أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - المؤامرة: قضم الحقوق بالتقسيط وصولاً الى إبادة الشيعة















المزيد.....

المؤامرة: قضم الحقوق بالتقسيط وصولاً الى إبادة الشيعة


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكتفِ الطغمويون والإنفصاليون(1) (وكلاهما يستلهمان ويتكئان على أمريكا والسعودية ورعونة مقتدى وذيوله) بقضم حقوق الأغلبية الديمقراطية النيابية بالغش والخداع بعد فشل ثورتهم البائسة في 1/10/2019 التي ذهب ضحيتها (110) مواطنين بعضهم "ثائر" وبعضهم مغفّل )مقابل التعامل الشريف النابع من النوايا الحسنة والصبر لتلك الأغلبية الديمقراطية) - لم يكتفوا بحصولهم على حق "حكم الشراكة" أولاً ثم حوّلوه الى "حكم الفيتو" وبعدئذ "طوّروه" الى "حكم المحاصصة ذي مسحة التوازن" وسرعان ما إنحدر الى "حكم المحاصصة القذر أي بجعل الوزارة عبارة عن إقطاعية خاصة بهم".
وكحصيلة نهائية جعلوا نظامَ الحكم الديمقراطي نظامَ "شراكة وتوافق" ظاهراً وإدعاءً؛ وجعلوه، واقعاً، حكمَ "فيتو ومحاصصة قذرة وعمالة" بإمتياز – أقول لم يكتفوا بتلك التنازلات الضخمة من جانب الإسلام الديمقراطي لصالح المواطنة والديمقراطية بل تمادوا كثيراً وراحوا يحاولون بعد فشل ثورتهم البائسة قَضْمَ مزيد من حقوق الأغلبية البرلمانية بحيلة دستورية ينفذها بإيحاء من الأمريكيين رئيسُ الجمهورية برهم صالح(2) ومقتدى والعبادي بمباركة الطغمويين والإنفصاليين ومن يرشحون لرئاسة الوزارة.
لا يجب أن يغرب عن بالنا أن الأمريكيين يسعون على طول الخط الى الإمساك بتلابيب السياسة العراقية، عبر عملائهم الطغمويين والإنفصاليين والإنتهازيين وعلى رأس الإنتهازيين مقتدى والعبادي، وذلك لتنفيذ مشروع المحافظين الجدد الإمبريالي الذي قد يقود الى الإبادة الجماعية للشيعة ليواصلوا المسيرة الى إيران ثم الفضاء الأوراسي وبحر الصين الجنوبي والحدود الصينية والروسية لضخ الإرهابيين عبرهما للتخريب وإبقاء أحادية القطب.
يتمثل هذا القضم الجديد بإجراء ناعم ذي شرعية شكلية. فمقتدى الصدر وذيله حيدر العبادي يعرقلان تشكيل حكومة بإيحاء أمريكي كي يكتسب رئيس الجمهورية "الحقَ" في ترشيح وتكليف رئيس للوزراء (بينما لرئيس الجمهورية، إعتيادياً، حقُ التكليف فقط والترشيح يحصرها الدستور بالكتلة الأكبر التي عبث بمفهومها مقتدى الصدر بالإبتزاز(3)). ثم يتناول الرئيس برهم صالح الكرةَ ليقوم بالترشيح والتكليف (بإيحاء أمريكي أيضاً) دون الاهتمام برأي الأغلبية البرلمانية كما حصل عند ترشيح محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي.
الهدف من هذا الإجراء هو إرسال رسالة للشعب تفيد بأن لا وجود لأغلبية برلمانية ولا جدوى منها خاصة وأن المتآمرين قد إستبقوا الأحداث وزيفوا الانتخابات البرلمانية بالتهاون المتعمد لحكومة حيدر العبادي في حراسة المراكز الانتخابية دع عنك المناطق الغربية وكردستان؛ ويواصل المتآمرون رسالتهم بالقول: الأصلح الإستناد الى الرئيس المنتخب وإرادة المتظاهرين و"المجتمع الدولي" وإنسوا الآخرين.
إن هذا يعني تعمد إهمال وجود الأغلبية البرلمانية أي إحداث إنقلاب إستراتيجي ناعم.
أدركت القوى الديمقراطية وأغلبها إسلامية تلك اللعبةَ الإستراتيجية الخطيرة لذا هددت رئيس الجمهورية بحرب أهلية إذا أصرّ على غمط حق الأغلبية وضرب الديمقراطية والإستهانة بروح الدستور وتحقيق بعض أهم أهداف الثورة البائسة الفاشلة. قدّر الأمريكيون الموقف فوجدوا أن حليفهم الخفي مقتدى مضافاً إليه الطغمويون والإنفصاليون أضعفُ من أن يواجهوا القوات المسلحة والحشد الشعبي المتحصن بالجماهير الديمقراطية العريضة في العراق من إسلاميين وغير إسلاميين. إرتعب الأمريكيون و"حلفائهم" فتراجعوا وفشل عدنان الزرفي.
وهكذا تم ترشيح مصطفى الكاظمي. هذا المرشح أرضى مقتدى والعبادي لكونه مثلَهما من عاشقي ومعشوقي أمريكا وأراهن على أنهما قد عارضا ترشيح صاحب مشروع البنى التحتية الذي أخرج القوات الأمريكية ورفض بكل شجاعة الإنخراط في التآمر على سوريا وإيران، كما أراهن على أن مقتدى وذيله رفضا إعادة ترشيح ذلك الذي عقد إتفاقاً فخماً مع جمهورية الصين الشعبية ودعم مجلس النواب في قراره إخراج القوات الأمريكية.
أرضى الكاظمي القوى الديمقراطية على مضض لكونه جاء مرَشَّحاً عن الأغلبية النيابية التي أُريد تصفير دورها من قبل الأمريكيين وأذنابهم. الأكثر أنه إلتزم بتنفيذ ما يلي حسب بعض المصادر: (أ): إخراج القوات الأمريكية والأجنبية عموماً من العراق، (ب): دعم الحشد الشعبي، (ج): تلبية مطالب المتظاهرين السلميين.
وهكذا فشل المخطط الأمريكي في قسمه الأهم.
ولكن الأمريكيين لا يكلّون ولا يملّون من التآمر(4) فمواردهم كثيرة والمساهمون في دعمهم مالياً جاهزون كحكام السعودية العبيد. فبعد أن رضخوا لدحر هذه المؤامرة عادوا ولعبوا لعبة أخرى أنعمَ من الأولى إذ أصرّ الطغمويون والإنفصاليون على تحديد وزرائهم بأنفسهم بموجب مبدأ المحاصصة بينما خوّلت أحزاب الأغلبية الديمقراطية البرلمانية رئيسَ الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي حقَ إختيار الوزراء الذين سيمثلونهم. وهذا يعني منح حق التحاصص القذر للأقلية البرلمانية وحجب حق الإختيار عن قوى الأغلبية الديمقراطية التي رشحته.
ربما كل هذه التكتيكات تهدف إلى إطالة أمد غياب حكومة كاملة الصلاحيات والعراق يواجه أزمات عميقة جداً كإنهيار أسعار النفط وتهديد مرض الكورونا وقد يقود ذلك الى إنهيار الوضع العام وهو يوم النجاة للإمبريالي الأمريكي وعملائه الطغمويين والإنفصاليين والسعوديين.
فهل سيستفيق الفتى مقتدى ويكف عن ألاعيبه وإستهتاره؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على "الطغموية والطغمويون والإنفصاليون وجذور القضية العراقية" برجاء مراجعة هامش المقال المنشور على الروابط التالية:
http://www.alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=39986
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=585117
http://saymar.org/2018/01/44729.html
http://www.akhbaar.org/home/2018/1/239116.html

(2): يداري السيد برهم صالح مصالح الأمريكيين على أمل دعمه لنيل رئاسة جمهورية كردستان، ضد غريمه العشائري مسعود البرزاني، الجمهورية التي لا يشك صالح والبرزاني في تحقيقها بالإعتماد على أمريكا وإسرائيل.
(3): يهدد مقتدى دائماً بزج أتباعه البسطاء الطيبين الأغبياء لإشعال إقتتال شيعي – شيعي لتنصيب نفسه إماماً للأمة وزعيماً سياسياً لها وسط تشجيع وتصفيق الطغمويين والإنفصاليين وذيولهم وسادتهم الأمريكيين والسعوديين وبالطبع الإسرائيليين.
في أول جلسة للبرلمان القائم حالياً كان من المؤمل أن يقدم الدكتور عادل عبد المهدي طاقمه الوزاري لكن النواب الصدريين إنسحبوا من قاعة المجلس بأمل كسر النصاب لإضعاف الدكتور عادل. غير أن النصاب لم يُكسر. فعادوا ثانية ومارسوا أعمال الشغب والتخريب حتى أُنهيت الجلسة خوفاً من التصادم وإمتداده الى الشارع. أثناء الانسحاب جلسوا في مقهى المجلس وجلس معهم السيد عزت الشابندر الذي حضر الجلسة بصفة مراقب. قال النواب الصدريون له: إذا مشت الأمور ضد إرادتنا فسوف نتقاتل.
(4): الإلتفافات الأمريكية لا تنقطع: هل ننسى يوم حضر بايدن بنفسه بعد انتخابات 7/3/2010 ليجترح لنا "المجلس الأعلى للسياسات الإستراتيجية" ليترأسه علاوي الذي فشل في الانتخابات لنيل منصب رئيس الوزراء؟ وهل نسينا صلاحيات رئيس هذا المجلس الأعلى حسب المذكرة التي قدمها علاوي للرئيس المنتخب نوري المالكي والتي شرحت الصلاحيات والمهام لهذا المجلس الأعلى؟
كتبتُ في حينها واصفاً ما جاء في مذكرة السيد علاوي فقلت: إنها تضع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء الأعلى تضعهم جميعاً في جيب السيد أياد علاوي.
رفضها بالطبع الرئيس المالكي إذ أخرج الاتفاق الذي وقعوا عليه جميعاً وأشار الى أعلى الاتفاق حيث كان قد كتب بخط يده قبل التوقيع العبارة الحاكمة التالية: "على ألا تتعارض بنود الاتفاق مع الدستور".
وهكذا فشلت تلك المحاولة الإلتفافية.



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى الأخوة قادة تحالف البناء
- إياكم والأخذ بدعوة مقتدى الصدر لإجراء انتخابات برلمانية مبكر ...
- إياكم والأخذ بدعوة مقتدى الصدر لإجراء انتخابات برلمانية مبكر ...
- دعوات سافرة لإحتلال العراق3!! الخديعة الكبرى
- دعوات سافرة لإحتلال العراق2!!!
- دعوات سافرة لإحتلال العراق1!!!
- وزارة الداخلية: الفياض... ظاهراً، ومقتدى: الإمامُ الأكبرُ وا ...
- ليست إيران التي طردتكَ يا عبادي بل هو الشعب العراقي، إسمع يا ...
- ليست إيران التي طردتكَ يا عبادي بل هو الشعب العراقي، إسمع يا ...
- ليست إيران التي طردتكَ يا عبادي بل هو الشعب العراقي، إسمع يا ...
- ليست إيران التي طردتكَ يا عبادي بل هو الشعب العراقي، إسمع يا ...
- تحية لمجلس القضاء الأعلى : -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوه ...
- تحية لمجلس القضاء الأعلى : -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوه ...
- تحية لمجلس القضاء الأعلى : -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوه ...
- تحية لمجلس القضاء الأعلى: -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوهه ...
- تحية لمجلس القضاء الأعلى: -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوهه ...
- تحية لمجلس القضاء الأعلى: -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوهه ...
- لا تكونوا جسراً لعبور المجرمين الى بر البراءة
- حلُّ العبادي وحلُّ علاوي: أيهما يستهدف الإنتخابات وأيهما يست ...
- ما هو سرّ التفاؤل الأمريكي من الانتخابات العراقية؟


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - المؤامرة: قضم الحقوق بالتقسيط وصولاً الى إبادة الشيعة