أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بسام الصالحي - جرأة وإبداع الفكر، جرأة وإبداع النضال














المزيد.....

جرأة وإبداع الفكر، جرأة وإبداع النضال


بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 10:06
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



نحيي واياكم هذه الذكرى الخاصة تكريما وتقديرا لاسهامات رفيقنا العزيز، المتاضل والمفكر الثوري الكبير اميل توما.

ونقو م بذك في الوقت الذي تظهر التطورات صحة الكثير من القضايا التي ذهب اليها منذ وقت مبكر الرفيق اميل توما، فمن ناحية بات التعبير عن دور ومكانة الجماهير الفلسطينية داخل اسرائيل اكثر متانة وقوة سواء في الدفاع عن الهوية القومية او الحقوق المدنية والديموقراطية، وهي القضايا التي نادى بها وعمل وناضل من اجلها بقوة وابداع الرفيق اميل توما، والذي تعرض بسببها الى مضايقات شتى، وقد كان منذ وقت مبكر من اوائل ان لم يكن الاول ممن اثاروا الربط بين الحقوق القومية والمساواة.

ومن ناحية اخرى فان التطورات الاقليمية والدولية تظهر يوميا طبيعة الدور والوظيفة التي تؤديها اسرائيل في نطاق المصالح الاشمل للامبريالية العالمية، وخاصة الامريكية، والتشابك الكبير بين هذا الدور والوظيفة للحركة الصهيونية ولاسرائيل وبين الامبريالية الراعية لنشوئها وتكوينها واستمراريتها، ولا يغير من هذه الحقيقة وجود خصائص معينة باتت تمتلكها اسرائيل على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، بل انه لولا طبيعة هذا التشابك والدور ما تمكنت من امتلاك هذه الخصائص التي وفرها لها الدعم العسكري والاقتصادي والدولي الكبير من قبل الولايات المتحدة والدول الاوروبية الاخرى.

كما ان هذا الدور والذي يتلخص جوهره في مواجهة وقهر حقوق الشعب الفلسطيني من جهة، وحقوق وسبل تطور البلدان والشعوب العربية من جهة اخرى ظل مستمرا ولم ينتهي مع انتهاء حقبة الصراع مع مصر وعبد الناصر، بل هو متواصل في السعي للتامر على الشعوب والدول العربية وتحويلها الى دول (فاشلة)والحيلولة ة دون تطورها الاقتصادي والاجتماعي والعلمي.

وفي فضح جوهر هذا التشابك كانت الاطروحة الرئيسة التي عرضها في وقت مبكر وبصورة علمية وجدلية واعية المقكر الكبير اميل توما، وهي التي فتحت الباب لتعميقها وتطويرها امن قبل جيل اوسع من المفكرين والمؤرخين من مختف المشارب والتوجهات.

كما يتبين بوضوح شديد، مرات ومرات انه ولا التواطؤ الذي اظهرته اللرجعية العربية مع الامبريالية والصهيونية لما امكن تسهيل تمرير المشروع الصهيوني، واظهرت براهين اميل توما العلمية الدامغة جرأة وصحة هذا الاستخلاص كما اكدته ايضا كل المراجعات العلمية التاريخية الخاصة بنشأة وتطور القضية الفلسطينية، ويتبين اليوم ايضا ان مفاعيل هذا الاستخلاص لا تزال صحيحية، بل وتزداد انكشافا في ظل المحطات والمنعطفات الحاسمة.

ولا شك ان جرأة اميل توما الفكرية والنظرية وخياراته العملية والسياسية كانت صريحة وواضحة في معالجته الخاصة بواقع الحركة الوطنية الفلسطينة وتناقضاتها ومصالحها ومسؤوليتها ايضا في النتيجة التي ال اليها الصراع مع الحركة الصهيونية والنكبة، وهو الامر الذي لا يمكن التغاضي عن تبعاته حتى يومنا هذا.



ان اميل توما طور منهجا علميا في مراجعة وقراءة جذور وتطور القضية الفلسطينة، وضعه في مكانة متميزة عن اقرانه من المؤرخين الفلسطينيين والعرب الكبار، واتاح لاجيال من المفكرين ومن المناضلين احاطة اشمل في فهم طبيعة ومكونات هذا الصراع ووضع اليد على مكامن التشابك بين مركباته، وفي ذات السياق من منهج التحليل العلمي تناول تحليل وفهم الحركة القومية العربية.

غير ان اميل توما لم يفعل ذك من موقع المفكر النظري فقط، وقد كان ذك يكفيه، بل من موقع المثقف العضوي، الذي سعى بمثابرة لخوض النضال على الجبهة الفكرية في مواجهة (الهيمنة الثقافية) لفهم وقراءة التاريخ بما في ذلك زلزال ونكبة 1948 من جهة وللنضال مع الجماهير من اجل احداث التغييرات المطلوبة من الجهة الاخرى، وقد اثرى بذلك الساحة النضالية بدوره المبادر والمتميز الى جانب رفاقه في قيادة الحزب، كما اثرى الساحة الفكرية والادبية ضمن جيل من الكبار من رواد الابداع الفكري والادبي الفلسطيني، وممن اسهموا في ولادة مبدعين كبار باتوا علاما لا تغيب في فضاء الفكر والثقافة والفن والادب الفلسطيني والعربي والعالمي.



ان مدرسة الابداع الكبرى الممزوجة بالنضال اليومي التي باتت رمزا لتجربة الجماهير الفلسطينية داخل اسرائيل، والتي تخرج منها توفيق زياد واميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم، لا تكتمل لوحتها دون الركن الخاص والمميز لاسهامات اميل توما النظرية والعلمية لكتابة التاريخ وتفسيره، للقضية الفلسطينة ولفضح جوهر وطابع الحركة الصهيونية من جهة وللنضال من اجل تغيير ذلك عبر الالتحام بالحقوق الوطنية ومواجهة الصهيونية من الجهة الاخرى.

كل التقدير لرفاق ورفيقات اميل توما ولمعهد اميل توما الذي نتمنى له التقدم دائما، وكل الوفاء للذكرى الخالدة للرفيق اميل توما.



#بسام_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسابات الصغيرة تفشل الأهداف الكبيرة.. لقاء موسكو نموذجا
- بين المنارة وبرج إيفل‎ وبين الأبيض الذي يتوسط حراك الضمان و( ...
- المطلوب مبادرة سياسية فلسطينية عربية لشق الطريق لعملية سياسي ...
- نحن وقانون الضمان الاجتماعي
- كلمة أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي في اجتماع الم ...
- منظمة التحرير... الحصن الأخير ومنفذ التغيير
- اسرائيل استبدلت هدف المفاوضات من الارض مقابل السلام إلى (الس ...
- مرجعية الحكومة وسياساتها اولا
- الغابة الحقيقية خلف الأشجار
- الرؤية الصينية والدور الصيني
- نحن والمسألة السورية
- كي لا يصبح وزير خارجية قطر (الممثل الجديد للفلسطينيين)
- صياغة اولية في مراجعة الزامية لحماية الحقوق الثابتة لشعبنا
- كلمة تقدير ومحبة لروح د. جابي برامكي
- كل التحية للشعب المصري ومن اجل تعزيز الارادة الشعبية الفلسطي ...
- بسام الصالحي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ا ...
- الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات
- موقف الحزب من المفاوضات
- الارادة الدولية والمبادرة الفلسطينية الذاتية في مواجهة فشل ا ...
- بيان إلى الرأي العام


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بسام الصالحي - جرأة وإبداع الفكر، جرأة وإبداع النضال