أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقيل الناصري - عرض مكثف لمحاضرة المرأة – الرجل.. السلطة كحق تاريخي مخوّل















المزيد.....

عرض مكثف لمحاضرة المرأة – الرجل.. السلطة كحق تاريخي مخوّل


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 12:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أقامت لجنة المرأة والطفل في الجمعية المندائية في العاصمة السويدية استوكهولم مساء السبت المصادف 3/6/2006, وعلى قاعة أمسية ثقافية حاضرت فيها المهندسة المعمارية السيدة سحر الماشطة.. وكان مضمون المحاضرة وما اعقبها من مناقشات ومداخلات وتسؤلات مثيرةً للجدل ومحفزةً لفضول المعرفة والاستفهام وتوضح أبدية الصراع الفكري والقيمي. يتجلى ذلك في البدء من عنوانها ذو بعد الفلسفي: المرأة – الرجل.. السلطة كحق تاريخي مخوّل . لقد انصبت ماهيات المحاضَرة على هذه العلاقة التاريخية ذات الإشكالية المعقدة. إذ تطرقت السيدة الماشطة في الأساس إلى جملة من أرأسيات تكوّن النظرة الاجتماعية غير المتوازنة حول طبيعة ومضمون هذه العلاقة وبالأخص في نطاق المجتمع الأبوي الذكوري .. سواء أكان في العالم الثالث أو/و في التاريخ السابق للدول الاوربية.. ورغم أن السيدة الفاضلة ركزت على ابعاد هذه العلاقة من الناحية النظرية لكن في سياق حديثها وحثيثياته, حسب اعتقادي, يتضح مدى تأثرها بالبيئة الاجتماعية العراقية وفي كيفية نظرتها غير القويمة إلى طرفي المعادلة [ المرأة والرجل], والتي مثلت الخلفية التطبيقية للمنطلق الفكري السيدة المحاضرة.

ومن حيث تراتيبية المحاضرة فقد تطرقت السيدة الماشطة إلى طبيعة ومكونات السلطة داخل العائلة ونظرت إليها من زوايا تركيبية متداخلة متعددة كونت بعلاقاتها الجدلية ونسق انسيابيتها وتأثيراتها المتبادلة, عوامل أسست لهذه السلطة داخل الأسرة ورسمت تسلطية الرجل, حيث غُبنت فيها حقوق المرأة الطبيعية بحيث لم يكن دورها ومكانتها متكافئة مع الرجل, سواءً داخل الأسرة أوخارجها, وأمست عنصرا تابعاً وغير مستقلاً واندحرت قيمتها الاجتماعية وبالتالي انحصرت واجباتها ومسؤولياتها في الأداء الميكانيكي لأعباء الحياة المفروضة عليها , وعلى رأسها إكمال الدور الطبيعي الموكل لها في ديمومة التكاثر البشري والانجاب.. وقد كثفت المحاضِرة الفاضلة هذه العوامل وحددت أرأسياتها في :

- المجتمع الأبوي الذكوري؛

- الدين ؛

- التربية العائلية؛

- التقاليد والعادات والاعراف الاجتماعية وبالأخص منظومة القيم العشائرية.

وبعد أن شرحت مضامين هذه المؤثرات ودورها, منذ إنهزامها في اعقاب مجتمع الامومة على يد المجتمع الابوي, في خلق (عبودية) وتبعية المرأة تاريخيا والحد من استقلاليتها والتصرف حتى بذاتها الطبيعية والاجتماعية, من خلال التشابك الكلي الشامل لعلاقات هذه العوامل الأنفة مجتمعةً, ودور كل مؤثر بصورة منفردة في تحقيق الصور والادوار الاجتماعية المقررّة مسبقاً, سواء أكان ما يخص المرأة أوالرجل داخل هذا المجتمع والمستوى التحكمي فيه والذي أعطيَّ لهذا الأخير العنصر المقرر في القضايا الأرأسية والرئيسة داخل العائلة الصغيرة والكبيرة.. والذي بدوره يتوقف على عوامل عديدة أهمها هو موقف المرأة بالذات ككينونة إجتماعية وكيفية النظر إلى ذاتها.. باعتبارها أن لها حقوق طبيعية ومكتسبة تتقلص وتتسع في خضم الصراع الاجتصادي/ السياسي والفكري بينها وبين الرجل لحين تستقيم العلاقة على اسس متكافئة.

.. كما توقفت السيدة المحاضرة على طبيعة هذا الخلل في العلاقة وما ينجم عنها من مخاطر وتهديدات لذات العائلة والمجتمع, وبالتالي تعيق الصيرورات الاجتماعية وسيرورة تطورهما الارتقائي لهما كذاتين متكاملين.. من خلال التوضيح المقارن للفروق بين العلاقات المتوازنة وتلك غير(المتكافئة) غير المتوازنة.. وقد أسهبت في التأكيد, المقترن بالأمثلة الحياتية, على أن الطرف (المرأة أو الرجل) الذي يحصل ,لأي سبب أو ظرف كان, على حقوق أكثر من قرينه في العلاقة, هذا يعني بالجوهر استلاب قرينه من حقوقه الطبيعية ويمثل إخلالا بالعلاقة السليمة المتوازنة, وهذا بالضرورة لا يمكن أن يتحقق إلا على حساب شحة في حقوق الطرف الأخر , بالضبط ككفتي الميزان حين تنخفض احدها بوزنها ترتفع الأخرى.

كما أشارت السيدة الفاضلة إلى أن هذا الخلل قائم في جميع المجتمعات دون إستثناء, وإن أختلفت نسبتها, إذ يشتد في دول عالم الاطراف, لكنه لا يختفي في المجتمعات المتطورة, حيث اشارت إقتباساً بأحرف كبيرة إلى أن إزالة هذا الخلل في السويد على سبيل المثال, يحتاج إلى مائة عام من النظال المثابر كي تستقيم وتتساوى كفتي الميزان القيمي بين الذكور والإناث!!! ترى كم نحتاج من زمن بالنسبة إلى المجتمعات الشرق أوسطية وبلدان عالم الاطراف ؟

ضمن هذه التسؤلات وغيرها من الاستفهامات التي أثارتها, فقد اقترحت جملة من العوامل التي تعيد رسم هذه المعادلة وإعادة إنتاجها بما يلائم طرفيها والمجتمع, منها: التحرر الاقتصادي للمرأة ونضالها الدائب لنيل حقها من خلال مقولات إحدى الكاتبات السويديات:

- خذي المكان الصحيح في حياتك؛

- لكل إنسان الحق في الخيار؛

- ضعِي الحدود وقولِي لا عندما تقتضي الضرورة؛

- لا تضعي أبدا مطالب الآخرين قبل احتياجاتك؛

- كفي عن أن تكوني ماكنة خدمة.

لقد أثارت هذه المواضيع جدلا واسعا بين الحضور وحفزتهم على مناقشة المحاضِرة و اطرواحاتها, حيث توقفوا طويلا حول دور الدين, بصورة عامة, في تكريس هذه التبعية وتأثيراته السلبية على نيل الموقع المتكافئ للمرأة والتقليل من هوة القيمة الاجتماعية للمرأة مقارنةً بالرجل.. كما شاطر جمهور المستمعين وجهات نظرها وعقبوا على الاستفهامات التي طرحتها والتي لقيت الترحاب من أغلبية الحاضرين. وتكونت في سياق النقاش ثلاث وجهات نظر هي:

- الموقف الذكوري, الذي حاول تبرير هذه العلاقة غير المتكافئة بين المرأة والرجل وتعكز على جملة من المبررات الاخلاقية و اختلاف البنى الفيزيائية وغيرها.

- الموقف الامومي, الذي انطلقت منه بعض السيدات كرد فعل طبيعي لموقف الرجال وتبيان مدى مظلومية المرأة من نظرتتها وفلسفتها الامومية؛

- الموقف المساواتي المتكافئ الذي نظر إلى هذه الظاهرة من خلال المعادل الطبيعي المتوازن, أي لا وجود لواحد دون الآخر.. وباعتبارهما مكملان بعضهما للآخر.. طالما ان الطبيعة بحد ذاتها تكره الفراغ وتميل مكوناتها إلى التكامل.

هذا العرض المكثف وما أثاره من نقاش جميل يستوجب منا كمستمعين, الاشادة بكل من: السيدة سحر الماشطة لما بذلته من امكانيات معرفية لتعقب هذه الظاهرة غير المتكافئة من خلال عملها غير الوظيفي, حيث أنها مستشارة هندسية من حيث الأصل.

كذلك بالسيدة نادية السليم مسؤولة لجنة المرأة والطفل في الجمعية المندائية على عملها الدؤوب في تهيأت برنامج حافل بالمحاضرات الثقافية المتنوعة التي تتناول مختلف جوانب المعرفة وخاصةً ما له علاقة بالمرأة والطفل.




#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموز14: الضرورة والماهية 4-4
- 14 تموز : الضرورة والماهية 3-4
- 14 تموز.. الضرورة والماهية 2-4
- 14 تموز.. الضرورة والماهية
- الزعيم قاسم و الجواهري ولقائهما الأول:
- دراسة عن حركة الضباط الأحرار 6-6
- دراسة عن حركة الضباطالأحرا ر 5-6
- دراسة في حركة الضباط الأحرار4-6
- دراسة عن حركة الضباط الأحرار 3-6
- دراسة عن حركة الضباط الأحرا ر2-6
- دراسة في حركة الضباط الاحرار في العراق
- النضوج والتكتل الغائي 1948-1958
- حركة الضباط الأحرار- التكوين والتكتل الغائي
- النواتات الأولى لحركة الضباط الأحرار
- 14 تموز.. ضرورات الواقع وتناقضاته
- 1- عبد الكريم قاسم في عوالم الحياة العسكرية:
- مــن ماهيــات سيرة عيد الكريم قاسم
- في:الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لعراق مطلع القرن الماضي
- الضباط والسياسة في العراق الحديث :مدخل تاريخي
- عودٌ إلى البدء في أرأسيات التطور: 14 تموز: جدلية الفهم والمو ...


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عقيل الناصري - عرض مكثف لمحاضرة المرأة – الرجل.. السلطة كحق تاريخي مخوّل