أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - هل يخون الجنوبي














المزيد.....

هل يخون الجنوبي


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 12:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الأحداث الأخيرة التي حدثت على مشارف عدن والتحشيد العسكري المتزامن مع تنسيق إعلامي ضخم كان يوحي بحدوث معركة حربية لدخول عدن بالقوة معرضين بذلك حياة المدنيين للخطر وضاربين بعرض الحائط اتفاقية الرياض،مع إصرار كل القوى النافذة في الحكومة الشرعية بأن القتال سيكون جنوبيا جنوبي من اجل ما يدعون أنها معركة الوحدة.
ولأن لديهم إعلام لا يستهان به،وايضا لأننا نعلم جميعا بان ما يطلق عليها بالشرعية هي غطاء لتنظيم الإصلاح الشمالي والذي يمتاز قادته ومثقفيه وكوادره بالحقد الشديد على الجنوب لأسباب كلنا نعرفها، كان يجب وتحت ذاك الضغط الإعلامي والعسكري ان نتساءل: هل فعلا كل من كان يحشد خارج عدن لغزوها هم جنوبيين، وأيضا نسائل ،لماذا يخون الجنوبي ويرضى بان يكون أداة بيد جماعة لطالما لم تخفي كراهيتها لكل ما هو جنوبي؟

للأسف تبين لنا بان تلك الحشود كانت فعلا تحت قيادات جنوبية، وأنها كانت مستعدة لخوض معركة دموية تكون نتائجها مخيفة ومدمرة لصالح قوى شمالية لكي تأتي تلك القوى وتضع يدها على الجنوب من جديد، مجرد تصور هذا السيناريو لا بد وأن تصاب بقشعريرة في بدنك وبذهول شديد،لأننا كلنا نعرف بان هذه المعركة و ان حدثت فهي ليست من اجل الوحدة، لأنه لم يعد هناك طرف آخر نتوحد معاه ناهيك ان كل منجزات ما كانت تسمى بالوحدة هي كومة من الكوارث والمظالم التي وقعت على الجنوبيين والأهم من كل هذا هو أن الشعب في الجنوب قرر ان يستعيد وطنه وقدم الآف الشهداء من اجل تحقيق هذا الهدف النبيل، اذا كيف يجروء جنوبي على رفع سلاحه على جنوبيين مثله من أجل أهداف اقل ما يقال عنها بأنها خسيسه ومبتذله وخالية من أي حس إنساني أو أخلاقي.

اذا لماذا يخون الجنوبي، وهل فعلا صفة الخيانة مصطلح نستطيع أن نطلقه عليه، لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة قبل أن نستقريء خلفيات تلك القيادات العسكرية الجنوبية، فتلك القيادات واقعة تحت هيمنة إصلاحية قوية و التي تعتمد على غرس مفاهيم شديدة على كوادرها ضمن خلطة إيديولوجية معقدة تكون مبنية على مفاهيم قبلية وعصبية ودينية متطرفة دون ان تطرح فكرة الوطن والمواطنة ضمن هذه الخلطة، كما أنها تشدد على مبدء الولاء الشديد لقيادات ذلك التنظيم حتى وان كانت على حساب كثير من القيم الوطنية والأخلاقية.
بطبيعة الحال علينا ان لا نغفل عامل مهم جدا في تلك القيادات الجنوبية العميلة ألا وهي الفساد الكبير المعروف عنها، إذ أنه لا يخلوا احد منهم وإلا متورط بعمليات بسط او نهب او لديه مصلحه الشخصية يريد ان يعود اليها، ولكم ان تتخيلوا كل هذا الأمور موجودة في شخص واحد، اليس حينها من المتوقع ان يقوم بأي شيء حتى وان كان هذا الشيء غزوه لأهله وشعبه من اجل عمائم أصلاحية طالما اصدرت فتاوى لتكفير الجنوبيين واستباحة دمائهم واموالهم.

بطبيعة الحال الجنوبيين ليسوا شعب مثالي، ولا يوجد في هذا الأرض شعب مثالي إطلاقا، ولكن وكما انه هنالك حدود للمثالية فهناك أيضا حدود للخيانة، والخونة وان كانت المباديء الوطنية ملتبسة لديهم، عليهم أن يتذكروا فقط وضع من قام بعمل مشابه لعملهم في حرب 1994م وكيف تم اقصائهم من كل مفاصل الدولة وتهميشهم وظلت قوى الشمال نافذة ومتمكنة من الحكم ومارست اسوء انواع الإستبداد والديكتاتورية والفساد لمدة تزيد عن ثلاثون عاما ادخلت كل اليمن في دهليز الفقر والتخلف والفشل، والان هم يريدون ان يعيدوا لنا ذلك الحكم ولكن بطريقة اشد استبداد وكاهنوتية، لأنه وان كان علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام تسبب بكل تلك المآسي، فتنظيم الإصلاح الديني سيكون اكثر دموية وارهابا منه، لأنه تنظيم يستند إلى مباديء خالية من اية قيم نبيلة وإنسانية ويعتقد ان وظيفته فقط الوساطة ما بين الله وبين البشر،وفكر مثل هذا لا تستطيع ان تعارضه لأنه حينها سيدعي بأنك تعارض الله مباشرة وهنا الكارثة المخيفة وخاصة أننا نعلم بان قياداته هم اسماء لطالما كانت شريكة في فساد الحكم البائد وتمتاز بقسوة مفرطة وأنانية شديدة.

الجنوب لن يكون بخير مادام هناك اشخاصا ينتمون أليه مستعدون ان يكونوا ادوات بيد اعدائه، وأن كنا نعارض منهجية الانتقالي او المتنفذون الجنوبيين حاليا فهذا لا يعني ان نكون في الصف الآخر ضده، يجب ان نبقى جنوبيين وان نناضل من اجل إصلاح الفساد في الجنوب والاختلالات المناطقية التي تحدث الان، ولكن من العار والمعيب ان نقبل بدور عميل هذا لأن التاريخ لا يرحم.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزنداني، إنه كاهن الخراب.
- في شبوة، هناك مواجهة مباشرة مع علي محسن.
- ما سبب قبولهم الحوار مع الحوثي ورفضهم الحوار مع الجنوب.
- أشياء مستعملة
- إنه الجنوب العربي .....اما بعد:
- اخيرا، دعم اقليمي للجنوب ولمصالحها القومية.
- هل اعلنت اليمن الحرب على الجنوب.
- دعم النخب الخليجية للقضية الجنوبية.
- الجمعية الوطنية في الجنوب العربي وما يجب ان يكون عليها
- في اليمن حاول ان تتقمص دور المرأة
- اليدومي ، المخبر العاشق للإستبداد.
- مركز أعلامي لماذا في مأرب وليس في حضرموت
- الشيعة البشعون والإستعلاء الفارسي
- جبهة نهم ومهام الجنرال الأحمر
- سلفية الجنوب ليس خيارا إجباريا
- ما بين المنحة السعودية وبين قطار أبن دغر
- ابن دغر والقفز بين الحبال
- عدن تتآكل ن الداخل
- مدير أوقاف عدن !!
- هل لغضب الجنوبيين من بن دغر ما يبرره ؟


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - هل يخون الجنوبي