أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - -أحدثُكَ عن المكان-














المزيد.....

-أحدثُكَ عن المكان-


رندة المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


أحدثُك عن المَكان ..
المكان الذي يجرُ أصابعَنا إلى محرقة الكتابة !
عن الرؤية ..
يمنحُها خيالُنا آفاقاً لا تنتهي ..
عن حكمة السماء ..
تُغير قبلة الشمس ليكون سمتها جبينك ..
فهيء لي ذراعيك ..
لأدرجُ عليهما وأطير ..
*
أحدثُك عن المكان وباريس هي هي ..
كما عرفناها سوياً
أطأها بقدمي كأني للتو أهبطُ من السماء ..!
نفس الأرصفة المثخنة بخطى العابرين و نفس هدأة الآحاد ..
ونفس الأحلام التي تقاسمناها ، لولا اختلاف التوقيت بلحظة يأس!
*
وأنا هنا وجه عابر شخص يحمل على كتفيه الملائكة الحافظين وقارة بألف شعب ونخلة!
ولستُ بحاجة لأن أتذكرك لأنك دوماً معي ، بطلق الرصاص وانسياب النغم من فم طائر حزين ..

*
وكان المكان واضح ....!
قالها الظل المنحني تحت قامة كهل : لا مكان للمهاجر من يصنع للذاكرة أطرافاً وخاصرة يلغمها ويمضي يُفجر مناجم الذهب في خصلة شقراء ..!
لا مكان لمن يستلذون مضغ الزُجاج وتأليه سمرة الحنطة على ناصع الجليد !
تذكرتُ يدك الدافئة تمنح البحر صهيل الجواد .. تمنح يومي شغفاً بغد يأتي ..
تذكرتُ معاصر الزيتون في محجريك تلمعُ بها الآمال!

*
الآن الآن وقبل عما قليل وبعد ، وأنت على الضفة الأخرى تفسخ فك التنين بيديك؟!
أ تُراك تذكرني؟
أ تذكر كلامك لي ؟
شعارك وشعرك؟
اللون الأزرق الذي سفحته على مئات اللوحات وأنت ترسم مدى بعيد لشعب ألِفَ الانحناء ؟
عن مقهى الباستيل بين زمرة الفلاسفة تضج بأسئلة البشرية تسمي ولادتنا محنة وموتنا انتصار ..
ألم تقل لي : "أجمل ما في الحياة قذارتها لهذا كان موتنا انتصاراً عليها " ؟
مشيتُ طويلاً على سور سجن الباستيل أحلم باختراع يصلني بك ..
بذاكرة لا تتقطع أنفاسها من اللهاث وأنا أعدو خلف ملامحك النبيلة استحضرها بين أهدابي
وأتعذب لو ضاعت حبة خال من يدي !

مشيت ..
وليس في المدينة شوارع ، وليس في الشوارع أرصفة وليس على الأرصفة يافطات !
كنت أطير لأربت على كتف السماء المفجوعة لامتقاع أدمتها وللشمس التي رقطت جبينها سحابة!
كنتُ غصة علقت بحنجرة مقهور ..
كنتُ ضياعاً يتفشى في الضياع ..
و استغاثات ضعاف سقطت قبل أن تكمل طريقها إلى الله بصاروخ طائرة!
كنت أطير فوق غابة بولونيا أراقب اندلاع الصيف على الأكتاف العارية وأتحسر على الأكتاف المتراصة
لبت نداء "الله أكبر" فأحالوها بطرفة عين إلى مشهد رعب يبثها التلفاز في التاسعة مساءً على مائدة العشاء!
كنت أطير وأفتش عنك .. عن وعودك لي وكلامك عن الحرية وارفعِ رأسكِ وكوني نصفي واكتبي للمتعبين على الضفة الأخرى لتمنحينهم غداً جديد ..
كنتَ مخلوقا أسطوري نصفك شعب والآخر نبي !
فهل كان رحيلك وحي إله ؟
هل كانت باريس وشقتك في الدور العاشر قيداً حطمته ومضيت ترسم الأزرق على صفحة الوجود؟
**
لا أدري !
لا أدري لم كلما حاولت أن اصنع لي رجلاً من الحبر أشهرت أنت ملامحك أمامي وقلت هاكِ أنا فاتبعيني!
أتدري ..؟
أتدري بأن خشخشة أوراقك الملغمة بالحروف اسمعها في أذني كل مساء ؟
تنبجس من حقيبة يدك الجليدية تزحف منها شعوب نحوي .. تملأ الردهات و الزوايا في شقتي وتتواطأ على أوردتي لترفع بها سقف خيمة!
**
آه لو تدري كيف هي الأمكنة .. "بدونك" !
كيف غيرت مقاهي باريس عاداتها وباعت لحمها الحُر لسواح جنس!
كيف تكالبت الحروف علي ومنحتني تصريحاً واحد !
هو الكتابة عنك ..
عن جبينك تفركه بأصابعك صباحاً مساء وأنا أطاردك خلف سحب الدخان لألتقط الوحي من عينيك ..
عن الأمكنة ..
التي أطاحت برأس النضال ومحاربيه الأشاوس من امتطوا صهوة الورق وطاروا خلفك ليصرعوا التنين!


رندة المغربي /فرنسا



#رندة_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح بارد غريب
- سأحكي لك حكاية
- للمارين من هنا..
- صورة / قصة قصيرة
- فرنش كانكان* / قصة قصيرة
- للنحاس المشتعل في الذاكرة/ قصة قصيرة
- البزاق / قصة قصيرة
- تفاحة الليل / قصة قصيرة


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - -أحدثُكَ عن المكان-