أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل كنت على شفا الموت أم أن الطاقة خاطبتني ؟














المزيد.....

هل كنت على شفا الموت أم أن الطاقة خاطبتني ؟


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 01:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاهينيات 1423
انكسر ميزان الحرارة . سقط من فمي وانكسر . لم أستخدمه منذ أكثر من أربع سنين . وحين أصبحت في حاجة ملحة إليه انكسر. على أية حال يا ميزان أنا أعرف جسمي وسأعتمد عليه إلى أن يتاح لي الحصول على ميزان بعد رفع حظر التجول .. ليس هذا ما أود التحدث إليكم عنه . إنه مسألة أخرى كنت خلالها على شفا خطوة من الموت كما يبدو . أنا إنسان أعاني من البرد في الشتاء، وحين تنخفض درجات الحرارة إلى ما يقرب من الصفرلا بد أن احتاط بالدفء . المشكلة أن الطقس تحسن بعض الشيء، وخرجت في يومين متتاليين لأجلس في الشمس لأكثر من نصف ساعة.. وخففت أغطية السريركما تخليت عن بعض الملابس الشتوية .
عاد الطقس إلى البرود وقصفت رعود وهطلت أمطار غزيرة أغرقت وسط عمان . مساء الجمعة 20/3 حاولت أن أنام في المساء. لم أستطع كنت افكر في مسائل مختلفة في السرير.. منها كورونا التي أوقفتني عن الاستمرار في كتابة رواية : قصة الله أو قصة الخالق. طال مكوثي والساعة أصبحت حوالي التاسعة مساء . قررت أن أنهض . لم أكن أشعر ببرد على الاطلاق، ولم أكن أعاني من شيء مهما كان . في العادة تنتابني قشعريرة تحت الغطاء تنذرني بالبرد ، أو يحدث أن أخرج يدي من تحت الغطاء فيلسعها البرد . أعيدها تحته وأعمل على ضبط الغطاء حول جسدي . وإذا ما داهمتني رجفة أقوم بوضع يدي بين فخذي وفركهما .. إلى ان تنتهي الرجفة ويعود الدفْ. هذه المسألة ( النوبة ) اعتدت عليها في تقلبات الطقس في الخريف والربيع . لم أكن أفقد شيئا من توازني أو نظري خلالها .. لكن هذه المرة كانت مختلفة جدا ورهيبة جدا .
قلت انني لم أكن أشعر بأي برد . رفعت الغطاء عن جسدي وأنزلت رجلي إلى جانب السرير وهممت للنهوض ، وقبل أن أقف كان جسدي يهتز من أخمصي قدمي إلى قمة رأسي . كان ارتجافا واهتزازا في الوقت نفسه .أحسست للحظة أن كورونا دهمتني بطريقة مختلفة . حاولت أن أشعل ضوء الطاولة إلى جانب السرير فقلبته ولم أتمكن من استعادة وضعه وإشعاله. لا أستطيع أن أقف ولا أستطيع أن أجلس ، أو أجلس وجسدي يهتز ويرتجف . شعرت للحظة أن الأمر ليس انذارا كورونيا . كما أن نظري لم يعد طبيعيا .. بدت لي الأشياء في وضع غير طبيعي . المكتبة في مواجهتي رأيتها ممدة على الأرض والكتب ما تزال منتظمة فيها كما هي .. مائدة إلى جانب السرير عليها بعض الكتب ، أسميها مكتبة السرير، فأنا لا انام دون أن أقرأ .. لم أعرف تحديد وضعها ، لكنه بدا غير طبيعي. والحائط المواجه أيضا مائلا فوق الباب ويتكئ عليه . إنه زلزال اذن ! أوه هل البناء فوقي الآن ينطبق على سكانه .. لا ..
لا أعرف كم استمرت الحالة . دقيقة أو أكثر، لا أعرف بالضبط . توقف كل شيء فجأة . الأشياء كما هي، لم ينقلب إلا ضوء القراءة . المكتبة في مكانها. مكتبة السرير على وضعها.. لم يكن هناك زلزال. لم أشعر بأي ألم ، وحتى لا أتذكر أنني دخت .. وكثيرا ما أدوخ .. ودواء الدوخة إلى جانب سريري. مددت يدي إليه وأخذت حبة . نهضت .. ارتديت بعض الملابس الشتوية بسرعة. وضعت ماء على النار . أشعلت المدفأة في المكتب .. شغلت الكومبيوتر.. عملت مغلي الزنجبيل . عصرت عليه نصف ليمونة وأضفت إليه ملعقة عسل . أخذت الكاس إلى جانب السرير. قست حرارتي ، لم يكن الميزان قد انكسر بعد ، كانت حرارة جسمي 35 ، أي أنها تنقص درجة كاملة على الأقل عن المعتاد . تابعت شرب الزنجبيل ومن ثم الزهورات ومن ثم الشاي الأخضر .. عادت الحرارة إلى 36 م. بعد حوالي نصف ساعة . ثم إلى 37 بعد حوالي ساعة . كل ذلك وأنا اتابع أسباب انخفاض الحرارة وأعراضها على جوجل . لأكتشف أن من أهمها الشعور بالبرد ، وثمة أمراض أخرى إذا لم يكن هناك برد ..
اكتب الآن بعد أكثر من ثلاثة أيام على الحادثة .. التي جعلتني فيما بعد أفكر في إمكانية أن تكون طاقة الخلق التي وجهت إليها دعاء لتقف مع البشرية في مواجهة كورونا، إذا كان باستطاعتها ذلك .. فها هي تخاطبني بهذه الطريقة الفظيعة ..لا لا ! ما يبدو لي أن طاقة الخلق خاطبتني وربما لتقول لي : لقد كنت على شفا الموت ، وها قد عملت المستحيل لأعيدك إلى الحياة ، وسأعمل ما في وسعي لإنقاذ البشرية من كورونا ، شريطة أن تعمل البشرية معي لحماية نفسها ، وشريطة أن تفكر البشرية في مستقبلها وليس في صنع أسلحة الدمار الشامل وهدر الأموال والقدرات البشرية عليها، وقتل الشعوب .. ما لم تؤمن البشرية أن الغاية من الوجود هي تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال وبناء الحضارة الانسانية ، فإن كورونات كثيرة أخطر وأكثر شراسة قادمة .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء إلى الطاقة القائمة بالخلق لإنقاذ البشرية من كورونا!
- السّر الأعظم - الخالق - يكمن في العدم الفيزيائي!
- وجود الإنسان غير منفصل عن الوجود الكوني !
- أول من قال إن الله طاقة خلاقة لا نهائية .
- الوعي الجمعي لدى البشر تجاه خطورة كورونا قد يؤدي إلى دفاع من ...
- مقالات في الرواية والقصة
- انقذوا أنفسكم وأطفالكم من كورونا!
- نقد التوراة في رواية - عديقي اليهودي- لمحمود شاهين
- إيمان محمود أبو الجدايل
- لماذا أراد الخالق أن يتجسد في الوجود وفي الانسان ؟
- اليهود لا يشكلون أمة أو شعبا . رائد الحواري
- عديقي اليهودي رواية فكرية تاريخية سياسية لمحمود شاهين
- الخلق بين الطاقة العقلية والطاقة الخالقة والقوى الطاقوية الن ...
- شطحات ابن عربي في وحدة الوجود!
- لماذا وجودنا افتراضي ؟
- - مهزلة العقل البشري-
- الله لن يحرر فلسطين !
- مادة وطاقة جسم الانسان من مادة وطاقة الخالق.
- قصة الله .العقل الخالق في وجوده الذاتي!
- من أين جاء الوجود؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل كنت على شفا الموت أم أن الطاقة خاطبتني ؟