أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرحمن مصطفى - (((علم))) الإقتصاد المعاصر بين الزيف والواقع















المزيد.....


(((علم))) الإقتصاد المعاصر بين الزيف والواقع


عبدالرحمن مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 22:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هذا الموضوع محاولة لطرح المشكلات والأزمات التي يعاني منها علم الإقتصاد المعاصر والتي تزيح عنه صفة العلمية او الموضوعيه وذلك بالإستناد اولا الى كتاب فلسفة علم الإقتصاد لجلال امين ،وحيث ان هذا الكتاب شمل الموضوعات الاساسيه في علم الإقصاد المعاصر بشقيه الجزئي والكلي فهو كتاب مهم في هذا المضمار ،مع محاولة طرح رؤية نقدية لفصول هذا الكتاب اي ليس الإكتفاء بالسرد او العرض..خصوصا ان المؤلف ينتقد جميع الأطروحات الإقتصادوية ويشمل في هذا الطرح الماركسي او الإشتراكيه العلميه ..
وسيكون الموضوع مقسما على اجزاء..

الإقتصاد كعلم اي له مجالاته وحقوله الخاصه لم يظهر الا في القرن التاسع عشر على يد اتباع المدرسة الحدية كمارشال ومانجر ..وقبل هذا كانت دراسة الإقتصاد تختلط بالجوانب الإجتماعيه والأخلاقية ككاب ادم سميث ثروة الامم في القرن الثامن على الرغم ان سميث يصنف كمؤسس لعلم الإقتصاد ،ليس هناك موضوعات معينة ثابته في علم الإقتصاد فما كان سائدا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر لايشغل الابحاث الاكادمية في العلم وهذا ليس طبعا بسبب تطور العلم ..بل ان هناك موضوعات واطروحات قديمه تم تبنيها في الاقتصاد المعاصر الأمر عائد الى تحيزات مسبقه ووجهات ايديولوجيه معينه كما سأعرض بالتفصيل ..علم الإقتصاد المعاصر ليس هو بالطبع الاقتصاد السياسي الذي تم تأسيسه على يد ادم سميث وريكاردو ..فالعلم الأخير كان يضع في اعتباره الطبيعة المعقده والمتشابكة للظاهرة الإجتماعية بما فيه الظاهرة الإقتصادية فمن المستحيل تجريد الظاهرة الإقتصادية من روابطها الإجتماعية والتاريخيه فمثلا طرح فكرة العلاقة العكسية بين سعر الفائدة والاستثمار التي تبين في الاقتصاد المعاصر كعلاقة اعتباطية ..طرح العلاقة بين هذه الظواهر يرتبط بالزمن والمكان والظروف ولأن الاقتصاد يتجرد من الظروف الزمانيه المكانيه فهو ليس علم يعكس الواقع ،انما منظومة منطقيه مجردة تعكس نظاما متخيلا لا علاقة له بالواقع ،ماركس كان ملتفتا لطبيعة الإقتصاد هذه..حيث ان فكرته عن القيمة وفائضها مرتبطة بتاريخية راس المال وتغيره ..

في كتاب فلسفة علم الإقتصاد لجلال امين الذي درس مادة الاقتصاد في الجامعه الامريكيه في القاهرة عرض تفصيلي لهذه الموضوعات ..ونقد اي اطروحة لايعني الغرق بتفاصيلها فالتفاصيل مفتعله عادة نقد الاسس هو المرجع ..فمثلا في ميدان الفلسفة قد تغرق فلسفة معينة في تفاصيل دقيقه كما يفعل رواد الفلسفة التحليليه لكن الأساس خاطئ كطرح مشكلة العلاقة بين الانسان والواقع الخارجي وهل هو يدركه في ذاته...

كذلك الاقتصاد المعاصر ليس المهم ابدا الغرق في التفاصيل فهي مفتلعه او مبنية على خيالات واطروحات لاتملك اي سند من الواقع انما النقد يواجه الأفكار الاساسية ويبين عجز المنظومة ككل ..حيث ان الأفكار الاساسية عن الإنتاج والاستهلاك والأثمان الخ..هي التي تشكل الارضيه لتي يقوم عليها الاقتصاد المعاصر ..فعندما تكون الفكرة الاساسيه فارغة فالتحليلات والتفاصيل فارغه ايضا..

.................

التحيزات في كتابه فلسفة علم الاقصاد يبدأ جلال امين بتوضيح فكرة التحيزات ..

التحيزات مرافقة للإنسان في اي مكان وزمان ..الإنسان المجرد الخالي من التصورات الرؤيوية والآمال غير موجود ..فالتحيز موجود في اي انسان وفي اي عصر لكن التحيز قد يكون موجها نحو الإيجاب او العكس ..الإنسان العلمي والموضوعي التام غير موجود ..ببساطة ليس هناك انفصال بين العقل والعاطفه ..العديد من المفكرين التنويريين يطرحون مثلا فكرة التخلي عن بعض العواطف كالكره والحقد او الحب الخ ..ببساطة هذا مسحيل ..فالعالطفه تختلط مع العقل وتوجهه (كما اوضح ديفيد هيوم مثلا) هناك علاقة ديالكتيكيه بين العاطفة والعقل فالعقل يؤثر والعاطفه تأثر او العكس ..
وبشكل عام الحياة بدون تحيزات ستكون فارغة ماما فالإنسان الذي يقبل اي فكرة بمجرد طرحه عليه هو انسان فارغ كما قال برتراند راسل ..

طبعا هناك تحيزات تؤدي مثلا الى مقاربة اكبر الى الواقع وهنا تحيزات اقل مقاربة للواقع ..فأنشتاين مثلا او بوانكريه او ماخ كان لديهم تحيزات مسبقه ضد الميكانيكيا الكلاسيكيه لكن هذه التحيزات اثمرت رؤى ونظريات علميه اكثر مقاربة للواقع من التصورات القديمه فالخلاصة العاطفه تصاحب العقل ولاتنفصل عنه في الدماغ لايوجد ذلك التقسيم الوظيفي الذي يفتعله الباحثون لاغراض التوضيح (كقسم للذاكرة او المعالجة او الخيال الخ..) هناك منطقة القشرة الدماغيه cortex تختص بكل هذه العمليات لكن لايوجد تقسيم محدد لكل وظيفه..


التحيز في حقل الاقتصاد ..

طبعا لتركيز هنا على التحيزات الإجتماعيه والتاريخيه التي رافقت ظهور هذا الحقل او العلم ..وكذا بعض الشيء للتحيزات الفرديه التي يصعب ربما ايرادها لكن حاضر في حالة مالتوس كما سيتبين فيما بعد ..

ترافق ظهور علم الإقتصاد مع ثلاث ثورات مهمة في المجتمع والمعرفة ،الثورة الصناعيه وظهور الطبقه الوسطى وتطور علم الطبيعة .

الثورة الصناعية بدأت بواكيرها من القرن الثامن عشر اي رافقت مع تصورات المدرسة الطبيعانيه او الفيزوقراط وادم سميث فيما بعد قبل الثورة الصناعيه كان هناك ثورة على مستوى التجارة في القنرين السادس والسابع عشر بعد اكتشاف العالم الجديد وطرق التجارة الحديثة الخ..
المدرسة التجارية mercantilism

اما ظهور الطبقه الوسطى فقد ترافق مع نشوء التجارة ثم الصناعة فيما بعد وهم اساسا من الحرفيين او الصنائعيين manufacturers
ظهور الطبقه الوسطى خلق الفرص لتحطيم سطوة الطبقه الارسقراطيه القديمه ونزع امتيازاتها طبعا مع بواكير نشوائها كان المجتمع اقل طبقية واقرب للمساواة ..حيث لم تتطور بعد طبقة كبار الراسماليين في القرن السابع عشر ..

واخيرا تطور علم الطبيعه الذي انفصل فيه عن التصورات الفلسفية الميتافيزيقه و التصورات الاسطورية ..

عندما نبحث في تاريخ المدارس الاقتصاديه سنجد تحيزات معينة فمثلا الفيزوقراط تحيزوا الى الزراعه باعتبارها الحقل الوحيد الذي يمكن من خلاله القيمة الزائدة ..هذه الافكار كانت قبل الثورة الصناعيه في اواخر القرن الثامن والتاسع عشر ..
الثورة الصناعية وما نتج عنها من نمو وفائض في الانتاج وعدم القدرة على تصريفه في الاقطار المحلية خلق الحاجة لدراسة الظاهرة الاقتصاديه وعوامل النمو وتكون الثروة فتم طرح العديد من الافكار حول اصل القيمة ومنشئها ..فمعلوم ان سميث قسم الدخل الى 3 اقسام الربح والريع والأجر وبذلك هناك 3 اطراف تختص في خلق القيمة ..وريكاردو اعتبر ان العمل هو اصل القيمه الوحيد وتبنى اطروحته كارل ماركس فيما بعد...

الشعارات الراسملية الاساسية دعه يعمل دعه يمر ..او لو عمل كل شخص لنفسه لكان ذلك في صالح المجتمع ..ترافقت مع هذه الثورة حيث كان تشكل الطبقة الجديده المستقله (الطبقى الوسطى) في عامل تغير المجتمع الكيفي الذي حطم السلطات القديمه ..
نشوء الطبقة الوسطى صور للإقصاديين آنذاك ان المجتمع الراسمالي مجتمع متساوي ولايوجد تفاوت طبقي بين اغنيا وفقراء وبدايات تشكل الاحتكار وهذا كان الدافع مثلا للعديد من الاطروحات حول الاستهلاك والانتاج والمنافسة الكاملة وبذلك ممكن تكرير او تعميم النظريات الاقصادية حيث المنافسه تخلق مجتمع ميكانيكي لكن في الحقيقه الكامله لم تكن موجودة في طوال تاريخ النظام الراسمالي..

اما التطورات في علم الطبيعة ،فقد كانت عامل مهم في اغراء الاقتصاديين والباحثين الاجتماعيين لتصوير المجتمع والانسان كما لو كان آلة يمكن التنبؤ بسلوكياته وتصرفاته وافعاله ..فمعلوم ان الفيلسوف الانجليزي هوبز صور المجتمع كذرات منفردة وهناك تفاعل ميكانيكي بين هذه الذرات حيث ان التغيرات الاجتماعية تعتمد على قراراتت وصرفات الافراد وهناك قوة خفية تحرك المجتمع كما تصور ادم سميث او invisible hand ..هذه التحليلات لم تأخذ ابدا بفكرة المؤسسات وقدرتها على التغيير عكس الفكرة الماركسية التي تتبنى فكرة ان المجتمع ليس مجموع افراده (وهذه ايضا فكرة دوركايم عالم الاجتماع الفرنسي) فالتفاعل بين الأفراد ليس ميكانيكي كما في المجتمعات البدائية بل ان لكل فرد دور خاص ومميز وهكذا التفاعل دينياميكي هذا بالنسبة لدوركايم..
اما ماركس فهو ركز على دور الطبقات وماتفرزه من مؤسسات (بما فيه الدولة) ..


والمضحك ان الاقتصاد المعاصر (الجزئي) يستند في اطروحاته على هذه الافكار التي تصور الإنسان كآلة عاقلة مجردة من العواطف ودقيقة في حسابتها ..وهناك غياب تام لدور المؤسسة او الطبقة ..

فهذه التطورات الثلاث المهمة الثورة الصناعية ونشوء الطبقه الوسطى وظهور علم الطبيعة ادت جميعا الى تشكيل علم الإقتصاد واضفاء صبغه معينه عليه ..


الإنتاج

في فصل الإنتاج يتسائل جلال امين عن تعريف عملية الإنتاج ..فلاشك ان اول مايتبادر الى الذهن هو الانتاج الصناعي (السيارات او الانسجة او الاغذيه الخ..) لكن هل مثلا الزراعة بدون تداول المنتجات الزراعيه يعتبر من الإنتاج؟ او قيام المرأة بطهو الطعام لافراد عائلتها هل يعتبر من الإنتاج؟ الإقتصادي المعاصر يعتمد هذه الأمور كعمليات انتاج فقط لو ترافقت مع التبادل ..اي مثلا لو كانت المرأة تطهو في بيت غير بيت عائلتها ووتقاضى راتبا فهذا انتاج وكذا الزراعة التي تستهلك من الغرباء ..وهذه مشكلة في الإقتصاد المعاصر حيث محور تركيزه على التداول وتجاوز عملية الإنتاج ذاتها ..لكن هل هذا ينطبق على المنظور الماركسي مثلا؟
ماركس كان ملتفت للفرق بين القيمه الإستعماليه والقيمه التبادليه فلاشك ان الانتاج الذي ينتهي عند المنتج نفسه انتاج لكن قيمته هنا تعتبر كقيمة استعمالية ولايتحول الى تبادلية الا عندما يدخل عملية التداول ...فهنا الإقتصادي قد يرد مثلا ان مايهمه هو الدخل اي الإنتاج الذي يرتبط مع الدخل ..لكن لو سئلنا عن مصدر القيمة او جوهر القيمة لاشك ان هذا الاقتصادي سيرتبك فعملية التبادل ذاتها لاتولد القيمة (طبعا قد تولد الربح لكن هناك فرق بين الربح والقيمة والربح هو شكل من اشكال فائض القيمة الربح التجاري مثلا)

لذلك ليس مستغربا ان يعتبر الاقتصادي الحقول الطفيلية كسوق المال منتجة للربح والنمو !!
فهنا ماركس كان ملتفتا للفرق بين القيمة الاستعماليه والتبادلية (وريكاردو ايضا) وفي تحليله لفائض القيمة كان يأخذ في الحسبان ما يمثله النقد من المنتاجات السلعيه..

فلاشك ان تجاوز الاقتصاد المعاصر لعملية الإنتاج وتركيزه على التداول هي احدى اهم هفوات هذا (((العلم))) ..وهذه تترافق مع الرؤية الفلسفية لهذا (((العلم))) من عزل للظاهرة الإقصادية من المؤثرات الإجتماعيه فهو علم يختص بتعظيم المنفعه فقط لاغير!!!!!


ثانيا : ماهي الدوافع للإنتاج ..الإقتصادي يعتمد الربح كأساس للإناج ..لكن ماذا مثلا لتحقيق غايات اخرى كالإستحواذ او شراء اصوات (فنزوة السيطرة لاتقل اهمية عن نزوة الربح وتحقيق الثروة مثلا) او المنتج الذي يبغي الربح لكن يفضل القرب المكاني من مكان اقامته على تحقيق الربح الخ ..او الإنتاج بهدف الإستهلاك بالدرجة الاولى كل هذه لايلتفت لها الإقتصادي المعاصر فهو يتصور انسان مجرد روبنسون كروز ..

ثالثا :عناصر الإنتاج

هنا عناصر الإنتاج التي يتم ذكرها في الاقتصاد المعاصر العمل وراس المال والمنظم والارض ..من الإقتصاديين من اعتبر ان الارض هي العامل فقط كما فعل الفيزوقراط (الطور الصناعي لم يكن في تلك الفترة) ،ومنهم من يعتبر راس المال والارض والعمل كسميث وريكاردو يعتبر راس المال والعمل ..اما ماركس فهو اعتبر العمل فقط ..والمؤلف يرى ان كل واحد من هؤلاء كان منحازا الى فكرة اخلاقية معينة فماركس يرى ان العامل ينبغي الى العمل فقط ريكاردو وسميث ارادوا اشراك الراسمالي او الفيزوقراط الذين كانوا يمجدون الطبيعه والارض ..او حتى المنظم الذي تم الاعتراف بدوره بعد انفصال الراسمالي عن وظيفة المدير في المؤسسه او الشركة ..ويقترح المؤلف بالنهاية استخدام مصطلح input المدخل ..قد يكون فعلا هناك ارتباط اخلاقي او قيمي معين في تصور المفكر لعناصر الإنتاج ..لكن قد يأتي الشخص المتبني للرؤية الماركسيه ويقول ان راس المال بالنهاية يرد الى العمل فهو الذي يشغل الآلات والموارد الطبيعيه والارض لاقيمة لها بدون العمل ،يرى جلال امين ان من الصعب الحسم بين هذه الأمور فمثلا الارض والعمل قد يكونان هما الاكثر منطقية لأن راس المال لاقيمة له بدون العمل لكن الارض والموارد الطبيعيه هي معطى من الطبيعة ..ويخلص بالنهاية ان كل مفكر من الذين تبنوا عاملا معينا رأوا احقية استحواذ صاحب هذا العنصر على الانتاج ..فهنا يدخل المجال القيمي بالعلمي او الموضوعي ..

هنا مثلا لنا ان نتسائل بين راس العمل والعمل بما انهما العاملان الأهم ..هل نشأة راس المال تمت بطرق طبيعية او اخلاقيه مثلا لقد وضح ماركس ظروف نشأة راس المالي التجاري والصناعي والزراعي في كابه راس المال ..والكثير من الراسماليين الصناعيين مثلا كانوا اقطاعيين واصطدموا مع الملك فتم حرمانهم من بعض اميازاتهم فعوضوها على حساب المزارعين ..او راس المال التجاري التجاري حيث تجارة الرقيق من الهند افريقيا الى الارض الجديده (امريكا) ..

وقد يتصور البعض ان رؤية المؤلف هذه نقد للتصور الماركسي ..لكن ماركس اراد فعلا توضيح مصدر النمو في الإنتاج فمن خلال العمل مثلا يمكن حسب هذا او الأجر اما الربح بمفرده مثلا لايوضح تطور ونمو الإنتاج او لايعكس عملية الإنتاج وتبدلها من مرحله الى اخرى ..

فهنا الأجر مع فائض الربح (اي ما انتجه العامل ككل) يمكن ان يوضح عملية التراكم النمو الراسمالي ..

عوامل الإنتاج : العامل كما يصر الاقتصادي المعاصر هو تحقيق اقصى ربح وفي العادة يعتمد الإقتصادي وضع عدة مراحل للعملية الإنتاجيه 3 مراحل ؛في المرحله الاولى يكون الناتج الحدي (مقدار مايضيفه العامل من انتاج) اكبر من الناتج المتوسط فهنا هناك زيادة في الناتج الكلي (بمعدل متزايد) ثم المرحله الوسطى او الثانية تبدأ عندما يتناقص الناتج الحدي وتنتهي عندما يساوى هذا مع الناتج المتوسط والناتج الكلي في هذه المرحلة يزداد لكن بمعدل مناقص ،ثم المرحلة الاخيرة بدأ عندما يصبح الناتج الموسط اكبر من الحدي وينقص هنا الناتج الكلي طبعا هذه الفكرة هي طرح في الهواء او ببساطة قد لاتنطبق على الواقع لكن هذا سيتوضح فيما بعد..
الإقتصادي يرى ان المرحلة الافضل هي عندما تساوى التكاليف الحدية مع الناتج الحدي (في المرحلة الثانية من الانتاج طبعا) ..لن ان نتسائل هل هذه الفكرة تصف لنا الواقع؟ بالطبع لا هي بديهة فمعلوم ان التاجر الذي يهدف الى الربح سيوقف انتاجه عندما تبدأ التكاليف بالارتفاع عن الاناج فهنا الاقتصادي لايقدم لنا اي شيء مجرد كلام تكراري فارغ ينفضه في الكليات كلام لاقيمة له ببساطة لايشرح لنا عملية التراكم الراسمالي وتطورها كما فعل ماركس الذي بين مثلا ان التمركز او الاحكار هو المولد للمشاريع الكبرى ..

كلام الاقتصادي هنا self- evident عدا ان هذه المراحل لها رؤية معينة تستند على فكرة المنفعة وبنتام الفيلسوف هو اول من تبناه وطبقها على الاخلاق!!.

بهذا يقول المؤلف يمكن تفسير عباة انشاين :اخترت الفيزيا لانيي وجدت الفلسفة اصعب مايمكن والاقتصاد اسهل مايمكن اي الفيزياء متوسطة الصعوبة ..فالاقتصاد يقرر بديهيات فارغه قد ينقدها الواقع بكل بساطة ..


فرق مثلا بين قوانين نيوتن الثلاث التي تبين لنا طبيعة الكمية والعلاقة بين الكتله والجذب او المسافة والجذب مثلا والاكثر تقدما تصور انشتاين للزمكان وهذا الاقتصادي السخيف الذي لايقدم لنا لاعلم ولاحقائق انما تصورات (تهدف اولا الى الدقة قبل معرفة الواقع) ..لذلك الاقتصاد المعاصر يبني منظومة معادلات ومنظومة منطقيه على فراغ ..اي لنظام متخيل وليس واقعي ....


2-الإستهلاك


اولا تعريف الاستهلاك : الإقصادي المعاصر قد يقول هو حقيق منفعة ما ! عبارة سخيفة تعكس تصورات موجودة مسبقا لديه ..هل يمكن فصل الإستهلاك عن الحاجات الانسانية سواء كانت حاجات سيكولوجيه او اجتماعية او بيولوجية ضرورية مثلا ؟!

وهن تحقيق منفعة ما ..يتسائل المؤلف هل يعتبر العزف على الكمان استهلاك الإقتصادي يعتبره كإستهلاك اذا كان مقابل الثمن وهنا التركيز على التداول مرة اخرى كما في الإنتاج ..الإقتصادي يختلق حقل معرفي من خياله ويحاول ان يضفي عليه الصبغه العلميه بمجرد طرح منظومة معادلات هي بالنهاية ليست اكثر من ادوات تبرير..فلا يمكن عزل الاستهلاك عن الحاجات البيولوجيه والنفسية والاجتماعية للإنسان ..فهنا الإقتصادي يخلى عن تعريفه للإستهلاك عندما يقول ان الاستهلاك تحقيق منفعة بينما حضور مسرحية معينة والمنفعه الحاصله منها لايحقق منفعة

ثانيا:ما هو هدف المستهلك ؟
الإقتصادي يقترح ان الهدف هو تحقيق اكبر منفعة كما ذكرت سابقا هذه اجابة فارغه مبنيه على قانون تناقص المنفعه الحدية الفارغ ايضا ..فمثلا لامعنى من استهلاك سلعة معينة عدة مرات حتى يحقق المستهلك اقصى اشباع وكأنه لايشبع من الاستهلاك الأول ؟!!! وكذلك يفترض الاقتصادي ان المستهلك يمكن ان يحقق اقصى منفعته من توليفة من السلع المختلفة وكلما زادت السلع فيستطيع ان يحقق اشباع اكبر بالموازنة بين السلع ؟! مجرد فرض خيالي سخيف يتناسى ان لكل شيء منافع واضرار وان استهلاك شيء معين قد يؤدي الى عدم استهلاك شيء آخر وان القابليه للتجزئة مثلا في العديد الامور مستحيل فمثلا قد يرى شخص معين ان انفاقه على تعليم اولاده يأخذ الكثير من المال الذي يمكن حقيق منفعة اكبر فيه اذا انفق على سلع اخرى لكن هنا لايمكن تجزأة انفاقه على التعليم من قبل المدرسة ..


على ان تحقيق اقصى منفعة ينضوي على فكرة مغلفة مسبقه وهي الاستهلاك بلاحدود اي وكأن ليس هناك حد اقصى من استهلاك السلع ..اي المستهلك لايكتفي من السلعة مرة واحدة وانه في سباق رالي لجمع سلع مختلفه حتى يحقق اقصى منفعه ويتناسى دعاة هذا (((العلم))) الفارغ ان الاستهلاك يرتبط بعوامل اجتماعية وحيوية ونفسية لايمكن ابدا عزل الاستهلاك عن هذه الامور ..فحساب اعظم منفعة للمستهلك لايؤدي الى تصورات ساذجة عن طبيعة الإستهلاك

يوضح المؤلف نشأة حقل الإستهلاك والظروف التاريخيه التي رافقته فآنذاك كانت السلع الكمالية تغلب على الضرورية فهنا يلعب الإستهلاك دورا اكبر ،بينما في اوائل نشأة علم الاقتصاد تم التركيز على الانتاج حيث ان الاناج يتركز على السلع الضرورية فهنا العملية التي ينضوي عليها هذا النشاط...

ثالثا :العوامل المؤثرة في الاستهلاك ..

الإقتصادي لايذكر الا عوامل معينة اي تكلفة السلع البديلة والمكملة والسعر والدخل طبعا يتم ذكر الاذواق بما يتضمنه هذا المفهوم الشامل من اعراف وعادات ومعتقدات دينيه ونوازع نفسية لاشعورية الخ..فهننا يهتم الاقتصادي بعملية التداول ويحاول ان يعزل الاستهلاك عن محدداته النفسية والاجماعية..
فعمر المستهلك او جنسه ورغباته وحاجاته كل هذه يتم تجاهلها في التحليل الاقتصادي (الدقيق والفارغ في آن واحد اي المفتعل والذي لايربطه اي علاقه مع الواقع)

رابعا: مدى معرفة المستهلك بظروف الاستهلاك ..

الإقتصادي يصور المستهلك كآلة عاقلة دائمة الحساب والتدقيق ..بينما فعليا اغلب البشر بل جلهم يشترون السلع غالبا دون معرفة سعرها مسبقا ،المستهلك في نظر الاقتصادي قادر على تحديد اقصى منفعه ممكنة وهناك مبحث فارغ في (((علم))) الاقتصاد يسمى rational expectation حيث يتم فيه تصوير المستهلك كآلة عاقلة مدركة لكل شيء ولكل تفصيله في السوق ..بينما هل المستهلك هكذا على ارض الواقع ؟

هل يدرك المستهلك افضل سعر وافضل ظرف لاستهلاكه والأماكن الأفضل لشراء السلعة ومتى يحقق دخله المنفعة الاكبر من الاستهلاك؟
واسعار السلع البديلة والمكملة ؟ وهل يستطيع ان يقارن بين السلع والاسعار ويحقق اقصى منفعة ؟ من الذي يحدد اقصى منفعة اصلا ؟ هل هو الاقتصادي مثلا؟ لماذا لاينضوي مثلا استهلاك السلع على اضرار فكل شيء يحمل اضداده معه ..

الإقتصادي تصور المستهلك دائم الحساب لولعه في الدقة على حساب الواقع ..فهنا يمكن افتراض فرضيات معينة والمبالغه في الافتراض الى ان يصل خياله او خرافاته لحدودها ان كان لها حدود!
المضحك ان نظرية الكم مثلا تنص على انه لا يمكن التنبؤ بسلوك الكترون او الذرة (يمكن لمجموعة كنسبه احصائية وليس لمفردة) بينما الاقتصادي يطابق هذا على العالم الانساني الاجتماعي بتعقيداته التي لاتعد ولاتحصى!!

هذا التطور ترافق مع نضوج علم الطبيعة والإغراء الناتج منه لتحويل المجتمع كالالات من قبل بعض الباحثين بينما الطبيعة تختلف ولاشك ان هناك قوانين او قواعد معينة لتطور المجتمعات او في حال سكونها لكن لاشك ان هذه لاعلاقة لها بقريب او م بعيد بتصورات الاقتصاديين (الذين يجنبون الحديث عن هذه الامور اصلا ويصطنعون نظام خياليا لممارسة هوايتهم الفارغه)..

ثانيا دور المنتج في تشكيل رغبات المستهلك هل يمكن معرفة درجة جهل المسهلك او التجهيل الذي يمارسه المنتج على المستهلك؟ فحملات التضليل والتسويق كل هذه هدفها جذب المستهلك من خلال ايهامه وتضليله..
خصوصا في عصر تحتل فيه السلع الكمالية الحصة الاكبر من الاسواق ..

ثالثا عدم القابلية للتجزأة لبعض السلع كما ذكر في مثال الانفاق على التعليم حيث بعض السلع لايمكن تجزئة نفقها على لع اخرى وهكذا يضيع على المستهلك تحقيق اقصى قدر من دخله ..

المثير للضحك ان العديد من الاقتصاديين حاليا خصوصا من جامعة شيكاغو بدأوا يقدمون اطروحات حول علاقة علم النفس بالاقتصاد (طبعا مع تعميمات سلوكية فارغه كالإنسان مثلا عندما يصبح ثري يقلل من نسله ..او الانسان يفضل تجنب الخسارة على الربح ..كما يفعل بيكر becker حسنا بأي زمن ومكان ولأي انسان!! )



#عبدالرحمن_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الوجود
- المجتمع والحداثة بين التفسير الماركسي والتفسيرات الأخرى
- النظرة الماركسية للمعرفة (ونسبية المعرفة والموضوعية المطلقة)
- نقد العقل المحض لكانط وتاريخية الأفكار الفلسفية
- برتراند راسل وماوراء المعنى والحقيقة (2)
- برتراند راسل وماوراء المعنى والحقيقة


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرحمن مصطفى - (((علم))) الإقتصاد المعاصر بين الزيف والواقع