أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بكر أحمد - في اليمن حاول ان تتقمص دور المرأة














المزيد.....

في اليمن حاول ان تتقمص دور المرأة


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 13:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة حسب العرف اليمني هو تعبير ناقص يتسم بكثير من الايحاءات المزعجة، والعنوان الخاص بهذه المقالة حين نادى بتقمص حياتها، فهو لا يعني الصفة السلبية السائدة ، بقدر ما هي دعوة لملامسة واقعها الحقيقي كإنسان يعيش وسط مجتمع يشترك بنظرة عامة تجاهها.
صدقوني و منذ البداية لا توجد خاصية زائدة لدى الرجل سوى المقدرة الجسدية التي يستطيع من خلالها إخضاع المرأة، ومن ثم تتالى هذا الاخضاع حتى تم صبغة بصبغة إجتماعية ومن ثم دينية حتى بلغت الى درجة ان تقوم المرأة بمص الدم الذي في تقرحات زوجها وهو مريض دون ان تفيه حقه، فتكدست وعبر تاريخ طويل كم هائل من المواقف الحازمة والمهينة تجاهها.
هذا ما تعيشه المرأة عامة في الوطن العربي، وخاصة في اليمن، وتكمن خصوصية اليمن في انه مجتمع قبلي يعيش حالة من الإنعزال الذهني بين واقعه المعاش وبين قيمه التي يحملها من قبل الف عام مضت، وهو ربما يساوم بأي عرف قبلي او يتعامى عنه إلا فيما يختص بالمرأة، لأن المرأة مرتبطة أولا بسلطته وبدونها قد يشعر أنه فقط نفوذا ما، وثانيا ان كل جزء في المرأة وحتى نغمة صوتها قد تم ربطه بشرفه، والشرف هنا مفردة لغوية لا تعني إلا الجنس فقط، اما القيم الأخرى المرتبطة بالشرف كالأمانة والصدق فهي لا علاقة لها بهذا الشيء من قريب او بعيد.
فكون ان حياتك الذاتية والاحساس بشيء من الانانية المشروعة لتكوين الذات أمر مستحيل حدوثة والسبب كونك امرأة، لذا فمجرد التصور بتقمص حياة هذه المرأة هي معاناة بحد ذاتها، وهذا التقمص المطلوب يتوقع منه ان يكون ضمن الحياة العادية بكل سلاستها وجريانها، وليس بواقع الحرب الذي تعيشه اليمن الان والذي يسمح ومن ضمن اجوائه العنيفه نمو الفكر الديني المتطرف والتصرفات المتشنجة تجاه كل مختلف، والمرأة بطبيعة الحال مصنفة ضمن المختلف، لأن المحور والمركز هو الرجل فقط.
في اليمن وفي الحياة الاعتيادية لم يكن للمرأة في بعض المناطق ان تحصل على ارثها، وان كان هناك تسامح فكل ما هو متاح لها هو نصف ما يأخذه شقيقها الذكر، اما تعليل هذه الظاهرة فهي بسبب كونها عالة على الرجل ولا تتحمل نفاقات او مصاريف، ولكن هذا الامر غير مقنع إطلاقا، فهذا حقها بغض النظر عن كيفية حياتها، ثم ان من جعلها عالة هو المجتمع وهو من يصر على بقاؤها عالة حتى لا ترفع رأسها لتطالب بحقها الانساني والعادل في كثير من الامور .
تحدثت فتاة عدنية قبل فترة على قناة الحدث الاخبارية عن سبب توقفها عن التعليم قائلة بأن ذلك جاء بسبب العادات والتقاليد التي تمنع تعلمها، فهي في النهاية امرأة وما حاجتها للتعليم وهي كل ما تحتاجه في هذه الحياة الطبخ وتربية الابناء، الأمر هذا مرعب جدا كونه صدر من فتاة عدنية ، ومكمن الرعب أن عدن كانت وإلى وقت قريب مركز إلهام كبير لكثير من النساء العربيات كون هذه المدينة قدمت نماذج نسوية واعدة ولكن وبعد التحول السياسي الذي جاء فيما بعد الوحدة وما تلتها من حروب سياسية ودينية وتغلغل الفكر السلفي فيها، اصبحت وكالعادة المرأة الضحية الأكبر لكل هذه التحولات، وهي المشجب التي يوضع عليها كل تصرف سلبي من طرف الرجل تجاهها.
ان تحرم من التعليم بسبب نوع جنسك أو أن يتم إقصاءك ووضعك في موضع الناقص بسبب جنسك، أوان تكون مثال سلبي لإهانة الآخرين ان قارنوه بك، فهذا امر لا يمكن إحتماله، فكل هذه الضغوطات القاهرة وسط مجتمع معادي وسلبي وإنحيازي إلى درجة انه من الممكن ان يتم الإعتداء على امرأة في وسط الشارع بالضرب والعنف ولا يتدخل المجتمع ان علم بان من يقوم بالإعتداء هو زوجها او شقيقها، لان المرأة في هذه الحالة هي ملك حصري ويحق له التصرف بها كيفما يشاء دون تدخل أي شخص بهذه الممتلكات الخاصة.
هناك بعض المناطق في اليمن يعاملن النساء كأداة غير بشرية في العمل حيث يفرض عليهن مزاولة المهام الشاقة والخروج إلى الأودية والجبال للإحتطاب وجلب الماء ومن ثم القيام بكل المهام المنزلية دون شفقة او رحمة.
الحياة بشكل عام قاسية في اليمن، وهي حتما الأكثر قساوة بالنسبة للمرأة، فلا تفكر ان تتقمص دورها، ولكن اسعى إلى تبديل وضعها ونشر ثقافة المساواة والعدالة ونبذ التطرف والاقصاء بسبب الدين او المذهب او العرق أو الجنس.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليدومي ، المخبر العاشق للإستبداد.
- مركز أعلامي لماذا في مأرب وليس في حضرموت
- الشيعة البشعون والإستعلاء الفارسي
- جبهة نهم ومهام الجنرال الأحمر
- سلفية الجنوب ليس خيارا إجباريا
- ما بين المنحة السعودية وبين قطار أبن دغر
- ابن دغر والقفز بين الحبال
- عدن تتآكل ن الداخل
- مدير أوقاف عدن !!
- هل لغضب الجنوبيين من بن دغر ما يبرره ؟
- اللغة الطائفية لمحافظ عدن
- الدولة المدنية كما نريدها في الجنوب العربي
- سقط مشروع الحراك الجنوبي السلمي، وبقي مشروع العطاس
- روسيا وإيران والمجلس السياسي اليمني
- تغول السلفية في الجنوب العربي قنبلة موقوتة
- الحوثي لم يهزم ، وعليه لن يتنازل
- مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح
- ِإني إنهاك
- تواطؤ الأعلام العدني في مقتل عمر محمد
- من قتل عمر محمد


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بكر أحمد - في اليمن حاول ان تتقمص دور المرأة