سفانة نصرالله
الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 19:00
المحور:
الادب والفن
اشتريت رواية التانكي ما ان اعلنت القائمة الطويلة للبوكر ، لم اكن قد سمعت بالكتابة من قبل او الكتاب و لم يسعني الوقت لقراءة الرواية إلا قبل يومين عندما اقترح عليّ احد الاصدقاء ان نقرأنها معاً فوجدتها فرصة ، تركت الكتب التي كنت اقرأها و بدأت بالتانكي .
اصبت بالضياع و الملل في البداية و رغم ان طريقة السرد لم تتغير حتى نهاية الرواية إلا إنني كنت اجد نفسي بهذا الضياع العبقري ، تلمست الاماكن و كأنها اجزاء من روحي و استمعت للابطال كأنهم اصدقاء قدماء و اجزاء صغيرة مني ، فكنت اجدني بين الحين و الحين في احدهم ..
اتنقل بين شخصيات الرواية ف اجد حينا ، الجيران او الاقارب او الغرباء الذي نلقاهم في الشوارع .
من الذكاء و العفوية اللطيفة ان تختار عالية ممدوح الاماكن الحقيقية لتتحدث عنها ، كنت اتمشى مع الابطال بين مكتبة الصباح و شارع سهام و حي السفينة حتى كادت الاشياء تتجلى امامي .
هذا السرد الحزين العبقري الموحد و المتمازج مع الموضوع بضياعه ، المليء بالحنين و الخسارة و الشغف ، هذا السفر الطويل الذي نحمله جميعاً بين طياتنا و ننسى احياناً او غالباً إننا مسافرين و تائهين و فاقدين و نكمل حياتنا الشاحبة .
هذا الجنون ، جنون عفاف الذي لمسني جداً .
عفاف المجنونة و لم نعلم ، هل جننها الحب ام الوطن ام الفن و الفلسفة !
عفاف الشعلة التي تنذر ان لا امل هنا او هناك و لكن سنحيا كالمجانين على اي حال ، الجنون الذي يُرى بالعين المجردة ، عفاف الامل الكاذب الذي سافر من دون رجعة ..
و المكعب حلم الضائعين او سفينة نجاتهم السرابية ..
#سفانة_نصرالله
#سفانة_نصرالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟