أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - إلى أين المسير يا مركب بلاد الرافدين ؟..















المزيد.....

إلى أين المسير يا مركب بلاد الرافدين ؟..


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أين سيرسو مركب بلاد الرافدين ؟ ..
سؤال يراودني كثيرا ، ويقلقني ويجعلني في حيرة من أمري ؟...
حقا لا وجهة محددة بعينها ، تدلنا على مسير عربتنا المتداعية ، لقدمها ونتيجة العبث الذي تعرضت له خلال العقود التي خلت ، ومسيرتها التي فرضت عليها فرضا ، أصبحت لا تلائمها وليست على مقاسها وغريبة عن بيئتها وثقافتها !..
ما يراد فرضه اليوم ، أمسى شيء من الماضي ، ولا تجد هذا النهج والثقافة ، إلا في بطون الكتب المتخلفة والعتيقة البالية ، وفي أرشيفها الذي لا يصلح حتى للقراءة والتفكر !..
عجيب أمر هذه الأرض وحضارتها التي تضرب في بطون التاريخ ، وما فيها من عراقة ومعارف وقيم ، والتي يرتوي من معينها كل بني البشر منذ سنين ، ويقدسون تاريخها وحضارتها وما تركته من أثر بالغ الأهمية في حياة الإنسانية .
لِمَ تخلفنا ونحن نمتلك هذه الحضارة وهنا التاريخ والجغرافية ، وما تم إنتاجه من علوم ومعارف ، في مجالات مختلفة ، وما نمتلكه في الفلسفة والتراث العظيم ؟
سؤال لم أصل لقناعة محددة وما نمر به اليوم ، وما يسوقني ويدفعني إليه الكثير من هذه الأجوبة الصادمة والمهينة للعقل والمنطق !..
نعم إنها أزمات الرِدًة والتراجع ، وتخلف في النظرة بعين ثاقبة الى حركة المجتمع العالمي ، والتواصل معه باعتبارنا جزء فاعلا منه ، والمساهم الفاعل في صنع الحضارة الإنسانية ، كما كنا عبر مئات السنين .
لماذا نضع العراقيل ، في طريق تفكيرنا وفي فهم واقعنا ، ولماذا ابتعدنا عن منطق حركة المجتمع البشري ، واخترنا الهروب الى الأمام بدل مواجهة هذا الواقع ببصيرة وتدبر وحكمة ، وصياغة رؤيا واقعية تساهم بشكل علمي ومدروس في بناء حاضر ومستقبل هذا البلد العظيم ، وفق منطق علمي ، من خلال تبني ما أنتجته الإنسانية من علوم في السياسة والاقتصاد وبناء الدول ، وكل ما يساهم في نقل شعبنا ووطننا من الذي نحن فيه ، والسير به الى شاطئ السلام ، وبروح التحضر والتأني والهدوء والرؤية الموضوعية في البحث والتحليل ، وتشخيص المعوقات ووضع الحلول اللازمة لهذا التدهور، وما نتج من دمار وخراب ، الذي حل في بلدنا وما أصاب شعبنا من حيف وظلم ، ونبحث وبثقة واقتدار عن السبل الكفيلة التي تساعدنا وتمكننا من إزالة المتاريس والخنادق والعقبات التي تعترض مسيرة عربتنا ، ونبذ ورفض الرؤيا المتخلفة والمتحجرة الظلامية في بناء دولتنا مثلما يتم تكريسه اليوم ومنذ سنوات عجاف مظلمة وقاسية .
وهل حقا بأن الواحد منا يحمل في الداخل ضده ؟..
وهل نحن نعيش ازدواجية المعاير ؟.. وأُصيب مجتمعنا بانفصام حقيقي في شخصيته ، كنتيجة منطقية لسيادة فلسفة التجهيل والتظليل والكذب والخداع والخروج عن جادة الصواب ؟؟!..
أرهقنا الانتظار في محطة الاستثناءات والتنجيم وقراءة الطالع ، وفلسفة لا منطق والهرولة نحو المجهول والسراب ، وأن قوى غيبية ستأتي وتحقق ما عجزنا على تحقيقه خلال عقود ، وأن هؤلاء الحاكمين هم طوق نجاة لحاضرنا ومستقبلنا !!.. ، وسيصنعون جنات النعيم بتعاويذهم وتراتيلهم وأدعيتهم ؟ ..
السؤال الأهم .. لو كانوا فعلا ما يدعون ، لماذا تحول العراق خلال فترة حكمهم الى أثر بعد عين ؟..
وهل يراد لنا أن نصنع الهة لا تفقه شيء ولا نفع فيها ، لتبلد عقولنا ونركنها جانبا كما هي البهائم ، لنكون أسرى لهواجس ظلامنا وتخلفنا ، ونعيش في الزمن السحيق والرديء !..
أصبحنا اليوم نمجد أصناما كانت يوما الهة نعبدها ، ومن ثم نأكلها ومن ثم نصنع أخرى لا تختلف عن سابقاتها في النفع والأداء !!..
وبعد ألف وخمسمائة عام ، نعود اليوم لعبادتها والتهليل والتكبير لها ، وصنع أشكال متنوعة لهذه الأصنام ومحاريب والهة ، ونصوغ لكل الهة وظيفة محددة تقوم على خدمتنا !.. ، ونحن من يحدد لها الوظيفة ، ومن ثم نقع لها ساجدين !..
عقولنا شاردة وأملنا في صنع دولة خلافة السلطان ، لنسبح بحمده ونستغفره ونستهديه ، هذا السلطان الذي أخذ منا كل شيء بإرادتنا نحن دون غيرنا على أمل أن يمنحنا جنات الخلد مستقرا وسكن !,,
لعمري هذا هو مقتلنا ، والمتسبب المباشر لتعاستنا وشقائنا وعبوديتنا وخنوعنا المذل !..
ما زلنا نهاب السلطان ونتهيب من سطوته ، رغم كل الذي نهبه وسرقه وما ارتكبه من جرائم ، ونعلم بأنه أوهن من بيت العنكبوت ، إن توحدت كلمة الشعب لمواجهة السلطان ، ولا أشك بأن الغالبية تدرك هذه الحقيقة المرة الشوهاء ولكن !.. .
ما زلنا نعبده ونقدس له ، ونستغفره ونستهديه ، وتستهوينا عبوديته وظلمه وجوره لنا وما سرقه ونهبه ، وما ارتكب بحقنا من جرائم ، وما خلفه من جوع وبؤس وتشريد وسبي ، ولليوم ندفع فاتورة القرابين لهذا السلطان ، من شباب ونساء وأطفال وشيوخ ، وما تحملنا على يديه من ذل وهوان !..
ورفعنا من مقامه بالتبجيل والتعظيم !!..
فهو لنا سلطان ونبي وإمام معصوم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، هو ربنا أو وكيله .. نعبده بطريقته وكما يهوى ، ولا نخالف ما يريد منا وما يشاء ولعبوديته طائعين !..
غفرانكم عبادي فأنا الإله المسكين !!..
أشكو سلطانكم الذي كفرني وَحَكَمَ علينا بالإعدام !..
فما السبيل ؟..
فلا طواغيت العصر من سلاطين الردة والتخريب في عراق الإسلام والطاعون .. هم عنا راحلون !..
ولا نحن عبيدهم المهزومون ، والرب المعبود بصحبتنا نرحل لجهنم التي وعدنا بها السلطان !.. حتى يبقى الباقون !..
الى أين المستقر ؟.. وأين المفر ؟..
وكل ما حولنا مسدود !..
وما في داخلنا مهزوم ومأزوم وشارد ، فاسد تتحكم فينا شياطينهم البلهاء ( الإسلامية ! ) !..
دلونا يا سدنة الإلحاد ؟..
يا حكاما مهزومين ، يا خونة الدنيا والدين !!...
بلادي من ألاف السنين .. أَكَدْ وأشور وبابل وأُور ، نحن خَلَقنا للبشرية أكثر من ألف نبي ، والهة كثيرة لا حصر لها ، لا يمكننا أن نحصيها !..
أنزلناها في أرضنا المقدسة .!!!..
في نينوى وبابل وأور وأشنونا ، وخَلقْنا رب رؤوف رحيم ، أسميناه سنحاريب وحامورابي وعشتار فعبدنا منهم البعض !..
وتركنا في مخيلتنا المريضة المتعبة المستعبدة الخانعة لأجيالنا القادمة ، ليتذكروا ما خلفنا لهم من أمراض وأوبئة ونياشين !!..
سؤالي جادلته !.. حاورته .. فصرخ في وجهي ؟..
أنا لا أُحاور الأغبياء والجهلة .. المتحجرة أدمغتهم والميتة قلوبهم وضمائرهم !..
ساورني الشك وعقلي المجنون !..
وأشار إلي بأني في شك من بغداد حتى أسوار الصين !..
أنحن خلقنا ألهتنا أم هم كانوا الخالقون ؟...
وهل استرضيتم لأنفسكم يا عبيد أرض السواد يا شعبي ، وأنتم يا حكام مهزومين يا خونة مارقين ؟..
أما كفاكم ما نهبتموه !.. ما جاء اليوم الذي فيه سترحلون ؟
أعود رغم مغادرتي إياكم لأقول ، هل ارتضيتم لأنفسكم بعد أن صنعتم كل الهة الدنيا وما بعثتم من نبيين ، ووافقتم بشد وثاقكم بحبل الدين !..
ما أبلدكم ... ما أجهلكم .. ما أجبنكم !..
يا شعب كان يسمى يوما شعب الجبارين !..
هل حقا يسمونكم اليوم بالجبارين !! ..
ماذا دهاكم وما تصنعون ببلدكم وبتاريخكم العظيم ؟..
أي مصير فيه تنتظرون ؟..
الموت في سفينتكم وعلى أرضكم ومياهكم وسمائكم وما في البطون !..
هنا حتفكم وموتكم وبؤسكم ، إن لم تتعجلوا الخلاص من أربابكم وسدنتكم وما تعبدون أيه الجاهلون .
ما عليكم إلا التعجل للحاق في مركب الحياة ، الذي فيه تسعدون ، لا تَعْرونَ فيه ولا أنتم تَجوعون ، وترمو مُسْتَعْبِديكم في عباب البحر والى جهنم وبأس المصير .
اليوم كل شيء رهن إرادتكم أنتم ، فامتلكوا قراركم واختاروا الحياة التي تريدون ، ولا تسمحوا بعد اليوم ، لطواغيت الظلام والتخلف من سدنة الدين ، يحكمونكم ويتحكمون بكم وبمصيركم ، بسم الله وبسم الدين ، فالدين لله والوطن لكم دون سواكم أيه الغافلون .
اصنعوا لكم قاطرة نجاتكم أنتم ، بسواعدكم وبإرادتكم الفولاذية التي لا تقهر ، وانطلقوا بقاطرة الحياة ، وفضاء الحرية والسلام والأمن والتعايش والرخاء .
إنكم صناع الحياة الرخية السعيدة ، ومعكم وتساندكم كل قوى الخير والتقدم ، ومعكم الإنسانية جمعاء ، واعلموا بأن إرادتكم لا تقهر ولا يمكن هزيمتها أبدا .
28/3/2019 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء عاجل الى السلطات الثلاث في جمهورية العراق .
- ستة أعوام على مجزرة بهرز !..
- دون توفير شروط انتخابات حرة ونزيهة !.. فلا جدوى من إجرائها ! ...
- ما هو وجه الاختلاف بين عامر وعمران ؟..
- جريمة يذهب ضحيتها الناشط عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل ...
- ما السبيل لمواجهة انهيار الدولة بشكل عاجل ؟ ..
- ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة / الجزء الثالث والأخير .
- ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة / الجزء الثاني .
- الثامن من أذار العيد الأممي للمرأة .
- رسالة مفتوحة ..
- أذار المرأة .. والمرأة في أذار الربيع .
- ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
- أي تغيير تسعى إليه الملايين الثائرة ؟
- خبر وتعليق على ما يحدث اليوم .
- السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد .
- سلاما يا رفاق النضال .
- يجب العمل على قيام دولة ديمقراطية علمانية اتحادية مستقلة .
- نداء ومناشدة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
- نداء عاجل الى الرأي العام العالمي .
- رؤيتنا للعراق الجديد / معدل .


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - إلى أين المسير يا مركب بلاد الرافدين ؟..