أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزالدين جباري - لغم الوجود














المزيد.....

لغم الوجود


عزالدين جباري
(Azeddine Jabbary)


الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 16 - 23:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ماذا عسى تكون فائدة كل هذا العسر الذي يتجرعه الكائن الآدمي منذ انبثاق وعيه في هذا الوجود؟ ماذا يمكن أن يدعى هذا الوجود الذي يرزح بثقل على النفوس، وتحار في فك لغزه الأحلام والعقول؟
إنه الوجود اللغم!
مُلغَمون و نحن نحارب أعداء الدين كي نثبت أن الله لا يبعث بالخرافة.
ملغمون و نحن نجابه التاريخ بالذهول.. كيف لا يفعل الإيمان فعله في القرون الأولى الفاضلات، وتدور فيها رحى القتال طاحنة بأيدي المؤمنين؟
كيف يبغي بعضهم على بعض والإيمان طَرٌ لا يزال في القلوب؟
كيف ينجح الشيطان فورا وينزغ في القلوب الشهوات ودماء الرسول الكريم المعظم لم تبرد بعد في جثماته الشريف؟
أي لغم هذا !وأي عسر لمن جاء قبل الفتح، ويوم الفتح، وبعد الفتح، وبعد البعد بقرون!
هَبْ أني تخلصت من ديني واتبعتُ العقل والشهوات.. هل حياة مهدَّد فيها بالمرض، والموت، والظلم، والتخطف في أي حين جديرة بأن أخلص فيها لغيري من البشر؟ فأنا الغَيْرُ، والغير أنا، وأنا ذاك الخلق الضعيف.. أعرفك وتعرفني، لن أنصاع لقانونك، ولن تنصاع لي، فمن يضع الموازين القسط في عقلي ووجداني..؟
أيها المادي الكئيب لا تحاول ! فخرافة حقوق الإنسان انكشفت، ودجل النزعة الإنسوية لغم سافر.. أنا لن أغادر لغما كي أصنع غيره.
ولنعد للبدء،هل يقدر الكائن الهش أن يحمل عن نفسه الألم والخوف وعدم اليقين؟
و كيف يذب عن دينه الذي غطى فيه المتشابه على محكمه، ولم يَصِر بأيدي الخَلْف إلا بصائص من نور تَوَّهها هدير صليل السيوف؟
وكيف يصنع مع أُخَرٍ متشابهات لا يعلمها بزعم القدماء إلا آحاد من العلماء؟ و لو صَحَّ لهم ما تمخض عن عقولهم من نتاج ادّعوه، لِمَ إذا محنة هؤلاء الأكثرين؟
أليس قد عرفنا اللحظةَ محنة الغزالي؟ لقد أدركه العسر، وأدرك مرتقاه، وأناخ على كلكله، لكن ولات حين مناص.. لم يدرك الغزالي عصر النقد، و لا زمن الثورات المعلوماتية، إذا لكنا أعملنا في خطابه التفكيك.. و لم يدرك الرجل ما أحرزه الإنسان الظلوم من ثورة في مجالات الطب، إذا لأدركنا سِرَّ ما اعتراه من قنوط.
و لِطَيْف الغزالي أن يحيا فينا ويقول : " وما ينفع التفكيك؟ وما ينفع التشريح وكشف الرنين؟
إن معرفة الأسباب التي تلي المسببات لا ينشأ عنها بالضرورة قانون يطرد، و هَبْ أننا علمنا بقوانين أي شيء متحرك، أو حي، فَمَنْ وَهَبَ قانون الحركة؟ و من وهب مبدأ الحياة؟ أين كانت صور الحركة ومعانيها؟ و أين كانت طاقة الحياة و مباديها؟
إن الفكرة تسبق الخبر، والعالم كله أخبار، ومنتهى علم العلماء قراءة الخبر، وصياغة الملاحظات، و لا قدرة للمتفحص المحدود على استجلاء اللامحدود من المحدود، إذ هو جزء من الخبر. بل إن مما تحار في دركه العقول كيف تحول المحدود من محدوديته الصُّم الغُفْل إلى التوتر والنزوع نحو المطلق و اللاحد؟

هناك فجوة لا يملؤها العلم المادي الصِّرف.
فإذا كنت خَلقا ضعيفا، و لا أقف على أرضية صلبة، فما أحدده لنفسي لا أملك أن احدده لغيري، و ما أحدده اليوم قد يبدو عَواره في الغد.
وعليه فالحد الذي قد أضعه بنفسي، أو يضعه غيري هو حد نسبي ! فكيف أُطْلِقُ جازما القطعَ بالنفي ؟ و لِمَ أجزم بالنفي كلَّ ما قرره الدين، أو أنشأ القول فيه وهم أحد من المفكرين؟



#عزالدين_جباري (هاشتاغ)       Azeddine_Jabbary#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق الفقهاء
- الحداثة وفراغ الوجود .
- الظاهر والباطن، أو محنة الوجود.
- الحرية نداء الوجود
- مساواة أم تماثل ؟ بحث في الرؤيا الكونية.
- هل كل خطاب يحمل حقيقته في ذاته ؟
- في الموقف الفلسفي، أو الموقف من الحقيقة .
- في ماهية القول الفلسفي وضرورته .


المزيد.....




- شوهدت من القدس وحيفا والضفة الغربية.. موجة جديدة من الضربات ...
- -نسخة كربونية لخامنئي-.. ترامب يوضح ما سيحصل لإيران لو تعرضت ...
- مشاهد طوابير الجوعى في غزة مستمرّة: مأساة إنسانية تحت الحصار ...
- هيمنة السلاح الجوي الأميركي تتجلّى في الضربة الإسرائيلية لإي ...
- فيتنام تؤكد أنها أصبحت رسميا شريكا لمجموعة -بريكس-
- ما هي صواريخ -الحاج قاسم- الإيرانية التي استخدمت في الضربات ...
- ترامب يزعم بأنه لا علاقة لبلاده بالهجوم الإسرائيلي الأخير عل ...
- احتجاجات واسعة في مدن أمريكية ضد ترامب.. مواجهات في لوس أنجل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قصف منصات إطلاق صواريخ غرب إيران (فيدي ...
- مقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 130 في الهجمات الصاروخية ...


المزيد.....

- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزالدين جباري - لغم الوجود