صوت الشعب العراقي- اذاعة الحزب الشيوعي العراقي
9/4/2003 تعليق
من بين الملاحظات الجدية للشيوعيين العراقيين على مؤتمر کلندنŒ لقوى واحزاب المعارضة العراقية، الذي عقد في منتصف كانون اول الماضي، انه وقع في فخ اعادة توصيف هذه المعارضة على اسس دينية، طائفية، اثنية، وليس على اساس سياسي - وطني كما هو حاصل فعلا. وقد تم ذلك بناء على رغبة من كان وما يزال يسعى بمختلف الوسائل والاساليب الى تهميش دور المعارضة العراقية، ومحاولة الاستعاضة عنها بتكوينات دينية، قومية، وعشائرية لتسهيل عملية السيطرة عليها وتوجيهها الوجهة المطلوبة.
وها ان الامور بدأت تتضح، حتى قبل ان تضع الحرب واوزارها، لتشهد على صحة استنتاجات الشيوعيين ودقة تحليلاتهم السياسية، وعمق ايمانهم بشعبهم، الذي راهنوا عليه في اقتلاع الدكتاتورية من جذورها، دونما تعال او غمط للعامل الخارجي، وضرورة توفيره الاسناد والدعم الشرعيين لهذا الشعب في سبيل الخلاص من نير الكابوس الصدامي، واعادة اعمار بلده، واقامة نظام ديمقراطي، يلبي حقه في تقرير مصيره بنفسه، ويرسم مستقبله السياسي بما يحقق اهدافه وطموحاته المشروعة.
لقد جرى استبعاد المعارضة العراقية من المشهد السياسي العملي في المناطق التي اضطرت الدكتاتورية الى الفرار منها، واستعيض عنها بشيوخ العشائر لادارة المدن والمحافظات. ففي مدينة البصرة قامت القوات البريطانية بتنصيب احد هؤلاء الشيوخ لحكمها وادارتها، وكذا الحال في محافظة ميسان. كما فعلت الشيء ذاته القوات الامريكية الغازية في مدينة السماوة.
ويبدو ان هذا الموديل (اي الاعتماد على العشائر وشيوخها) هو الذي سيجري تعميمه في بقية المدن والمحافظات العراقية. اما اطراف المعارضة التي ارتضت الانخراط في المشروع الامريكي، وتبني كامل مفرداته، فربما سيفرد لها دور، قد لايزيد عن ديكور يجري تلميعه بين الفينة والاخرى، لتثبيت الصورة الاصلية ليس الا.
ان المعارضة الوطنية الديمقراطية والاسلامية ذات التاريخ النضالي المجيد، والحضور الفاعل في الاوساط الشعبية (سواء تلك التي لم تدخل اللعبة وعرفتها منذ البداية، او تلك التي دخلتها ولم تجن شيئا كما كان متوقعا) عليها ان ترتقي الى مستوى المسؤولية التاريخية، وان تضاعف جهودها النضالية ونشاطاتها على كل الاصعدة، وان تحقق قبل كل شيء وحدتها الكفاحية، لكي تستطيع ان تلعب الدور المأمول منها في حماية مصالح الشعب العراقي الجذرية، والدفاع عن الاستقلال والسيادة الوطنية.