أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عدنان فرحان الجوراني - الآثار الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا















المزيد.....


الآثار الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا


عدنان فرحان الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 22:08
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


المقدمة:
شكلت دول العالم بعد الحرب العالمية الأولى عصبة الأمم لتنظيم العالم، وبعد الحرب العالمية الثانية كان النظام الدولي أكثر ذكاءً، اذ استفاد من أخطاء التجربة الأولى، فتم تأسيس منظمة الأمم المتحدة مشتملةً على منظمات متخصصة مثل منظمة الصحة العالمية (مقرها جنيف)، والتي تعمل الآن على محاولة منع انتشار فيروس كورونا، عبر التنسيق مع عدد متزايد من الدول.
أدت الثورة التكنولوجية التي اجتاحت العالم الى زيادة الوتيرة المتسارعة لإندماج الاقتصاد العالمي عن طريق تصنيع قطع مختلفة من السلعة الواحدة في عدة دول، ثم تجميعها في دولة أخرى، كما تفعل شركات السيارات والملابس والاتصالات. ولذا فإنه من أجل مواجهة هذا الفيروس يتعين إيجاد حلول على مستوى المجتمع العالمي ككل، فالتداعيات الاجتماعية هي الأكثر خطورة، وينبغي الاستعداد لمواجهتها. فإذا وضعنا جانباً بعض الشائعات غير الموثقة حول فيروس كورونا فإن الآثار الاقتصادية، صينياً وعالمياً، تبدو غير يسيرة. ولتقدير هذه الآثار الاقتصادية، نتذكّر وباء سارس في عام 2003، والذي كلّف الاقتصاد العالمي حوالي 40 مليار دولار. ومن المؤكد أن تداعيات كورونا ستكون أكثر خطورة، لأن مكانة الصين في الاقتصاد العالمي ارتفعت تقريباً حوالي 8 أضعاف منذ زمن سارس.
أولا: ما هو فيروس كورونا؟
تفشي فيروس كورونا المستجد ويُسمى أيضًا فيروس كورونا ووهان الذي حُدد مبدئيًا في منتصف ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، اذ حددت في مجموعةٍ من الأشخاص المُصابين بالتهابٍ رئوي (ذات الرئة) مجهول السبب، وارتبطت أساسًا بالأفراد الذين يعملون في سوق هوانان للمأكولات البحرية، والذي تُباع فيه أيضًا الحيوانات الحية. بعد ذلك قام علماءٌ صينيون بعزل فيروس كورونا جديد.
يستطيع الفيروس أن ينتشر بين البشر مباشرة، ويبدو أن معدل انتقاله (معدل الإصابة) قد ارتفع في منتصف يناير 2020، فقد أبلغت عدة بلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ عن وصول أصابات إلى أراضيها. وتتراوح فترة حضانة الفيروس ما بين يومين و 14 يومًا، وهناك أدلة مبدئية على أنه قد يكون معديًا قبل ظهور الأعراض، تشمل الأعراض الحمى والسعال وصعوبة التنفس، وقد تؤدي الى الوفاة.
اعتبارًا من 31 كانون الثاني (يناير) 2020، تم تأكيد وجود ما يقرب من 75,775 حالة، بما في ذلك كامل مقاطعات الصين، من بين الأشخاص الـ 41 الأوائل الذين تأكد إصابتهم بالعدوى، ثبت أن ثلثيهم مرتبطون بسوق الجملة للمأكولات البحرية في ووهان والذي يبيع الحيوانات الحية أيضًا، وحدثت أول حالة وفاة مؤكدة من الإصابة بالفيروس يوم 9 يناير ومنذ ذلك الحين تأكدت وفاة 3,015 شخصًا. وتقدر الدراسات أن عددًا أكبر من الأشخاص قد يكون مصابًا، ولكن لم يكشف عنهم طبيًا. وكرد صيني أولي، قامت حكومات وهان و 15 مدينة في محيط مقاطعة هوبى بعمل حظر تنقل شمل أكثر من 57 مليون شخص، انطوى ذلك على إيقاف جميع وسائل النقل العام في المناطق الحضرية والنقل إلى الخارج عن طريق القطار، الطيران والحافلات ذات المسافات الطويلة، كما تم إغلاق العديد من أحداث المرتبطة بالسنة الجديدة ومناطق الجذب السياحي خوفًا من انتقال العدوى، بما في ذلك مهرجانات المدينة المحرمة في بكين ومعارض المعابد التقليدية وغيرها من التجمعات الاحتفالية. كما رفعت هونغ كونغ مستوى الاستجابة للأمراض المعدية إلى أعلى مستوى وأعلنت حالة الطوارئ وأغلقت مدارسها حتى منتصف فبراير وألغت احتفالاتها بالعام الجديد.
وأجرت المطارات ومحطات القطارات مجموعة فحوصات تشمل فحص درجات الحرارة ونشرت الإعلانات الصحية وكذلك مختصر للمعلومات على لوحات اعلانات لأجل التعرف على حاملي الفيروس.
وبات عدد الإصابات بكورونا يزيد عن 93 ألفاً في العالم فيما تخطى عدد الوفيات 3200 وذلك لغاية بداية شهر آذار (مارس) 2020، ولا سيما في الصين حيث ظهر المرض لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول. وطال الوباء القارات الخمس باستثناء منطقة القطب الجنوبي وعطل حياة مواطني عدد متزايد من الدول.
وقد كان لخبر انتشار الفيروس وكونه فيروس سريع الانتشار وقع الصاعقة على الاقتصاد الصيني بشكل خاص والاقتصاد العالمي بشكل عام، وهناك مجموعة عوامل أدت الى انتقال تأثير الفيروس الى الاقتصاد العالمي أبرزها تأثير الفيروس على نمو الاقتصاد الصيني اذ تمثل الصين 16 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، وتساهم بثلث النمو الاقتصادي العالمي، كما أنها تستحوذ على ثلث الصناعة العالمية، وهي لاعب رئيسي في التجارة العالمية.
أما العامل الثاني فيتمثل في القلق حول سلاسل التوريد، فالصين تعد مركزا لعدد كبير من الأنشطة الصناعية، وبحسب آخر البيانات تراجع النشاط الصناعي الصيني خلال فبراير بأعلى وتيرة على الإطلاق، مع توقف ثلثي أنشطة الاقتصاد عن العمل.
ثانيا: خسائر الاقتصاد العالمي من انتشار الفيروس:
يمكن توضيح أهم الخسائر التي تكبدتها معظم القطاعات الاقتصادية لغاية الأول من آذار (مارس) 2020 بالآتي:
1- قطاع الصناعة والشركات العالمية:
أدى انتشار الفيروس الى خسائر هائلة لعدد كبير من الشركات العالمية التي تتخذ من الصين مقرا لبعض أنشطتها، وقدمت شركة ديزني أحد التقييمات الأكثر تفصيلاً حول كيفية تأثير فيروس كورونا على الأعمال، وقالت إنه جرى إغلاق حدائقها الترفيهية لأكثر من أسبوع في شنغهاي وهونغ كونغ.
وتوقعت المدير المالي للشركة كريستين مكارتي، أن تؤدي عمليات الإغلاق إلى خفض الدخل التشغيلي للشركة بمقدار 175 مليون دولار في الربع الثاني.
واضطرت شركة السينما الكندية IMAX إلى تأجيل إصدار 5 أفلام كانت تخطط لعرضها في الصين خلال فترة عطلة رأس السنة الجديدة.
وفي اليابان، قالت شركة Nintendo التي تصنع ألعاب الفيديو وأجهزة الألعاب، إن شحنات وحدة التحكم في لعبة Switch إلى العملاء اليابانيين ستتأخر.
وفي هذا الأسبوع، طلب المسؤولون في مدينة ماكاو الصينية إغلاق 41 كازينو لمدة نصف شهر. ستضرب هذه الخطوة مشغلي الكازينو الأميركيين في المنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي إن شركة Wynn Resorts تخسر 2.4 مليون دولار إلى 2.6 مليون دولار يوميًا، حيث لا يزال الكازينوهات التابعة لها في ماكاو مغلقة بسبب فيروس كورونا.
من المحتمل أن تصبح رفوف متجر وول مارت شاغرة خلال الشهر القادم، فضلا عن أن شركة آبل التي أعلنت في 17 من شهر شباط (فبراير) أنها لن تكون قادرة على تحقيق إيراداتها المتوقعة للربع الحالي، ويعزى ذلك جزئيا إلى نقص منتوجاتها من هواتف آيفون اذ ربما تنخفض شحنات الهواتف الذكية بنسبةٍ تصل إلى 50% خلال الربع السنوي الجاري مقارنةً بالربع السنوي الأخير من العام الماضي، حسب ما ذكرت شركة Canalys للأبحاث.
فيما قالت شركة Canalys في تقريرها إنَّ “هناك خطراً كبيراً” يتمثل في أنَّ مورِّدي المكونات “لن يستطيعوا زيادة الإنتاج والوصول إلى طاقتهم الإنتاجية الطبيعية إذا طالت فترة تفشي المرض”، مع استمرار انحصار عمال المصانع في مساقط رؤوسهم بسبب حظر السفر.
قال التقرير إنَّ شركة آبل وغيرها من البائعين العالميين يواجهون “تأثيراً خطراً” في حال انتشار الفيروس وتوقُّف هؤلاء الموردين عن الإنتاج. التقرير أضاف: “من المرجح أن يؤدي الوضع الحالي إلى وصول إحصاءات الشحن إلى أسوأ مستوياتها على الإطلاق”
ونتيجة لاغلاق عدد كبير من المصانع في الصين فان حركة الحاويات في ميناء لونغ بيتش انخفضت بنسبة 40% .
وقال بعض خبراء التوقعات، بمن فيهم خبراء شركة Capital Economics، إنَّ معدل النمو، الذي وصل بالفعل إلى أدنى مستوياته منذ عدة عقود، قد ينخفض إلى 2% في الربع السنوي الحالي الذي ينتهي بنهاية مارس/آذار المُقبل، منخفضاً عن قيمته الرسمية في الربع السابق التي بلغت 6%.
هذا وانخفضت مبيعات قطاع السيارات بنسبة 20.2% في شهر يناير/كانون الثاني 2020 عن قيمتها في يناير/كانون الثاني من عام 2019، ليتفاقم الانخفاض المستمر منذ عامين في أكبر سوق عالمية في هذا القطاع. إذ انخفضت المبيعات بنسبة 9.6% في العام الماضي لتصل إلى 21.4 مليون، وتصبح أقل بكثير من ذروتها التي وصلت إليها في عام 2017، والتي بلغت 24.7 مليون دولار.
وهذا يضع ضغطاً على شركات صناعة السيارات العالمية التي تستهدف الصين لزيادة إيراداتها، بينما تُنفق مليارات الدولارات لتطوير السيارات الكهربائية من أجل تلبية أهداف المبيعات التي حدَّدتها الحكومة الصينية.
وسيؤدي تمديد إغلاق المصانع إلى تباطؤ التصنيع وسيؤثر على سلاسل الإمداد العالمية.
وتسعى شاومي، رابع أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم، إلى قروض بقيمة خمسة مليارات يوان (716.24 مليون دولار) لإنتاج وبيع معدات طبية تشمل أقنعة وأجهزة قياس حرارة الجسم.
أما ميتوان ديانبينغ فتسعى للحصول على أربعة مليارات يوان (572.99 مليون دولار) فيما يعود إلى أسباب منها المساعدة في تمويل توفير طعام بالمجان وتوصيله للأطقم الطبية في مدينة ووهان، وهي مركز تفشي الفيروس وتقع في إقليم هوبي بوسط البلاد.
وأوضح تقرير صدر عن شركة «آي دي سي» المتخصصة في متابعة مبيعات أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية أن كل ما له علاقة بتقنية الجيل الخامس (5 جي) هو الآن متوقف وبحالة انتظار كاملة. وتوقعت الشركة لعام 2020 تراجع مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 2.3 في المائة، مقابل توقعات سابقة كانت أشارت إلى نمو في تلك المبيعات بنسبة 1.5 في المائة. وعلى صعيد الشرائح الإلكترونية خفضت شركة «نومورا ريسيرتش» نمو المبيعات في هذا القطاع من 6 إلى 4 في المائة هذه السنة. وبشأن مبيعات أجهزة الكومبيوتر، التي كانت ارتفعت في 2019 بعد عدة سنوات من الانخفاض، فإن التقارير تشير إلى عودة الانخفاض بقوة هذه السنة، ونسبة الهبوط قد تصل إلى 9 في المائة وفقا لتقرير "آي دي سي".
وأكدت مصادر القطاع أن شركة «فوكسكون» الصينية العملاقة، الشريكة الأولى لعمالقة شركات التكنولوجيات وتقنية المعلومات والإنترنت في العالم، هي الآن بحالة انخفاض حاد في أنشطتها التصنيعية والتجميعية. والشركة لا تعمل حالياً إلا بنسبة 50 في المائة من طاقتها التشغيلية، لكنها تتوقع ارتفاع النسبة إلى 80 في المائة مع نهاية مارس (آذار) إذا سارت الأمور الصحية في الصين نحو الأحسن. لكن وفي كل الأحوال هناك اضطراب واسع النطاق في الإنتاج والإمداد في الفصل الأول من هذه السنة.
2- قطاع السياحة والسفر:
توقعت منظمة السياحة العالمية أن يخسر قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة ما يُقارب 80 مليار دولار بسبب فيروس كورونا المُستجد.
وكشفت المنظمة عن خسائر تكبدها القطاع منذ بداية تفشي كورونا بلغت 12 مليار دولار بسبب إغلاق عدد كبير من المقاصد السياحية عالمياً، وإلغاء العديد من الرحلات السياحية حول العالم.
وكان القطاع السياحي في آسيا ودول الباسفيك المطلة على المحيط الهادي، الأكثر ضرراً جراء تفشي الفيروس حيث قُدرت خسائره بـ 7 مليارات دولار حتى نهاية شهر شباط (فبراير).
وكان للسوق الصيني نسبة ليست بالقليلة من الخسائر جراء انطلاق فيروس كورونا من البلاد، الأمر الذي تسبب في إغلاق المقاصد السياحية، حيث يُصدر هذا السوق للعالم 180 مليون سائح، ينفقون 277 مليار دولار سنوياً. ووفقًا لبنك “آي إن جي” الهولندي بشأن تداعيات انتشار فيروس كورونا على اقتصادات آسيا المجاورة للصين، استنادًا إلى الفنادق المهجورة وقاعات المطارات الخالية من المسافرين، فإن الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي من عوائد السياحة وحدها تتراوح بين 105 إلى 115 مليار دولار. ولفتت منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” إلى أن حركة الطيران منذ بداية العام، أي منذ انتشار فيروس كورونا، سجلت انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 39% و41% في عدد الركاب، أي أقل بما بين 16.4 و 19.6 مليون مسافر.
وأضافت المنظمة أنه قبل ظهور فيروس كورونا المستجد، كانت شركات الطيران تخطط لزيادة طاقتها 9% على الرحلات الدولية من وإلى الصين، بؤرة الفيروس عالميًا، خلال الربع الأول من 2020 بالمقارنة مع 2019، بينما الآن ألغت70 شركة طيران في جميع أنحاء العالم جميع الرحلات الدولية إلى الصين، وخفضت 50 شركة طيران أخرى رحلاتها من وإلى الصين بنسبة وصلت إلى 80٪، وفرضت العديد من دول العالم قيودًا على السفر من وإلى الصين، ثاني أكبر اقتصاد وسوق للطيران في العالم.
ويؤكد خبراء طيران أن أية طائرة تجارية تكلف ما يقارب 10 آلاف دولار في اليوم الواحد، وحينما تظل في المطار بلا طيران يتطلب ذلك صيانة مستمرة، وحين يتوقف طاقم الرحلة عن أداء العمل، فإن التكلفة الإجمالية تناهز 50 ألف دولار للطائرة في اليوم الواحد.
وتلقى الوسط السياحي صدمة كبيرة بعد إلغاء بورصة برلين السياحية الدولية ITB، الأقوى والأشهر عالميًا، والتي كان مقررًا انطلاقها، يوم الأربعاء 5 مارس 2020 بمشاركة١٨٠ دولة و10 آلاف عارض و113 ألف مشارك مهني، وتشير أرقام دولية أن السياحة العالمية شهدت تراجعًا بنسبة 11٪ منذ ظهور الفيروس وحتى بداية شهر آذار (مارس) 2020،
3- أسواق الأسهم والسندات:
انخفض مؤشر داو جونز الأميركي للأسهم عند بداية التعاملات، بنهاية شهر كانون الثاني (يناير) بـ350 نقطة أو حوالي 1.1 في المئة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد إند بور 500 وناسداك بـ1.3 في المئة و1.6 في المئة تباعا.
وتراجعت أسواق المال الأوروبية عند بدء معاملاتها. وانخفض مؤشر بورصة لندن 1.6 بالمئة مقارنة بالجمعة، وهي النسبة نفسها التي خسرتها بورصة فرانكفورت. أما مؤشر كاك-40 لبورصة باريس فخسر 1.7 بالمئة.
وقدرت إجمالي خسائر أسواق الأسهم لغاية نهاية شهر شباط (فبراير) على نطاق عالمي بنحو 6 تريليونات دولار، تمثل قيمة الهبوط الذي منيت به الأسهم في مختلف بورصات العالم الرئيسية، وختمت الأسهم الأوروبية أسبوع التعاملات منخفضة نحو 1.5 تريليون، في أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الأزمة المالية في 2008، حيث أدى الانتشار السريع لفيروس كورونا، خارج الصين، إلى عمليات بيع مطردة تخوفاً من ركود اقتصادي.
وفي أسواق الأسهم، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأميركية للجلسة السابعة على التوالي، ليكابد المؤشر القياسي أكبر خسارة أسبوعية له منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وتراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1.4 في المئة أو 357 نقطة إلى 25409 نقاط، بعد خسائر بأكثر من ألف نقطة خلال الجلسة، وانخفض "S&P 500" بنسبة 0.8 في المئة أو 24 نقطة إلى 2954 نقطة، في حين استقر "ناسداك" عند 8567 نقطة. بفعل المخاوف المتنامية من أن يفضي فيروس كورونا سريع الانتشار إلى ركود اقتصادي، وإن قلصت الأسهم خسائرها في ختام الجلسة.
وقدر إجمالي خسائر أسواق الأسهم على نطاق عالمي بحوالي 6 تريليونات دولار، تمثل قيمة الهبوط الذي منيت به الأسهم في مختلف بورصات العالم الرئيسية.
4- قطاع النفط والطاقة:
تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي بلغ 10 ملايين برميل، وهي ثاني أكبر مستهلك له بمتوسط يومي يبلغ 13.2 مليون برميل.
وفي بداية شهر شباط (فبراير) قالت شركة بتروشاينا وهي أكبر شركة لتكرير النفط في البلاد إنها تعتزم خفض الإنتاج بأكثر من 300 ألف برميل يوميا هذا الشهر. ويوازي الخفض 10% من متوسط إنتاج الشركة البالغ 3.32 ملايين برميل يوميا، وبذلك يصل إجمالي خفض إنتاج المصافي المملوكة للدولة هذا الشهر إلى نحو مليون برميل يوميا.
وكانت "سينوبك" -وهي أكبر شركة لتكرير النفط في آسيا- قررت الأسبوع الماضي خفض الإنتاج بـ600 ألف برميل يوميا، وقال مسؤول في الشركة إنها تجري محادثات مع السعودية والإمارات والكويت لتأجيل أو خفض شحنات نفطية.
سجلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي هبوطا، في أسبوع التداول المنتهي في 28 فبراير/ شباط الماضي، إلى 45.26 دولار للبرميل مقابل الإغلاق الأسبوعي السابق الذي سجل 52.17 دولار للبرميل.
وفي الأسبوع الأخير من شهر شباط (فبراير) فقد "برنت" نحو 14 في المائة، في أكبر خسارة أسبوعية له بالنسبة المئوية منذ كانون الثاني (يناير) 2016، في حين هبط "غرب تكساس" أكثر من 16 في المائة في أشد تراجع مئوي منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008.
أعلنت شركة بيكر هيوز الأمريكية للخدمات النفطية، أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة انخفض هذا الأسبوع بمقدار منصة واحدة؛ ليصل العدد الإجمالي إلى 790 منصة، بتراجع قدره 248 منصة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأبدى المحللون تخوفهم من احتمال أن ينخفض الاستهلاك العالمي من النفط هذا العام لأول مرة منذ الانهيار المالي العالمي في 2008. يرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، أن أسعار النفط مرشحة لمزيد من التراجع، من جراء المخاوف والوضع المتوتر في السوق مع استمرار الأنباء السلبية عن انتشار فيروس كورونا في عديد من دول العالم، بخاصة في اقتصاديات حيوية على رأسها الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وقد أدت الخسائر في قطاع النفط بمنظمة أوبك أن تجري محادثات أزمة مع حلفائها بعد أن أبلغت المنظمة روسيا ودولا أخرى برغبتها في تخفيضات نفطية إضافية بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2020، قائلة إن هناك حاجة إلى تحرك كبير للتعامل مع أثر فيروس كورونا.
5- خسائر أغنياء العالم:
تراجعت ثروات أغنى 500 شخص في العالم بمقدار 444 مليار دولار، خلال الأسبوع الماضي، بحسب مؤشر "بلومبيرغ" للأثرياء، فقد تراجعت ثروة جيف بيزوس مؤسس "أمازون"، نحو 11.9 مليار دولار لتسجل نحو 116 مليار دولار. كما فقد بيل غيتس الذي يحتل المركز الثاني في قائمة أثرياء العالم، ما يقارب 10 مليارات دولار، فيما خسر بيرنارد أرنو، نحو 9.1 مليارات دولار، وهو يحتل المركز الثالث في قائمة أثرياء العالم، رابعاً، حل إيلون موسك في قائمة الخاسرين، حيث تراجعت ثروته بنحو 9 مليارات دولار، نتيجة تراجع أسهم شركة "Tesla" بعد صعود قوي في بداية العام.
في المركز الخامس، جاء وارن بافيت رئيس مجلس إدارة شركة "بيركشير"، الذي خسر ما يقارب 8.9 مليارات دولار من إجمالي ثروته. سادساً، حل أرمانو أورتيغا مؤسس سلسلة "زارا" للأزياء، إذ فقد ما يقارب 6.8 مليارات دولار، أما مارك زوكربيرغ مؤسس "فيسبوك"، فقد خسر بدوره 6.6 مليارات دولار.
في المركز الثامن، جاء لاري بايج مؤسس محرك البحث "غوغل"، وقد خسر 6.4 مليارات دولار. أما كارولوس سليم، فقد حل في المركز التاسع، وقد خسر 6.3 مليارات دولار.
يليه، عاشراً، سيرغي برين، والذي أسس مع لاري بايج محرك البحث "غوغل"، فقد خسر 6.2 مليارات دولار. ويمكن القول، إنّ خسائر مؤسسي محرك البحث "غوغل"، معا تقارب 12.6 مليار دولار، وفق مؤشر "بلومبيرغ".
وتأثر رجال الأعمال وأغنياء الصين بتداعيات فيروس كورونا على اقتصاد بلادهم، وفق مؤشر "بلومبيرغ"، إذ فقد رجل الأعمال الصيني "هوي كا يان" رئيس مجموعة "إيفرغراندي" العقارية الذي يحتل المرتبة الثالثة بقائمة أغنياء الصين، نحو 5.45 مليارات دولار من ثروته، منذ بداية العام، لتصل ثروته إلى 24.6 مليار دولار، الأسبوع الماضي، وهي أكبر الخسائر المسجلة بين رجال الأعمال الصينيين.
كما انخفضت ثروة المليارديرة الصينية يانغ هويان التي تتولى منصب الرئيس المشارك لشركة "كونتري غاردن" للتطوير العقاري، نحو 4.19 مليارات دولار، لتتراجع إلى 22.7 مليار دولار.
فيما بلغت خسائر مؤسس مجموعة "ميديا" لصناعة الأجهزة المنزلية شيانغ جيان، 1.02 مليار دولار، لتصل ثروته إلى 22.6 مليار دولار، وفق مؤشر "بلومبيرغ".

كما تراجعت ثروة الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس موقع "علي بابا" وموقع "علي إكسبرس"، نحو 797 مليون دولار، منذ بداية انتشار فيروس كورونا، ووصلت ثروته إلى 45.8 مليار دولار، ليحتل المركز 19 عالمياً من بين رجال الأعمال الذين خسروا ثروات بفعل تداعيات الفيروس.
كما فقد رجل الأعمال الصيني ما هواتينج الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا "تينست"، 312 مليون دولار، وبلغت ثروته نحو 38.5 مليار دولار.
ثالثا: الشركات المستفيدة من انتشار الفيروس:
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فهناك شركات عديدة استفادت من انتشار فيروس كورونا، وتعد شركات تصنيع الأقنعة والقفازات الطبية في طليعة المستفيدين من تفشي الفيروس القاتل، وذلك مع توافد المستهلكين على شراء الأقنعة التي اختفت من على أرفف المتاجر في أماكن مختلفة من العالم. وارتفعت مبيعات الأقنعة الواقية والسوائل لتطهير الأيدي ومنتجات التنظيف.
وسجلت مبيعات أجهزة قياس الحرارة رواجا كبيرا والتي سارعت السلطات لشرائها للتحقق من عدم إصابة المسافرين في المطارات بالحمى والأماكن العامة الأخرى سعيا لاحتواء الفيروس.
وصرحت فاضلة شعيب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لفرانس برس "زاد الطلب على الأقنعة الواقية في العالم 100 مرة أكثر من المعتاد بسبب حالة الذعر التي تدفع لشرائها وتخزينها". وذكرت صيدلية "ميدينو" على الانترنت أن الطلب على سائل تطهير اليدين زادت بأكثر من ألف في المئة في فبراير مقارنة مع الأشهر الأخرى مع قيام زبائن بتخزينه بعد تفشي الفيروس في بريطانيا لأول مرة.
وانعكس الإقبال على الأقنعة والقفازات على سهم شركة Alpha Pro Tech الكندية التي تبيع الأقنعة في الصين، والذي ارتفع بنسبة 70 في المئة خلال يناير، بينما زادت القيمة السوقية لشركة 3M بنحو مليار و400 مليون دولار في الفترة من بداية العام حتى 24 يناير.
وتمتد الاستفادة لشركات الأدوية خصوصا التي تعمل على أبحاث الأمصال المضادة لفيروس كورونا، مثل شركة Novavax التي قفز سهمها 72 في المئة خلال يناير، وسهم Inovio الذي ارتفع 25 في المئة، ثم سهم MODERNA بخمسة في المئة في الفترة نفسها.
وفي ظل بقاء الملايين من الصينيين في منازلهم لحماية أنفسهم من الإصابة بعدوى فيروس كورونا.. استفادت صناعة ألعاب الفيديو من إجازة السنة القمرية التي مددتها السلطات الصينية في أنحاء شتى من البلاد إلى 3 أسابيع، ما ترك للملايين من الناس كثيرا من الوقت لملأ الفراغ. ووفقًا لبيانات شركة Niko Partners ، وهي شركة أبحاث تركز على صناعة الألعاب في آسيا، حققت لعبة "شرف الملوك رقما قياسيا خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي. بسبب بقاء الملايين من الأشخاص في منازلهم، وملأ فراغهم بممارسة ألعاب الفيديو.
وتوقعت الشركة زيادة في الإنفاق والتحميل للألعاب خلال الأسبوعين المقبلين في حين ارتفع تحميل ألعاب الفيديو في الصين من تطبيق "أبل ستور" بنسبة 27.5 في المائة على أساس سنوي، فيما ازدادت مدخولات الشركات المصنعة لهذه الألعاب بنسبة 12 في المائة، وفق شركة الأبحاث السوقية "سينسور تاور".
في الختام يمكن القول أن خسائر الاقتصاد العالمي تقارب ثلاثة ترليونات دولار، والرقم مرشح للصعود اذا ما تفاقمت الأزمة ولم يتم انتاج لقاح مضاد للمرض ويعتقد الكثير من الاقتصاديين أن التحركات الحالية غير كافية لوقف الخسائر، ويرون أن الأرقام الحالية مرشحة للزيادة في حالة عدم اكتشاف علاج للفيروس. وقد يتعرض الاقتصاد العالمي الى حالة ركود اقتصادي



#عدنان_فرحان_الجوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطالة الشباب في العراق ..القنبلة الموقوتة
- عملة البيتكوين (BitCoin)..الآثار الاقتصادية والمخاطر المتوقع ...
- قراءة موجزة في تقرير السعادة العالمي لعام 2017
- قراءة في تقرير رأس المال البشري في العالم لعام 2016
- الآثار الاقتصادية السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي
- نظرية التوقعات الرشيدة ..الاطار النظري
- غسيل الأموال في العراق الأسباب والآثار والمعالجات
- الآثار السلبية للسكوت عن الفساد في العراق
- الآثار الاقتصادية والاجتماعية للعمالة الأجنبية في العراق
- الآثار الاقتصادية للتعرفة الكمركية الجديدة في العراق
- الفوائد الاقتصادية لاستضافة معرض اكسبو 2020 في دبي
- الطاقة المتجددة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في دولة ال ...
- الأسباب الموجبة لاختيار البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق
- هبوط الدولار الأمريكي ..أسباب ونتائج
- -الآثار الاقتصادية للربيع العربي-
- تقرير التنافسية العالمية 2012-2013
- تقرير التنافسية العربية 2012 عرض تحليلي
- الآثار الاقتصادية لإغلاق مضيق هرمز على الاقتصادات الخليجية ع ...
- الاصلاح الضريبي.. المفهوم والأسباب والأهداف
- إعادة اعمار البنى التحتية في العراق ضرورة ملحة للتنمية الاقت ...


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عدنان فرحان الجوراني - الآثار الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا