زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 15:50
المحور:
المجتمع المدني
كنتُ وما زلتُ متفائلًا ، رغم الكورونا ، بل قلْ بسبب الكورونا ، فقد آمنت بأنّ هذه الغيمة الدّاكنة قد تُبكّت الضمائر ؛ كلّ الضمائر وترسم أمامها الحقّ بأجمل وأبهى صورة .
ولكنّ الأمر قد يكون صائبًا ومقبولًا لدى البعض ، لا عند حكومتنا المُوقّرة ، هذه الحكومة التي تكيل بمكياليْن فتنظر الى أحبائنا المواطنين اليهود بعين مفتوحة ومكحولة ، وتنظر لنا نحن الموطنين العرب بالعين الاخرى المُغمضة والعابسة أحيانًا أخرى.
كيف لا ؟! وتعويض الحكومة لسلطاتنا العربية المحليّة – رغم المآخذ الكثيرة والتي آخذها على تصرّف بعضها – لم يتجاوز هذا التعويض ال 55 مليونًا من الشواقل .
ويصرخ المواطنون العرب ، فضرائب الأرنونا التي تغذّي معظم ميزانياتنا قد تعطلّت وتجمّدت منذ أشهر بسبب الوبأ اللعين الذي أدّى الى ركود اقتصاديّ وشلل وبطالة وحمّى كورونية كاوية ...
يصرخون ولكن " لهم آذان ولا يسمعون " ، بل ويتعنّت القادة في حين يروحون يجودون بكرم هائل على سلطة محليّة يهودية واحدة بمبلغ يضارع ما قدّموه لكلّ السلطات العربية مجتمعةً.
أين العدل ؟
اين المراحم؟
اين الانسانيّة ؟
اين الديموقراطيّة التي يتغنّون بها صبحًا ومساءً ؟
والأهمّ اين مخافة الربّ ؟
ألا يريد الانسان أن يتعلّم أن الظُّلم ظالم وأنه خطيئة خاطئة ، وأن الانسان والمواطن أيًّا كان لونه ومعتقده وقوميته هو على صورة الله ومثاله.
إنّ الإضراب المفتوح والذي اعلنته وأقرّته بالامس اللجنة القطرية بُعيد الغبن الواقع هو صائب وأكثر ، ويحتاج الى دعمٍ شعبيٍّ وجماهيريّ بل وايضًا الى صلاة حارة للربّ كيما يفتح عيون وقلوب حكومتنا فتضحي لحمية بعد ان كانت حجرية .
للحقيقة أقول : بأنّني قررت منذ زمن ألّا اتدخّل أوأغوص في معمعان السياسة ، ولكنّ " الغضب المقدّس " شدّني في هذه المرّة ايضًا لأقول بالفم الملآن :
كفى... تعبنا ضقنا ذرعًا من التفرقة الواضحة والجلية .
كفى ... عودوا الى انسانيتكم ، فالحياة كما قال حكيمنا جميعًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة : " باطل الأباطيل، الكلّ باطل وقبض الريح"
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟