أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - صباح بارد غريب














المزيد.....

صباح بارد غريب


رندة المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


هذا الصباح وكل صباح ، أنهضُ من رماد ليلي الفارط لأبدأ المعركة .
معركتي مع الزمن وملح المدامع علّي أفوز بك !
.... أطوي السُهاد خلف أجفني المُتعبة و انهض..


انهض ..
وما بيدي إلا ورق أبيض وأقلام "أخربش" بها حكاياتي ..
يدي التي أدمنت الكتابة لك وعنك تفتتحُ الوقت بقهوة الذاكرة وتعالجُ أبواب الغيب المُغلقة بمفاتيح الأحلام ..


فهل طلع الصباح؟
هل جاء حين هزيمة جديدة لتصطف مع قبيلة هزائمي؟
و ما طعمُ الصباح إن دخلت زوبعة رأسي وتبعها توابعُها السود ؟
ما لون عاصمة النور وأنا أشرع نافذتي على الأزرق البعيد ولا أرى في المدى غزالة !
ما طعم الطعم؟
ما لون اللون ؟
وإلى أين تمضي اللحظات بعد سويعات البزوغ ؟!
**

أتدري ؟
بأن الأمكنة كُلها بأشجارها وحجارتها و دبيب هوامها تشتاقك؟
وبأني أرسلتُ لك عصفوراً يُفتشُ عنك ..؟
ظل يطيرُ من مكان إلى آخر فلا أبصر شجرة ولا شرفة يريح عليها ساقيه من مرارة الطريق
ولا عاد ليستجير بكتفي !
فمن قتل عصفورنا ؟
من أصابه برصاصة ؟
من استباح دمه مع رجل أعدم لأنهم رأوه يقرأ في كتاب؟!
**

يطل الصباح على الذاكرة وأنا أنشب أظافري في لحم رأسي وأستعد لمعركة طويلة ودامية كادت تنتهي بهزيمتي لولا رأيتك....!
و من بعيد رأيتك ترفع بأصابعك ذقني المنحني و تهمس إلي :
تماسكي وانهضي من رماد الخيبة وجددي الأزمنة بوفائك ..
فأعود وأتماسك من جديد !
وأسمع وقع حوافر الخوف تأتي من داخلي فأصرخ مستنجدة " يا نون يا كهيعص " رحماك ربي كتبت علينا هذا العذاب فألهمنا الصبر حتى نكمل الطريق ..
فأنا خائفة يا إلهي أن أفتح عيني فتتساقط دموعي لتسقي هذا الخراب!
أن أنام فلا أحلم به
أن استغيث فلا أغاث!

خائفة أنا من اللون من الصوت من الماء من التراب من حركة يدي وظلي ودموعي ووسادة نومي ..
فأغثنا يالله من زمن الخوف .. والإستراتيجيات ، والقطارات السريعة ، والأمراض المزمنة ، وحكايات الحب العقيمة ، ومن ذئاب تلبس ثوب الأصدقاء ، ومن طرقات تُشتت الأيدي المتماسكة من زمن الجوع والإنكسار ، وأطفال بلا هوية ، وقصائد بلا إحساس ، وأسلاك تلتفُ على أعناق المباني وأنوار تخدع البصر وتغرر بالبصيرة
.. أغثنا من الزحام .. وعربات تلهب الأزفلت بلا وجهة .. وجرائد لا تكتب إلا عن الدمار ، وأخبار لا تبث إلا خناجر تستقر في الفؤاد ..!
وحيدة أنا و أنادي
يارب أغثني و أعني على وحدتي وغربتي حتى أصل إليك ..
ونجنا من كل صباح بارد وغريب
وغائب في المجهول...!!

رندة المغربي/فرنسا



#رندة_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأحكي لك حكاية
- للمارين من هنا..
- صورة / قصة قصيرة
- فرنش كانكان* / قصة قصيرة
- للنحاس المشتعل في الذاكرة/ قصة قصيرة
- البزاق / قصة قصيرة
- تفاحة الليل / قصة قصيرة


المزيد.....




- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - صباح بارد غريب