أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - سأحكي لك حكاية














المزيد.....

سأحكي لك حكاية


رندة المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


اسمعْ ..
سأحكي لك حكاية ، فأنا أعرفُك تُحب حكايات المساء ..
بعد الخامسة نصلح قهوتنا ونشرع النوافذ ونسدل الأستار ونجلس ننتظر رقة النسمات ..
!الله الله يا صاحبي إن جاء المساء

سأحكي لك حكاية احتسبُ بها مواجعي وهموم يومي و مخاوفي وأرتب بها الكلمات حتى تصل إليك نقية وطاهرة وبريئة تقرأها بصوتي وإن لم تسمعه أذناك سيسمعه قلبك .. حتماً سيسمعه !
فأنا كلما هممتُ بالكتابة لك زاد في رأسي الصُداع وطغى خوفي على لُغتي وراحت مواكب الحيرة "تكرمش" الأوراق
فأنا لا أريد أن أقص عليك أخباري/ أحزاني ..
لا أريد أن أعلمك بأنهم كسروا قامة أبي و فجعوا أمي و قتلوا أخي سند الدار!
لا أريد أن أقول لك بأن همومنا كثيرة .. كثيرة فاقت قدرتنا على الصبر !
وصبرُك يا صبر !

أريدُ أن يبقى وجهك مضيئاً كالصلاة على النبي ..
أن تبقى الرمز الذي لا يُدنس والشمس التي لا تنهزم في آخر المساء ..
لا أريد أن أتلفت خلال الرعب فلا أجدكُ تعويذة أشد عليها قبضتي وأضمها لصدري وأعيذ بها أحبتي بقل أعوذ برب الفلق قل أعوذ برب الناس ..
وأين الناس؟
أين الرفقة والأصحاب يا صاحبي؟
أين الحضن أين تُراب الأوطان؟

هذا أنا لأكثر من ساعة ، حائرة ورأسي ساخن كالنار!
أدير الحروف شمالاً يمين .. يميناً شمال ..
أتحايلُ على الذاكرة أن تفتح دربي على لحظة فرح جمعتنا لأكتبها لك .. للأصدقاء ..
أنت يا من بلغت النهر خلف الغابة قل لي ،،
هل رأيت تيهاً مثل تيهنا؟
هل مررت بشعب جميل وملهوف وخائف كشعبي؟
فتالله نحن هنا ما عرفنا خديعة ولا راوغنا صدق ولا وقعنا على عريضة استسلام ..
تغرينا؟.
نعم تغرينا صورة الظبية نُطاردُها فنضيع !
نضعف لرخامة الوردة نضمها فتصدُ صدرنا الأشواك!
نحنُ من لا يذكرنا حبيب ..
ولا يوم بلحظة فرح ..

فقلْ لي بحق دمع أبي ، وأنت تعرف كيف يكون دمع الرجال ..
ما حيلتنا؟
ما تدبيرنا؟
من يربت على كتفنا المُتعب ويعللنا بأن الله مع الصابرين إذا صبروا ؟

هذا المساء وأنا أكتبُ لك وأتخيلك بعيداً وبعيداً جداً وعالياً على صهوة نجمة ظللتُ حائرة !
يدي على خدي ولحظي "يتعربش" السطور أنقبُ عن مساكن الطين التي انطلقنا منها عن النوافذ المستورة بورق الجرائد يطوح عليها حبل غسيلنا و تندلع خلفها ضحكات الصغار ..
عن عمنا جمعة بعربته المتراقصة يشق الأزقة ينادي للترمس و الفول اللاذع ..
عن "خناقات" الجارات و حجر النرد "المزعبر" في المقاهي ورائحة البخور وبائع الكاز على حمار..
أرأيت ؟ كيف ذهبتُ بعيداً بالذاكرة وصارت الدنيا بحجم كف وطبتُ شوقاً وطاب لحم قلبي!
فما اقترب البعيد ولا تنازل عن شبر هذا البعاد!!

إييييييييه يا صاحبي ..
ما أكثر الحكايات لو تأتي بطلاسمك تقرأها على الوجوه فتفتح أفواهها وتحكي ..
ما أكثر الشوق خصلات خصلات أجدله حتى الصباح ..
فهل حكيتُ لك الحكاية ؟
هل طاب لك عُشبَ حنيني؟
هل ستتحسس الماء بعصاك وتأتي قبل انقضاء الليل ؟
فإني أعدك إن أتيت وإن لم تأت..
سأعيش لأنبش بتربة القلب عن بذرة شوق لم تتفتق بعد ..
سأعيش لأحب البسطاء الساذجين مثل حكايتي ..
سأفرش داري حصيراً
و صدري محبة
سأناصبُ العداء لهذا البهرج الزائف
سأظل أنا أنا بدوية فلاحة
بسيطة ومن عامة الشعب لا تهزمني ريح
ولا تغتصب أي مدنيّة لي ذاكرة !
سأبقى أنا
ابنة الفلاح
ابنة الزبال
ابنة الفراش
ابنة الأسطة
ابنة العتال
ابنة الأسمر لرغيفنا الأسمر ..


رندة المغربي / فرنسا



#رندة_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمارين من هنا..
- صورة / قصة قصيرة
- فرنش كانكان* / قصة قصيرة
- للنحاس المشتعل في الذاكرة/ قصة قصيرة
- البزاق / قصة قصيرة
- تفاحة الليل / قصة قصيرة


المزيد.....




- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - سأحكي لك حكاية