أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - الشيوعيون (86) سنة..ولم يستلموا سلطة(1)














المزيد.....

الشيوعيون (86) سنة..ولم يستلموا سلطة(1)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الشيوعيون..86عاما ولم يستلموا سلطة!(1)
الهدف الرئيس لكل حزب سياسي هو الوصول الى السلطة..فلماذا لم يستطع الحزب الشيوعي العراقي الوصول الى السلطة برغم انه رفع من يوم تأسيسه قبل 86 عاما شعار (وطن حر وشعب سعيد)؟!.
بدءا ،انا كنت شيوعيا وسجنت سنتين لأنني رفضت طلب رئيس المجلس العرفي العسكري الأول(شمس الدين عبد الله) سبّ الحزب الشيوعي العراقي، برغم علمي انني لو فعلت لما سجنت اسوة بمئة وأحد عشر من رفاقي سبّوا الحزب قبلي واطلق سراحهم!.
وكانت للحزب فضيلة الوفاء ان ارسل وفدا زارني في شقتي بشارع حيفا بعد(2003)عارضا عليّ العودة الى صفوفه،واعتذرت..(اننا ادينا دورنا وضحينا من أجل وطن حر وشعب سعيد..وما بعد بالحيل كوه)،وظلت علاقتي بالحزب علاقة محبة واتواصل معه في اقامة محاضرات وندوات،واحظى بالتكريم من قياداته.
اقول هذا كي لا يؤخذ ما ساقوله على أنني كذا وكذا،لأن لدى كثيرين.. شهية قضم سمعة الآخر.
بدايات التفكير
كنت في الستينات مسؤول خط الفلاحين في قضاء الشطرة.وكنت اتنقل بين القرى على دراجتي الحمراء(بايسكل) أعقد في فضاءاتها ندوات واجتماعات حزبية. ومن طرائف ما كان يحصل،ان مؤذن القرية صاح (الله اكبر الله أكبر) معلنا آذان المغرب ونحن في اجتماع حزبي،فأستأذن مني الفلاح (عذافه):
- رفيق ..ممكن أصلّي؟
قلت له:تفضل
وكان بيننا فلاح ملحد بالفطرة اسمه (جبار)..نظر لعذافة وقال:
- انت ما تكلي شلون شيوعي
التفت نحوي عذافة وقد حمل عباءته ليصلي:
- وليش الشيوعي لازم ما يصلي؟..جاوبني ابن شيخ حسين حتى مناه انطي الوجه لهلي.
كنت انا ابن (شيخ حسين)،رجل الدين الذي علمني اصلي واصوم وعمري عشر سنين،لدرجة انني كنت حين أسجد..أطيل السجود وأبكي.
- اخذ راحتك رفيق عذافة..صلّي وراح ننتظرك.
وتحول موضوع اجتماع الخلية الى الشيوعية والدين، فأوضحت لهم ان الحزب يترك لك الحرية في ان تؤمن او تلحد..واستشهدت بآية من القرآن (ومن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر).. وكنت يومها ما زلت أصلّي وأصوم وأحفظ عددا من سور القرآن عن ظهر قلب.
كنّا جميعا(كوادر الحزب) في الفكر..سواء،أعني كنّا في عقولنا أشبه بركّاب قطّار..تتولى القيادة مهمة التفكير عنّا كما يتولى سائق القطار مهمة السياقة..واذا كان لبعضنا رأي عليه ان (ينفّذ..ثم يناقش).
ويومها كنت الوسيط بين الحزب وعزيز السيد جاسم،وكانت تصلني من القيادة رسائل ملفوفة صغيرة مثل (جكارة لف مبرومة تمام) لأوصلها له حيث كان يسكن ناحية النصر(سوق الغازيه) التي تبعد عشرة كيلومتر عن الشطرة..فهمت بعدها انها كانت بداية خلاف مع الحزب،سنفرد له ولها مقالة خاصة.
تلك هي كانت بداية لتفكير لاحق..(ليش الحزب ما استلم سلطة)..وجدت لها اجابتين مختلفتين في سهراتنا بالقلعة الخامسة (*)، واحدة من مكرم الطالباني خلاصتها..أن استيلاء الحزب على السلطة كان سهلا جدا لكن الوضع العربي لا يسمح، والثانية لمظفر النواب خلاصتها ان الحزب كان يتلقى أوامره من الحزب الشيوعي السوفيي،والثالثة اكتشفتها بعد سنين!..خلاصتها: ان اميركا والاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا تقاسمت النفوذ في الشرق الأوسط بموجب تفاهمات،بينها ان لا تتولى قوى اليسار الحكم في العراق،وتقدير الحزب الشيوعي ان غالبية العراقيين تخشى أن تعمل القوى العلمانية ضد الدين اذا استلمت السلطة ،وانها ستشوه تقاليد وقيما اخلاقية ومقدسات وطقوسا تؤدي الى حرب أهلية تطيح بسلطة الحزب وتقضي على وجوده، وثالثة تتمثل بمعارضة قادة عسكريين كبار بتغليبهم لقيم عسكرية واعتبار الاستيلاء على السطة خيانة للزعيم عبد الكريم قاسم وغدرا به.
ولقد اثبتت الأحداث فيما بعد أن القوى اليسارية والأحزاب الشيوعية في العالم العربي،مع أنها الأكثر في التضحيات البشرية، لم يعد لها الرصيد الجماهيري الذي كانت تتمتع به في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لسببين رئيسين،
ألأول، تعرّض أقوى حزبين شيوعيين في العالم العربي،العراقي و السوداني، الى كارثتين تم فيهما تصفية قياداته وكواداره الفاعلة،نجم عنهما انكسار نفسي خفت فيه أمل جماهير واسعة كانت ترى في هذه الأحزاب..المنقذ والمخّلص.
والثاني،انقسام القوى اليسارية والتقدمية على نفسها ،وتحكّم (تضخّم الأنا) في قيادات فصائلها الذي حال دون توحّدها،افضى الى اضعاف نفوذها ومحدودية التأييد لها في الانتخابات العامة،لسبب سيكولوجي يعتمل في ذات الناخب العربي ،هو ان القوى التي لا تستطيع ان تصل الى صيغة توافقية فيما بينها لا يمكن لها ان تبني وتقود دولة.
*
(*) كنا في غرفة (اصلها مخزن ملابس) تضم كلاّ من مكرم الطالباني، والمقدم عبد النبي قائد قوات المظليين، ومدير الخطوط الجوية العراقية، وصباح خيري شقيق زكي خيري،وأنا..الذي كنت أصغرهم ومسؤولهم امام ادارة سجن بغداد المركزي.
**



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى خلية الأزمة مع التحية.الشائعة..تقتل ايضا!
- لماذا نكذب؟.وصفة سحرية لكشف من يكذب عليك!
- العراقي في نيسان..العراقيون لا يكذبون!
- Psychon eurose(2-2).
- فوبيا كورونا..الموت هلعا(2-2)
- Coronavirus Phopia (1 - 2)
- رئيس جمهورية العراق يلقي خطابا!
- فوبيا كورونا (2 - 2)
- فوبيا كورونا(1-2)
- نوروز..ستبقى فرحا يوحّدنا رغم كورونا
- فيروس كورونا..ما احدثه سيكولوجيا واجتماعيا
- فايروس كورونا..من منظور سيكولوجي - بيولوجي - وديني
- الدلالات السيكولوجية للتحقير الجنسي في شعر مظفر النواب السيا ...
- المعلم العراقي..من (الأفندي) الى سائق أجرة!
- الضد وضده النوعي في ابداع مظفر النواب - تحليل سيكولوجي
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي - مقاربة نفسية اجتماعية (3- ...
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي -تحليل سيكوبولتك (2-3)
- الحاكم والمحكوم في العالم العربي - تحليل سيكوبولتك
- سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي -مقتدى الصدر انم ...
- سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي- مقتدى الصدر انم ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - الشيوعيون (86) سنة..ولم يستلموا سلطة(1)