أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - طبائع الاستبداد














المزيد.....

طبائع الاستبداد


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 19:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤكد بعض الباحثين الغربيين بان عبد الرحمن الكواكبي (1855-1902) قد تنبأ قبل مائة عام وما يزيد بالدمار الذي حل بالعرب اليوم في كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع ألاستعباد". فلو أن العقلاء في هذه الأمة من الحكام والمحكومين تدبروا هذا الكتاب وعمق فهمه لنواميس التغيير لما كنا نحن اليوم في ما نحن فيه. فالكواكبي يضع ثلاثة شروط أساسية لتتخلص من الاستبداد وفي الوقت نفسه تجنب الكوارث التي تحل بالمجتمعات في مرحلة الثورات وهي صالحة إلى ألان.

يؤكد الكواكبي أولا "أن ألأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية" وهنا أرجو أن يتجه تفكيركم إلى أهمية تغيير الأفكار. الاستبداد لا يقاوم بالشدة إنما يقاوم باللين والتدرج وهنا أرجو منكم تدبر عواقب المواجهات العسكرية غير المتزنة في ظل غياب الوعي. أما الشرط الثالث في رأي الكواكبي فهو أنه يجب قبل مقاومة الاستبداد يجب تهيئة ماذا يستبدل به هذا الاستبداد وهنا تأملوا خلافات شباب الثورات.

أود أن أضيف خاصة بالنسبة للمتحمسين للتغيير بان الكواكبي لم يغب عنه حماسكم ولا اطمئنان المستبدين بهذه الشروط فقد قال بالحرف الواحد "هذه قواعد تبعد آمال الإسراء وتسر المستبدين لأن ظاهرها يؤمنهم على استبدادهم. ولهذا أذكر المستبدين بمقولة الفياري "لا يفرحن المستبد بعظيم قوته ومزيد احتياطه فكم من جبار عنيد جند له مظلوم صغير"، ويضيف قائلا "كم من جبار قهار أخذه الله عزيز منتقم".

ثلاثة شروط وضعها الكواكبي للتخلص من الاستبداد وهي الوعي المجتمعي وعدم استخدام العنف وإيجاد البديل وقد تحدثنا عن الشرط الأول. وفي ما يتعلق بالشرط الثاني يقول الكواكبي "الاستبداد لا ينبغي أن يقاوم بالعنف كي لاتكون فتنة تحصد الناس حصدا" وإنما "يقاوم بالحكمة والتدرج وتزاد أهمية هذا الشرط عندما لا يكون المجتمع مهيئا وواعيا وراغبا في التغيير أي عدم توفر الشرط الأول مما يعني غياب الحاضنة المجتمعية للتغيير.

ففي المراحل الأولى يكون المستبد مؤيدا من العلماء والتجار والعسكر والهيبة بينما المطالبون بالتغيير ليس لديهم الا حماس وقتي قد لا يدوم طويلا وقد شاهدنا بعض الأمثلة على عدم توفر هذا الشرط في كل من حماة في الثمانينات وبعض أحداث الربيع العربي وكلها تؤكد على أهمية توعية المجتمع أولا.

ويقول الكواكبي "نعم الاستبداد قد يبلغ من الشدة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجارا طبيعيا فإذا كان في الأمة عقلاء يباعدون عنها ابتداءا، حتى إذا سكنت ثورتها نوعا يقوم العقلاء بتوجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة بإقامة حكومة لاعهد لرجالها بالاستبداد ولا علاقة لهم بالفتنة".

ونذكر أن الانفجار الذي يتحدث عنه الكواكبي هنا هو حالة استثنائية لا ينبغي أن يكون من أهداف الساعين للإصلاح إيجادها وإنما عليهم تجنبها. باختصار إذا أن استخدام أي درجة من العنف من اجل التغيير في ظل غياب الحاضنة المجتمعية هو في الحقيقة إجهاض لمسار التغيير من البداية.

نذكر مرة ثانية إن الاستبداد هو ثقافة متأصلة في منطقتنا ومحاولة تغييرها من غير نقلة في تفكير الناس سيؤدي إلي آثار عكسية على الشعوب نفسها. بقي لدينا الشرط الثالث والأخير من شروط الكواكبي وهو ضرورة وجود تصور لدى الساعين للإصلاح لما سيحل محل النظام المستبد.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزل المنزلي للفرد والاسرة
- غازونا فكريًا
- الغزو الفكري الغربي
- الصفقة المشهورة
- الجيوش ... معادلة السلاح والعقيدة
- التطرف
- اختبارات الأجسام المضادة للفيروس التاجي
- فيروس covid-19 وشبكة ال5G
- الكورونا والحياة
- شم النسيم واصحاب الضغط العالي
- حتي نصل لمناعة القطيع
- الصراع بين المتطلبات الصحية وتفادي الأزمة الاقتصادية
- التجربة الصينية وحكم مينشين
- المعرضون اكثر لمضاعفات covid-19
- اضرار البخور
- مستقبل الذكاء الاصطناعي
- تقصي العدوي
- مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19) لدى البالغين
- المستفيد من الجائحة
- فرضية جديدة لتدخل الرئة في COVID 19


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - طبائع الاستبداد