أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .















المزيد.....

مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمكن للعقل البشرى أن يتنبىء ويستشرق المستقبل من خلال الوقوف على الفكر الحاضر فى الزمان ومدى تقدم الزمان وتطور العقل فيه , وإذا إستطعنا أن نعرف كيف يعمل ويسير العقل فى الزمان يمكننا أيضاً أن نعرف أين نحن ؟ وإلى أين سنذهب ؟وماهية واقعنا ؟
ولكن أى عقل ننظر إليه ؟ وأى زمان يمكننا الرجوع إليه حتى نعرف أين نحن الآن من العقل والزمان؟ أين هى نقطة إرتكازنا ومرجعيتنا كى نُدرك واقعنا فى الوجود؟
لا شك أن الحضارة الأوربية الآن هى النموذج والمثال والمرجعية و تعتبر مرآه الشعوب الآن لما حققته من تطور وتقدم فى جميع المجالات العلمية والإنسانية , إذا نظرنا إلى العقل الأوروبى ومرآته نستطيع أن نعرف أين نحن الآن؟ لأن العقل الأوربى يختلف عن العقل العربى ليس من ناحية تكوينية بيولوجية ولكن من ناحية طريقة آليات التفكير , ووجه الإختلاف بين العقل الشرق أوسطى والعقل الغربى نجد أن العقل الأوربى يتحرك نحو الزمان وبتحركه هذا يضع فى الإعتبار كل الإحتياجات الإنسانية وبإتجاهه نحو الزمان يتجه مباشرةً نحو الإنسان كون الزمان يتغير ويتقدم فالإنسان أيضاً يتغير ويتقدم , أما العقل العربى وهنا تكمن مشكلتة إنه لايسير وفق الزمان ومعه بل ضده والنتيجة الحاصلة خنق الذات البشرية وتقييدها وإجبارها للرجوع القهقرى ومن هنا تضيع كل المعالم الحقوقية الإنسانية ويصبح المرء عبد لكل ما هو قديم غير نافع.
وهنا أعود لعنوان المقال " مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط "
المسيحية ليست إستثناءاً من العقل فى الشرق الأوسط بل هى تتأثر بكل عوامل ضعفه مما يوثر أيضاً على مستقبلها كونا مجموعة " أفكار ومبادىء " وهى أيضاً ليست إستثناءاً من العقل الغربى والأوربى لذلك أيضاً ستتأثر بعوامل الضعف ومواطن القوة ايضاً .
من خلال دراستى وبحثى فى الفلسفة واللاهوت وجدت صدمة كبيرة بين نظرة الغرب للاهوت المسيحى ونظرتنا نحن إلية .
حيث وجدت أن اللاهوت عند المُفكرون والفلاسفة الغربيون المسيحيون أمثال ( جون لوك , دوستويفسكى , كركيجور , سى أس لويس , جون لينكس , رافى زاكرياس , الفن بلانتينجا , وليم لين كريج , وغيرهم الكثير وهؤلاء على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ) له منحى إنسانى بحت وأصيل يبدأ من مقولات لاهوتية وينتهى بمقولات عقلية وجودية إنسانية ذات معانى وقيم عليا تخاطب الإنسان فى صورتة الكلية , وهذا أدى إلى أنسنة الوحى الذى كان فى أصلة إنسانى و إستخلاص كل المبادىء التى تراعى حقوق الإنسان من النواحى " العقلية , العلمية , الوجودية , الإجتماعية والحضارية " ومعظم هؤلاء الفلاسفة أدركوا أن هناك خلل فى الأنظمة الدينية الكنسية وحاولوا الرجوع إلى أصل المسيحية والتركيز على جوهرها الروحى.
لذلك مستقبل المسيحية فى الغرب يمكننا أن نقول إيجابى بسبب أن الفكر المسيحيى حسب هؤلاء الفلاسفة يراعى الإنسان والعلم والحضارة والقيم مهما بدا من موجات إلحادية أو لادينية فالحضارة الغربية قائمة على أجزاء كبيرة من الأدبيات المسيحية وأن الفكر المسيحيى يعمل وفق " العقل والزمان " .
أما فى " الشرق الأوسط " فالأمر مختلف تماماً فالفكر المسيحيى يعمل ضد " العقل والزمان" .
فمثلاً نجد أن الفكر المسيحيى كرث كل طاقاتة فى الدفاع عن الطوائف والمذهبية حتى أصبحت الطائفة أهم من " جوهر المسيحية " وليس من المهم أن تكون مسيحياً وحسب بل المهم ما هى طائفتك ؟ لدرجة أن كثير من الزيجات فشلت بسبب التعصب الطائفى هذا , ولما دخلوا فى هذا النطاق الضيق اللعين أصبح الخطاب المسيحيى يتوجه ليس للإنسان فى صورتة الكلية كما فى " الفكر الغربى " بل لأصحاب الطائفة فقط كأنهم الفرقة الناجية ؟ وبالتالى قلت الدراسات التى تركز على جوهر المسيحية وحقيقتها وترسيخ أقدامها فى عالم يتجه نحو العقلانية والحداثة والتطور والنطاق العالمى الإنسانى .
الفكر المسيحيى فى " الشرق الأوسط " لا يهدف إلى كل ما هو إنسانى أو حضارى أو عقلى , لكنه يتجه ويسير نحو كل ماهو ( طقسى , سياسى , طائفى , خرافى )
وكونه يتجه نحو هذه المقولات فأصبح يعمل ضد العقل والزمان بل العقل والزمان يرفضان هذه المقولات , لأن هذه المقولات لاتعمل لمصلحة الفرد بل ضده وضد تطورة وعقلة وحقوقه ولاتشبع عطشه الوجودى الذى يتحقق فى " جوهر الوحى " لأنها تغرد خارج سرب الإنسان ,
وهنا أطرح سوالاً جوهرياً : " كيف تشبع هذه المقولات الإنسان الباحث الشكاك الذى يريد أن يقتنص المعنى والغاية من الوجود ؟
هل الإنسان الذى بدأ الآن يشك فى مسلماتة الدينية ويبحث عن معنى لوجوده هل ستشبعه هذه المقولات ( الطقس والطائفة والسياسة والخرافة واللا معقولية ) التى تحرك الفكر المسيحيى فى الشرق الأوسط ؟ بالطبع لا هذه المقولات لاتتفق مع العقل والزمان وهى بالنسبه لهما مقولات ميتة والذين يحملونها أمواتاً أيضاً . وهذا سيؤثر بالسلب على مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط وسيتسبب فى خروج الكثير من الشباب منها والدخول إلى الإلحاد أو اللادينية أو أى مذهب آخر يوفر لهم حاجاتهم الوجودية التى لم يجدوها فى مسيحية الشرق الأوسط الممزوجة بمقولات لاتتناسب مع الإنسان الحديث .
طبعاً أنا لا أنكر أن هناك الكثير إعتنقوا المسيحية من خلفيات دينية مختلفة لكنهم لم يعانوا من ويلات هذه المقولات ولو عانوا من هذه الويلات كانت فرصة دخولهم المسيحية ستكون ضئيلة جداً لكن أصبح جل إهتمامهم " المبادىء الروحية التى تبعد كل البعد عن هذه المقولات " , أو بتعبير أدق " المسيحية المجردة " التى كانت عنواناً لكتاب الفيلسوف " سى أس لويس " وما أحوجنا اليوم فى الشرق الأوسط " لمسيحية مجردة "

وينبغى على رجال الدين المسيحيون أن يدركوا أن العقائد التى تريد أن تبقى فى الزمان والوجود وتستمر على قيد الحياة عليها أن تكون ديناميكية متحركة تتناسب مع طبيعة العقل والزمان المتحرك وتراعى العلوم والعقلانيه والحداثة وحقوق الإنسان الوجودية والإجتماعية كما هو موجود فى الغرب وعند الفلاسفة المسيحيون , ولو تناقضت العقائد مع هذه الأمور سيكون مصيرها الفناء والموت والإندثار .
لذلك يجب على الفكر المسيحيى فى الشرق الأوسط أن يرى المسيحية بعيون التجربة التاريخية الغربية لأن التاريخ هو مُعلم البشرية .



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا وطقس - الإفخارستيا -
- خدعونا فقالوا- القراءة هواية -
- لاهوت الشر (كورونا نموذجا ً )
- المسيحية والصوفية : تحليل ونقد .
- هل من يقاوم السلطان يقاوم الله : رداً على الأب مكارى يونان .
- فوبيا العقلانية : لماذا تخاف الناس من التفكير ؟
- لاهوت الأموات
- خدعونا فقالوا - ابن الطاعة تحل عليه البركة -
- تقبيل أيدي الكهنة وتأسيس لقُدسية زائفة؟
- العقل والمفهوم والواقع
- أزمة المثقف المسيحي
- التعليم المصرى بوابة تؤدى إلى الجهل .
- الكنيسة التى خانت المسيح
- العبودية وموت الذات
- ماهية إصلاح الفكر المسيحيى؟
- مقدمة فى إصلاح الفكر المسيحيى
- لماذا يخلق الله البشر مع انه يعلم أن منهم سوف يذهب لجهنم؟
- رسالة مُهمة من مسيحى إلى البابا تواضروس ؟
- الفلسفة بين ترتليان والغزالى؟ فلاسفة ضد الفلسفة؟
- المسيحيين بين سُلطة الكنيسة والدولة والمُتطرفين


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .