أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلوى فاروق رمضان - هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر













المزيد.....

هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 23:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فى ثقافتنا العربية ( إذا كانت المرأة أمينة ووفية وصادقة ومجتهدة ومخلصة ) كل هذا لا يهم إذا لم تولد بغشاء بكارة او تمزق بسبب ممارسة رياضة عنيفة , ستنهال عليها الإتهامات فى شرفها وممكن أن تصل الى درجة القتل , فكثير من النساء قتلوا وبعد قتلهن تم الكشف عليهن ووجدوهن عذارى , فمجرد عدم إمتلاكها لغشاء ستُقتل بالجريمة المعروفة (جريمة شرف ) . هل كل هذا دفاعا عن الاخلاق ؟ هل الشرف الملخص فى غشاء له اى علاقة بالأخلاق ؟ فلنبحث فى ادبياتنا الشعبية قليلا نرى مثلا اغنية تقال فى مناسبة الزواج ( قولو لأبوها إن كان جعان يتعشي ) أي أن الأب جالس متوتر ينتظر نتيجة فض بكارة ابنته ليرفع رأسه أمام الجيران والاهل , هذه البكارة التى ستقرر أن إبنته شريفة أم لا . الأمر حتما يستحق الدراسة , فكيف أن إبنتك أمامك طوال عمرها ومازلت تنتظر أن أحدهم سيقول لك شريفة أم لا ؟! هنا دليل واضح أن معنى الشرف عندنا ليس له علاقة بالأخلاق الحقيقية بل له علاقة بالمظهر . الأمر ليس متوقف على غشاء لنعرف أننا فقط نهتم بالمظهر فمثلا عندنا نقابة تُسمى (نقابة الأشراف ) هذه النقابة ينضم إليها من كان له نسب للبيت النبوي , هل رأيت أن مجرد نَسَب سيصبغ عليك الشرف ؟! وكثيرا ماكانت تصادفنا عند قراءة التاريخ العربي عبارة ( فلان كان من شرفاء مكة ) أى ذو وجاهة بها كل هذا يجعلنا ندرك أن الشرف مظهر فقط . هذه المظهرية أنتجت لنا تناقضات كثيرة فى سلوكنا وإضطهادات كالإضطهاد التى تعانيه المرأة المطلقة أو الأرملة لإننا لخصنا الشرف فى غشاء رقيق أصبحت من فقدته ولو بعد الزواج مشكوك بها لأن فى تصورنا فقدت ما كان يكبح جماحها عن الرذيلة , لذا بعد أن أصبحت مطلقة أو أرملة فلا خوف عندها يكبحها , فأصبحت فى نظر المجتمع سهلة الإغواء , والفتاة العذباء إذا لم يوجد لديها أب أو أخ وظروفها جعلتها تعيش بمفردها ستتعرض لتنمر كبير لأننا لم ننظر إليها من البداية كعقل وإرادة بل عضو تناسلى يمتلكه رجل صاحب الوصاية عليه فهى بين نارين إذا عاشت لوحدها أصبحت مباحة وإذا طُلقت أصبحت موضع شك . ليس دليل أكبر على الهوس بالمظهرية مما فعله النائب ( إلهامى عجينة ) عام 2016 عندما طلب إخضاع طالبات الجامعات المصرية لكشوف عذرية دورية وفجائية ! أو تصميم على ختان الإناث من أجل العفة ! أصبحنا نُشَيء المرأةونفاضل حسب عذريتها فإنها إما ثَيب أو بكر ,عمّقنا كراهية إنجاب البنات ( يامخلف البنات ياشايل هم للممات ) ( البنت عار) ’ شرعنّا الإستبداد على أجساد النساء وبالتالى على حياتهن كاملة لأن شرف العائلة كلها مرتبط بها وليس مرتبط بسلوك كل فرد فيها .


فبالتالى ذرعنا إحساس النقص والوسواس القهرى عند النساء وإنعدام المسئولية والتحايل عند الشباب فهم مرفوع عنهم الحرج دوما ليس عندهم ما يفقدوه , فيطلقون غرائزهم بلا حياء يتحرشون بهذه ,يتحايلوا على هذه وإذا فُضح أمرهم فاللوم دوما على النساء . مفهوم ( المظهرية الأخلاقية ) أنتج لنا أيضا ظاهرة أُسميها ظاهرة ( البحث عن فضيحة ) دوما مجتمعاتنا شبقة للفضيحة , لا تسامح بل تجلد من أخطأ مننا مهما تاب , وعنواين الفيديوهات الاكثر مشاهدة ( شاهد فضيحة فلانة ) . هل كل هذا ناتج عن حب المجتمع حقا للأخلاق ؟! وأى أخلاق هذه فى تتبع فضائح الناس , بل هى المزايدة والمتاجرة فى مجتمع معنى الشرف فيه لُخص فى مظاهر او مجرد غشاء يمكن أن يُفقد بدون ذنب ,


فجعل عندنا إحساس أن كل واحد أقرب للفضيحة من غيره فنزايد ونزايد ونذبح ضحيتنا ليس لسبب فيها ولكن لنصرف النظر عنا . خلقت أيضا المظهرية إحساس الرجل بإنه نصف إلّه وهو المركز فنرى كثيرا من الرجال سهل عليهم الخوض فى العرض , فكلمة عاهرة ( شمال ) من أكثر الكلمات التى نسمعها فى شوارعنا .

لهذه المظهرية ومنتجاتها تطبيق عملى ( عبد الله الشريف ) هذا الشيخ فى بداية ظهروه أحب أن يستفاد من مظهرية الأخلاق قى مجتمعنا فأستغل لحيته وقال فيما معناه ( أن تكون ملتحى فهذا كافى الا تنظر الى اى بنت هذا قدرك ) أنظر كيف أن معنى الأخلاق عنده لُخص فى مظهر اللحية . لم يقل ان تحترم نفسك فلا تنظر الى النساء . أو انظر اليها بإحترام , ولكن اللحية عنده هى المانعة فى عدم نظره للنساء ! عندما وقع فى الفضيحة وهُتك ستره فأصبح الإحتماء فى مظهر اللحية ليس من مصلحته , فأختار مظهر اّخر يحتمى فيه فقال ( أنا راجل لا يهمنى ) ( أنا راجل أمشي مع 70 واحدة ) أحتمى فى كلمة أنا راجل لأنه يعلم يقينا إننا لا نحاسب الرجال على سلوكهم ونسمح لهم بالتسيٌب , الغريبة أن كثير من متابعيه قرروا الوقوف بجانبه لأنه يمثل مشروعهم بصرف النظر عن أخلاقه (فالغاية تبرر الوسيلة ) كلمة أنا راجل التى دافع بها عن نفسه هذا الشيخ أسمعها وكأن لسان حاله يقول لا تحاسبوننى كما تُحاسِب النساء . النسق القيمى فى أعرافنا كما هو واضح فى السابق ليس له أى علاقة بالأخلاق الحقيقية , بل هو نسق تكون من اجل ابتزاز بعضنا البعض , فمثلا المجتمع يمنع النساء من الصوت العالى والغضب ولكن يجيزها للرجال , يقيد ناس بأخلاق لا يتقيد بها الجميع فالأخلاق الحقيقية ليس فيها خلق للرجال وخلق للنساء ولكن هذه التفرقة من اجل تقييد المرأة فيطمئنون إنها نُزع منها حقها المشروع فى الغضب فلا تثور عند إنتهاكها . نسق قيمى جعل الناس يبتزون بعضهم بسهولة فمثلا المطالب بحرية النساء استجابة لضميره يُبتز بإنه يريد الوصول إليها وليس حريتها .
الخلاصة فى ظل المظهرية الاخلاقية ليس أحد مننا إلا وعرضة للتشهير والمزايدة لذا وجب علينا أن نواجه أنفسنا ونسعى لتغيير معنى الشرف لنجعله يتخلص من المظهرية ولكن يعبر عن أخلاق حقيقية , الشرف هو ( الأمانة الإخلاص الشجاعة حب الوطن ... ) . الشرف سلوك جيد جاء من عقل واعى .



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات من التاريخ الذكورى
- العلمانيه بين الظاهر والتطبيق
- التناقض عند الاسلاميين
- المتاجرة بالام النساء والمكايدة الذكورية
- أزمه وعى


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلوى فاروق رمضان - هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر