أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - شهادات للتاريخ والأجيال. الشيوعيون وجلباب ماركس ولينين (4)














المزيد.....

شهادات للتاريخ والأجيال. الشيوعيون وجلباب ماركس ولينين (4)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 20:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهادات للتاريخ والأجيال
الشيوعيون وجلباب ماركس ولينين(4)

في العام 2004 ،كنت اتمشى بصحبة (الدكتور عزيز...) في ساحة الاندلس فصرنا قريبين من مبنى مقر الحزب الشيوعي العراقي ، فقال لي : الا تحن لجماعتك أيام زمان ؟ قلت : بلى والله احنّ..وتذكرت قول مظفر النواب: حن وانه احن ونحبس ونّه ونمتحن..مرخوص بس كت الدمع...

ودخلنا المقر.

كانت قاعة الجلوس أشبه بمقهى شعبية..كرويتات بسيطة مفروشة بحصران من الخوص ، فقلت في نفسي : يا سبحان الله ، مكتوب على البرولتاريا ان تجلس على حصران الخوص من زمن ماركس الى يوم يبعثون.وحصل حين جلست، ان شغّلت الذاكرة فلما" قديما اليكم منه هذه اللقطة.

كنّا معصوبي الأعين وواقفين فجرا بمكان لا نعرفه في مدينة الناصرية، فجاء دوري بأن سألني أحدهم قائلا" : هو انت قاسم حسين ؟ اجبت : نعم ، فصفعني بيده اليمنى ادار بها وجهي الى اليسار !.. تبين بعد ذلك أنه نعيم حداد.

وتابع يسأل .. ويسب ويشتم ، ثم جرى ما جرى!.

رموني في غرفة صغيرة ، فجيء بشاب أسمر نحيل الجسم،كان ظهره لوحة سوريالية من الخطوط السود الملطخة بالدم الاحمر. وكان فاقد الوعي ، أو ربما في نفسه الاخير، فتركت جراحاتي واخذت انقّط الماء بفمه وأنعش قلبه بتمارين تعلمتها من الرياضة. كان هذا الشاب هو القاص البصراوي المعروف " محمد خضير " المعلّم في الناصرية حينذاك .

لمحني صاحبي الذي رأى الدمعة تسقط وهو يأتي لي باستكان الشاي ، فعلّق قائلا" ( ها يبين أخذتك الدنيا لبعيد ، بس تريد الصدك :احلى شي سويته أنك طلّقت السياسة وتزوجت العلم ) .

ونأتي الى بيت القصيد ، فقد نظرت الى أعلى الجدار فوق رأس "القهوجي " فرأيت صورا" كبيرة لكل من ماركس و انجلس ولينين، وكأنهم يحّيون الضيوف القادمين الى المقر. تغير مزاجي تماما" فطلبت من صديقي (د.عزيز) ان يأتي لي بـ " الرفيق " المسؤول .. فجاء .

قلت له: تأكد لي الآن انكم (بعدكم ملفوفين بجلباب ماركس ولينين) وانكم ما تزالون تعيشون مزاج الخمسينيات في وسائل تثقيفكم، وان المسؤولين عن الثقافة عندكم من الذين صار المستقبل وراءهم، اعني، تجاوزت اعمارهم الخمسين والستين ، وانهم ليسوا على دراية بأن النظام السابق حكم العراق ( 35 ) سنة ، وان جيلا" عراقيا" كاملا" كان لايعرف عن الشيوعيه شيئا" الا كونها " ضد الدين " ،وأن هذا الجيل يشكّل أكثر من نصف الشعب العراقي .

تساءل بشيء من عدم الرضا : خير أستاذ ..؟

قلت له: لو ان شابا"من هذا الجيل جاء وجلس هنا وسألك: من هذا وذاك ؟ ستجيبه :هذا ماركس العظيم..الماني واضع النظرية الماركسية ، وذاك لينين الخالد.. روسي ابو الثورة البلشفيه ، وتظل تشرح وتنّظّر له عن افكارهم وشعارهم " يا عمال العالم اتحدوا " والبرجوازية والرأسمالية ، فهل هذا أفضل ام انكم لو وضعتم صور: فهد وسلام عادل وجمال الحيدري..وحين يسألك وتجيبه بأن هؤلاء قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين اعدموا من اجل ان يكون وطنك حرا" ، وان تكونوا انتم جيل الشباب الذين ضاعت أعماركم في الحروب والكوارث..تكونوا سعداء مرفهين؟

ايهما اوقع بالله عليك ، ماركس الالماني ولينين الروسي ( الذي قد يخجل الشاب ان يقول لك: وما شأني بهما وأنا الخريج العاطل في بلد الخيرات )،ام فهد وسلام عادل وجمال الحيدري،الذين ضحّوا بحياتهم من اجل العراق والعراقيين،وكانوا لمّة واحدة من السنّة والشيعة والعرب والكورد والمسلمين والمسيحيين..؟

أسفي انكم ما تزالون لا تجيدون فن الدعاية ، واسفي انكم تجيدون هضم الثقافة لكنكم لا تجيدون فن التثقيف،واسفي انكم ما زلتم قافلين على ماركسية الخمسين..

ربت بيده على كتفي وقال: دكتور..الأسبوع القادم سيكون الذي تريده.واستبدلوا الصور..ما يعني ان الذي حصل كان من شيوعي قديم محب وليس من شيوعيين كانوا ملتفين بجلباب ماركس ولينين.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادات للتاريخ والأجيال - شيوعيون..أبناء رجال دين!(3)
- شهادات للتاريخ والأجيال الشطرة ..موسكو الصغيرة (2)
- الشيوعيون (86) سنة..ولم يستلموا سلطة(1)
- الى خلية الأزمة مع التحية.الشائعة..تقتل ايضا!
- لماذا نكذب؟.وصفة سحرية لكشف من يكذب عليك!
- العراقي في نيسان..العراقيون لا يكذبون!
- Psychon eurose(2-2).
- فوبيا كورونا..الموت هلعا(2-2)
- Coronavirus Phopia (1 - 2)
- رئيس جمهورية العراق يلقي خطابا!
- فوبيا كورونا (2 - 2)
- فوبيا كورونا(1-2)
- نوروز..ستبقى فرحا يوحّدنا رغم كورونا
- فيروس كورونا..ما احدثه سيكولوجيا واجتماعيا
- فايروس كورونا..من منظور سيكولوجي - بيولوجي - وديني
- الدلالات السيكولوجية للتحقير الجنسي في شعر مظفر النواب السيا ...
- المعلم العراقي..من (الأفندي) الى سائق أجرة!
- الضد وضده النوعي في ابداع مظفر النواب - تحليل سيكولوجي
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي - مقاربة نفسية اجتماعية (3- ...
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي -تحليل سيكوبولتك (2-3)


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - شهادات للتاريخ والأجيال. الشيوعيون وجلباب ماركس ولينين (4)