حمير الزمان الأخير

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 15:19
المحور: كتابات ساخرة
    

ما أن دخل من الباب الخارجي حتى أقسم بأغلظ الأيمان إن (الأستاذ) أشرف شخص بالكون ، ولكي يُثبت ذلك ويدعم حكمه بالدليل قال :
(والله لولا الأستاذ أنا أرفس بالسجن لكن فزعته خلصتني من طلابة النزاهه) !! .
قال ذلك وهو يمثل بين يدي إبن الأستاذ الذي طلبه بالتلفون قبل ساعه ليكلفه بالمهمه ، الشبل عرف إنه قد إختار الرجل المناسب لأنه محسوم الولاء ، والدليل مدحه لموقف الوالد (حفظه الله ورعاه) الذي تابع قضية هذا( التابع) وخلصه فعلا من الأحاله للمحكمه رغم إن القضيه من ألفها الى يائها كانت بتكليف من الأستاذ نفسه ولصالح الأستاذ نفسه لكن هذا يشكر له تخليصه من العقاب !!! .
سُرَ إبن (الأستاذ) بما سمع وعرف إنه (فرخ البط ) الذي يُجيد العوم ويُحسِن الأختيار وبعد توجيه (الحمار) بالتنفيذ مد يده لجيبه وأخرج مبلغ زهيد وناوله إياه ... تقبل المبلغ وقبًله ووضعه في جيبه وهو يُردد :
(الله يرزقكم ويطول عمر الوالد ويحفظه من كل شر وإن شاء الله من الصبح يصير خير وسلملي على الوالد وما أنسه فضله ) !! ...
ورث عن والده المتوفي قبل شهر قطيع من الحمير بلغ تعداده أكثر من ثلاثين كان (المرحوم) يتفنن بسرقتها وإخفائها (بصبغها بالقطران) أو (وسمها) بحيث تضيع معالمها على أصحابها , ومما يزيد من تحوطات الأمان عند (المرحوم) جلبه للحمير من مناطق تبعد عن أقرب قريه لسكنه ببعد مناسب أضف الى أن أصحاب الحمير نادرا ما يبحثون عنها إلا في أوقات الحاجه لها وأكثر أيام تلك الحاجه هي بداية موسم الأمطار السنوي حيث يتوجهون نحو الصحراء بحثا عن الكلأ وهو الموسم الذي كان يستغله الفقيد طيب الله ثراه لبيع حميره أو إعارتها لمن يحتاجها مقابل (إكراميه) غير مشروطه .
خرج (شبيب) من كوخهم المنعزل عن أقرب القرى بعد أن طلب من أمه تحضير (عدة المرحوم) المحفوظه عندها وهي صفيحة القطران ومنجل خاص يستخدمه للوشم .... عاد في المساء ومعه حمار كبير الحجم أسود اللون موشوم بوشم (المرحوم) نادى على أمه قائلا :
-(تعالي شوفي شجبت مطي مسنع لايحتاج صبغ ولا وسم ).
فردت الأم .. (السبع خًلَفْ سبع عفيه أبني زدت على أبوك ).
ويبقى الحمار حمار تتوارثه الأسياد وينفذ مايُريدون ويشكر لهم حسن صنيعهم .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل