أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفرفار العياشي - العنف الرياضي ومجموعات الالتراس : طبيعته و اسبابه مقاربة سوسيولوجية.















المزيد.....



العنف الرياضي ومجموعات الالتراس : طبيعته و اسبابه مقاربة سوسيولوجية.


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 19:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملخص الدراسة :
كرة القدم ليست مجرد لعبة رياضية، انها كبر من ذلك بكثير ربما اصبحت مجال حرب غير اخلاقية تستعمل فيها كل الوسائل من اجل الربح . لعبة تحولت من مجال للفرجة و المتعة الى فضاء مزدحم بالسياسة و الايديولوجيا و المال و الخرافة و العنف .
قيمتها و شعبيتها تكمن في قيمتها الفرجويةلانها تمثل مجالا حيويا للترفيه الإنساني، و للتنفيس من ضغوط الحياة المعاصرة وإيقاعها السريع. إضافة الى كونها قناة من قنوات الفعل السياسي و وسيلة ومن سائل التأثير السياسي و الايديولوجي .
هي لعبة تحولت الى مجال للصراع و العنف و التوثر من خلال حجم العنف المرتبط بها و بالملاعب ، مما يولد الرغبة في محاولة فهم ومقاربة موضوع كرة القدم بين الفرجة و العنف من خلال معرفة الاسباب و الدواعي من داخل مقاربة سوسيولوجية.

Abstract :
Football is not just a sports game, it s so much bigger. It may have become an unethical field of war where all means are used for profit. A game transformed from a field of spectacle and pleasure into a space filled with politics, ideology, money, superstition and violence.
Its value and popularity lies in its vulgar value because it represents a vital area for human entertainment and to escape from the pressures and rapid pace of contemporary life. In addition to being a channel of political action and means of political and ideological influence.
Is a game that has become a field of conflict, violence and violence through the extent of violence associated with it and in the stadiums, which generates a desire to try to understand and approach the subject of football between watching and violence by knowing the causes and reasons within a sociological approach
الكلمات المفتاحية : كرة القدم – العنف – الفرجة
keyword: Football - violence – watching
مقدمة :
مؤخرا، في مباراة لكرة القدم بين فريقين عربيين في نهائي عصبة الابطال بين الترجي التونسي و الوداد الرياضي ، توقف كل شئ و تحول النقاش العمومي الى نقاش حول كرة القدم،لا حديث يعلو على وقائع المباراة و اسباب توقفها و مسارات ما بعد التوقف ، و عن المؤامرة و البيع و الفساد و عن مصير الكأس و اجتماعات ادارة الكاف لتقرير في مصير المباراة / المعركة .
النقاش كان كثيفا و متضخما مليئا بالتفاصيل الكثيرة،مما يقود الى استنتاج اساسي ان كرة القدم اصبحت انشغالا يوميا للمواطن و ربما قضية وطنية تحضي بالأولوية المطلقة في سلم اولويات مواطن مقهور .
حكم المباراة انتهت صلاحيته ،و صفارته لم يعد لها معنى . توقف كل شئ،وحدهم السياسيون يعيشون اسوأ لحظاتهم، رغبة في ايجاد مخرج امن لتفريق حشود بشرية قد تفعل أي شئ وكل شئ .
نزل رئيس الكونفدرالية الى الملعب و كل الطاقم الاداري في سوك مرفوض رياضيا ، توقفت المباراة ،و اعلن الترجي فائزا بقرار من رئيس الحكومة التونسية و لدواعي امنية !
بتونس هناك فوبيا من التجمعات ، و من الحضور الجماهيري ، انها الدولة العربية التي دشنت شرارة التغيير فيما سمي بموجة الربيع العربي بعد حادثة احراق البوعزيزي لنفسه فالأمن اولا و الامن اخيرا ، الحشود لا يمكن التحكم فيها لا بإرضاء كبريائها ، هكذا فكر المسؤولون في ايجاد حل امني لمباراة كانت سياسية و تجارية قبل ان تكون رياضية .
كرة القدم اصبحت فعلا سياسيا ورهانا اقتصاديا و منتوجا معولما، تعمل من خلالها نظم و شركات العولمة على نشر قيمها، ربما هي الاداة الاكثر فعالية لنشر قيم العولمة و صناعة مواطن عالمي لا يهتم بتراثه و قيم مجتمعه ، لأنه مشغول بأخبار الفرق العالمية واخبار نجوم كرة القدم ،انجازاتهم ، انتقالاتهم وكل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة حول حياة الفريق و النادي و اللاعبين .
ان العولمة و عبر كرة القدم استطاعت توحيد الزمن رغم اختلاف الجغرافيا . اكثر من مليار و نصف مشاهد و في لحظة واحدة يتشاركون نفس الزمان ويعيشون نفس الحدث ويتقاسمون نفس الاحساس انه زمن كرة القدم - كاس العالم – مثلا او مباراة الريال وبرشلونة او الريفير و بوكا جونيور و غيرها .
يقول إدواردوغاليانو: "كلما تحولت هذه الرياضة إلى صناعة،يتم استبعاد الجمال الذي يتولد من متعة اللعب لمجرد اللعب"، فكرة القدم لم تعد لعبة و رياضة تسود فيها الروح الرياضية ومؤسسة عل قيم المحبة و التعارف و التنافس الشريف ، و انما اصبحت صناعة و تجارة و سياسة و أمن .
مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، أصبحت كرة القدم لعبة عالمية، فقد انتشرت وتعممت في مناطق نفود الاستعمار الانجليزي في مناطق مختلفة من العالم، وأدى ذلك إلى إنشاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يُعرف اختصاراً بالفيفا (FIFA) عام 1901م.
تعد كرة القدم أكثر أنواع الألعاب الرياضية العالمية شعبيةً وحضوراً، إذ يتجاوز جمهورها المليار متفرج حول العالم وهو رقم مهم ومغري للشركات كسوق تجارية مربحة . انها لعبة لا تعرف حدوداً جغرافية أو هويات دينية أو عرقية أو قومية، بل هي أشبه بلغة عالمية توحّد البشر، و هي الوسيلة الوحيدة لتوحيد هم خلال التظاهرات الرياضية الكبرى، سواء تظاهرات كاس العالم او الذيربيات العالمية مثل الريال و برشلونة و الريفير و بوكاجونيور، ليفربول و المان سيتي ،اليوفي و الانتير و غيرها من المباريات التي تشد كل الانظار، حيت تختفي كل الفوارق و كل الخصومات و لا تبق غير خصومة كرة القدم و العنف الناتج عن كرة القدم في حالة الغضب الجماهيري .
لذا،فكرة القدم لها جاذبية سحرية وهذا سر قوتها و قيمتها، لدرجة ان إدواردوغاليانو اعتبرها بالذيانة الجديدة [ ].بعض عشاق و مشجعي اللاعب الارجنتيني ماردونا قاموا ببناء كنيسة المارادونية (IglesiaMaradoniana) والتي تعرف أيضاً باسم كنيسة مارادونا، هي كنيسة تم تكريسها في مدينة روساريو بالأرجنتين تقديسا لاسم ماردونا حيت اعتبر صور من صور الرب على الارض و قد اسست هده الكنيسة في 30 اكتوبر 1998 وهو تخليدا لذكرى ميلاه .

لا احد ينكر القيمة الفرجوية لكرة القدم حيت اصبحت وسيلة للترفيه الإنساني،كمجال للتنفيس من ضغوط الحياة المعاصرة وإيقاعها السريع. لكنها اصبحت قناة من قنوات الفعل السياسي و وسيلة ومن سائل التأثير الايديولوجي ، من اجل صناعة رأي عام موالي او مضاد لأي نظام سياسي ، في الكثير من المباريات تتحول مباريات كرة القدم الى استمرار لسياسة حربية تخاض على ارضية الملعب و في قنوات التلفاز و في البرامج و الاخبار و الندوات و في شبكات التواصل الاجتماعي من اجل خلق تعبئة وطنية : مباراة ايران و الولايات المتحدة الامريكية ؟ و مباريات قطر ضد الامارات و السعودية الاخيرة .
البعد السياسي للعبة لا يعني غياب الابعاد الفرجوية و اجواء المتعة النفسية التي تصنعها ،لان الفضاء الذي يوفره فعل التشجيع يمنح الأفراد قدرة خلاقة على إعادة صياغة ذواتهم وبناء عوالم جديدة في اطار جمعي عبر حشود يختار ها الفرد بطواعية، من اجل التعبير عن ذاته في اطار حماسي يشكل فرصة لتفريغ كل المكبوتات ،و بالتالي تحقيق راحة نفسية و تحقيق توازن ربما كان مفقودا بسبب كثرة الضغوطات الاجتماعية ، و هو ما يقود الى فرضية ام الملاعب تشكل عيادة جمعية للتفريغ و العلاج .
كرة القدم تعتبر من اهم اليات العولمة لبناء هويات جديدة مؤسسة على قيم نمطيةبتفكيك اسس الهويات المحلية و المتمايزة، و استبدالها بهوية واحدة و معولمة.
تملك نفس الخصائص حيت يصبح لاعبي كرة القدم ملهمي الشباب في تثبيت القيم و انماط السلوك الجديدة ، بما يقود الى انتاج مواطن عالمي يتنفس كرة القدم .
وفي مستوى آخر، توظّف النظم الحاكمة في الدول النامية كرة القدم لأغراض دعائية، على سبيل المثال: رأينا كيف يوظّف نظام السيسي تأهُّل المنتخب المصري إلى كأس العالم ويقدّمه على أنه منجز من منجزات نظامه. و كيف سوقت ايران انتصاراتها على السعودية و الامارات على انه انتصار على مشروع الحصار .
و يعتبر بعض انصار الفريق الارجنتيني ان الهدف الذيسجله دييغو ماردونا في مرمى الانجليز في كأس العالم 1986، عندما قام ا بمراوغة ستة لاعبين من المنتخب الإنجليزي ثم حارس المرمى ، كان انتقاما سياسيا من القوات البريطانية و رد الاعتبار لكبرياء الجيش الارجنتيني على هزيمتها في حرب جزر الوكلاند عام 1982. لدرجة أعتبره البعض أنه الإله مارادونا خاصة عندما علّق على هذا الهدف وقال: إن يد الله هي التي أحرزت هذا الهدف .
وعلى الرغم من كل ذلك، لا تزال كرة القدم تلعب دوراً هاماً في تكريس التعايش، والتقارب الانساني، حيث إنّ أماكن الفُرجة والتشجيع تمثل نقطة التقاء وتقارب بين المشجعين، ومن خلالها يكونون فضاء مشترك إنساني.
كرة القدم اصبحت فعلا تجاريا ، وهنا يكمن اصل المشكل ، حيت الربح المادي و الخسارة هو الهاجس الاساسي المتحكم في المباريات لاسيما ضغط شركات الرهان الرياضي ، بمعنى لعبة بمثابة ارض حرب ومواجهة مفتوحة تستعمل فيها كافة الوسائل من اجل غاية وحيدة ، الربح و المزيد من الربح .
انها طريق للصراع و التنافس الغير الاخلاقي لان الامر لا يتعلق بفوز عادي و مقابل خسارة عادية تنتصر في الاخير الروح الرياضية ،و الافضل هو من يفز و يخرج الجمهور راضيا مستمتعا بأداء كروي في اطار من المتعة و الفرجة بعيدا عن منطق التشنج و التعصب .
ان تصبح كرة القدم فعلا تجاريا معناه البحث عن الانتصار بكافة الطرق و هو ما يفتح الباب امام المنطق المكيافيلي حيت الغاية تبرر الوسيلة ،لاسيما في دول العالم الثالث حيت شبكات الانتماء و الوطنية و الغيرة ترتبط بكرة القرق و بالندي و الفريق المحلي او الوطني .
لا يمكن ان تنتصر قيم كرة القدم المؤسسة على التنافس الرياضي الشريف حين تصبح الرياضة فعلا تجاريا ، لان خسارة من شانها الحاق خسائر بالبورصة و خسائر لشركات الرهان الرياضي و خسائر امنية نتيجة الشغب و العنف المتزايد و ارتفاع منسوب الحقد و التخريب .
و لعل الاحداث المأساوية في التاسع و العشرين من ماي 1985 بملعب "هيزل" حيت أحداث شغب فائقة الخطورة بسبب مشجعي فريقي ليفربول و جيفنتوس بمناسبة نهائي الكأس الأوربية هي الأحداث التي خلفت 39 قتيلا . فأصبحت الرياضة وكرة القدم طريقا للقتل الجماعي . او انها لعبة قاتلة حين ارتبطت بظاهرة الهوليكانز .
حين تحولت لعبة كرة القدم من فعل فرجة و فعل رياضي مؤسس على قيم المحبة و التعارف و الفرجة ،الى فعل سياسي و تجاري وامني اصبحت فعلا معقدا تستفيد منه مؤسسات العولمة الباحثة عن الربح الصافي، و لو على حساب الكثير من الخسائر و المعاناة .
كرة القدم فعل شعبي ساهمت الى حد كبير في دمقرطة اللعبة،لأنها كانت لعبة شارع و كانت موضوع فرجة للجميع ، لكن الامور تغيرت بسبب مسلسل و تأثيرات العولمة اللعبة تغير كل شئ، اصبحت لعبة نخبة حيت نجوم كرة القدم لم يعدوا يصنعون بشكل تلقائي في الازقة و الشوارع و احياء المدن القديمة كما هو الحال في التجربة البرازيلية .
الان تغير كل شئ اصبحت الاكاديميات هي المصنع الاول للنجوم و المدارس الخاصة بالأندية ، و هو ما يعيد طرح اشكالية الى أي حد ما زالت كرة القدم لعبة شعبية مفتوحة امام الجميع، و للجميع سواء في ممارستها او حتى في الفرجة مادام اغلب ان نقل المباريات اصبحت مملوكة لشركات و بشكل حصري ؟
كرة القدم لم تعد لعبة شارع و ليست لعبة محدودة بحدود المستطيل الاخضر، و انا هي ظاهرة مركبة يتداخل فيها السياسي بالتجاريبالاقتصادي و بالقيمي و الثقافي و الاجتماعي مما يجعلها ظاهرة معقدة تزداد تعقيدا كلما ازداد تدفق المال حولها .
ربما المال يقود الى الخراب و العنف واستبدال البعد الفرجوي بالبعد التكتيكي، لان المهم هو الفوز باي ثمن ، و ان الفرجة ليس انجازا ، لان الاهم هو تحقيق اكبر قدر من الارباح و لو على حساب القيم الرياضية.
عنف الملاعب : حين تصبح الرياضة فعلا عنيفا .
تتحدد وظيفة السؤال السوسيولوجي حسب بيير بورديو على القدرة على معرفة الاسباب المخفية و استكشاف المسكوت عنه والمضمر ، لذا يصبح الاستعانة بخدمات الفكر السوسيولوجيأمرا ملحا . من اجل اختراق مناطق العتمة الكثيفة المحيطة بالعنف الرياضي و شغب الملاعب ،باعتباره حدثا مرعبا و مخيفا في الوقت ذاته.
الوقائع العنيفة و المأسيالمرتبطة بمباريات كرة القدم لاسيما من طرف مشجعي الفرق ،وحجم الخسائر التي يخلفها شغب الملاعب يقود الى تبني فرضية حروب الملاعب،وان كرة اقدم اصبحت ارض معركة مفتوحة ،تتعدى حدود الملعب و رقعته و تتجاوز القوانيين الرياضية و الاخلاقية المؤطرة للعبة ، مما يقود الى استنتاج ان كرة القدم لم تعد لعبة فقط و انها ساحة حرب .
أحدات ملعب هيزل الشهيرة و وفاة اكثر من 39 مشجع ايطالي ،و أحداث بورسعيد الدموية ووفاة اكثر 72مشجع يكشف حجم العنف المضخم ،المحيط بلعبة ربما قد تتحول الى لعبة عنف و شغب.
الامر يقود الى تساؤل اساسي من اين يأتيهذا العنف و ما مصدره ، وكيف يتحول فضاء فرجوي الى فضاء للعنف بكافة اشكاله ؟

عنف الملاعب هو عنف يلفه الغموض ،لأنه عنف مخفي ، و قد يكون أسوأ أشكال العنف بحسب بيير بورديو .
اولا - العنف الرياضي : الماهية و الاسباب .
ارتبط تنظيم المسابقات الرياضية بالعنف في الكثير من مراحل تاريخ الانسان ،لاسيما في القرون الوسطى حيت كان الفعل الرياضي هو احتفاء بالعنف و تمجيد للقوة .
فالرياضة هي فعل تنافس من اجل الفوز ، وهو ما يقود الى وجود طرفين في أي لعبة منتصر و منهزم ،الاحساس بالهزيمة يغذي مشاعر الاحباط و يقود الى الىسلوكاتعدوانية على الطرف الاخر، و هو سلوك قديم نجده اسسه في حلبة المصارعين gladiateurs Les ( ) وفق ما اشرت اليه موسوعة ويكي بيديا.
فالعنف ينتقل عبر العدوى مما يوسع دائرته , و هنا تكمن خطورته كونه عنف انتشاري يتمدد بسرعة في وجود سياقات اجتماعية ملائمة , كتلك التي توفرها فضاءات الجماهيرو الحشود ،مما يعقد مهمة التحكم فيهحين يتجاوز حدود الملعب وينتقل عبر العدوى الى المدرجات و الجماهير المتحمسة .
فكل هزيمة هي تغذية لمشاعر الاحباط عندها يقود الى ارتفاع منسوب التوثر , و العنف المادي اتجاه المشجعين الفريق الاخر و ضد الممتلكات العامة .
احداث ملعب هيزل سنة 1985 ( )كانت لحظة حاسمة و مؤثرة في تاريخ العنف الرياضي و لفتت الانتباه الى خطورة الفعل .
مند تلك اللحظة اصبح مفهوم مثيرو الشغب و صانعي العنف في المدرجات مفهوما مركزيا عبر الحديث عن ظاهرة الهوليغانز.
فالهوليغانيزم Hooliganism يؤشر في اللغة الإنجليزية على الشغب و الفوضى،
و قد ذكر الاسم اول مرة فيتقاريرشرطةلندنفيصيفعامفيإشارةإلىسكيرايرلنديسيءالسمعة، اسمه باتريكهوليجانيعيشفيلندنويشاركبانتظامفيمواجهات شوارع لندن، و كان شخصا عنيفا لا يؤمن الا بالعنف لتدبير حياته و نزاعاته(
و هناك من يعتبر ان اصل الكلمة مشتق من الاسم سيكون شخصًا يتصرف بنفس الطريقة، فرضية أخرى هي أن هذا الاسم يأتي من اسم عصابةHooleyIslington .
تعتبر احداث ملعب هيزللحظة حاسمة التعاطي بجدية مع ملف شغب الملاعب ،حيت اصبحت الفرجة مرتبطة في احيان كثيرة العنف ، اصبح هاجس تدبير المباريات محكوما بأعداد خطط لمواجهة أي تهديد محتمل .
ظاهرة الشغب ستعرف انزياحات متوالية عن متنها الأصلي، ذلك بدءا من تجاوز رقعة الملعب في شكل اشتباكات بين اللاعبين أو اعتداءات على الحكام، إلىالمدرجات في صيغةمشاحنات بين المشجعين و أجهزة الأمن، و أخيرا في مستوى نقل ممارسات الشغب إلى خارج الملعب بتخريب الممتلكات الخاصة و العامة .
الشغب هو اعتداء جماعي على الافراد و على الممتلكات العامة و بهدف الاضرار و الحاق الاذى .
و قد عرفه ابن خلدون باعتباره نزعة طبيعية ،حيت ان أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان، بعض على بعض، فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه امتدت يده إلى أخذه إلى أن يصده وازع ( )، و اعتبر ان سبب العنف فهو العصبية، وتعني عنده: الالتحام الذي يوجب صلة الأرحام حتى تقع المناصرة ( )، وأساس العصبية عند ابن خلدون هو الاستعداد الفطري الذي يدفع الفرد إلى نصرة قريبة بالدم والدفاع عنه.
واعتبر توماس هوبز احد منظري فلسفة العقد الاجتماعي أن الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف، و ان الانسان دئب لأخيه الانسان نتيجة الاشباع المحدود للرغبات مما يولد صراعا حولها ، ما يقود الى حرب الكل ضد الكل نتيجة التنافس الشامل .
اما ماركس فقد اعتبر ان العنف ليس فعلا غريزيا ،و لا يمثل حالة الطبيعة و انما هو
سمة للحالة الاجتماعية التي أفسدها الاستحواذ بوسائل الإنتاج، فالتنافس بين الناس سبب عامل سياسي يتعلق بملكية وسائل الإنتاج، لذلك فإن الصراع ليس هو الحرب الشاملة وفق ما اشار اليه توماس هوبز و لكن هو صراع طبقات اجتماعية .
و اعتبر كارل ماركس اعتبر ان للعنف دورا وظيفيابناءا و ايجابيا، لأنه اداة من اجل صناعة التغيير و تحقيق العدالة الاجتماعية بالقضاء على الملكية الفردية لوسائل الانتاج .
فالعنف فهو شرط أساسي لتجاوز هذا الخلل ولإحداث التغيير فهو مولد كل مجتمع قديم يحمل في طياته مجتمعاً جديداً كما أنه الأداة التي تحل بواسطتها الحركة الاجتماعية مكانها وتحطم أشكالاً سياسية جامدة وميتة( ).
أما دوركهايم فقد اعتبر ان أن العنف ظاهرة ثقافية مرتبطة بتطور البنى الاجتماعية و بالتطور الاجتماعي و الانتقال من اشكال التضامن الالي الى التضامن العضوي .
ويعتبر جورج زيمل أبرز من تعامل مع ظاهرة العنف باعتباره مجموعة تصرفات عدائية تصدر عن الأفراد اتجاه الاخر ، استنتج ان التصرفات العدائية تعتبر تصرفات وظيفية من اجل تماسك النظام الاجتماعي؛ لأنهاتساهم في استمرار العلاقات تحت ظروف التوتر والضغط، فالسلطة الناتجة عن الضغط و القوة تساهم في الحفاظ على تماسك انسق و استمراريته و غياب الضغط يقود الى الفوضى و التشتت . فالضغط يمنع انحلال النظم الاجتماعية و الجماعات البشرية , وبالتالي فهو – العنف - شبيه بصمامات الأمان ( ).
هناك نظريات سوسيولوجية اعتبرت ان العنف هو ناتج الانظمة السياسية سواء الرأسمالية او الاشتراكية ، فالنظام الرسمالي يسحق الذات الفردية لاسيما نتيجة التفاوتات الطبقية والشيوعية عملت على سحق الذات الفردية، مما يعني انهما نظامان ساهما في انتاج العنف بكافة اشكاله و مستوياته .
عموما فالدرس السوسيولوجي في مناولته لمفهوم العنف ينطلق من فكرة عن نسبية العنف المرتبط بنظام المعايير و القيم الاجتماعيةالخاصة بكل مجتمع . بمعنى أن كل نظام يحدد قيمه الخاصة التي تبين الحدود التي ينبغي ان يكون عليها التصرف و السلوك الفردي و الجماعي ، من اجل بناء النظام الاجتماعي و الحفاظ عليه ، وان كل خروج عن القيم و المعايير التي تصنع النظام تقود الى انتاج العنف و صناعة الفوضى و اللانظام .
فالعنف وفق المدلول السوسيولوجييكون نتيجة العلاقة المتوثرة بين قهرية القيم الاجتماعية و الرغبة في التمرد و عدم الخضوع و الامتثال لها .
وفق ماسبق فان العنف هو تصرف خارج النظم و القيم و المعايير الاجتماعية المحددة للنظام , و يحيل الى كل تصرف يمثل اختراقا قصديا أو عفويا لمعايير العقل الجمعي و قيمه .
فالشغب و العنف الرياضي من الناحية السوسولوجية هو محاولة اعتداء على الاطار القيمي المنظم للأنشطة الرياضية و الاجتماعية ،و التي تهدف الى خلق اجواء من المتعة و الفرجة .
فالعنف يشكل عنصر اعتداء مادي على القيم مما يقود الى تحويل الفرجة الى ازمات , و شغب و خسائر و اعتداءات على الارواح و الممتلكات،نتيجة الفرح المبالغ به في حالات الفوز , او نتيجة عدم قبول النتيجة او الاستنكار و الرفض و الاعتراض و الرفض . فالشغب داخل الملاعب الرياضية يدل على نوع التحرك الفجائي و الذيينتشر بسرعة في المدرجات و خارجها .
فهو شكل تعبيري عن حالة اختراق لنظام القيمي و صناعةللفوضى ، و نتيجة اختراق غياب محددات الضبط القيمي و الاجتماعي و القانوني و التي تحدد ضوابط السلوك بما يحقق الاستقرار و الانسجام بين السلوك و القيم .
ميزة الشغب الرياضي و عنف الملاعب لا سيما في مباريات كرة القدم انه يندلع بشكل فجائي و يتجاوز سقف مسبباته ،و شروط إنتاجه المباشرة، مما يجعل منها عنفا لحظيا و اندفاعيا يصعب التحكم فيه يتميز بمايلي :
اولا - عنف مجالي : ما يميز عنف الملاعب انه عنف مرتبطبالملاعب أي بمجال جغرافي محدود و مراقب ، فهو مرتبط بكل ما يتعلق بالملعب و محيط الملعب و الطرق المؤدية اليه .
ثانيا -عنف غير محدد اجتماعيا : ان اغلب المشاغبين لا يمثلون فئة متجانسة من حيت الفئات الاجتماعية و الوضع الاجتماعي و المهني .
ثالثا - عنف شبابي : ان اغلب المشاغبين من فئة الشباب و هو ما يجعله عنفا شبابيا .
رابعا - عنف تعويضي : تعتبر بعض الدراسات ان هذا النوع من العنف يشكل فرصة لتفريغ المكبوتات و يشكل الية للتفريغ و التنفيس عن الذات المثقلة بإكراهات الواقع و صرامته .
خامسا - عنف غير مدروس : إن الجماهير المحتجة لا تحتج بناء على خطة مسبقة ، و حتى إن وجدت هذه الخطة، فإنه لا يتم الانضباط إليها كلية، ان العنف المنفلت هو عنف فجائي وجد الفرصة المناسبة للخروج و التعيير عن نفسه .
حيت يصيرالشغب احتجاجا بديلا عما يعانيه المحتجون من تهميش و إقصاء، مما يجعل منه احتجاجا سياسيا ،و لو في اطار زمني مؤقت و ضاغط عبر رسائل قصيرة تكون محملة في الاغاني و الاهازيج ، في هذا السياق ندكر اغنية الرجاء البيضاوي في بلادي ظلموني و التي تحولت الى اغنية تملأ الساحات العمومية و الفضاءات العامة و اصبحت اغنية تلازم كل حركة احتجاجية في الشارع .
فالأغنية تحمل رسائل سياسية بالغة ودقيقة تشكل رؤيته الخاصة من الواقع العام ال-ي يعيشه الشباب وموقفهم مما يجري .
فالاغنية تكشف مواطن الاعطاب في السياسة العامة للبلاد , وهي رسالة ينبغي قرءاتها من اجل التعامل معها لاسيما في ضل تراخي و ضعف مؤسسات الوساطة السياسية , و هشاشة الفعل الحزبي و ضعف قدراته التنظيمية و التأثيرية للشباب .
هناك محاولا ت كثيرة لفهم اسباب العنف المحيط بالملاعب و ان هناك قلق اصبح متزايدا حول هذا الواقع المرعب .
كل المؤشرات تكشف ان ملاعب كرة القدم اصبحت تمثل فضاءا سياسياً بامتياز من خلال نوع وطبيعة الشعارات التي ترفع و حجم التحديات الامنية المرتبطة بتدبير الزمن الرياضي المخصص للمباريات .
فالشعارات التي ترفع تتجاوزماهو رياضي ، و انما تعمل على توظيف ما هو رياضي لتمرير رسائل سياسية، اغنية في بلادي ظلموني نموذجا .
فالعنف المرتبط بالملاعب مرتبط بوجود بيئة مناسبة لان الرقابة الاجتماعية و المؤسساتية المرتبطة بأجهزة الدولة تصبح غير فعالة نتيجة تشتيت المسؤولية و تعويمها و ارتفاع منسوب الحماسة الجماهيرية , و ان الرقابة تتشتت داخل الجماهير، وبالتالي تضعف المسؤولية الفردية، وتعوّض بالحماسة الجماهيرية , وهو ما يمنح الجمهور و المتفرجين اطارا حمائيا من اية متابعة , مما يساعد مواصلة الاحتجاج و التعبير العنيف من اجل توجيه رسائل سياسية من غير الممكن تمريرها , او التعبير عنها خارج زمن الملاعب .
فالملعب يوفّر الاطار النفسي و الاجتماعي للاحتجاج و التعبير و الرفض وحتى المواجهة و العنف و التمرد ضد مؤسسات الدولة .
غوستاف لوبون من خلال كتابه الموسوم بسيكولوجية الجماهير قدم تصورات تؤطر وضعية الجماهير و مجموعات الألتراس, حين اكد ان معدلات الانفعال تكون عالية لدى الجماهير، مما يعني فقدان السيطرة على الذات و تكريس سلوك انفعالي و اندفاعي , لان الفرد داخل الحشود سيفقد قصديته وارداته اثناء الفعل الجماهيري, و يجد نفسه خاضع لإرادة الجمهور و مسلوب الارادة و جزءا من ذهنية عامة لها قوانينها الخاصة و المتحكمة في الافراد و في تصرفاتهم , القوة الحماسية للجمهور يصعب التحكم فيها و بالتالي تصبح محفزا لتعبئة الافراد و الجماعات .
و فق رؤية لوبون فان قائد الألتراسهو الشخص الذي يملك كاريزما التاثير على المجموعة ,و يعمل على حسن توظيف و استثمار تصورات لوبون من اجل ضمان المزيد من التحكم , و ضمان اتساقها في اطار من الفعالية سواء كان ذلك بوعي منه و بدون وعي .
السؤال الاساسي الذي يطرح مادا لو لم يتمكن القائد من التحكم في انفعالات الألتراس
لان الفعل الاحتجاجي غالبا ما يندلع في لحظات خاصة, وفي حالة توفر الظروف المناسبة للتعبير عن نفسها , لا سيما في الحالات الضاغطة كالهزيمة مثلا و هي لحظات تكون شديدة التوثر, و شديدة الانفعال مما يقود الى تهيئة اجواء تفجير العنف عنف كبير .
ما يميز العنف و الاحتجاج الجماهيري المنطلق انه احتجاج تطوري ينطلق من شعارات بسيطة تم شعارات عنيفة و بعدها العف المادي بكافة اشكاله .
فالاحتجاج الواقع هو احالة الى واقع نفسي ومكبوت جماعي وجد فرصته للظهور و التعبير عن ذاته ، لان كل فعل احتجاج هوتصريفلواقع يختزن بوادر الازمة المجتمعية و تعقيداتها المركبة وهو ما يعني ان العنف بالملاعب الرياضية هو عنف مجتمعي لم ينزل من السماء و انها هو نتيجة تراكمات ومسلسل من الاحباطات اليومية .
الفعل الاحتجاجي هو فعل سياسي , لأنه اداة تعبير عن مواقف سياسية لم تجد المناسبة و الاطار الملائم لتصريفها , لاسيما في ظل الموت السريري للمؤسسات الوساطة لاسيما الجمعيات و الاحزاب السياسية الموكول اليها مهام التأطير.
امام ضعف الاحزاب السياسية و عدم قدرتها على ممارسة التأطير السياسي و الحزبي لاسيما لفئة الشباب و الذي وجد نفسه خارج المؤسسات الاجتماعية و مؤسسات الوساطة , و جد نفسه وحيدا يعبر عن نفسه في المناسبات الخاصة : الملاعب الرياضية نموذجا.
فالملاعب و الجماهير و العقل الجمعي تمنح ارضية ملائمة للتعبير عن الذات الفردية و الجماعية بكافة اوجاعها و امالها و احباطاتها نستحضر دائما رمزية اغنية في بلادي ظلموني .
إن الاحتجاج بهذا المعنى يعد فرصة لتفريغ المكبوت السياسي، فالانخراط في المجوعة التشجيعية او الالتراس يساعد الفرد على امتلاك مزيد من الجرأة بحسب غوستاف لوبون , هذه الجرأة الزائدة و المؤمنة بفضل الانتماء الجمعي للحشود تمكن من تصريف الشحنات المكبوتة و التحرر من الخوف و اكتساب تقافة و شرط المواجهة و التحدي , و منه يتحول الموقف الاحتجاجي في كثير من الأحيان إلى فضاء للتفريغ السيكولوجي أكثر منه فضاء للمطالبة بالتغيير.
الدرس السوسيولوجي يؤكد ان العنف يولد عنفا محتملا , و ان العنف في الملاعب ليس عنفا من خارج البنية الاجتماعية و انا هو سلوك تعبيري لشباب يعاني مشكلات حياتية و ان المجتمع ينظر لهم نظرة عدم تقدير باعتبارهم شباب بلا قيمة ، عديمو المسئولية، وينشغلون بأمور صغيرة لا قيمة لها.
وفي حقيقة الأمر، فإن غالبية هؤلاء الشباب يعانون من الفقر، والبطالة، والاقصاء، والتهميش الاجتماعي، الأمر الذي يجعل من ظاهرة تشجيع كرة القدم حالة تنفيس، وشكل من أشكال التمرد الاجتماعي على الأوضاع السائدة.
ملاعب كرة القدم اصبحت شبيهة بعيادات الطب النفسي من اجل استعادة المكبوث و ملاذاً لهؤلاء الشباب، الذين يفضلون الاحتجاج كوسيلة تعبير عن انفسهم كوسيلة لمقاومة كل اشكال التعسف و اللاهتمام .
ثانيا : الهوية الوسيوسيولوجية للاتراس :
االألتراس ظاهرة اصبحت واقعا ، هي مجموعات تشجيع خاصة بكل فريق رياضي تصنع فرجة في الملاعب لكنها في احين كثير ة اصبحت مصدر عنف .
فاالألتراس هيجماعات تشجيعية تحرص على تشجيع الفريق ، عن طريق شعارات وأغان وألوان خاصة بها. وتقوم فلسفتها على التشجيع الدائم فريقها و هو تشجيع يقترب من درجة التعصب.
من اهم مبادئهم التشجيع المتواصل للفريق بغض النظر عن النتيجة فوزا او هزيمة ، و التشجيع وقوفا و الحضور الدائم و التتبع لكل مباريات الفريق سواء داخل الملعب او خارجه .
فمفهوم االألتراس كلمة لاتينية الاصل تعنى حرفيا الفائق أو الزائد عن الحد، أما المعنى الشائع فهو فئة من مشجعى الفرق الرياضية معروفة بانتمائها وولائها الشديد للفريق و تحمل اسما خاصا و تضع شعارا خاصا بها يكون بمثابة رمز لهويتها ، فاالألتراس تعني التشجيع الزائد عن الحد انها التشجيع الجنوني .
و يعتبر الكابو او القائد الذييقود تشجيعات االألتراس: يقود التشجيع والذى يكون مسئولا عن اختيار الأغانى والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدى والتشكيلات، وعادة ما يكون مكانه بارزا في الملعب حتى يستطيع التواصل مع الجميع و يضمن الاتساق و الانسجام في كل الانشطة التشجيعية .
كما تتميز تقافةاالألتراس بما يسمى بالموكب وهي مسيرة تضم أفراد المجموعة خلف اللافتة التي تحمل شعار المجموعة التشجيعية .
اما مفهوم التيفوTifo: فهي كلمه ايطالية تعنى المشجع، ويقصد بها افتتاح النشاط التشجيعي و يتم فيه رفع شعار االألتراس و الرسائل التشجيعية للفريق و كل ما يتعلق بالندي و تاريخه.
فالسلوك التشجيعي لالألتراس هو سلوك جماعي من خلال تغيب قيم الفردانية , و اعتبار ان قيمته تحدد في انخراطه في المجموعة و ذوبانه فيها .
وهو ما يفسر ظهور أفراد االألتراس عادة ملثمي الوجوه، اشارة الى ان االألتراس هي فعل جماعي . و لعل اهم ميزة اجتماعية تميز مجموعة االألتراس هو الولاء المطلق للمجموعة و هو ما يؤسس عصبية رياضية مؤسسة على حب الفريق و قيم الفريق وهو ما تعكسه الشعارات المرفوعة .
ان العصبية المؤسسة لمجموعة الألتراس تشكل سببا اضافيا لتغذية العنف لاسيما حين يتعلف الامر بحالة احباط او مس بهوية الفريق او احد رموزه .
كما أن اختيار اسم الألتراس و شعاره ليس تلقائيا ولا عفويا و انا هو اختيار وظيفي ومدروس و مؤسس على خلفيات تقافية سواء بشكل شعوري او غير شعوري , و يمكن التوقف عند بعض الامثلة مثلا :
ان اغلب الاسماء تدل على القوة و الصلابة و الشجاعة و حتى قيم الافتراس مثل : القرش، الفدائي، النمر، النسر، الحربي أو العسكري, وقليلة هي الجماعات التي تفضل قيم السلم كما هو الحال بالنسبة الألتراس المغرب التطواني . و من المفارقات ان التراس المغرب التطوانيو رغم انه يحمل صفة للسلم , فانه تورط في اكثر من مرة في اعمال عنف و شغب .
العنف في الملاعب الرياضية ليس عنفا مستوردا لكنه نتيجة لعنف مجتمعي , هو عنف مبرر باسباب و سياقات انتاجه , الامر الذي يستدعي فهما دقيقا من اجل التعامل معه و ايجاد الحلول الواقعية و الممكنة .
المراجع :
1/ إدواردوغاليانو, كرة القدم بين الشمس والظل, ترجمة : صالح علماني, دار طوى للنشر, 1995 .
2/ أرفنجزايتلن: النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، ترجمة محمد عودة وآخرون (الكويت: ذات السلاسل، 1989) ص ص: 180-181.
3/ عبد الرحمن بن محمد بن خلدون: مقدمة ابن خلدون، تحقيق علي عبد الواحد وافي، ج2، ط3، (القاهرة: دار نهضة مصر، بلا سنة طبع)، ص482.
4/ فيليب برنو: العنف وعلم الاجتماع، في المجتمع والعنف، تأليف فريق من الاختصاصيين، ترجمة الأب الياس زحلاوي، ط2، (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1985)، ص95.



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج انطلاقة : الحاجة الى استعادة الدولة القوية .
- حين صبح الخبز تجارة !
- التجمع الوطني للاحرار و مسار الثقة : الانتصار للمساواة و فوض ...
- اخنوش و الطريق الى الجنة !
- روتيني اليومي : حين تنتصر التفاهة
- علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء
- حزب العدالة والتنمية واسلمة الفعل السياسي
- الصحراء و الزمن المغربي
- الأسس المرجعية لفكرة -الثورة من الأعلى- عند محمد حسن الوزاني
- الديموقراطية بين فكري سبينوزا و علال الفاسي
- المؤسسات السجنية و المعمار : مقاربة سوسيولوجية
- هاجر و الخرطوم ؟
- مفهوم الديمقراطية في خطاب فلسفة ما بعد الحداثة
- الديموقراطية في فكر افلاطون
- الساديون الجدد
- الديمقراطية والعنف
- نساء الفريزا : حين تتحول المراة الى رجل . و مازق نظرية ا ...
- لا تتعبوا انفسكم السعادة ليست هنا
- الحمير و السياسة .
- مفهوم الديموقراطية في اللحظة التأسيسية : التجربة اليونانية .


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفرفار العياشي - العنف الرياضي ومجموعات الالتراس : طبيعته و اسبابه مقاربة سوسيولوجية.