أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - -أم هارون- الحقيقية ليست يهودية ولم تعش يوما واحدا في الكويت!














المزيد.....

-أم هارون- الحقيقية ليست يهودية ولم تعش يوما واحدا في الكويت!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على خلفية الجدل السياسي والإعلامي الذي أثاره المسلسل الرمضاني الخليجي "أم هارون"، واحتسابه ضمن الموجة التطبيعية مع الكيان الصهيوني التي تجتاح بعض دول الجزيرة والخليج العربي، تداول ناشطون عرب على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لقاء أجراه صحافي بحراني مع سيدة يهودية تدعى أم جان. إنها امرأة يهودية تركية عاشت في مدينة البصرة العراقية في الثلاثينات من القرن الماضي، وتزوجت من رجل هندي مسيحي. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية قررت العائلة الرحيل من العراق إلى إيران، ثم عادت لتقيم في البحرين. كان لدى أم جان ولدان توفيا، وبنت هاجرت إلى أستراليا، وعملت السيدة لسنوات في البحرين كقابلة. وفي أواسط السبعينات من القرن الماضي هاجرت لتعيش مع ابنتها في أستراليا، وهي تتكلم العربية بشكل جيد وباللهجة البحرانية.
حتى الآن، والجميع يؤكد أن هذه السيدة يهودية، ولكنها هي ذاتها لا تذكر شيئا عن ديانتها في اللقاء الذي أجري معها، وهناك من زعم انها هندية، غير أن التقرير الصحافي الذي نشرته جريدة "الوقت" عدد 12 شباط-فبراير 2006 بقلم الصحافي البحراني حسين المحروس/الرابط، حول هذه السيدة حسم الجدل تقريبا وأخبرنا أنها شابة تدعى "روث روزيز" وهي أرمنية وليست يهودية. وقد هربت إثر حملات إبادة الأرمن في تركيا، واستقرت في البصرة لتتزوج من شاب هندي يعمل في دائرة الصحة التابعة لجيش الاحتلال البريطاني في العراق. وبعد انتهاء الحرب ومغادرة الأجانب للعراق غادرت هي وزوجها الى إيران ثم البحرين لتستقر هناك، وهنا نعود الى تكملة السيناريو السابق. ويبدو ان هذه الرواية أكثر قابلية للتصديق من غيرها لأنها موثقة بالأسماء والصور والتواريخ.
ومن المعروف أن وجود عوائل يهودية نادر جدا في منطقة الخليج العربي إلا في البحرين، وهي عوائل يهودية عراقية منها عوائل الخضيري ونون وروبين هي عوائل تجارية غنية، وفي الكويت عاشت عائلة يهودية عراقية اشتهر منها الموسيقيان الشقيقان صالح وداود الكويتي وهما من عائلة يعقوب أرزوني البصرية العراقية، ولم يبق من هؤلاء اليهود العراقيين في البحرين إلا ستة وثلاثون شخصا. ولا يعرفُ إنْ كانت هناك عوائل يهودية قديمة أخرى في سلطنة عمان والإمارات أم لا. فلماذا لم يذكر شيء عن هذه السيدة لو كانت فعلا يهودية ضمن العوائل اليهودية الموجودة، ولماذا لم يذكر شيء عن علاقتها بتلك العوائل؟
كل هذا يعني، أن المسلسل الخليجي "أم هارون"، هو مسلسل مفتعل وفارغ قصة وموضوعا، والقصد منه الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى الشعبي العربي الذي استعصى على الصهاينة وأنظمة الخنوع والانحطاط العربية كما لا يخلو من النصب والاحتيال على المشاهد العربي وغير العربي.
إضافة إلى ذلك فإخراج المسلسل ساذج جدا، ويعج بالأخطاء الفادحة والمضحكة كما كتب مدونون شاهدوا حلقاته الأولى (فالبنات يظهرن في هذا المسلسل متزينات ودون عباءات في الشوارع. والمدينة - الكويت - كأنها مناصفة بين مسلمين ومسيحيين ويهود، اللهجات مختلفة من كل حدب وصوب. في أحد المشاهد يقول الأب عن بنته إنه لا حجة لها الآن في قبول الزواج بعد أن اشتغلت، فهل كانت البنات تعمل في سنة 1948؟ ابتهال الخطيب/ موقع بي بي سي). وطريف ما كتبه مالك العثامنة حول مشهد يظهر فيه (البائع اليهودي يبيع العَرَق كمشروب كحولي بدلا من الحليب لأهل الحي من المسلمين، ففيه استغباء بائس وساذج، فمن يا ترى لا يميز بين العرق (وهو بلا لون كالماء/) برائحته اليانسونية النفاذة عن الحليب الأبيض خفيف الرائحة؟ إلا إذا كان العرق يباع "مكسورا" وهذا طبعا مستحيل/موقع الحرة)!
وأخيرا، فليس من المستبعد أن يكون هدف هذا المسلسل توريط الكويت وجرها الى مستنقع التطبيع، فهي الدولة الخليجية الوحيدة التي رفضته شعبيا ورسميا باستثناء بعض الأفراد من أشباه المثقفين. وليس للكويت علاقات مباشرة دبلوماسية أو تجارية مع الكيان الصهيوني. يمكن القول إن هذا المسلسل عمل خليجي وعربي تطبيعي موضوعا وتنفيذا وليس كويتيا فقط: فهو من إخراج محمد جمال العدل من مصر، والمؤلفان علي ومحمد شمس من البحرين، ومن بين عشرات الممثلين والممثلات نجد الغالبية من الإمارات ومنهم محمد الجسمي وعبد الحميد البلوشي، ومن السعودية عبد المحسن النمر وإلهام علي وآخرون من جنسيات البحرين والأردن ومصر والعراق وعُمان، وقد تم تصويره بالكامل في دولة الإمارات، وتمويله وإنتاجه من أم بي سي السعودية وشركات أخرى منها شركة تملكها حياة الفهد نفسها، ويبدو أنهم استغلوا شهرة الفهد كنجمة فأشركوها هي وعدد قليل من الممثلين الكويتيين معها لتوريط الكويت وسحبها على السكة ذاتها: سكة التطبيع مع دولة العدو!
رابط التقرير الصحافي المشار إليه أعلاه:
https://ia801405.us.archive.org/2/items/umjaan/Um%20Jaan.pdf
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائحة كورونا وأفق -الرأسمالية الاجتماعية-
- بين لينين وروزا لوكسمبورغ واقتراح للحل من هادي العلوي!
- التطبيع التلفزيوني الخليجي مع الكيان الصهيوني
- ماذا يحدث في الحشد، ماذا يحدث للحشد؟
- دروس انتفاضة تشرين: الواقع والآفاق بانتظار موجتها الثالثة
- لماذا الاستذكار الواسع النطاق هذا العام لحرب صدام والخميني؟
- العلماء القدماء بين العروبة والأمازيغية
- مايكل نايتس يحدد مهمات المكلَّف مصطفى الكاظمي ككلب حراسة للق ...
- هاكم أسماء نظيفة لا يمسها الوسخون في البحث عن رئيس الحكومة ا ...
- بالفيديو/ قراءة في خطاب التكليف الذي ألقاه مصطفى الكاظمي وتع ...
- بالفيديو/ خمسة تمارين لرياضة اليوغا التبيتية، وكيف نمارسها ف ...
- ما الفرق بين محمد علاوي وعدنان الزرفي؟
- لماذا تنخفض الإصابات بكورونا في دول الجنوب ومنها العراق؟
- سويسرا هي الأكثر تضررا بكورونا وأكاذيب ترامب كما كشفتها الصح ...
- نجم الربيعي و-نهج البلاغة-
- الحلقة 14 والأخيرة/ يهود ضد الصهيونية: راشيل خوري التي قتلها ...
- ج13/ يهود ضد الصهيونية: المغربيان سيون أسيدون ويعقوب كوهين
- ج12/ يهود ضد الصهيونية: المغربي إدمون عمران المالح والموسيقي ...
- فيروس كورونا ظهر في شمال إيطاليا قبل ظهوره في الصين
- أكل الضفادع في أميركا -تحضر- وفي الصين -همجية-!


المزيد.....




- ليس في أمريكا..أين يقع أقدم منتزه وطني في العالم؟
- أول تعليق من الكرملين بعد دعوة رئيس أوكرانيا لإجراء مباحثات ...
- كيتي بيري كادت أن تسقط من على منصة فراشة خلال حفلها في سان ف ...
- في قلب دخان أسود.. كاميرات مثبتة بالجسم توثق إنقاذ سكان مبنى ...
- آلام الأسنان: ما السبب وراء الألم عند تناول المثلجات والمشرو ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في مناطق -لم يعمل بها سابق ...
- سوريا: هدوء نسبي في السويداء ونزوح جماعي بسبب أعمال العنف
- هل أصبح ترامب جزءا من الدولة العميقة التي حاربها؟
- بولر متفائل بشأن اتفاق جديد ويصف حماس بالعنيدة
- صحف عالمية: إسرائيل ترتكب بدم بارد جريمة ضد الإنسانية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - -أم هارون- الحقيقية ليست يهودية ولم تعش يوما واحدا في الكويت!