أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل عبد الزهرة شبيب - اعطوا ماركس فرصة لإنقاذ الاقتصاد العراقي والعالمي















المزيد.....

اعطوا ماركس فرصة لإنقاذ الاقتصاد العراقي والعالمي


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 10:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في الخامس من أيار 2020 تكون قد مرت ( 202 ) سنة على ولادة الفيلسوف الألماني الكبير ( كارل ماركس ) المولود في الخامس من أيار من عام 1818 في مدينة ( ترير ) التابعة يومئذ لمملكة بروسيا الواقعة شرق المانيا حاليا , مؤسس النظرية الماركسية .
وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على رحيله , الا انه مازال بيننا حيا في افكاره ونظريته المتجددة دوما , وما زال يشغل الناس بهذه الأفكار ويملأ الدنيا. وفي كل ازمة مالية يشهدها النظام الرأسمالي تعود افكار ماركس للظهور, حيث عادت افكاره مع الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد الرأسمالي العالمي انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية قلعة الرأسمالية , اذ انتعشت من جديد افكار ماركس اذ ان الرأسمالية تحمل في طياتها بذور فنائها وهي نظام فوضوي وعبثي تتميز بالأزمات الدورية التي تدفع بالناس الى البطالة والفقر وزيادة الأغنياء غنى والفقراء فقرا في ظل التفاوت الطبقي الكبير , اضافة الى تسببها في الاضطرابات الاجتماعية والسياسية .
والى وقت قريب كان الاقتصاديون البرجوازيون يعتقدون بأن اقتصاد السوق قادر على حل جميع المشاكل وتحقيق توازن سحري بين العرض والطلب تكرار بحيث لا يمكن حدوث تكرار لأزمة الكساد العظيم لعام 1929.
وفي ظل الأزمات الدورية للرأسمالية المتكررة , وبعد ان كان الكثير من الرأسماليين يعارض ماركس والماركسية , فجأة صارت النظريات الاقتصادية لماركس تؤخذ على محمل الجد فعلا , وصار عدد متزايد من الاقتصاديين البرجوازيين ينقبون في صفحات مؤلفات ماركس على امل ان يجدوا تفسيرا وحلولا لما حصل ويحصل.
وبعد الأزمة المالية للرأسمالية لعام 2008 عقدت صحيفة الايكونوميست ندوة في لندن لمناقشة مشكلة الاقتصاد , وفي هذه الندوة ادلى الاقتصادي ( بول كروغمان ) الحائز على جائزة نوبل بإعتراف حيث قال : (( خلال الثلاثين سنة الماضية كان تطور نظرية الاقتصاد الكلي عديم الفائدة بشكل عجيب... ضارا بشكل مباشر )) وهذا يعني تشكيك بنظريات الاقتصاد البرجوازي .
وفي عام 2009 أيدت صحيفة الفاتيكان ( لوسير فاتوري رومانو ) ما ذهب اليه ماركس وشخصه من عدم المساواة في الدخل في الأنظمة الرأسمالية . ويعتبر هذا الأمر احد سلبيات النظام الرأسمالي .
ومن جهة اخرى اصبح مؤلف ماركس ( رأس المال ) من اكثر الكتب مبيعا في المانيا . كما دعت الجريدة الاقتصادية الليبرالية ( فايننشال تايمز ) في مقال لها الى اعادة قراءة اعمال ماركس وخاصة ( رأس المال ) , وبينت بأن ماركس هو اول من حلل بدقة وعمق جوانب السوق الضعيفة وان المعرفة بالاقتصاد الماركسي في نظر الصحيفة كان بامكانها ان تجنب رجال المال والسياسة الأزمة الرأسمالية او تخفف عن وطأتها على الأقل . اضافة الى قيام العديد من دور النشر اعادة طبع كتابات ماركس مما يفسر عودة الاهتمام بماركس لدى القراء والمهتمين .
اذن ماركس لم يمت ولم تمت افكاره ونظريته بشأن نقد الرأسمالية , وقد آن الأوان لاستعادتها مرة اخرى , فالماركسية وكما قال لينين ليست انعزالية وليست عقيدة جامدة بل هي فكر حي ومبدع ومرشد للعمل حيث اعطت الردود على المسائل التي طرحها فكر البشرية التقدمي . وعلى مر التاريخ استطاعت الماركسية ان تحيا وتتطور وترتقي واستطاعت ان تكشف عن الجوهر الاستغلالي البشع للرأسمالية وان تنتقد شرورها وسلبياتها وتعلل حتمية زوالها . واصبحت الماركسية مرشدا للعمل وليست عقيدة جامدة .
سبق لماركس ان شخص في كتاباته وتحليلاته ان النظام الرأسمالي ينتج اشياء مذهلة للسادة وينتج الحرمان للعمال , ينتج القصور من جهة والأكواخ من جهة اخرى , كما ينتج الجمال ولكنه يشوه العامل .
يرى ماركس ان المحرك الرئيسي في الرأسمالية هو السعي نحو تحقيق الأرباح عبر انتاج سلع للبيع في السوق , وهو انتاج من اجل السوق وليس بهدف تلبية احتياجات الشر , وهو ان كان يلبي بعض الاحتياجات لبعض الناس فهي فقط للذين يملكون المال الكافي لشراء هذه السلع . وان النظام الرأسمالي هو نظام استغلالي يقوم على اساس استغلال الطبقة العاملة من اجل زيادة فائض القيمة المسروق من العمال, وان النظام الرأسمالي هو نظام مأزوم.
كتب المحلل الاقتصادي البارز في بنك ( UBS ) ( جورج ماجنوس ) في صحيفة ( بلومبورغ فيو ) ان : (( الاقتصاد العالمي اليوم يحمل اوجه تشابه كثيرة مع ما تنبأ به ماركس )) , وينصح ماجنوس واضعي السياسات بأنهم سيحسنون صنعا لو قاموا بدراسة اعمال اقتصادي توفي منذ زمن بعيد هو كارل ماركس ..
كان ماركس محقا في تحليلاته المتعلقة بطبيعة النظام الرأسمالي حيث تنبه مبكرا الى ان الرأسمالية نظام يتطور بطريقة غير مستقرة اثناء الأزمات . وان الرأسمالية تحفر قبرها بيدها .
اليوم يلجأ بعض الرأسماليين الى طلب افكار ماركس العلاجية لتجاوز ازمة الرأسمالية التي اصابت النظام الرأسمالي في كل مكان وتخليصهم من المأزق الذي وقعوا فيه بسبب الأسواق المالية المنفلتة .
اما في العراق فنحن اليوم احوج ما نكون الى نظرية ماركس وافكاره العلاجية لتخليصنا من الاقتصاد الريعي المتخلف الوحيد الجانب , المهمش للقطاعات الانتاجية غير النفطية وتخلصنا من البطالة المرتفعة التي دفعت بالشباب الى الاحتجاج والتظاهر السلمي طلبا لتوفير فرص العمل التي هي حكرا لأبناء واقارب كبار المسؤولين ولذلك قامت السلطة وميليشياتها المسلحة المنفلتة بقتلهم ولأكثر من 700 شهيد , وتخلصنا من الفقر والفقر المدقع ومن اتساع ظاهرة التسول على الرغم من ان العراق يعتبر من اغنى بلدان العالم بثرواته ويحتل المركز الثاني في الاحتياطي النفطي في العالم . ويخلصنا كذلك من نقص الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية الى جانب ازمة السكن وانخفاض المستوى المعيشي للغالبية العظمى من الناس وارتباط اقتصاده بعجلة الاقتصاد الرأسمالي وخضوعه لتقلبات السوق النفطية كما نلمسه اليوم من انخفاض اسعار النفط بسبب تفشي فيروس كورونا وتأثيره على اقتصاديات العالم وخصوصا الاقتصادات الريعية النفطية .الى جانب معاناته من آفة الفساد المتفشية في معظم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية . ومعاناته من غياب الاستراتيجيات الاقتصادية وانخفاض سعر صرف عملته مقابل العملات الاخرى وزيادة واردات العراق على صادراته حيث تحول الى بلد مستورد لكل شيء وبلد مستهلك غير منتج يعتمد سياسة اغراق السوق العراقية بالمنتجات المختلفة الصناعية والزراعية وغيرها الواردة من دول الجوار وخاصة ايران وتركيا حيث غزت ( ساخت ايران ) اسواقنا . وهذه السياسة في ظل نهج المحاصصة والطائفية المتبع الذي يعتبر أس البلاء . وتحول العراق الى الأسوأ في كل شيء في الصحة والتعليم وفي جودة المعيشة وبالنسبة لرجال الأعمال وبالنسبة للبرلمان الذي وصفته صحيفة الديلي ميل البريطانية بأنه اسوأ مؤسسة في التاريخ يستلم اعلى الرواتب والامتيازات والتي هي غير موجودة في برلمانات العالم ولا يقدم البرلمان مقابلها اي قانون يمس حياة الناس. وحتى جواز سفر العراقيين لم يسلم حيث اعتبر اسوأ جواز في العالم . افلا يتطلب كل ذلك العودة الى ماركس وتطبيق افكاره العلاجية لاقتصادنا الوطني المتخلف ؟ حيث يمكن بواسطتها ان يحقق العراق المساواة بين المواطنين واعلاء روح المواطنة وبناء الديمقراطية الحقيقية غير المقزمة وتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة والقضاء على الفساد المتفشي تفشي الكورونا اضافة الى التخلص من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب وبإمكانه العمل على تنويع مصادر دخله القومي ورفع المستوى المعيشي للسكان وفك الارتباط بالاقتصاد الرأسمالي ومؤسساته صندوق النقد والبك الدوليين وحل ازمة السكن واعتماد استراتيجيات اقتصادية تمكنه من تحقيق التقدم الاقتصادي – الاجتماعي , وسيبقى الهدف الأعلى هو اقامة النظام الاشتراكي الذي يقوم على حماية النشاط الاقتصادي للدولة وشركاتها ومؤسساتها وضرورة الملكية العامة لوسائل الانتاج وتوزيع الموارد على جميع افراد المجتمع وعدم تركيزها في ايدي القلة الحاكمة, حيث بإمكان النظام الاقتصادي الاشتراكي من تجاوز مساوئ وسلبيات النظام الرأسمالي ومعالجتها لصالح الشعب بعيدا عن الربح . وضرورة العودة الى الماركسية عند البحث في مشاكل الواقع الملموس وتأكيد الوحدة الجدلية بين الاشتراكية والديمقراطية . فالرأسمالية ليست الأفق النهائي للبشرية . فما زلنا بحاجة الى ماركس ,



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة تظهر اجابتها مدى التزام العراق بالدولة المدنية الديمقر ...
- الرأسمالية على منعطف الطرق
- الاقتصاد السوداني في ضوء برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- في السودان ،هل مازلنا بحاجة الى ماركس ؟


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل عبد الزهرة شبيب - اعطوا ماركس فرصة لإنقاذ الاقتصاد العراقي والعالمي