أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - في ذكرى سقوط دولة بني عثمان!؟















المزيد.....

في ذكرى سقوط دولة بني عثمان!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخلافة الاسلامية !؟ ، محاولة لفهم عصري !!؟
في ذكرى سقوط الامبراطورية العثمانية المسلمة !.
○○○○○○[ حدث في مثل هذا اليوم 3 مارس!؟]○○○○○○○○○○○○○○○○○○
في مثل هذا اليوم من عام 1924 م أعلن (أبو الترك)(مصطفى كمال أتاتورك) سقوط دولة وامبراطورية السلطنة العثمانية المسلمة ! ، ولا أقول هنا كما هو سائد وشائع (دولة الخلافة الاسلامية !؟) ، فتلك الدولة المسلمة التي انهارت كانت ، في تقديري ، دولة العثمانيين ، دولة بني عثمان التي سيطر عليها الاتراك ، وهي تدخل تحت مسمى مرحلة (الملك العضوض) او (الحكم الجبري) التي تنبأ بها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في حديث منسوب اليه وذكر بأنها ستخلف دولة الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة في الخلق القويم والرشد السياسي ، فدولة العثمانيين المسلمين دولة اسلامية او مسلمة كغيرها من الدول الاسلامية التي قامت وظهرت بقوة السيف والتغلب عبر التاريخ والجغرافيا ثم سقطت واندثرت كدولة بني أمية ودولة بني عباس ..الخ.... فكلها ، عربية أو غير عربية ، دول وممالك وسلطنات مسلمة وراثية ديكتاتورية جبرية ولكن لا يمكن اعتبارها تجسد مفهوم وقيم دولة الخلافة الاسلامية كما وصفها النبي وحاول الخلفاء الراشدون تجسيدها في زمانهم حسب امكانيات زمانهم ! ، ففي دولة الخلافة الراشدة تختار الأمة بالشورى وبكامل ارادتها ووعيها ورضاها من يقودها ويخدمها باعتباره هو الخادم العام لها وهي المخدوم وليس هو الحاكم وهي المحكوم ! ، بل الجميع في دولة الخلافة الاسلامية الراشدة السليمة يكونون محكومين ويقعون تحت حكم الشرع وحكم العقد الاجتماعي والسياسي للامة (الدستور)(وأمرهم شورى بينهم)(المسلمون عند شروطهم) فذلك هو مفهوم وروح دولة الخلافة الاسلامية الراشدة ، اما ما قام منها على التغلب او الوراثة فهي دولة مسلمة تلتزم بالشرع حسب طاقتها وحسب اخلاق وقوة ايمان حكامها وملوكها وشعوبها ولكنها ، مع هويتها الاسلامية العامة ، تظل دولة حكم جبري او ملك عضوض لا دولة خلافة راشدة ! .

عموما ، ففي مثل هذا اليوم سقطت دولة وامبراطورية السلطنة العثمانية المسلمة بعد ستة قرون من الملك العضوض و التي كانت في تلك الحقبة من القرن العشرين قد ساءت احوالها وفقدت حيويتها وقوتها حتى اصبح المستعمرون الاوروبيون المتحفزون على نهش اطرافها يسمونها بالرجل المريض او بمعنى ادق (الرجل العجوز المحتضر !) الذي يعاني من الموت السريري كما كان حال امبراطورية الاتحاد السوفيتي في آخر عمرها القصير ! ، وفي داخل اعماق هذه الدولة العثمانية المسلمة كانت الحركة القومية التركية الطورانية العلمانية الصاعدة تكتسح عقول الاتراك وقلوبهم الى ان احكمت سيطرتها على مؤسسات الدولة والرأي الشعبي العام بينما كان العالم العربي خصوصا في المشرق يتململ وينتفض ضد ديكتاتورية وبطش الاتراك ومحاولتهم فرض سياسة التتريك وفرض الهوية العثمانية والتركية بالقوة على العرب ! ، فكانت الثورة العربية الكبرى بقيادة والي مكة (الشريف حسين) التي استغلها الانجليز وامتطوها كعادتهم وخبرتهم في امتطاء الاحداث ومحاولة تسخيرها لتحقيق اغراضهم واهدافهم ومصالحهم الاستراتيجية ! ، حيث استغلوا فرصة تضعضع قوة العثمانيين وتململ العرب ورغبتهم في التحرر من سيطرتهم الغاشمة ! ، وركبوا موجة الثورة العربية في الشام والعراق والجزيرة العربية اولا لتوجيهها ضد دولة الرجل المريض ، اي دولة السلطنة العثمانية المسلمة ، وثانيا ضد خصمهم الاستعماري الفرنساوي المنافس لهم على نهش أكبر قدر ممكن من مستعمرات هذا الرجل المريض ( الامبراطورية العثمانية المسلمة) ، وهكذا ، ووفق سنن الله في خلقه ، انهارت دولة بني عثمان المسلمة ليحل محلها حكم قومي تركي علماني قوي أزاح الشريعة والهوية الاسلامية عن تركيا وفرض العلمانية وكتابة اللغة التركية بحروف لاتينية بعد ان كان العثمانيون يكتبونها بالحروف العربية !! .

علينا نحن العرب والمسلمين اليوم ان نعيد قراءة وكتابة تاريخنا القديم والمعاصر بشكل جديد ودقيق وعميق بعد أن نحرر عقولنا من الهيام المطلق مع نظريات المؤامرة وعقدة الاضطهاد ولعب دور الضحية المسكينة المغلوب على امرها ! ، وان ننظر لتاريخنا ، وكذلك حاضرنا ، بشكل واقعي وبطريقة عادلة ومعتدلة قدر الامكان بلا افراط ومبالغات وتقديس للذات ولا تفريط في ثوابت هويتنا وجلد للذات! ، كما علينا ان نسمي الامور وفق مسمياتها الموضوعية الصحيحة ، فالاسماء الخاطئة تزيف حقائق الاشياء وحقائق التاريخ في عقول الاجيال الجديدة ! ، فالتاريخ هو ذاكرة الأمم والشعوب ، والذاكرة هي اساس الشعور بالهوية ، فمن يتعرض الى فقدان او تشوه ذاكرته ، ولو بتشويه الاسماء والمصطلحات ، سيتعرض الى فقدان او تشوه هويته ، حاله كحال من اصيب بمرض فقدان الذاكرة او داء شيخوخة خلايا الذاكرة (الزهايمر) !.. وما يسري على الفرد في هذا الخصوص ، اي ارتباط الهوية بالذاكرة ، يسري على الشعوب!.

وبقدر حزننا على سقوط الامبراطورية العثمانية المسلمة وتفككها فإننا نتفهم ونفهم الاسباب الكونية لسقوطها اذ ان المؤامرات الغربية لنهشها ليس هي السبب الاساسي في سقوطها وانهيارها كما قيل لنا بل هي الحلقة الاخيرة في مسلسل الانهيار الذاتي وفق سنن الله في الدول المجتمعات التي تفقد الحيوية والمرونة والقدرة الضرورية على اعادة تشكيل ذاتها وتطوير مهاراتها وتعديل وتجديد وسائلها وفق المتغيرات والمستجدات التي تخلقها آلية التقدم العلمي والتقني المطردة ! ، كما اننا مع حزننا واسفنا على سقوط تلك الدولة والامبراطورية المسلمة العظيمة نرفض اعتبار دولة بني عثمان سواء في عز شبابها وازدهارها او حتى عند شيخوختها وانهيارها هي دولة الخلافة الاسلامية كما فهمناها من تعاليم الله ورسوله في الشأن العام ومن تطبيقات الخلفاء الراشدين بل هي في حقيقتها ليست سوى صورة من صور دول الملك العضوض والحكم الجبري كما هو الحال في زماننا ! ، هي دول مسلمة لكنها ليست دولة الخلافة الاسلامية كما طبقها الخلفاء الراشدون ، رضي الله عنهم ، بحسب امكانيات عصرهم وحضارة زمانهم والتي جوهرها أن (الخليفة ليس هو حاكم الامة ولا سيدها بل هو خادمها الاجير وأن الامة هي المخدوم) ، فالسلطات او الولايات العامة هي ملك للامة تماما كما ان المال العام والثروات الجماعية العامة هي من ممتلكات ومال الامة ، حيث أن الامة مستخلفة في السلطان العام والمال العام عن الله تعالى الملك الحق والحقيقي والمالك الحق والحقيقي للمال والسلطان ! ، وبالتالي فالخليفة هو عامل مستخدم عند الامة ، تستعمله الامة وفق شروطها لخدمتها وخدمة دولتها وحراسة هويتها وثروتها الجماعية الوطنية العامة وتحقيق العدل فيها وتحقيق عزتها ، الخليفة هو عامل المسلمين وخادمهم العام وليس حاكمهم وملكهم وسيدهم الجبار ! ، اذ ان الملك ، برفع الميم ، هو للامة لا لفرد او لعائلة ، والحاكم الفعلي هو شريعة الله بفهم الفقهاء والعلماء المجددين المستنيرين المعاصرين حسب معطيات وحاجات زمانهم ومكانهم ، هذا هو روح ومفهوم الخلافة في الاسلام ، وأما شكل الخلافة فيتجدد بتجدد الظروف والاحوال وبتطور تجارب البشر السياسية ، ومن هنا نرى ان (الديمقراطية) المحكومة بأخلاقيات وتعاليم الاسلام من جهة وشروط الامة المتجسدة في دستور مكتوب هي التجسيد العصري للخلافة الاسلامية وليست تلك الصور القديمة التي كانت ابنة ظروفها التاريخية والحضارية ! ، فهذا هو مفهوم الخلافة الراشدة وهذا هو التجسيد العملي والشكلي المعاصر لها في زماننا ، اي ان معاني ومقاصد نظام الخلافة يمكن ان تتجسد في صورة دولة ديموقراطية مسلمة ! ، ديموقراطية ليست علمانية بل محكومة بالاسلام حيث يكون الاسلام هو دين هذه الدولة الديموقراطية المسلمة وهو المصدر الاساسي في وضع الدستور وسن القوانين ، وغير هذا اما انه حكم قومي علماني كحكم الأتراك الطورانيين بقيادة مصطفى كمال أتاتورك ، او حكم اسلامي ديكتاتوري مستبد على غير نهج الخلافة الراشدة بالمفهوم الذي ذكرناه ، بل هو حكم جبري او ملك عضوض ! ، اذ أن مفهوم (الخلافة) وجوهرها هو أن يكون الملك ملك الامة والمال مال الامة تستخلف فيه من تشاء كما تشاء وفق شرع الله من جهة ومن جهة اخرى وفق شروطها التي تضعها على من توليهم امرها العام وتستخدمهم كخدم وموظفين عموميين يقومون على خدمتها وكقادة محكومين بشرع الله ودستورها السياسي لقيادة دولة الامة وفق منهج مرسوم الى أجل معلوم! ، هكذا يمكننا فهم نظام ونظرية الخلافة الاسلامية في زماننا وبشكل عصري يتناغم مع ثوابت هويتنا الدينية من جهة ومن جهة ثانية يتناغم مع مقاصد ووظائف مفهوم الخلافة ذاتها ومن جهة ثالثة يتمشى مع تقدم وتعقد الحياة وتغير الظروف الحضارية والمعطيات العصرية وتراكم الخبرات السياسية للمجتمعات البشرية ! .. والله هو خير مرشد وهو خير معين.
ك



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا دولة مركبة من بلدين!؟
- الغريب !؟(خاطرة شعرية)
- نظرية المؤامرة وجنون الارتياب!!؟؟
- ما لا يعرفه العرب عن دولة ليبيا !؟
- ليبيا بين الفوضى الخلاقة والفوضى غير الخلاقة !؟ (1)
- في الحرية!؟
- الانتخابات البريطانية، الأسئلة والمؤشرات!؟
- وماذا عن دواعش إيران في العراق!؟
- الحرب الأهلية في ليبيا حرب بالاصالة أم بالوكالة!؟
- بروتوس خائن أم بطل!؟
- فيلم علاء الدين وعودة عالم العرب السحري للسينما الامريكية!؟
- إنها المؤامرة يا قوم !؟
- ما هو الارهاب!؟وما الفرق بينه وبين الكفاح المسلح!؟
- الفائز الأكبر بتداعيات الربيع العربي، روسيا/بوتين!
- الحب ، والاحترام ، والقانون !؟
- حركة النهضة وحركة الشعب هل هما وراء فوز السعيد؟ ولماذا؟
- استهداف ناقلة النفط الإيرانية ولغز الطرف الثالث!؟؟
- دلالات فوز الاسلاميين على العلمانيين في عقر دارهم (تونس)!؟
- تسيس قضية الخاشقجي وتحويلها قضية للابتزاز!؟
- المتغطي بالإمريكان عريان!، السعودية مثلا !؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - في ذكرى سقوط دولة بني عثمان!؟