أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - رضي السماك - مستقبل - الناتو - بعد جائحة كورونا














المزيد.....

مستقبل - الناتو - بعد جائحة كورونا


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 23:04
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


بالتزامن مع اكتشاف فيروس كورونا ، بدايات أواسط كانو الثاني / ديسمبر الماضي ، أحتفل حلف " الناتو " في لندن بمرور 70 عاماً على تأسيسه ، وقد كان مبرر تشكيله هو مواجهة ما أسماه المؤسسون بزعامة الولايات المتحدة " الخطر الشيوعي " الذي يمثله حسب مزاعمهم الاتحاد السوفييتي وحليفاته الدول الاشتراكية على أمنها ، وحيث اضطرت هذه بدورها لتأسيس " حلف وارسو " عام 1955 لمواجهة خطر الناتو . وبعد انهيار أنظمة هذه الدول تباعاً في الفترة مابين أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ، أتفقت دول هذا الحلف على حله ، ومع ذلك لم يتم في المقابل حل حلف " الناتو " ، بل طفقت زعيمته الولايات المتحدة للبحث عن عدو جديد لتبرير استمراره خدمةً لأهدافها الكونية ، ومن ثم رسمت له مهاماً جديدة كان من أبرز ها تلك التي نفذها الحلف ، خلال الثلاثة عقود الماضية منذ انتهاء الحرب الباردة ، العمليات العسكرية التي قام بها في البلقان أثناء الحرب الأهلية اليوغسلافية التي أفضت إلى تفتت يوغسلافيا السابقة إلى عدة جمهوريات ، وعمليته الإسنادية العسكرية للإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا 2011 ، ثم عملياته العسكرية في افغانستان ، فمهماته العسكرية والتدريبية في العراق . ولم يكن على أجندة ذلك الاحتفال ما يشي بتنبؤه بخطر فيروس كورونا الوشيك على حياة الملايين من شعوبه ، بل كان التلاسن اللفظي بين أقطابه هو السمة التي طغت على الحفل ؛ فمن واصف له بالحلف " الذي انتهى عهده " كما عبّر الرئيس الاميركي ترامب ، أو " أصبح بلا فائدة " كما عبّر الرئيس التركي أردوغان ، أو بالحلف الذي " مات دماغياً " كما عبّر الرئيس الفرنسي ماكرون ، وهكذا فقد أثبت هذا الحلف بامتياز وباعتراف أعضائه أن ما يوحدهم مصالح آنية أنانية ضيقة بعيدة كل البُعد عن مباديء الحرية والديمقراطية التي يتشدقون بها ، وبعيدة كل البعد عن أمن ومصالح شعوبهم . ومع أن الدول المؤسسة للحلف معظمها، أو كلها دول رأسمالية ديمقراطية ، كما يُفترض ، إلا أن الحلف لم يتردد عن ضم تركيا ذات الديمقراطية العلمانية الشكلية ، وذلك بالنظر لأهمية موقعها الاستراتيجي الواقع بين الاتحاد السوفييتي ومنطقة الشرق الأوسط ؛ حيث جرى تشييد قواعد عسكرية فيها ومراكز تجسس وُظفت لمساعدة إسرائيل عسكرياً ، وضرب حركات التحرر الوطني والانظمة الوطنية العربية حينما تستدعي الحاجة لتشغيل هذه القواعد لمثل هذه المهمات العسكرية الطارئة ؛ وهو ما حدث بالفعل خلال منازعات وحروب متعددة ، بدءاً من العدوان الاسرائيلي على الدول العربية في حزيران / يونيو 1967 ، وليس انتهاءً بالحروب الاميركية على العراق إبان حكم الدكتاتور السابق صدام حسين ، ثم استمرارها كضربات انتقامية تأديبية خاطفة حسب العدو المفترض في أعقاب سقوطه منذ عام 2003 .
على أن تركيا ليست الدولة الوحيدة غير الديمقراطية التي ضمها الحلف في عضويته ، بل لم يتوان أيضاً بعد انتهاء الحرب الباردة عن ضم عدد من دول حلف وارسو السابق في عضويته أيضاً ؛ كبلغاريا والتشيك ، والمجر ، وبولندا ، ولاتفيا ، وغيرها من دول المعسكر الاشتراكي السابق في اوروبا الشرقية ، وذلك بغية تطويق روسيا بالأسلحة الاستراتيجية في عمق مجالها الحيوي السابق ؛ رغم أن بعض هذه الدول التي تم ضمها لم تجرِ تحولات ديمقراطية حقيقية ، بل وتحكمها في الغالب نفس الطغمات الشيوعية السابقة التي أنسلخت من جلودها الماركسية وأعلنت تبنيها للنظام الرأسمالي الحر والحرية ، لتضمن دعم ورضا السيد الأميركي عنها . وهكذا بعد ما كان عدد دول الحلف زمن الحرب الباردة لا يتجاوز 15 دولة ، أضحى عدده اليوم ما يقارب ضعف هذا العدد ( 28 دولة تحديداً ) .
أما أعظم امتحان للحلف منذ نأسيسه على المحك للدفاع عن أمن وسلامة شعوب دوله فقد جاء في ظل جائحة كورونا الراهنة التي تجناح معظم دول العالم ؛ فبينما كل جيوش الدول المتعرضة لكارثة الوباء تم توظيفها في أعمال الإغاثة ، ظل الحلف مشلولاً وفي موقف المتفرج على محنة أعضائه تباعاً ، بدءاً من ايطاليا ، وهي إحدى الدول المؤسسة للحلف ، وتوجد على أراضيها قوات أطلسية ، والتي كانت بؤرة تفشي الوباء في اوروبا بعدما أخذت مدينة " ووهان " الصينية في التعافي تدريجياً ليترك الحلف تركيا وحدها توجه مصيرها ؛ فلم تتلق أي مساعدات لا من الحلف ولا من الاتحاد الاوروبي ، في حين تلقت مساعدات طبية ووقائية صينية وروسية وكوبية ، ومروراً بفرنسا وأسبانيا التي كانت أكثر تضرراً بعد ايطالياً ، وانتهاءً بقائدة الحلف والقوة العظمى في العالم الولايات المتحدة التي أصبحت بؤرة الوباء في العالم على إثر ضربها رقم قياسي في عدد الإصابات ( 81782 إصابة و 1100 قتيل ) حتى كتابة ذه السطور ، لتتجاوز بذلك حصيلة إحصائية ضحاياها حصيلة الصين ، والتي كانت البؤرة الأصلية لانتشار الفيروس في العالم ، وتوشك على التشافي النهائي منه .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : ماذا بعد فضيحة هذا الفشل المدوي الذريع لحلف " الناتو " في حماية الدول الاعضاء فيه والتي اجتاحتها جائحة كورونا تباعاً ؟ هل يستمر بقاؤه بعد انتهاء الجائحة العالمية ؟ أم يُتوقع ، أن تصحو شعوبه وترفض استمراره بعد ما صّرف عليه منذ انشائه آلاف المليارات على حساب رفاهبتها الاجتماعية وخدماته الصحية التي لم تفٍ بمهماتها طوال الكارثة التي واجهتها ؟ ذلك ما سيجيب عليه المستقبل القريب .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ووهان - تنهض وتفضح أنانية الرأسمالية
- كورونا بين الصين والرأسمالية الأميركية
- - كورونا - وأمريكا والأنظمة الاستبدادية
- 112 شركة تنمي الإستيطان .. فماذا أنتم فاعلون يا عرب ؟
- الناصريون والمراجعة الغائبة
- في ذكرى ميلاد عبد الناصر
- في تطور الملحمة النضالية لعرب 48
- هل بدأ العد العكسي لنهاية الإسلام السياسي ؟
- العالم بعد ثلاثين عاماً من انهيار الجدار ( 2-2 )
- العالم بعد ثلاثين عاماً من انهيار الجدار ( 1-2 )
- تركيا بين مجازر الأرمن واضطهاد الأكراد
- جيفارا .. القدوة والأيقونة
- عن اُفول المرحلة الناصرية ووعينا السياسي المبكر
- العرب بين الحروب التحررية والحروب العبثية
- كربلاء المقدسة .. الحضارة والضريح
- لماذا استهدفت إسرائيل العراق ؟ وكيف يواجه التحديات ؟
- بين ثورات العسكر .. وثورات الشعب
- - الواقعية الإشتراكية - في الأدب .. إلى أين ؟
- قمة العشرين .. منتدى اقتصادي أم محفل للعلاقات العامة ؟
- مستقبل ثورة بلد المليون شهيد الثانية


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - رضي السماك - مستقبل - الناتو - بعد جائحة كورونا