أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل عبد الزهرة شبيب - الكومبرادورية التجارية معلم رئيسي من معالم البنية الاقتصادية والسياسية في العراق















المزيد.....

الكومبرادورية التجارية معلم رئيسي من معالم البنية الاقتصادية والسياسية في العراق


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.ان اطلاق العنان لآليات السوق غير المنضبطة المعتمدة من الحكومات المتعاقبة في العراق, وغياب الرؤية التنموية والتفاوت في المداخيل والثروة واطلاق حرية التجارة وغياب الضوابط والارتفاع المستمر في حجم الاستيراد قد ادت الى ظهور فئات فاحشة الثراء مستفيدة من غياب الضوابط المنظمة للسوق وضعف الرقابة واستشراء الفساد ومن صلاتها القائمة بأوساط نافذة في الدولة. وفي ظل استفحال الاستقطاب في توزيع الثروة والدخل يتعزز دور الكومبرادور التجاري والفئات الطفيلية والبيروقراطية على حساب الكادحين وذوي الدخل المحدود.
فماذا يعني الكومبرادور؟ الكومبرادور يطلق على الطبقة الطفيلية الانتهازية الاستغلالية التي تنشأ وتنمو في المجتمعات في مرحلة التحول من الاقتصاد الخاضع لمراقبة او ادارة الدولة الى الاقتصاد الحر او اقتصاد السوق, وهي طبقة غير منتجة على الاطلاق تتسم باللصوصية المكشوفة وهي طبقة برجوازية سرعان ما تتحالف مع راس المال الاجنبي تحقيقا لمصالحها وللاستيلاء على السوق الوطنية, وتقوم بدور الوكيل المحلي لتنفيذ اجندة المؤسسات الدولية الرأسمالية عن طريق منحها التوكيلات والتمثيل التجاري وغير ذلك.
اما عن اصل كلمة كومبرادور فهو برتغالي وتعني باللغة البرتغالية(المشتري).
في البلدان التابعة والمستقلة حديثا والنامية ,لا توجد فيها برجوازية صناعية قوية وانما توجد فيها برجوازية وطنية وبرجوازية كومبرادورية تجارية ,حيث تتألف البرجوازية التجارية من المضاربين الطفيليين ومقاولي أعمال البناء الذين يستثمرون أموالهم في مجالات غير منتجة ويقومون بدور الوسيط في خدمة راس المال الاجنبي وتؤدي وظيفة السند الاجتماعي للاستعمار الجديد بحكم مصالحها ,وتشكل هذه المصالح وهذا النشاط المرتبط بالشركات الاجنبية عقبات امام البرجوازية الوطنية التي لها مصلحة في التطور الاقتصادي والسياسي المستقلين لبلدانهم وهذا يؤدي الى نشؤ تناقض حاد بين البرجوازية الوطنية والبرجوازية الكومبرادورية وكذلك بين البرجوازية الوطنية والبرجوازية(الامبريالية) ,ومن هنا تبرز موضوعيا مصلحة البرجوازية الوطنية في عدد من بلدان اسيا وافريقيا في الثورة المعادية للإقطاع وللإمبريالية وكانت احدى القوى الرئيسة في الكتلة المعادية للإمبريالية.
كان ومازال للشركات الامبريالية العابرة للقارات والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي اضافة الى منظمة التجارة العالمية دور في فرض اشكال استعمارية جديدة على البلدان والسيطرة على ثروات الشعوب المضطهدة واستغلال الطبقة العاملة تحت شعار (تحرير التجارة العالمية) وانشاء ( المناطق التجارية الحرة ) بهدف جني الارباح اضافة الى دورها في اطلاق الحروب وعسكرة الاقتصادات الوطنية. وهذا الدور الذي تقوم به الدول الرأسمالية وشركاتها الاحتكارية لا يخلو من الصراع الدائم بين الاحتكارات والامبرياليات المختلفة من اجل اقتسام العالم والاسواق وخيرات الشعوب وان قانون التطور اللامتكافئ للرأسمالية (القانون العلمي الذي اكتشفه لينين) يعمل باستمرار على تعميق هذه التناقضات.
في العراق وعند احتلاله من قبل القوات الامريكية عام 2003 قامت بإسناد طبقة جديدة من رجال الاعمال العراقيين وهذه الطبقة ارتبطت مصالحها بالأمريكان من خلال عقود العمل بالمقاولات والتي من خلالها جنوا ارباحا كبيرة ولذلك لم تحبذ هذه الطبقة تحقيق الاستقلال للعراق وصارت تخشى من مغادرة القوات الامريكية العراق خوفا على مصالحهم . لقد اسهمت القوات الامريكية والسياسة التي اتبعها المحتل الامريكي في تعزيز دور الكومبرادور التجاري والفئات الطفيلية والبيروقراطية حيث اتسعت دائرة التراكم الرأسمالي الكومبرادوري المرتبط عضويا بالرأسمال الاجنبي وظهور طغمة مالية تعمل باستمرار على تنمية الطابع الطفيلي لاقتصادنا الوطني, وان الاستمرار بتطبيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية المملاة من المؤسسات الرأسمالية الدولية ,صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية, وتنامي الفساد وانتشاره قد ادى الى تنامي الازمات واكتواء الجماهير الشعبية بها. وبهذا الشأن فقد اشار الدكتور صالح ياسر في مقالته الموسومة ؛: ( ملاحظات اولية حول طبيعة بعض الفئات المهيمنة في عراق ما بعد 2003 ) المنشورة في مجلة الثقافة الجديدة العدد 382 أيار 2016 الى ( ما ورد في التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي الى ان هذه الفترة قد شهدت ازاحة القوى والمجموعات الاجتماعية التي كانت تحظى بدعم النظام المباد والمصالح التي كانت لها داخل العراق , وبالمقابل ظهرت فئات وشرائح اجتماعية جديدة تتداخل انشطتها التجارية مع عمليات السطو والنهب التي ترافقت وانهيار النظام والدولة العراقية , وقد اتخذ هذا التحول طابعا طفيليا , ذلك ان النشاطات المذكورة تتركز بصورة رئيسية في مجال التداول وليس في مجال الانتاج وخلق القيم , وتحصل الفئات المشار اليها على مداخيل وتجني ارباحا من تلك الأنشطة القائمة على الوساطة فضلا عن الأنشطة اللاشرعية كالتهريب وفرض الأتاوات والاستحواذ على ثروات الآخرين. في حين اشار التقرير السياسي للمؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي ( ايار 2012 ) الى تعزيز دور الكومبرادور التجاري والفئات الطفيلية والبيروقراطية على حساب الكادحين وذوي الدخل المحدود. وأشار الدكتور صالح ياسر في مقاله الى انه بعد عام 2003 وبسبب طبيعة الرأسمالية الناشئة في العراق التي وضع اسسها الحاكم المدني لسلطة الاحتلال ( بول برايمر ) وطورتها بإتقان القوى المتنفذة التي توالت على السلطة لاحقا بدأت بالتطور العاصف فئة البرجوازية الكومبرادورية ونشاطها لا يعتمد اساسا على رأس المال , فرأسمالها هو صلاتها القوية بالاحتكارات الأجنبية وبجهاز الدولة .)
اما بالنسبة الى التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي فقد اشار الى ازمة الاقتصاد العراقي والوهن الذي اصابه والشلل وتعمق طابعه الريعي بسبب سوء الادارة وعدم التخطيط والتوجه الجاد الى تنمية قاعدة اقتصادية انتاجية . ونشوء تشابك مريب بين منظومة الفساد والمتنفذين الفاسدين في اجهزة الدولة من جهة وفئات البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية واوساط من التجار الكومبرادور وبعض اصحاب المصارف والمتاجرين بالعملة ومالكي الفضائيات ومهربي النفط . وتوسع هذه الظاهرة لتكتسب ابعادا مجتمعية . وقد انعكس ذلك وامثاله بحدة على حياة الناس ومستوى معيشتهم وتجلى في انخفاض قدرتهم الشرائية وارتفاع معدلات البطالة وزيادة اعداد المهمشين وفي سوء الخدمات والأزمات في الكهرباء والماء والنقل والسكن والتعليم والصحة وتصاعد نسبة من هم تحت خط الفقر .
ويؤكد الحزب الشيوعي العراقي على ان الاصلاح الحقيقي الشامل هو المدخل لإجراء التغيير في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية , مؤكدا على اقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تقوم على مبدأ المواطنة في بنائها والعدالة الاجتماعية . مشيرا الى تغيير مسارات السياسة الاقتصادية وتوجهاتها .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقراء في سودان غني
- اعطوا ماركس فرصة لإنقاذ الاقتصاد العراقي والعالمي
- اسئلة تظهر اجابتها مدى التزام العراق بالدولة المدنية الديمقر ...
- الرأسمالية على منعطف الطرق
- الاقتصاد السوداني في ضوء برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- في السودان ،هل مازلنا بحاجة الى ماركس ؟


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل عبد الزهرة شبيب - الكومبرادورية التجارية معلم رئيسي من معالم البنية الاقتصادية والسياسية في العراق