الى أشِقاء كورونا السيّاسيين

جمال البزويقي

الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 04:12
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

في المنازلِ منتظرينَ أن يُحسمَ الصِّراعْ، حَسْما يضعُ أجراً جديداً لِلذِّرَاعْ، الَعَمُّ سَام يَنْغِزُ المُنَظَّمَاتِ بِابْتِدَاعْ، و الصّينُ الإشتراكية تَعِدُ بِثَوْرةٍ وِفقَ نَتائِجِ الإقتِرَاعْ، و يمضِي المحلّلون الأَتْبَاعْ، نَاسِخِين آراء المِذْياعْ، هذا يقول لَيسَ لِلسّياسةِ دَاعْ، وذَاكَ أكاديمِيٌّ بِرُتبةِ مِرْيَاعْ، لاَزالَ المثقفون بُرجوازيِّينَ مُنذُ الإقْطاعْ. أما المُنحازُونَ لِلبروليتاريةِ وَ دِفَاعْ: فَيُقْذَفُونَ بِالمُؤَامرةِ .. كَي يُلَطِّفَ اللَّفْظُ الطِّبَاعْ.

يُعاني المُخبرون هذه الأيامْ، غِيَابَ عذرٍ و مدخلٍ للإسْتِعْلامْ، فقد حُظِرَتِ المقاهي حُظِرَ السلامْ، والعدوى تُلازِمُ مُكثري الكَلامْ، و الحَاجُّ هَمَّامْ .. لَن يَحُجَّ هذا العَامْ، اِشتاقَ السِّباحةَ بِزَمْزمَ و الإسْتِحمامْ، خَيْراً قَامْ، فقد زَادَ بِنُقُودِ الاِحْرَامْ ... طُنّاً مِن كل شيء هَامْ، فما فَاضَ بَعْدَها يُبَاعُ بِضِعْفِهِ، أليس ما لا يُباعُ حَرامْ؟ ضراااب يا الحاج همام.
وَقد فَرضَ الفايروسُ إنسجامَ اللاَّانسِجامْ، فَهَذِ الكتبُ تطالَعُ دون إمْعَانْ، اذْ ليس من شيءٍ للقيامْ!، فتُلَفُّ المَعرفَةُ بالتّرفِيهِ، ويُخْلَطُ الجِدُّ بِالهَيامْ، و تغدوا الثّقافةُ سرداً قَصَصِيّاً، أو في أفضَلِهِ تَفْوِيجٌ عَن قَنْطَانْ.
في بلادي النِّظَامُ فَرْحانْ، فرصةُ العُمْرِ أن يُصافِحَ الشُّبَّانْ، شَبابَ المَيدانْ، و يُطَبْطِبَ خاطِرَهُم بعد طُولِ خِصامْ، بأنَّهُ هَا هُنَا سَهْرانْ، يُمَشِّطُ الوِدْيانْ و الشُّطْآنْ، بَحثاً عن فيروسٍ مُستوردٍ بالطّيرانْ، مُخَزّنٍ لِأُسْبُوعانْ، عَلّهُ يُخَلِّصُهُمْ من يساريٍّ أو إثنَانْ، أو يُفْقِدُ صَوَابَ مُدَوِّنٍ، فتَحلُّ فيهِ فَتوَى الفَزْعَانْ، يا سلام كم يقوم بمهامه هذا النظامْ!، عاشت كورونا مُعيدَةُ شَرْعِيةِ القُرصَانْ.

مذا عن مُجتمعاتِ العِلْمَانْ؟
طبيبٌ فرنسيٌّ مِقدَامْ، يكشف كُل خَفيَانْ، و يبدُوا أن العَرْيانْ .. فِي القضيةِ نظامْ .... نِظامٌ و نِظامْ .... تُجارٌ استعبدوا الإنسانْ.
فرنسا ، بِتداعياتِ الغاءِ نِظامِ الصّحةِ العامْ، الذِي فرضهُ شُيوعيوا 1945 بِتضحياتٍ جِسامْ، غَارقةٌ في الضّحايا الآن، فقد غدت الصّحةُ سِلعةً كالباذِنْجانْ، تدابيرُ طبقةِ "الپَارْفَانْ".
ايطاليا ازدادَ بُرجها مَيلانْ، أتاها الفيروسُ من وقعِ توقيعانْ، واحدٌ مع الصين حول طريق الحرير قبل عامْ، و الثاني من تسع وعشرين توقيع تجاري آخرانْ، وكزعيمةٍ لـِG7 فانها سَتكون أفضل قُرْبانْ، لاعادةِ الإتزانْ بين القطبانِ المُتصارعانْ.

مذا عن الأمريكان؟
ألم يقُلها "ايلريخ" بوضوحٍ تامْ؟:"ان كوكبنا مركبٌ ملآنْ، و علينا أن ننقص في كل مرّةٍ السُّكانْ، والفقر و البطالةُ للكثرةِ نتيجتانْ"، فأنقصوا الشيوخَ و كل من عنِ العمل عجزانْ، اسبانيا و بريطانيا نموذجانْ، و الطبَقاتُ قدرُ الإنسانْ، هكذا تكلم العم سامْ.

كثُر السؤالُ في الصّينْ، كيف بنيَ صورها العظيمْ، لأجيالٍ وطِوالَ سِنينْ، و كيف لم تُصِبْ كورونا بِكينْ، لم تُصِبْ شنجهاي عرينَ التّنينْ، و كيف غدت في الفاجعةِ من كبار المُهيمنينْ، على قطاعاتٍ كانت للمستثمرينَ الغربِيّينْ، أتُراهَا فلسفة لاَوْتزِي و اعتقاداتُ الطاوِيّينْ؟:"الخيرُ في الشّرِ و الشّرُ في الخيرِ مُنسجمينْ"! أهكذا سعتِ الصينْ؟ كي يكون مبتغاها غِمداً للسّكِينْ؟، أم علّهُ من جيناتِ الإمبريالِيّينْ؟ من شابَهَ سيّدَهُ ماكان من الظالِمينْ.

في عصر أعلى مراحل الرأسمالِية، تعلوا الحتمياتُ صرخاتٍ و طنينْ، ويتضحُ كم أن الساسةَ خَبّازِينْ، لِجعجعةٍ دونَ طَحينْ، تَستَلِبُ كل بئيسٍ مِسكينْ، وتبيعُ الإنسانَ في بورصاتِ المُضاربِينْ. كما أشارَ من قبلُ لِنينْ؛ بأن الذاتيةَ غالبةٌ في علومِ البُرجوازيينْ، وعدم التمييز بين الظواهرِ المُهمّة و غير المُهِمة، خاصيةٌ لدى السّوسيُولوجِيّينْ، والمُحلّلينَ المُعاصِرينْ، ونحنُ نميّزُ جيداً كمَاركسيّينْ، بين الجوهريِّ و الضّرُوريّ، بين الثّانويّ و العرَضِيّ، بين الاجتماعي و السياسي و الاقتصاديّ، وهذا كابوسٌ حقيقيّ، يُلزِمهُم السّهر لتأجيلِ الحتمِيّ، و تجريدِ العلمِيّ، وستر المساومات بالسّلمِي ....

هَذِ الحقائِقُ في كل البقاعِ قتّالَة، و الجهل بعدها يُديمُ الحَالَة، و لا خلاص للبشريةِ من أي عالَة، دون اسقاطِ أنظمَةِ الوكالَة، حتى الفيروس على شكل تَاجْ، كأنه يتشبَهُ بتيجَانِ العمالَة. في مجتمعٍ دون طبقاتٍ دونَ بِطالَة، كان ليكون همنا ترويض الطبيعة والأمراضَ والجهالَة، سَلِمتُم من كل مرض وسوءِ حالَة، ان السلامة وعيٌ يعي تجاربَ التاريخِ السّيالَة، ومِن أجلِ العبورِ الثّورِيّ ... فقاتلوا بِبَسالَة.



_____________
>ايلريخ: هو أستاذ جامعة ستانفورد الأمريكية وهو مفخرة لدى السوسيولوجيين الأمريكيين، ومرجع لدى المالتوسيين الجدد.
> يناقش لنين الأفكار البرجوازية لعلم الاجتماع قبل ماركس و انجلز في المؤلفات الكاملة ج1 ابتداءا من ص 134.
>alwayn Young - the gift of the dying (مقال بالانجليزية "هدية الموت" حول السياسات الجديدة لانقاص السكان)

#جمال_البزويقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل