أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الداهي - التعليم عن بعد يعمق الفوارق الاجتماعية.














المزيد.....

التعليم عن بعد يعمق الفوارق الاجتماعية.


محمد الداهي

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فليب مريو ، أنجز الحوار أمانويل فرنسوا، ترجمة محمد الداهي


انخرط العالم- بسبب الحجر الصحي- في تجربة التعليم عن بعد بما له من فوائد وما عليه من نواقص. ويعد- في الوقت الحالي- خير وسيلة للتواصل مع التلاميذ، وموافاتهم بالمعارف المطلوبة. أثيرت حوله كثير من الملاحظات ليس استخفافا بمزاياه، بل حرصا على تحسينه والرقي به. ومن بين القضايا التي استأثرت باهتمام البيداغوجيين نذكر أساسا الأداء التفاعلي للدروس، وفعالية المنصات والأقسام الافتراضية، وخاصة مدى تجاوب التلاميذ جميعهم وتفاعلهم على قدم المساواة مع الدروس عن بعد. لفليب ميريو ( الخبير البيداغوجي وأستاذ فخري في علوم التربية بجامعة لوميير- ليون2 ) وجهة نظر من التعليم عن بعد نعرضها في هذا الحوار الهام على قصره.
1- ما ذا يُعنى " بالاستمرارية البيداغوجية" التي طلبت وزارة التربية من الأساتذة الالتزام بها؟
تعني- بالنسبة إلي- الحفاظ على التواصل بين المؤسسة التعليمية والتلاميذ. ليس هذا بالأمر الهين في حد ذاته، لأن هناك تلاميذ لم يُتواصل معهم بتاتا. وتعني أيضا الحرص على جعل التلاميذ في حال التأهب الفكري بحفزهم على إنجاز الأنشطة الذهنية في علاقة ما أمكن مع المقرر الذي يتيح لهم مراجعة ما سبق أن تلقوه وتعميقه.
2- ألا ترون أشياء أخرى؟
يستسحن أن يوطد التلاميذ العلاقة فيما بينهم. يمكن أن نحفزهم أكثر على الاستفادة من وضع الحجر الصحي بأن يعرض واحد منهم تمرين الرياضيات على زميله ليناقشه معه، ويساعده على فهمه. ويمكن لهم- في المنحى نفسه- أن يتبادلوا التمارين. وحينئذ سيصبح كل واحد منهم ملحا في عمله وأكثر صرامة في أدائه. لا يعني ذلك ضياعا للوقت.
3- ما الأمورُ التي كشفت عنها هذه الفترة؟
كشف التعليم عن بعد الفوارق الاجتماعية وعمقها. هناك تلاميذ ليست لهم إمكانات ولوج الانترنيت، وهناك عائلات لا تتوافر إلا على شاشة حاسوب واحدة. علاوة على ذلك لا تسمح شروط السكن لبعض الأطفال الانعزال حتى ينجزوا أعمالهم ويفكروا في هدوء.
أسعفنا الوضع الحالي على إعادة اكتشاف أهمية العمل الجماعي. ليس الأطفال محرومين من المدرسة فحسب، بل هم محرومون من الأنشطة الجماعية. وهذا ما يبين أننا نعاني من عجز جسيم. لا نعرف كيف يمكن أن نتداركه.
ليست البيداغوجيا وضع جذاذات التعليم الشخصية رهن التلاميذ، بل هم يحتاجون إلى العمل الجماعي للتفاعل فيما بينهم، والاستفادة من توجيهات أستاذهم.
4- كيف يشتغل الأساتذة؟
لا تعني الاستمرارية البيداغوجية بالنسبة لمعظم الأساتذة تحويل البيت إلى مدرسة. لا يمكن -في نظرهم- أن نواصل إعطاء دروس المقرر كما لو أن شيئا لم يحدث من قبل. إنه لمن الصعوبة بمكان أن ننجز العمل عن بعد. أغلب الأساتذة مقتنعون أنه عندما ستفتح المدارس أبوابها عليهم أن يستأنفوا الدروس من اللحظة التي توقفت فيها الدراسة. لاحظت مدى انخراط الأساتذة في تعبئة حقيقية، وهي - في نظري- تجربة نموذجية. توطد على إثرها عمل الفرق البيداوغوجية عن بعد. بادر بعض الأساتذة في البداية بإنجاز ما في وسعهم، وشحنوا القارب بمعدات زائدة. لكن الأمور استرجعت- بمرور الوقت- توازنها.
5- ما النصائحُ التي تسديها للآباء حتى يدبروا استقلالية أبنائهم؟
لا يجب التخلي عنهم، كما لا يجب ملازمتهم ومصاحبتهم في الأوقات جميعها. هذا لا يشجعهم على الاستقلالية. النصيحة التي أقدم لهم: إن راقتهم، عليهم أن يخصصوا من عشر إلى خمس عشرة دقيقة مرتين كل يوم للتوقف عند حصيلة مكتسبات أبنائهم.
وهي مناسبة لحفزهم على التفكير في اختياراتهم. يجب أن ننبههم إلى ضرورة اختيار الأمور الصعبة عوض الأمور الهينة. لأنه باعتيادها ستتحسن مؤهلاتهم. ومن ثمة، يتضح أن الآباء يتحملون دورا تربويا جسيما، وليس بسيطا كما نعتقد.
6- ما الأشياءُ الإيجابية التي سنتحفظ بها من هذه الفترة؟
ما سنتحفظ به هو التعبئة وتبادل الخبرات بين الأساتذة. وكذلك تحسين العلاقة بين المدرسة والأسر، وخاصة الأسر البعيدة جدا عن المدرسة. مما لا شك فيه سنكتشف مزية بعض الأنشطة غير المدرسية ولكنها ذات صبغة تربوية. كيف تعلمت الطبخ، وساهمت في مناقشة فيلم وثائقي شاهدته على التلفاز. وهي الأنشطة التي يجب مداومتها بعد هذه الفترة.



#محمد_الداهي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيرة الفكرية .. ما لها وما عليها
- الثوابت العامة في المشروع النقدي للباحث الناقد محمد مفتاح
- ما الفرضية المثلى لانتحار فان كوخ؟
- وقفة مع محمد الداهي
- مَرَحُ الزَّرع
- القتل الرمزي للأب
- -مناظرة الصناعة الثقافية والإبداعية-
- الأدب والالتزام.. ترجمة محمد الداهي
- الدفاع عن الحياة بالديمقراطية الأدبية / د. محمد برادة
- واجب الذاكرة ( إيمانويل سامي)
- هواجس الردة الثقافية والسياسية
- سؤال الثقافة العربية في الوقت الراهن
- الفراغ الكوني
- كل الصيد في جوف الفرا
- من التعددية المنهجية ألى نسقية الثقافة ( درتسة في المنجز الن ...
- لحكاية والقصة القصيرة تأليف جون-بيير أوبريت
- المرايا المتقابلة في-حيوات متجاورة- لمحمد برادة
- صحوة الحواس ( في تأبين روح الأديب الراحل محمد غرناط)
- من يعيش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم (احتفاء بعيد ميلاد محمد ب ...
- تأصيل سلوك القراءة


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الداهي - التعليم عن بعد يعمق الفوارق الاجتماعية.