أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي ٢














المزيد.....

نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي ٢


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 04:48
المحور: المجتمع المدني
    


قلنا في الجزء الأول من البحث أن التغير في السلوك الأجتماعي حاله لا يمكن تجنبها ,أي حتمية الوقوع ولا مناص منها , ولكي نكون واقعين أذن علينا التعامل معها بواقعيه وموضوعيه بأعتبارها ظاهره حياتيه طبيعيه كغيرها من الظواهر , لها أسبابها ودوافعها بالظهور , ولكن ما يهمنا منها هو طبيعة هذا التحول الأجتماعي, فهل هو تحول أيجابي وفق المعايير المعتمده عندنا والذي ذكرنا مكوناته في الحلقه السابقه أم سلبي , وهل يشكل صوره من صور الأنحدار المجتمعي الذي يؤدي أستمراره وأنتشاره في المجتمع الى عواقب وخيمه , تكون نتيجته أن يتمزق المجتمع بفعل مطرقة الفساد الذي يتخلله نتيجة تسلل قيم منحطه وسلوكيات منحرفه اليه.
أن الصحه المجتمعيه أحد أهم أسباب الرفاهيه المجتمعيه وأهم مقومات تقدم المجتمع وأزدهاره , وكلما كانت الصحه المجتمعيه في أعلى درجاتها , كلما يعطينا مؤشراً على واقع أجتماعي في غاية الأيجابيه والسعاده. هذه الأهميه هي من تجعل المهتمين والراعين للمجتمع وخاصه المختصين في علم الأجتماع وكذلك السياسيين بأعتبارهم مسؤلين بحكم وظيفتهم كمعنيين بخدمة ورعاية شعبهم , لذى يجب أن يبتعد المفكر الأجتماعي بجديه وبعيداً عن المجامله أو التملق والتزويق والتلميع في وصف السلوكيات أو العادات أو التقاليد الأجتماعيه , لذى علينا أن نكون في غاية الشفافيه , وفي أقصى درجات الصراحه في تحليل وتقيم أي ظاهره أجتماعيه, وبنفس الوقت بأقصى درجات الحيطه والحذر, لأنه موضوع حساس يمس مشاعرالناس وأعتقاداتهم وحرياتهم الشخصيه , ويجب أن يتمتع الباحث بأقصى درجات الحياديه في تناول الظاهره , وهذه تحتاج الى شجاعه أدبيه عاليه لا تأخذه كما يقال في الله لومة لائم , وأن يتخذ موقف أزاءها ,موقف المسيحي الجالس على كرسي الأعتراف , فهو يقر أولاً بالخطيئه وبحضور الكاهن كمصحح ومرشد روحي له , ومن ثم يقوم بأعمال البر كتكفير عن الخطيئه. هذا هو المطلوب لأن أي عدم دقه أو نكران أو غض نظر معناه أنه لم يستوفي التشخيص الصحيح , وأن المقدمات غير الموضوعيه , لا شك تؤدي الى نتيجه غير صحيحه بالمطلق , وبالتالي تصبح الجهود مبعثره ولا طائل من وراءها.
ما سلف من القول مقدمه لا بد منها لكي نفهم أليات العمل , وطريقة البحث , ونبعد نظرية المؤامره عن الباحث أو المرشد الأجتماعي , لأن هذا النوع من الدراسات فيه متسع لنفث رؤى وأفكار غايتها الأساءه لشعب أو طائفه أو أمه معينه , وأن بعض دراسات المستشرقين لدليل صارخ في الأساءه لمجتمعاتنا ومبادئنا الأسلاميه والعربيه .
كما من الضروري الأشاره الى نقطه ضروريه لدى الباحث او المصلح الأجتماعي , الا وهو عدم الأنجرار الى مشاعره , وهذه لها علاقه بما ذكرنا أعلاه من شفافيه وموضوعيه , لأن البعض وبحسن نيه يتصور أن غض النظر عن بعض الأنحرافات والعلل الأجتماعيه في مجتمعه ,هو من باب الأنتصار له, أو رد الطعن عنه من قبل الأخرين , والذين هم بالأغلب منافسين أو خصوم له , وهذا خطأ كبير , بل وتعتبر جريمه علميه , لذى ينبغي التوازن بين العاطفه والعقل , بل بالأحرى الأنحياز للعقل , لكي يستوفي الشروط الموضوعيه في التشخيص والمعالجه.
طبعاً ينبغي أن تكون هناك أستعدادات وأعمال تسبق هذه العمليه , هذه الأستعدادات تتلخص بتوفر الرؤى النظريه التي تستخدم كمعيار في تشخيص الظاهره الأجتماعيه المراد نقدها , وذلك لتحديد أتجاهها , وتميز طابعها , وقياس مديات خطورتها . هذا الأمر يتطلب منا البحث في موروثنا الثقافي والديني , ومحاولة تنقيته مما تعلق فيه من شوائب , وما دس اليه من أضافات في محاوله ماكره لأضعافه في سعي شيطاني يهدفوا من وراءه لأيجاد الثغرات التي تضعفه وتكون السبب لتسقيطه بأعتباره موروث لا يصلح للحياة ولا يصمد أمام التحولات الاجتماعيه التي تمر بها البشريه عبر مسيرتها الطويله . هنا يكون من ضروريات الأصلاح هو أن نوفر موروث قابل للتبني بالمستويين العقلي والمشاعري , لأن هذه المستويين ضروريين لتبني أي مبدأ سواء كان ديني أم ثقافي أو أجتماعي . هذا الأمر يتطلب جهود مؤسساتيه وبالأخص من الحوزات العلميه لأن المراجعه النقديه عندما تقوم بها المؤسسه الدينيه سوف يوفر الكثير من الوقت, والجهد , ويبعد الساحه الفكريه والأجتماعيه عن الكثير من المماحكات والصدامات بين ما هو ديني وما هو ثقافي , وبالتالي عندما يكون الأصلاح من معاقل الفكر الديني يكون أكثر مقبوليه وأسرع تصديق من قبل الجمهور , لأنه سيكون نقداً خالي من الشبهات . هذا من جانب ومن جانب اخر بعد أن نستوفي حضور الجانب الذي يمثل المنظومه القيميه المعتمده من قبل المجتمع والذي يمثل ثقتها وقناعتها ودرجة الأمان العاليه لها , حينئذ يكون المجتمع جاهز للدفاع عنها , ويجعل منها مسطره لقياس الظواهر والسلوكيات الوافده عليه , وعندها سيقرر المجتمع قبوله بالوافد الجديد ام رفضه لها. كما أن هناك جانبأ اخر ينبغي التطرق له باعتباره أداة من أدوات الأصلاح الأجتماعي والذي هو مكمل للمنظومه القيميه هو توفر المثل الأعلى لدى المجتمع , وهو أداة فعاله جداً , ولتأثيره السحري على الجماهير أستوحت بعض الأمم شخصيات أسطوريه لتكون رمزاً قومياً أو وطنياً أو دينياً للكثير من الشعوب والأمم , ولنا بأسطورة كاوه الحداد مثل قريب لدى الكرد , متخذين منه مثل للبطل القومي الذي قام بقتل الملك المستبد وخلص شعبه من اضطهاده لهم , وهناك الكثير من الأمثله عند الشعوب الأخرى ،ومنها نحن كمسلمين حيث نمتلك رصيداً كبيراً من الرموز والتي يميزها أنها ذات مواصفات واقعيه أسطورية بأعتبار كان لها وجوداً حياً ،وهذا ما يعطيها زخماً أكبر لدى عشاقها . يتبين لنا أن هذين العنصرين, المباديء العقديه والأجتماعيه , والمثل الأعلى ,عنصرين مهمين في صناعة رؤيه نقديه واضحه بيد المصلح , كما تشكل جهاز مناعي قوي , يمنع أي محاوله أو ظاهره أجتماعيه شاذه تحاول أن تجد لها حيزاً في مجتمعنا العراقي , وتكون سبباً لبؤره تلوث فضاءه الأجتماعي. يتبع



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي 1
- شذرات في الشخصيه العراقيه : المبالغه ١٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه : المبالغه 13
- شذرات في الشخصيه العراقيه: الوصوليه 12
- شذرات في الشخصيه العراقيه ١١
- أحزاب تخشبت فماتت
- مفارقات بين عالِمين
- شذرات في الشخصيه العراقيه 10
- شذرات في الشخصيه العراقيه 9
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٨
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٧
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٦
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٥
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٤
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٢
- شذرات في تحولات الشخصيه العراقيه ١
- الأقليم بين الأستقلال والأستغلال
- رب ضاره نافعه
- لماذا لا تكون لهم حميه كحمية فرنسيس بيكون؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي ٢