أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - رسالة سنوية تسطع من أضواء مسرحنا عراقياً بهياً باليوم العالمي للمسرح 2020















المزيد.....

رسالة سنوية تسطع من أضواء مسرحنا عراقياً بهياً باليوم العالمي للمسرح 2020


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


يبقى مسرحنا بجمالياته منجز ثقافة وطنية الهوى إنسانية الهوية. وأياً كانت التحديات المستجدة، فالشعب متمسك بمبدعاته ومبدعيه وبمنصته البهية... لقد أدرك المسرح العراقي معاني أن تحمل رسالتُهُ العراقة والانتماء للحضارة السومرية ومنجز المدنية فيها؛ حيث سطعت إبداعات السومري وحضارته بأولى تباشير أكيتو وبناء مسرحه الخالد، فحمل الرسالة ومعانيها في التمدن الذي استهدف أنسنة وجودنا بممرات تحقق السلام والتضامن الأممي أرضية للإبداع...
وإذ يجمع المسرحي العراقي بين علامات رسالته وشواهدها الحضارية البعيدة والقريبة فإنّه يؤكد غنى تجاريبه جمالياً مضمونياً.. مثلما يؤكد استمرار عطائه على الرغم من محاولات قطعه عن الجذور بالاستناد إلى اجترار ظلاميات التخلف ومنطق الخرافة وتهديدها المباشر للعقل البشري ومنظومة قيمه التنويرية! لكن بالمقابل يصر مسرحنا عراقيا وعالمياً على التمسك بتلك المنظومة الحضارية وتمدينها سبباً وسراً خالداً لأنسنة وجودنا واحتفاله بجماليات الفرح والمسرة ومعطياتها الإبداعية المتجددة في عصرنا..
وإذ نستذكر سنوياً حجم المعاناة بمساريها، من تحديات هي من طبيعة الإبداع نفسه وتلك الأخرى التي تعرقل وتحاول قمعه من خارجها تلك المتأتية من قوى ظلامية معادية للمسرح، فإننا نجدد في كل عام الاحتفال بمنجز مسرحيينا ونحتفي بنجاحات بالتحدي والعزيمة وألق الإنجاز المنبعث سطوع شموس لمبدعاتنا ومبدعينا..
اليوم، نعيش حقيقة ثورة شعبية للتجديد في عراق سطت عليه كراديس ظلامية وبلطجة ميليشياتها القمعية، تلك التي هاجمت منتديات الإبداع وأغلقت دور العرض المسرحي طوال الـسبع عشرة سنة عجافاً.. وهي ثورة أثبتت بالفعل والمنجز أنها تأتي بالتنوير بقصد التغيير فوظفَّت من بين ما وظفته عروضاً مسرحية جسدت اشتغال العقل العراقي بروح خلاق مبدع في منظومة قيمه وفيما يسعى إليه من استعادة وطن هو بيت العراقيات والعراقيين ومنصة مسرحه وفضائه البهي الواعد بالتمدن ومنطق العقل العلمي ومنهجه يدحر جرائم القمع ومحاولات الحجر على حركة التنوير العلمانية الديموقراطية..
إننا نسجل بالعرفان تضحيات فنانينا مبدعينا في المسرح ومعالجاته عراقيا عالميا ونؤكد تضامننا الأعمق والأشمل مع جهود تصر على الاستمرار والتقدم والعمل المثابر لإزالة ما يعرقل ويثبّط ونرى أن مساهمات بهية كانت وتبقى وإن كانت مجرد ومضات سببا لإدامة الحيوية والحياة في مسرحنا..
وعلى الرغم من الغمة الكارثية التي تصيب عالمنا اليوم وتمر به مرور عاصفة أو إعصار خطير إلا أن مبدعات المسرح ومبدعيه يقدمون مساهمات تمتلك كل الأثر الروحي المميز عند المتلقي عالميا وعراقيا...
لقد برهنت الوقائع أن المسرح يبقى ميدان الفعل الأبهى في بناء الإنسان الجديد وفي الاحتفال به جمعيا بالمعنى الذي يحمل رسالتي الحضارة والتمدين ومن ثم أنوار العقل العلمي ليسطع مزيحا دياجير الظلمة والتخلف...
إن قوى تريد تمكين الخرافة وطقوسها من الوجود البشري تعرف كيف كان المسرح منطلقا لثورات شعبية مستنيرة ساطعة ولهذا تصر بعجرفة على إدامة إغلاق دور المسرح، هروبا من أية فرصة للقاء المسرح وجمهوره العريض ومنعا لولادة المتفرج بمعنى المتمدن المتحضر الذي يرى في المسرح لا إطلالة نزهة وتزجية وقت عابرة بل حاجة روحية بنيوية مكينة تزيح عنه غبار زمنه وأحماله لتحل طاقة بنَّاءة للعطاء والأنسنة والقيم السامية الفاعلة خيراً ...
من هنا، فإن انتصار الثورة الشعبية العراقية سيكون انتصاراً للمسرح العراقي، وانتشاراً بهياً لرسائله المركبة التي تجمع ملامح مهد التراث الإنساني وسومر في منجزها الحضاري مع طاقات التجدد العراقي الحديث في زمن العمل المثابر لتأسيس دولة عراقية ووجود مدني يقوم على علمنة النهج ودمقرطة الحياة والتقدم بهما إلى حيث الإنسان المبدع الخلاق..
ومن أجل ذلك فإنّ مسرحيي العراق سعون اليوم بالتضافر مع جهود العراقيات والعراقيين جميعا وكافة إلى الآتي:

1. استعادة الحريات العامة وجوهرها حرية الإبداع بوقف مجازر التصفية والاغتيال وعقبات الإقصاء والاستلاب الكأداء…
2. تعزيز الجهود المنظمة لمسرحيينا بإستعادة مكان المركز العراقي للمسرح ومكانته وإعادة صلاته عالميا وإقليميا وتفعيلهما.. وتمكين اتحاد مسرحي فاعل وروابط تخصصية للممثل ولنقاد المسرح ولكل بُناة العملية المسرحية من الاشتغال الإبداعي الجمالي الفعلي الحقيقي…
3. استعادة إقامة الاحتفاليات ومهرجانات الإبداع ومناسباته، احتفاء وتكريما وعناية برائداتنا وروادنا وحركة التجديد عندهما.. ونحن بالمناسبة نؤكد أن أوسمة وكرنفالات المسرح العراقي ستحيي أسماء زينب والشبلي وجلال والعبودي والعاني وعبدالحميد لتطوق رقاب مبدعي المسرح قريبا..
4. كما يواصل المسرحيون العراقيون سعيهم من أجل تحقيق المبادرة الفعلية بكتابة مشاريع قوانين تعالج أوضاع المسرحيين وعرضها على (سلطات التشريع) الآتية لسنِّها ودفعها إلى سلطات تنفيذية هي جميعها من صنع الشعب لتطبيقها استجابة لإرادة التنوير والتغيير الأشمل والأعمق..
5. ولابد لنا في هذا العيد الذي يمرّ وهو يئن من التوتر المحلي الوطني والعالمي للظرف التي أشرنا إليها، أن نؤكد على توجهنا لتأسيس صحافة ورقية وألكترونية مسرحية ودوريات بحثية علمية متخصصة في الجامعات والمعاهد العلمية مع تعزيز أعمال التوثيق والنشر بسلاسل لمسرحياتنا التراثية والحديثة..
6. ونضع العهد بأننا سنثابر من أجل إنشاء هيآت أكاديمية وطنية ومحلية مختصة فضلا عن العمل المشترك للدفع باتجاه تلك المؤسسات الإقليمية والعالمية.
7. ونحن على العهد في مساعينا الثابتة، من أجل توفير فرص العيش الكريم لمسرحيينا..
8. نتابع بإصرار أيضاً، مهامنا في العناية بمسرحيينا في المهجر وتخصيص يوم للمسرح العراقي المهجري حيث يدعى إليه مسرحيونا للاحتفال في أروقة مسرحنا ببغداد وأربيل وبقية محافظات الوطن البهية..
9. إننا نؤكد هذا العام مجدداً على أهمية وجدية العناية بمسرحنا بلغات الوطن وشعبه: العربية والكوردية والكلدانية الآشورية السريانية والتركمانية والأرمنية وبجوهر خطاب مسرحي تنويري معرّف لدى جمهوره المتنوع.
نحيي مبدعاتنا ومبدعينا في مسرح عراقي أصيل متمسك بخطى التنوير ومسيرة التغيير التي تشيع برحابة وسطوع منظومة قيمية سامية نبيلة في ظل نظام دولة علمانية ديموقراطية يهمها بالمقام الأول بناء الإنسان حيث أدوار الثقافة وخطابها وجوهر فعل مسرحي إبداعي يتقدم صفوف إبداع رسائل جمالية مضمونية بهية..
هنيئاً لكُنَّ ولكم العيد وتحايا باسمم مسرحنا لا يكلّ ولا يملّ من متابعة الخطى تنتصر للتنوير والتغيير ومعا وسويا في طريق الإبداع والجمال وتوكيد خطى التسامح والسلام ومنظومتها الجمالية الفكرية الأنجع والأقرب للانتصار مزيحة آثار أعاصير الهمجية لتأتي فضاءات ربيع إنساني ومنصات مسرح كرنفالي من صنع الإنسان متحررا مشرق الثقافة غنيّها وبهيها...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الميليشيا الخارجة على السلطة الشرعية وسلطات رسمية للدولة ...
- نداءات وبيانات بمسؤوليتي دفاعا عن حيوات العراقيات والعراقيين ...
- من دروس مأساة اللاجئين في المنطقة الحرام بين تركيا واليونان
- ليست رعونة تصريحات بل تهديد صريح يؤكد حقيقة من يطلقها
- تغريدات للسلام والحرية
- نداء استثنائي عاجل وفوري لعقد المؤتمر الوطني لقوى الديموقراط ...
- حول ساسة الطائفية ونهج إسلامهم التكفيري باختلاف أجنحتهم
- إدانة خطاب دجالي التدين والقدسية الزائفة التي تهاجم إيقونات ...
- دفاعا عن الحريات مع إيمان باستقلالية لا تقر مرجعية للثورة إل ...
- ثورة شبيبة العراق السلمية في المنعطف تشتد قوة وصلابة
- للثورة خطابها ومفردات خطاه لإنهاء المعركة مع الفاشست
- رسالة بصيغة تغريدات هي ابنة التنوير والانتصار لميادين الحرية ...
- كل التضامن الأممي مع طلبة العراق في نضالاتهم الوطنية والمهني ...
- تفاقم جرائم قمع الصحفيين ومصادرة حرية التعبير وواجبات الرد ع ...
- أنصار الموضوعية وإشكالية تمرير بعض عناصر النظام الذي سحبت ال ...
- حول الاتهامات الخرقاء بتخوين الثوار وبعض ردود تحتمي توهما بغ ...
- بشأن اختيار شخصية رئيس وزراء حكومة إنقاذ انتقالية
- جرائم ضد الإنسانية في مسلسل القتل اليومي بحق ميادين التظاهر
- سقوط شرعية السلطة العراقية والموقفين الوطني والدولي؟
- المرأة وثورة أكتوبر العراقية ومطالب التغيير، بمناسبة اليوم ا ...


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - رسالة سنوية تسطع من أضواء مسرحنا عراقياً بهياً باليوم العالمي للمسرح 2020