للبنوك أمام هذا التعسف الإسرائيلي .

ولهذا بالضبط يجب أن نرى الغابة خلف الأشجار ،وإذا كان الرئيس ابو مازن قد جدد الإعلان عن قرار منظمة التحرير بشأن الاتفاقات والعلاقات مع إسرائيل مع تصاعد الحديث الإسرائيلي عن الضم، فإن القضية التي نحن بصددها اليوم لا تقل الحاحية للإقدام على ذلك، لأنها ببساطة تتناول جوهر الحق المشروع لشعبنا في النضال ضد الاحتلال ورفض وصم ذلك بـ"الإرهاب"، ورفض خضوع مؤسساتنا للتعامل مع هذا التصنيف وللأوامر العسكرية الإسرائيلية بوصفه مصدر الولاية القانونية على الأرض الفلسطينية ، خاصة وأن تبعات هذا التصنيف لن تتوقف عند حدود ذلك فماذا لو امتد الأمر لاحقا ايضا لمنع حصول ذات الفئة على التأمين الصحي أو خدمة الاتصالات أو تأمين السيارة أو التملك ،أو كل الاجراءات الأخرى التي تمارس ضد المصنفين على قوائم "الإرهاب" في العالم .

إن القضية هنا اوسع بكثير من قضية مستحقات الأسرى وأسر الشهداء على الأهمية الكبرى لذلك، فهي قضية جوهر الرواية وجوهر الحق في النضال المشروع ضد الاحتلال، وينبغي علينا جميعا خوضها على هذا الأساس وهي تملي علينا الإسراع في الإقدام على ما يجب الإقدام عليه من تطبيق قرارات المركزي والوطني، وما قضية "الإرهاب" بحق الاسرى والشهداء إلا تعبير إضافي عن ضرورة ذلك، وهي بالمناسبة تمثل حتى وفق المصطلحات "التقليدية" التفاوضية، إجحافا في إحدى قضايا الحل النهائي ،فضلا عن كونها ايضاح جديد على ضرورة رؤية غابة الاحتلال والأبارتهايد خلف أشجار مظاهرها اليومية المتزايدة ..



#بسام_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرأة وإبداع الفكر، جرأة وإبداع النضال
- الحسابات الصغيرة تفشل الأهداف الكبيرة.. لقاء موسكو نموذجا
- بين المنارة وبرج إيفل‎ وبين الأبيض الذي يتوسط حراك الضمان و( ...
- المطلوب مبادرة سياسية فلسطينية عربية لشق الطريق لعملية سياسي ...
- نحن وقانون الضمان الاجتماعي
- كلمة أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي في اجتماع الم ...
- منظمة التحرير... الحصن الأخير ومنفذ التغيير
- اسرائيل استبدلت هدف المفاوضات من الارض مقابل السلام إلى (الس ...
- مرجعية الحكومة وسياساتها اولا
- الغابة الحقيقية خلف الأشجار
- الرؤية الصينية والدور الصيني
- نحن والمسألة السورية
- كي لا يصبح وزير خارجية قطر (الممثل الجديد للفلسطينيين)
- صياغة اولية في مراجعة الزامية لحماية الحقوق الثابتة لشعبنا
- كلمة تقدير ومحبة لروح د. جابي برامكي
- كل التحية للشعب المصري ومن اجل تعزيز الارادة الشعبية الفلسطي ...
- بسام الصالحي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ا ...
- الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات
- موقف الحزب من المفاوضات
- الارادة الدولية والمبادرة الفلسطينية الذاتية في مواجهة فشل ا ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الصالحي - الغابة والأشجار.. الأسرى والبنوك.. والاحتلال