|
المسار- العدد 37
الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
(The Syrian Communist Party-polit Bureau)
الحوار المتمدن-العدد: 6500 - 2020 / 2 / 27 - 21:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العدد /37/ شباط / فبراير 2020
بيان من الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) حول ما يسمى بصفقة القرن
يترافق طرح الرئيس الأميركي ورئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني، لما يسمى بصفقة القرن مع وصول الوضع العربي إلى أسوا حالاته، وبالتأكيد فإنّ هذا الظرف يفسر طرحها الآن في قراءة مشتركة من واشنطن وتل أبيب، بأن تردي وضع العرب يسمح بتمرير هذه الصفقة التي تحوي محاولة لتجريع العرب والفلسطينيين كل ما فرضته دولة الكيان الصهيوني على الأرض منذ يوم تأسيسها، بعد فشل الأنظمة العربية، وخاصة أنظمة الديكتاتوريات العسكرية والحزب الواحد وقانون الطوارئ في مجابهة دولة الكيان الصهيوني، التي يسيطر فيها المدني على العسكري والتي لم تحتج في تاريخها إلى الحزب الواحد أولقانون الطوارئ. إنّ طرح هذه الصفقة يأتي بعد ما يقرب من ثلاثة وأربعين عاماً على زيارة السادات للقدس وبدء عملية التسوية والتطبيع مع دولة الكيان، وبعد فشل هذه التسويات في أن تكون تسويات مع الشعب العربي، وليس فقط للحكام مع دولة الكيان الصهيوني، بماقيه فشل تجربة اتفاقية أوسلو. إننا في الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) نؤكد على رفضنا لهذه الصفقة، ونحن نراهن على أن الشعب العربي وخاصة الفلسطينيين سيفشل هذه الصفقة، كما أفشل غيرها في السابق فالصراع مع الكيان الصهيوني صراع وجودي وليس صراعاً حدودياً. 31 كانون ثاني2020 الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) -------------------------------------------------------------
رحيل مناضل: عبد المجيد منجونة وداعاً.
خسرت سوريا عموماً والمعارضة السورية خصوصاً، الأستاذ المحامي عبد المجيد منجونة عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، الرجل الذي أمضى حياته في العمل السياسي، ولم يدّخر جهدا من أجل توحيد القوى الديمقراطية، حيث كان حاضرًا في كل مشروع يسعى لمواجهة الاستبداد والانتقال نحو الحرية والعدالة.لم يمنعه المعتقل من وقف النضال، ولم يحركه الحقد والغضب.كان مع حزب الاتحاد الاشتراكي، أوّل من عارضوا دستور1973ومادته الثامنة التي تقول: "حزب البعث هوالقائد للدولة والمجتمع "،وبسبب ذلك استقال الأستاذ عبدالمجيد منجونة من منصبه الوزا ري. وترك حزب الاتحاد الاشتراكي صفوف "الجبهة الوطنية التقدمية". اعتقل الأستاذ عبد المجيد في آذار1980، بسبب دوره الرئيسي في اضراب المحامين بحلب وظلّ في السجن حتى عام1989. جمع الأستاذ عبد المجيد النضال ضد الاستبداد ومن أجل الديموقراطية في سوريا مع تمسك شديد بالعروبة وقضية فلسطين، بخلاف الكثير من المعارضين السوريين الذين قادتهم موجة الليبرالية الجديدة إلى نسيان الترابط بين (الوطني)و(القومي)، ومثالنا الأخير على هذا الترابط الذي يدركه أعدائنا هو "صفقة القرن" التي من بنودها ضم الجولان للكيان الصهيوني. إننا في الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) نقدِّم أحرَّ التعازي للإخوة في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، ولهيئة التنسيق خصوصاً، وللسوريين عموماً، برحيل قامة وطنية مثل الأستاذ عبد المجيد منجونة. الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)
______________________________
1. الافتتاحية: نص من البرنامج السياسي للحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) ل عام2019: الاسم: الحزب الشيوعي السوري (ا لمكتب السياسي):.
تعريف : هو حزب يتبنَّى الماركسية منهجا َفي التحليل، وهو شيوعي في السياسة والتنظيم، مع قطعه مع الكثير من المفاهيم و الممارسات التي مارسها الشيوعيون، وهو يعبر الآن عن إرادة للانفتاح على البنى المحلية لتفعيل وتبيئة الماركسية، منهجاً وفكراً، مع العروبة والإسلام، الذي هو كثقافة في مجتمع متعدد الثقافات تاريخياً يشكِّل المكوّن الأساس للهوية الحضارية والثقافية للأمة العربية، كما يعبِّر أعضاء الحزب عن رؤية جديدة للماركسية، يرونها من خلال هذه الرؤية بوصفها منهجا تحليلياً لجوانب الاقتصاد، والاجتماع، و الثقافة، من أجل تكوين رؤية سياسية، تشمل الأبعاد العالمية –الإقليمية – الداخلية، لاستنباط برنامج سياسي منها من أجل مكان وزمان محدّدين، وهم لا يرون الماركسية عقيدةً، ولا رؤية فلسفية للنظام الكوني-الطبيعي، بل يرون حرية الماركسي في أن يعتقد ما يراه من معتقدات- دينية أو غير دينية- تجاه هذا النظام، وأن يمارس ما يراه وفقاً لذلك من شعائر وطقوس – أو لا يمارس –وفقاً لما يعتقده، لتكون الماركسية بناءً على ذلك محصورة في إطار اقتصادي – اجتماعي –ثقافي – سياسي ،في حالة من الفصل بين العقيدة الشخصية والاتجاه السياسي الحزبي. الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) يتبنَّى الماركسية منهجاً في التحليل بتطبيقها على زمان ومكان معينين، وفقاً لجدل العام والخاص والداخل – الخارج، من أجل إنشاء رؤية سياسية للواقع القائم وتوليد برنامج سياسي –اقتصادي-اجتماعي – ثقافي للمرحلة المحددة. مازلنا متمسكين بالماركسية، كمنهج معرفي-تحليلي للبنية الاقتصادية-الاجتماعية-الثقافية-السياسية، زائد جدل الداخل-الخارج، من أجل توليد برنامج سياسي لحزبنا ومن أجل بناء خطه السياسي. نحن نسمى الحزب الشيوعي، وما زلنا متمسكون بهذا الاسم، لأننا نتبنى فلسفة التنظيم الحزبي التي قدمها لينين في كتاب"ماالعمل؟"، حيث تؤدي عملية جمع فلسفة التنظيم اللينينية مع المنهج الماركسي في التحليل إلى تشكيل قوام الحزب الشيوعي، وهو المتعارف عليه منذ تأسيس (الأممية الشيوعية-الكومنترن) عام1919. الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) يدافع عن المصالح العليا للفئات المُفقرة والكادحين والعاملين بأجر من خلال أجسادهم وأدمغتهم. ونحن إذ نتقدَّم بهذا البرنامج من المفيد القول: إنه ليس خط استراتيجياً لنعمل عليه في إطار طويل المدى، بل هو برنامج مرحلي يركز على رؤية مرحلية من حيث الاستراتيجية والتكتيك.
مدخل إلى البرنامج: - الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) يعمل على ثلاثة خطوط: 1-خط وطني عام: يتلاقى من خلاله الحزب في السياسة مع من يتلاقى معه بغض النظر عن موقعه الأيديولوجي من الأطراف السياسية الأخرى. 2-خط يساري عام: يتلاقى فيه الحزب مع قوى يسارية عروبية وكردية وماركسية على خط وطني ديمقراطي. 3 -خط يساري ماركسي: يسعى من خلاله الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، بالتعاون مع القوى الماركسية الأخرى، إلى التقريب بين وجهات النظر الفكرية-السياسية، الى تجميع الماركسيين السوريين في تجمع يجمع أحزابهم وحركاتهم على أساس قيادة مركزية سياسية مع بقاء تنظيماتهم كمدخل الى التوحد في حزب يجمعهم في تنظيم واحد وبرنامج سياسي واحد. 4-خط يساري ماركسي عام: يهدف من خلاله الحزب إلى السعي نحو التقريب بين وجهات النظر الفكرية والسياسية للأحزاب الشيوعية في المنطقة. تحديد المرحلة: نحن في الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي نرى أن المرحلة الراهنة سورياً هي مرحلة ذات طابع وطني ديمقراطي (المرحلة الراهنة سورياً من حيث الهدف المرحلي هي مرحلة ذات طابع وطني ديمقراطي). المرحلة الوطنية الديمقراطية تعني اجتماعيا أنها مرحلة برجوازية وذات طابع رأسمالي من حيث البنية الاقتصادية – الاجتماعية، وهي تعني كذلك من حيث البنية الدستورية-القانونية. نحن نؤمن بأهداف مرحلية وطنية – ديموقراطية-اقتصادية اجتماعية – تحديثية، ونحن نرى بأن المرحلة السورية في ظل الهيمنة الخارجية على سوريا عبر مسار أزمة2011-2017، تدفع إلى إعطاء الأولوية ل(الوطني)، أي للحفاظ على سورية موحدة ولإخراجها عبر التسوية من أزمتها ثم بعد انجاز التسوية الدخول في كفاح وطني للخروج من هيمنة (الخارج)على (الداخل)، وبالتالي فنحن ننظر للمهمات المرحلية الثلاث الأخرى من خلال نظارة(الوطني)، ونتلاقى مع القوى السياسية الأخرى من خلال ذلك. المرحلة الوطنية الديمقراطية هي مرحلة تستند إلى "البيان الشيوعي "الذي يقول بأنه: في بلد متخلف ما قبل-رأسمالي لا يمكن الدخول في المرحلة الاشتراكية قبل استنفاذ وانجاز كافة مراحل الرأسمالية ويمكن للشيوعيين أن يسعوا عبر التحالفات من أجل انجاز المرحلة الوطنية الديمقراطية كما يمكن للشيوعيين قيادة التحول الرأسمالي.
2. التغيير القادم
مصطفى سعد
تيارات سياسية وفكرية متعددة (شيوعية وإسلامية وليبرالية) وحراك مجتمعي يضم مختلف القوميات انتفضت في وجه شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي سقط عام 1979، ليخلفه الخميني الذي سارع _ومنذ بداية عهده في الحكم إلى إقصاء شركاء الأمس في الثورة حتى نائبه حسين علي المنتظري (المعارض الديني الذي حكم عليه بالإعدام في زمن الشاه) لوصفه ما يجري في البلاد بأنه ديكتاتورية باسم الإسلام. بعد موت الخميني تولى السيد علي خامنئي تشكيل نظام جديد يرتكز على ثنائية المرشد ورئيس الجمهورية بأسلوب وطريقة الخميني؛ لكن الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر أيار من عام 1997 أتت بالرئيس محمد خاتمي الذي تبنى برنامجاً إصلاحيًا وعد من خلاله بتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وأكد على السيادة الدستورية، هذا على صعيد السياسة الداخلية أما على صعيد السياسة الخارجية عمل على بدء عهد جديد مع الولايات المتحدة الأمريكية يختلف عما كان سابقاً، وإلى تحسين علاقات بلده مع دول المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. فكان أول انقسام في الجمهورية الإسلامية بين الشارع الذي انتخب خاتمي بنسبة زادت عن 70% ومؤسسات الدولة التي تدين بالولاء للمرشد والحرس الثوري ومراكز صنع القرار. لكن الشعب الإيراني لم يملأ الساحات حتى عام 2009 بثورته الخضراء إثر فوز المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد في الانتخابات على مير حسين موسوي الذي يعتبر استمراراً لنهج الأسبق خاتمي حيث رفع شعار “إيران أولاً” بعد حصار اقتصادي على إيران بعد أن قررت السلطة متابعة تخصيب النووي عندما رأى الرئيس نجاد ومن خلفه المرشد الأعلى أن السيطرة على القرار السياسي في بغداد وإخفاق أميركا في أفغانستان يعني تراجع للدور الأميركي وضعف منها فبدأت العقوبات الدولية على طهران في 2006. كانت رؤية موسوي تتلخص بأن: الواجب الأول والأهم تحسين الوضع المعيشي وفتح باب الحريات الاجتماعية والسياسية ولا يتم ذلك إلا بالانفتاح على الدول في المنطقة وعدم مجابهة كل من أوروبا وأمريكا. سقوط الأخير جعل أنصاره (الطبقة الوسطى والمثقفين والمتعلمين وفئة الشباب والنساء) يتهمون المرشد الأعلى والمحافظين بتزوير الانتخابات ونزلوا إلى الساحات بتظاهرات ضمت الملايين فكانت الهزة الأكبر في تاريخ إيران منذ ثورتها على الشاه. تم قمع المتظاهرين وقتلهم واعتقالهم وتخوينهم ووصفهم بأنهم عملاء للشيطان الأكبر _الشيطان الذي تحالفوا معه في العراق_ وإسرائيل كما جاء على لسان مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني العميد يد الله جواني. لم ينجح قمع نظام الملالي في إخماد الناس فالشارع ملتهب وساخن وسياسات النظام الشمولي الثيوقراطي زادت في إفقار الناس ورفعت مستوى البطالة وزاد بلل الطين الإيراني حصار البنك المركزي ومنعها من تصدير النفط واستنزاف ثرواتها في حروب إقليمية داخلية كَ (لبنان والعراق واليمن وسوريا)، وكانت نتائج الاتفاق الإيراني-الأميركي زمن الرئيس باراك أوباما مخيبة لآمال الإيرانيين إذ لا تغيير ملموس على الصعيدين الداخلي والخارجي وثبت أن الحصار ليست إلا مشكلة من عدة مشكلات عمرها الآن عقود من الزمن. وعندما تولى الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الحكم في البيت الأبيض وهو الذي يمثل اليمين الشعبوي الأمريكي ويملك رؤية مختلفة عن سابقه أوباما ألغى الاتفاق المبرم بين واشنطن وطهران، وأعاد الحصار والعقوبات على إيران، كما عبرت الإدارة الأمريكية عن عزمها في تغيير سلوك النظام الإيراني وليس إسقاطه أو استبداله ووقوفها لجانب الشعب الإيراني المنتفض بالشوارع والساحات على نظام ثيوقراطي قروسطي يصر على حكم إسلامي وقومي (رغم تعدد القوميات والمذاهب والديانات في إيران) ومساعدته في نيل حقوقه المسلوبة. هدف واشنطن تم الإعلان عنه صراحة عند التدخل الأمريكي العسكري في سوريا فكان أحد أهدافه إخراجها من دمشق ومثله أيضاً من بغداد وصنعاء وبيروت. من المعلوم أن شعوب المنطقة لا تثق بأمريكا ووعودها، و” دعمها” للشعب العراقي خير دليل على ذلك، وأساساً ليس من مصلحة النظام الرأسمالي العالمي القائم استقلال الشعوب ونجاح الثورات خصوصاً في مناطق غنية بالثروات. أخيراً: لنتذكر أن التأميم في العالم العربي بدأه الراحل عبد الناصر في مصر عام 1956 أي بعد تأميم حكومة محمد مصدق في إيران 1951-1953، والتشدد الديني وصل لأوجه في المنطقة بعد وصول حكم ديني لطهران 1979، كذلك الربيع العربي انطلقت شرارته في تونس 2011 بعد الثورة الخضراء 2009. وهنا السؤال الذي يحتاج لإجابة: هل سينجح الشعب الإيراني في تغيير النظام الحالي لينجح بعدها الشعب العربي؟ أم هذه المرة سينجح الشعب العربي في التغيير ونيل حريته واستقلاله لينتج عنه التغيير في إيران؟ مصطفى سعد – كاتب ____________________________
3. الرفيق الدكتور جون نسطة في حوار مع موقع "الشيوعيين الثوريين":
يقول كارل ماركس: إن الأفكار تتحول إلى قوة مادية، عندما يجري تبنيها واستيعابها من قبل الجماهير". إن هذه المقولة الصحيحة للمعلّم الأول، تضع أمامنا نحن معشر الماركسيين مهاما ليست سهلة وليست مؤجلة، في نشر افكار الماركسية والدفاع عنها في اي موقع كنا، وفي كل يوم وساعة. علينا تحويل أفكارنا الصائبة إلى قوة مادية موضوعية تعمل إلى فرض ميزان قوى جديد على الساحة السياسية السورية في المعركة الجارية ضد الاستبداد والفساد والديكتاتورية من جهة، وضد قوى الثورة المضادة وفصائلها السوداء وقوى الاحتلالات الاجنبية من جهة أخرى. علينا ألا نصاب باليأس والإحباط في تحقيق هذه الاهداف الكبيرة والصعبة وخصوصا إذا استطعنا تجيش الجماهير وادخالها إلى ساحات المعارك الجارية، والمهم هو كسب الفئات المنضوية ضمن المنطقة الرمادية والمترددة والتي لم تنضم إلى قوى المولاة او الى قوى المعارضة لحد هذا التاريخ. إن الوضع المتردي جدا للأوضاع المعاشية تدفع اعداد أكبر من هذه الفئة المترددة الى ساحة السياسة وعلينا مهمة ملاقاتها وتوجيهها إلى المسار الصحيح. إن أفكار الماركسية تشكل بحد ذاتها منبعا لا ينضب من المعارف لتحليل الواقع الاجتماعي واستنتاج المهمات المطروحة امام المناضلين الجذريين في سبيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. إن الصراع الجاري على الساحة السياسية السورية هو في جوهره صراع طبقي بين الطبقة المفقّرة والمنهوبة وبين طبقة المستغلين والنهابين والفاسدين والمتسلحين بقوى الأمن والمخابرات والعسف العنفي المرتبطين بمراكز الرأسمال العالمية.
4. ست أساطير حول الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) نادر عازر
تعرّض الحزب الشيوعي السوري منذ تأسيسه عام ١٩٢٤ إلى الكثير من التشكيك والأفكار المغلوطة، وهذا أمر طبيعي، كون الأيديولوجيا التي استمد منها أفكاره تكوّنت في أوروبا ضمن سياق اقتصادي-اجتماعي وسياسي وثقافي مختلف عن البيئة في البلدان العربية. وبعد مسيرة طويلة تخللتها أحداث كثيرة، وإنجازات، وأخطاء، وتدخلات من السوفييت، تعرّض الحزب الشيوعي لانقسامات عديدة انبثق منها أربعة أحزاب تموضعت في مواقع مختلفة بين موالاة السلطة الحاكمة في سوريا، ومعارضتها. وبسبب هذا التشعّب في البيت اليساري، انتشرت حوله العديد من الأفكار الخاطئة، وجرى الخلط بين الأحزاب ومبادئها، وهذا أيضاً أمر طبيعي بالنسبة لغير المطلعين على الشأن السياسي. لكن ما يثير العجب هو كم الأخطاء التي يقع فيها بعض ممن يُسمّون كُتّاباً، أو يعملون في المجال السياسي، حين يتحدثون عن الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، دون أن يُكلّفوا أنفسهم عناء القراءة، ولو قليلاً، قبل الكتابة، حتى باتت طروحاتهم أساطير. ومن أكثر ست مغالطات تكراراً هي: ١-"جماعة" رياض الترك تعتبر إحدى أكثر المغالطات ترسّخاً حول الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) بسبب شهرة أمينه الأول السابق رياض الترك، وتأثيره الفكري على المعارضة السورية منذ السبعينيات. لكن منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣، رأى الترك: بأن التغيير في سوريا لن يتم سوى عبر قوى خارجية، وعلى الطريقة العراقية، بعد يأسه التام من فُرص التغيير داخلياً، كما أراد أيضاً التخلي عن الماركسية كلياً، وتغيير اسم الحزب. تعاظمت الخلافات داخل الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، وفي نيسان ٢٠٠٥ اتّجه رياض الترك، ومن أيّد أفكاره، إلى تأسيس "حزب الشعب". أما من بقي متمسكاً بالماركسية، وبالخط الوطني الديمقراطي، وبرفض الاستعانة بالخارج، فقد عقدوا كونفرانساً في أيار ٢٠٠٥ أكدوا فيه على استمرار الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، وأن مؤتمر "حزب الشعب" هو تأسيس لحزب جديد، وليس استمراراً لحزبنا. ٢-تحالف مع "الإخوان المسلمين" تُثار بين الحين والآخر عبارات مثل أننا كنا متحالفين مع جماعة "الإخوان المسلمين"، أو أن يتم الخلط بيننا وبين تحالف "حزب الشعب" معهم عام ٢٠١١ في تأسيس "المجلس الوطني السوري" ومن ثم "الائتلاف"عام2012. منذ أحداث مجزرة مدرسة المدفعية التي ارتكبها تنظيم الطليعة المقاتلة التابع للإخوان المسلمين عام ١٩٧٩ اتخذ الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) موقفاً سكوتياً عن ممارسات الإخوان العُنفية، مُركزّاً على "التناقض الرئيسي" الذي اعتبره مع السلطة الحاكمة، وطارحاً برنامجاً للتغيير الوطني الديمقراطي، الذي أصبح مع ولادة "التجمع الوطني الديمقراطي" برنامجاً لخمسة أحزاب، إلى جانب حزبنا، وهي: حزب الاتحاد الاشتراكي، وتنظيم 23 شباط، وحركة الاشتراكيين العرب (أكرم الحوراني)، وحزب العمال الثوري العربي. لكن مع بدء ميلان ميزان القوى لصالح السلطة الحاكمة في نيسان ١٩٨٠، ظهرت طروحات في "التجمع الوطني الديمقراطي" وحزبنا، بوجوب تخفيف وتيرة الخط المعارض المتشدّد، والتخلّي عن التكتيك السكوتي عن ممارسات "الإخوان المسلمين" لتفادي ضربات السلطة. لكن رياض الترك عارض هذه الطروحات التي كانت أكثرية في اللجنة المركزية باجتماع أوائل أيلول1980، وكان مقرراً عقد (كونفرانس)في كانون أول1980 لحسم الموضوع، لولانشوب حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة على حزبنا في تشرين أول1980 وما أعقبها من سبع حملات اعتقال شنتها السلطة الحاكمة للقيادة والكوادر والأعضاء في الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) استمرت عشر سنوات حتى عام1990.استطاع حزبنا ترميم نفسه ومواصلة العمل السري طوال الثمانينيات والتسعينيات. جرت عملية إعادة ترميم الحزب عام ٢٠٠١، وبعدها بعشر سنوات مع اندلاع الأزمة السورية ساهمنا بتأسيس "هيئة التنسيق الوطنية" التي رفضت العنف المسلح، والتدخل الخارجي، وتطييف الانتفاضة، وأسلمتها، وأيدت الحل السلمي. نحن الآن في عام ٢٠٢٠، وما يزال العديدون يعتقدون أن موقف السكوت عن ممارسات الإخوان في الثمانينيات كان "تحالفاً"، وأن "حزب الشعب" الذي تحالف مع الأخوان المسلمين عام ٢٠١١، هو نحن! ٣-الابتعاد عن الماركسية تنهال انتقادات بشكل متواصل، وخاصة من قبل مُتبني الفكر الماركسي-اللينيني، وعشاق ستالين، حول أطروحات الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) وتحليلاته ورؤيته وبرنامجه السياسي، ويكيلون له تهماً بأنه بعيد عن الماركسية، وأن القائمين عليه سطحيون وجاهلون، لم يفهموا النظرية ولا يعرفون التحليل. وكأن الماركسية قالب فكري جامد لا يتغيّر، مُفصَّل على مقاس عقولهم، ومستوى فهمهم، يضعونه أينما يشاؤون، ويحشرون الواقع فيه ليبدو كما يريدون هم، وليس كما هو. إن قولبة وتحجير المنهج الماركسي والتعامل معه بدوغمائية يناقض تماماً جوهر الماركسية نفسه، الحي والإنساني والمبدع، والهادف إلى إنشاء مجتمع أكثر عدلاً، وتحرير الطبقة العاملة لذاتها، والإنسانية من قيودها، ومن القوى التي تستغلها، بدون استثناء، وهذا يشمل أيضاً الدول والأنظمة الاستبدادية التي ادّعت، ولا تزال تدّعي، تبنّي التحرر والاشتراكية، ومحاربة الإمبريالية، ومقاومة قوى الاستكبار، وتحرير فلسطين، فيما هي تدعس على الكرامة الإنسانية، وتستغل طبقتها العاملة، وتغرّبها عن ذاتها، وتسجنها وتعذبها وتقتلها، وتغصبها بواقع رغماً عن أنفها، وتقمع حرية التعبير والتفكير. وكأن طريق المقاومة والتحرير لا يمر إلا عبر الاستبداد وعلى جثث الناس، وليس عبر مجتمع حر وصحّي وديمقراطي، يتطور طبيعياً لتكون المقاومة جزءاً عضوياً من نسيجه، وخياراً راسخاً يشترك في صياغته الجميع دون إقصاء! لا يُظهر تمسّك هؤلاء "الشيوعيون" بالماضي، سوى القمع الذهني المزمن الذي يعانون منه، وعبادتهم للفرد، وعدم جرأتهم على التفكير أو التحليل بشكل مستقل وإبداعي، ولم يخرج منهم أي مفكّر له كتاب واحد يُقرأ، وإنما كلها كليشيهات وشعارات مكررة، ومعظم مؤلفاتهم عبارة عن محاولات لتبرير إجرام وقمع من يتبعونهم ويعتبرونهم قدوتهم، ويعيشون على ما يعتقدونها أمجاد الماضي، وباتوا أسرى لتحليلات جرت في زمان ومكان معينين، لا يمكن تطبيقها على أزمنة وأمكنة أخرى. ما يتبناه الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) واضح في برنامجه السياسي، من حيث قطعه مع الكثير من المفاهيم والممارسات التي مارسها الشيوعيون، لتفعيل وتبيئة الماركسية مع المجتمع المحلي في رؤية جديدة للماركسية، بوصفها منهجاً تحليلياً يتم تطبيقه على زمان ومكان معينين وفقاً لجدل العام-الخاص والداخل-الخارج، من أجل إنشاء رؤية سياسية للواقع القائم وتوليد برنامج سياسي -اقتصادي-اجتماعي -ثقافي لمرحلة محددة. ٤-الديمقراطية بدعة برجوازية نفس المجموعة الدوغمائية المذكورة ، التي تهاجم الآخرين فقط لإظهار أنها متمسّكة بالفكر "القويم"، تخلط بين المبادئ الديمقراطية، والطبقة البرجوازية، والفلسفة والسياسة الليبرالية، وكأنها ليست أشياء منفصلة عن بعضها البعض، أو أن الزمن توقف عند مصطلحات لينين عندما سمّى، قبل أكثر من مائة عام، ما يحدث في الدول الرأسمالية بـ "الديمقراطية البرجوازية"، وكأن هيكلية الدول الرأسمالية هي نفسها دون أي اختلاف، ولم تتغير وتتطور على مدار الزمن، وكأنه لا يزال الذكور البرجوازيون هم فقط من يملكون حق الانتخاب، أو أن النظام السياسي والانتخابي في الولايات المتحدة هو نفسه في الهند أو البرازيل أو السويد أو اليابان! الديمقراطية في إحدى تعريفاتها المبسطة هي "حكم الشعب لنفسه"، وهي حق طبيعي للإنسان بالتعبير عن إرادته بحرية وشفافية مكفولة في الدساتير، ضمن هياكل تفصل السلطات الرئيسية عن بعضها، وتضمن تداول السلطة تحت الرقابة الشعبية. وهي مسيرة طويلة، تحتاج إلى قوانين كثيرة لتحصينها وترسيخها، وبناء نظام يشمل الجميع وفق ظروفهم المحلية. الاشتراكية لا يمكن فصلها عن السياق الديمقراطي، ولا يمكن إقصاء الطبقة العاملة عن هذه العملية، فهم من يملكها ومن ينفذها ويديرها، وإلا تحولّ تمثيل العمال، رغماً عنهم، عبر "طليعة ما" إلى استبداد وقهر. أما الليبرالية فهي فلسفة سياسية تبنّت مجموعة أفكار ومبادئ منها حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحر، والحقوق المدنية، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية. رغم تناقضات الليبرالية، وعيوبها العميقة، واستبداد السوق الحر الشنيع، والحروب والدمار الذي سببته، لكنها تبقى أقل سوءاً من الاستبداد الأكثر توحشاً في الدول التي ادعت وتدعي الاشتراكية والشيوعية وتحرير الإنسان. إن تبنّي الليبرالية لمبادئ ديمقراطية وتحررية، لا يجعلها ملكاً حصرياً لها، ولا يجعل الديمقراطية نجسة، ولا حرية التعبير شريرة، وبالتالي يتوجب محاربة الليبرالية عبر محاربة كل ما تتبناه! ومعروف للجميع، أن نسبة كبيرة من "الشيوعيين" السابقين، أو المتمسكين بنسخه اللينينية والستالينية هم مثل أي متشدد آخر بالنسبة للغرب الرأسمالي "الكافر"، فهم يشتمونه ويلعنونه أمام الناس، فيما هم إما يعيشون فيه ويتلقون منه المعونات الاجتماعية والرعاية الصحية، أو يتمنون الهجرة إليه، وإرسال أولادهم للدراسة والعمل فيه، فيما يطلبون من الطبقة العاملة في بلداننا الصبر والتحمل، ويضعون كل أسباب مآسيهم في رقبة الإمبريالية والصهيونية (وكأن اتحادهم السوفييتي لم يكن أول دولة تعترف بالكيان الصهيوني!). ٥-الشيوعية هي ديكتاتورية وقمع في الجهة المقابلة لليسار المتشعّب، سواء ليبراليين أو محافظين أو إسلاميين، هناك اتهامات مُبسّطة وجاهزة لحزبنا، قبل أن تقرأ عنه شيئاً، ولمجرد وجود كلمة "شيوعي" في اسمه، فتربطه مباشرة بالاستبداد وبالاتحاد السوفييتي السابق، والصين، وحتى كوريا الشمالية، وكأننا فرع أو امتداد لهذه القوى، أو أن تبنيها هي لأفكار "شيوعية" يجعل الشيوعية نفسها نجسة، تماماً كما تتبنى الليبرالية المبادئ "الديمقراطية". حزبنا، وكما هو واضح ومعروف، كان معارضاً لتدخلات السوفييت وسياساتهم، وتبعية الأحزاب الشيوعية لهم، وعبادة الفرد، وممارساتهم الاستبدادية، وموقفهم من الكيان الصهيوني. ونحن أول حزب يساري سوري يتبنى "الديمقراطية" منذ العام ١٩٧٨ بعيداً عن مفاهيم "الديمقراطية الشعبية" و "الديمقراطية الثورية" مع بلورة "برنامج تغيير وطني ديمقراطي". وبالتالي فإن الديمقراطية جزء لا يتجزأ من سياسات الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) وحياته الداخلية. من الطبيعي أن يجد العديد من الناس صعوبة في التمييز بين مصطلحات كالاشتراكية والماركسية والشيوعية. فالماركسية يمكن تعريفها بأنها منهج لتحليل مجتمع ما، في مكان وزمان معينين، لاستخراج برنامج سياسي يطرح طرق حل مشكلات المجتمع. أما الشيوعية كفكرة تصورية لمجتمع خالٍ من القهر والاستغلال والطبقات، فهي كانت موجودة قبل ماركس بكثير، عند العديد من الفلاسفة. وما فعله ماركس هو أنه أوجد منهج تحليلي ثوري للوصول إلى هكذا مجتمع، وبالتالي سمي نهجه بـ "الماركسية". (ويمكن أن تختلف تعريفات الشيوعية، وستختلف في المستقبل، لأن وجود هكذا مجتمع يتطلب شروطاً عديدة لا تتوفر في عالم اليوم، وهذا ما ستصيغه الأجيال القادمة حسب النمط الاشتراكي الذي سيصلون إليه، قبل الدخول في مراحل اجتماعية أرقى). ٦-الإلحاد ومعاداة الدين معظم الأطراف المحافظة والدينية، تدّعي بأن الشيوعية تنشر الإلحاد وتحارب الدين وقيمه، وكدليل على كلامهم يُعيدون تكرار جملة واحدة، لا يعرفون غيرها، مما كتبه كارل ماركس بأن "الدين أفيون الشعوب"، وهي إحدى أكثر الجمل، عبر التاريخ، التي أسيء فهمها، وأخرجت من سياقها، ويمكن معرفة ما قصده ماركس، ببساطة، عبر قراءة الفقرة التي ورد بها الاقتباس أعلاه في مقدمة مؤلفه: "مساهمة في نقد فلسفة الحق عند هيغل". بالنسبة للحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، فإن الماركسية ليست كل كلمة وكل حرف قاله ماركس، وليست عقيدةً أو دين، ولا رؤية فلسفية للنظام الكوني-الطبيعي، بل يرى الحزب حرية الماركسي في أن يعتقد ما يراه من معتقدات (دينية أو غير دينية)، وأن يمارس ما يراه من شعائر وطقوس دينية (أو لا يمارس) وفقاً لما يعتقده، لتكون الماركسية، بناءً على ذلك، محصورة في إطار اقتصادي-اجتماعي -ثقافي -سياسي، في حالة من الفصل بين العقيدة الشخصية والاتجاه السياسي الحزبي. كخاتمة، فإنه من بديهيات الكتابة عن أي موضوع أن يُجري كاتبه بحثاً، ولو سريعاً، حول ما سيتحدّث عنه ويعرضه للناس، حتى يكون له احترام ومصداقية، والأمر ينطبق على الكتب والدراسات والمقالات، وحتى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي. عدا ذلك، تتحول الكتابة إلى نشاط غريزي ورغبويّ، تتشوه فيه الحقائق، وتتحول إلى ترّهات وأساطير. ----------------------------------------------------------------------------------------
5. السِّياسة الإسرائيلية تجاه سوريا 2011 - 2019 إليزابيث تسوركوف مصدر الدراسة مركز دراسات الشرق الأوسط
ترجمة هيئة التحرير المقدّمة ولّد الصراع في سوريا نقاشاً وجدلاً ساخناً. ونتيجة لذلك، أنتجَ أيضاً قدراً هائلاً من التحليل والرأي الذي سعى إلى وصف جذور النزاع، وأهميته المعنوية والسياسية، ووضعْ الحلول لتحسينه. أحد الأبعاد الرئيسية للحرب في سوريا كان دور الجهات الفاعلة الخارجية. لقد كُتِبَ الكثير من الدراسات في دراسة تدخل الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب دور الجهات الفاعلة الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا والإمارات العربية المتحدة وقطر، في تشكيل معالِم ونتائج التطوُّرات على أرض. ومع ذلك، هناك قوة إقليمية في الشرق الأوسط لم تحظ باهتمام كافٍ من حيث دورها وتوجهها السياسي نحو الحرب في سوريا وهي "إسرائيل". تسعى الباحثة إليزابيث تسوركوف في هذه الورقة، وهي المرشّحة لتنال الدكتوراه في جامعة برينستون، إلى ملئ هذا الفراغ. تدرس تسوركوف بناءاً على قراءة للسياسة الإسرائيلية الداخلية، الجدل الدائر داخل إسرائيل حول سوريا، ومخاوف الأمن القومي الذي يثير هذا النقاش. وهي توثق أيضاً، استناداً إلى أبحاث مستفيضة، خطوات التدخل الإسرائيلي من 2011 إلى 2019. يفخر مركز دراسات الشرق الأوسط بنشر هذه الورقة. لقد كان لدينا اهتمام طويل الأمد في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في 2011 وحتى اليوم. تفويضنا كمركز هو تعزيز بحث وتفاهم جديد حول مجتمعات وسياسات الشرق الأوسط. هذه الورقة تساعدنا تحقيق هدفنا. نأمل أن يستفيد القراء من نشرها. نادر الهاشمي مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، أستاذ مشارك في مركز الشرق الأوسط والسياسة الإسلامية، مدرسة جوزيف كوربل للدراسات الدولية، جامعة دنفر. السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا 2011-2019 خضعت السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا للتغييرات خلال الانتفاضة السورية وما تلاها من حرب أهلية. يتعلق هذا بمدى المشاركة الإسرائيلية المباشرة في الحرب. ومع ذلك، ظلت المبادئ التي توجه السياسة ثابتة، مع التركيز على ردع التهديدات المتصوَّرة لأمن إسرائيل من الساحة السورية، وكذلك استغلال التطوُّرات في سوريا لتحسين صورة إسرائيل الدولية وإضفاء الشرعية على احتلالها وضمها إلى مرتفعات الجولان. تعتبر القيادة الإسرائيلية سياستها تجاه سوريا محايدة لأن إسرائيل لم تتبنّى موقفاً من نتائج الحرب الأهلية ولم تتدخل في الحرب لضمان نتيجة مفضلة. ومع ذلك، فإن الأطراف المتحارِبة في سوريا غالباً ما تنظر إلى إسرائيل على أنها متحالفة مع مصالحهم، ويمكن أن يشير كلاهما إلى القرارات والسياسات الإسرائيلية لتعزيز مطالبهم. تهدف هذه الورقة إلى تقديم تحليل شامل لسياسات الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بسوريا من عام 2011 إلى عام 2019، والمنطق وراءها، وتأثيرها على أرض الواقع. السياسات الإسرائيلية تجاه نظام البعث قبل انتفاضة 2011 رسمياً، إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948. وعلى الرغم من ذلك، فمنذ اندلاع حرب يوم الغفران تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، كانت حدود إسرائيل مع سوريا هي الأهدأ. أقام نظام حافظ الأسد مع تجنُّب المواجهة المباشرة مع إسرائيل علاقة مع إيران وسمح للحرس الثوري الإيراني بتأسيس منظمة حزب الله الشيعية المسلحة في لبنان في عام 1982، ثم نقل الأسلحة إليها. أدّى الحفاظ على حدود هادئة مع إسرائيل مع دعم حزب الله بشكل غير مباشر إلى جعل واضعي السياسات الإسرائيليين ينظرون إلى نظام الأسد على أنه "الشيطان الذي نعرفه"، وهي عبارة صاغها رئيس الوزراء آرييل شارون. أجرى العديد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين خلال التسعينات والألفينات جولات عقيمة من مفاوضات السلام مع نظام الأسد. فشلت المفاوضات، جزئياً، بسبب سوء التوقيت السياسي، والخلافات حول ترسيم حدود 4 حزيران/يونيو 1967 - الذي كان من المتوقع أن تنسحب إليه إسرائيل مقابل السلام مع سوريا – ورفضْ سوريا قطع العلاقات مع إيران و حزب الله. استمرَّ النزاع غير المباشر أثناء إجراء المفاوضات وبين جولات المفاوضات- وفي بعض الأحيان المباشر، ولكن غير المُعلَن - بين إسرائيل وسوريا. واصلَ نظام الأسد نقل الأسلحة إلى حزب الله، وشنَّت إسرائيل من حين لآخر هجمات في سوريا، وأبرزها اغتيال عماد مغنية، أحد كبار قادة حزب الله، في دمشق عام 2008 ، والهجوم على منشأة الكُبر النووية في سوريا، دير الزور في عام 2009. سياسات إسرائيل في أعقاب اندلاع الانتفاضة السورية الخوف من "شتاء إسلامي" تبنَّت القيادة السياسية والعسكرية المحافظة لإسرائيل في أعقاب اندلاع الانتفاضات العربية ، مقاربة حَذِرة، مدفوعة بالغريزة لاستباق التهديدات بدلاً من تحديد الخيارات. أعرب قائد الجبهة الداخلية في جيش الدفاع الإسرائيلي، الجنرال إيال أيزنبرغ، عن هذا الموقف في خطاب ألقاه في أيلول/سبتمبر 2011 قدَّم فيه تقييم جيش الدفاع الإسرائيلي بأن التهديد بحرب إقليمية قد زاد نتيجة للآثار المُزَعْزِعة للاستقرار الناجمة عن الانتفاضات، قائلاً "تسمّى انتفاضات "الربيع العربي" لكنها قد تتحول إلى شتاء إسلامي جذري". صرَّح العميد إيتاي برون، رئيس الاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهي الهيئة الإسرائيلية الرئيسية المسؤولة عن صياغة تقييمات المخابرات، في خطاب ألقاه في الشهر نفسه بأنه "من الممكن أن تكون الأنظمة السياسية التي سيتم إنشاؤها في العالم العربي أكثر انفتاحاً وتعدُّدية، ولكن لا تزال هناك عوائق كبيرة أمام ظهور الديمقراطية على النّمط الغربي في العالم العربي". وأضاف برون أنه على الرغم من أن المحتجّين في جميع أنحاء العالم العربي ليس لديهم أيديولوجية سياسية واضحة، فإن "العداء لإسرائيل يخدم بالفعل كقاسم مشترك" بين المحتجين في الربيع العربي. وفي آذار/مارس 2012، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضاً عن مخاوفه من صعود الإسلاميين بسبب الانتفاضات في جميع أنحاء العالم العربي، على غِرار أحداث ثورة 1979 في إيران. تجنَّبت إسرائيل، بدافع من هذا النهج الذي يتسم بالخوف والحذر، طوَال الحرب الأهلية السورية برمّتها، اتخاذ موقف فيما يتعلق بنظام الأسد. أدان نتنياهو النظام بسبب فظائعه المتعلِّقة بحقوق الإنسان، لكنه لم يطالب الأسد بالتنحي أو بالتدخل الدولي لإزاحته عن السلطة. كما دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى تبنّي مثل هذا الموقف، لكن تمَّ رفضه من قبل مكتب رئيس الوزراء، والذي تمخَّض عنه في مداولات داخلية بأن مثل هذا البيان يخدم رواية الأسد بأن إسرائيل كانت من بين القوى المتآمرة ضد نظام "المقاومة" في دمشق. الأسلحة الكيميائية لطالما نظرت إسرائيل إلى مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية كتهديد لأمنها. بعد آب/أغسطس 2012، عندما صرَّح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا سيكون "خط أحمر"، استغلت إسرائيل البيان لحثها على اتخاذ إجراء أمريكي ضد النظام. وفي عام 2013، عندما بدأ نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجمات المنخفضة الخسائر التي فضلت إدارة أوباما أن تتجاهلها، سرَّب المسؤولون الإسرائيليون معلومات استخبارية بشأن حركة الأسلحة الكيميائية في سوريا والهجمات التي ارتكبها النظام. في أواخر آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2013، بعد أن نفذ نظام الأسد هجومه الأخطر على الأسلحة الكيماوية، منتهكاً بشكل صارخ "الخط الأحمر للرئيس أوباما"، دعمت إسرائيل انتقاماً أمريكياً محدوداً ضد نظام الأسد، ورأت أن تطبيق "الخطوط الحمراء" الأمريكية أمر مهم لردع إيران من تطوير أسلحة نووية. عندما تراجعت إدارة أوباما عن التزامها بتنفيذ الخط الأحمر، سعى المسؤولون الإسرائيليون بسرعة إلى استغلال الموقف لتحقيق هدف إسرائيلي مختلف: نزع تهديد سلاح الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد. يختلف المسؤولون الإسرائيليون في رواياتهم فيما يتعلّق بدور إسرائيل في اقتراح حل لنزع السلاح الخاضع للإشراف، لكن إسرائيل رحَّبت بحذر بالصفقة التي تمَّ التوصُّل إليها بوساطة روسية. عندما أصبح من الواضح أن نظام الأسد لم ينزع سلاحه بالكامل واستمرَّ في استخدام الأسلحة الكيميائية، لجأ المسؤولون الإسرائيليون مرة أخرى إلى تسريب المعلومات الاستخباراتية إلى المنافذ الغربية 2013: الخطوط الحمراء الإسرائيلية والمساعدات حافظت إسرائيل في أول عامين من الانتفاضة، على سياسة عدم التدخُّل في الأحداث الجارية في سوريا. استندت هذه السياسة إلى الرأي القائل بأن الانتفاضة والحرب الأهلية اللاحقة كانت شأناً داخلياً، ومن غير المرجَّح أن يكون لها تأثيرات مباشرة على أمن إسرائيل. في البداية، قدَّر مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي أن الأسد سوف يسقط بسرعة. أثرت أيضاً الخبرة السابقة في لبنان، حيث تدخلت إسرائيل في حرب أهلية مستمرة وفشلت في تشكيل النتيجة المرجوة منها، على تفكير القادة الإسرائيليين. في عام 2013، عندما اقترب القتال من مرتفعات الجولان المحتلة، أوضحت إسرائيل علانية سلسلة من "الخطوط الحمراء" التي من شأنها أن تقودها إلى التدخل في سوريا لحماية مصالحها، وهي: إطلاق النار عبر السياج على مرتفعات الجولان أو إسرائيل، نقل أسلحة "تغيّر اللعبة" إلى حزب الله اللبناني مثل الصواريخ الموجّهة بدقة والأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيميائية، وإنشاء البنية التحتية الهجومية من قبل نظام الأسد وحلفائه في المناطق المتاخمة لسور مرتفعات الجولان. في أواخر عام 2012 ، أقامت وحدة الاستخبارات البشرية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، والمعروفة باسم الوحدة 504، اتصالاً أوّلياً مع المتمرِّدين الذين يعملون حول بريقة في القنيطرة في أعقاب المبادرة الشخصية لأحد ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي للتحدُّث مع المتمرِّدين الذين رآهم عبر السياج. وفي 16 شباط/فبراير 2013، طلب أحد قادة المتمرِّدين الذين أقاموا علاقة مع المخابرات الإسرائيلية إجلاء سبعة من مقاتليه الذين أصيبوا في القتال مع قوات النظام. كانت هذه أول عملية إخلاء. ووفقاً للمعايير الأولية للصّفقة، زوَّد المتمرِّدون إسرائيل بالمعلومات الاستخبارية وحموا حدودها في مقابل الحصول على الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية المحدودة للقرى التي يسيطر عليها المتمردون في القنيطرة ومساعدة عسكرية محدودة للمتمرِّدين المحليين في جنوب سوريا. وكان الهدف من المساعدة هو خلق النوايا الحسنة بين المدنيين وبين والمتمردين وضمان الاستقرار على طول الحدود. هذه المساعدة الطبية المحدودة الأوَّلية للمقاتلين فقط ستتحول لاحقاً إلى مشروع إنساني أكبر بكثير يحصل من خلاله حوالي 12000 من المتمردين والمدنيين السوريين على الرعاية الطبية في المستشفيات والعيادات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان. قبل ذلك بفترة وجيزة، في عام 2012، بدأت إسرائيل في تنفيذ غارات جوية لتعطيل شحنات الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا. الدبلوماسية العامة في إسرائيل- Hasbara أبلغت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الفور عن دخول المرضى السوريين إلى إسرائيل بشكل أوَّلي وعرضت تغطية متقطعة ومختلطة لعمليات الإجلاء الطبي الإضافية إلى إسرائيل. في البداية، كان المسؤولون الإسرائيليون يتردَّدون في التعليق على العملية، لكنهم على ما يبدو يدركون إمكانات العلاقات العامة، وبدأوا في منح وسائل الإعلام الوصول إلى المرضى السوريين، طالما تمَّ إخفاء هويتهم، لضمان سلامتهم عند عودتهم إلى سوريا. مع توسُّع عمليات المساعدات الإسرائيلية، توسَّعت حملة العلاقات العامة من حولها، حيث أنتج جيش الدفاع الإسرائيلي مواد بلغات متعدِّدة حول المساعدات التي تمَّ جلبها إلى سوريا عبر الجولان والمرضى الذين عُولِجوا في إسرائيل. ترسيخ السيطرة على الجولان المحتل كان الهدف الآخر لسياسة إسرائيل طوال الحرب هو زيادة القبول الدولي لاحتلال وضم مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. وحتى عام 2019، لم تعترف أي دولة بضم إسرائيل للجولان. أدلى المسؤولون الإسرائيليون منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، واستغلال الاضطرابات في سوريا والوضع الدّولي المنبوذ لنظام الأسد، ببيانات علنية وخطوات رمزية، مثل عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء في الجولان المحتل، بهدف الإشارة إلى أن إسرائيل سوف لا تتخلى عن السيطرة على الأراضي. دفعت إسرائيل بشكل خاص إدارتيّ أوباما وترامب إلى الاعتراف بضم إسرائيل. أسفرت هذه الجهود عن اعتراف غير مسبوق من قبل إدارة ترامب بضم الجولان في آذار/مارس 2019. زادت إسرائيل على أرض الواقع في الجولان، من جهودها لدمج المجتمع الدرزي في إسرائيل من خلال تشجيع الحصول على الجنسية الإسرائيلية والمشاركة في الانتخابات المحلية ، التي أجريت لأول مرة في مجتمعات الجولان الدرزية في تشرين الأول/أكتوبر 2018. دفع الولايات المتحدة للتدخل ظهرت خلافات بين صانعي السياسة الإسرائيليين في 2013-2015، فيما يتعلق بالنتيجة المفضّلة للحرب، عندما اكتسبت الجماعات الإسلامية والجهادية مكانة بارزة بين المعارضة المسلحة السورية وزادت إيران من مشاركتها في سوريا،. رأى البعض داخل جيش الدفاع الإسرائيلي والمؤسّسة السياسية أن الجماعات الجهادية هي التهديد الرئيسي لإسرائيل وتمنّوا أن يرى الأسد يستعيد سيطرته على سوريا. في حين رأى آخرون أن علاقات النظام الوثيقة مع إيران وحزب الله ونفوذهم المتزايد في سوريا هي التهديد الرئيسي. تتجلّى هذه الخلافات في تسريبات متناقضة بشأن مواقف إسرائيل من نظام الأسد بينما توحّد المسؤولون الإسرائيليون إلى حدٍ كبير في اعتقادهم بأنه ليس دور إسرائيل هو التدخل في سوريا، فقد أيَّد البعض التدخل الأمريكي لدعم المتمرِّدين السوريين أو معاقبة نظام الأسد على تجاوزاته. عندما توقع المسؤولون الإسرائيليون الإطاحة بنظام الأسد بحلول منتصف عام 2013، دفع المسؤولون الإسرائيليون الولايات المتحدة من أجل مزيد من المشاركة مع المعارضة المسلحة للسّماح لإدارة أوباما بتشكيل نتيجة الحرب. مع تطرُّف المعارضة وتنامي التورُّط الإيراني في سوريا نيابة عن نظام الأسد، فضَّل بعض المسؤولين الإسرائيليين أن تستمر الحرب، حيث يرون أن كلا الطرفين معادٍ لإسرائيل. في منتصف عام 2013، بدأت غرفة عمليات سرية تتألف من العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية والمخابرات الأردنية والمخابرات في الخليج العربي المعروفة باسم قيادة العمليات العسكرية (MOC) في نقل المساعدات إلى فصائل الجيش السوري الحر العاملة في جنوب سوريا. وفي أوائل عام 2014، وسَّعت (MOC) بشكل كبير من تقديم المساعدات وبدأت أيضاً توفير التدريب لمقاتلي الجيش السوري الحر. رافقَ هذا التوسُّع النوعي والكمي في المساعدة تشكيل الجبهة الجنوبية، التي توحَّدت من خلالها عشرات من فصائل الجيش السوري الحر العاملة في جنوب سوريا. من خلال السيطرة على صرف الرواتب والأسلحة ، تمكنت (MOC)من وضع ما يشبه السيطرة الموحَّدة، ولكن الأجنبية، على الجبهة الجنوبية. دفع غياب الجماعات السلفية أو الجماعات الجهادية في الجبهة الجنوبية المسؤولين الإسرائيليين إلى اعتبار هذا التجمُّع قوة إيجابية يجب دعمها. ومع ذلك، لم تنجح الجهود الإسرائيلية لإقناع إدارة أوباما بزيادة الدعم للجبهة الجنوبية. حماية دروز قرية "الحضر" من عام 2014 إلى منتصف 2018، بقيت فقط قطعة صغيرة من الأرض على طول السياج مع الجولان المحتل تحت سيطرة نظام الأسد. شملت هذه المنطقة بلدة الدروز في حاضر. انضمَّ دروز حضر على عكس الدروز في السويداء الذين تهربوا إلى حد كبير من الخدمة العسكرية واختاروا سياسة الحياد في الحرب الأهلية، إلى الميليشيات الموالية للنظام بأعداد كبيرة. أصبحت الحضر مكانًا للتجنيد والتنظيم لشبكات حزب الله. قاد سمير القنطار، وهو ناشط لبناني درزي أدِين بقتل عائلة إسرائيلية واثنين من رجال الشرطة الإسرائيليين في شمال إسرائيل في عام 1979 وأطلق سراحه فيما بعد في تبادل بين إسرائيل وحزب الله، هذه الشبكة حتى اغتالته إسرائيل في عام 2015. وتمَّ شنّ هجومان على الأقل ضد القوات الإسرائيلية من بلدة الحضر. على الرّغم من وجود شبكات حزب الله في الحضر ومبادرات إسرائيل الفاشلة مع سكانها، حذرت إسرائيل المتمرِّدين السنّة من مهاجمة البلدة، سرَّاً وعلناً. إن هذا القرار بحماية بلدة ذات وجود لحزب الله يوضِّح تأثير المجتمع الدرزي على صنع القرار الإسرائيلي. ينبع هذا التأثير، إلى حدٍ كبير، من القوة السياسية للطائفة الدرزية في إسرائيل، والتي تضم في صفوفها العديد من الناخبين من الأحزاب اليمينية (الحاكمة)، والمسؤولين المنتخبين، وقادة الجيش الإسرائيلي رفيعيّ المستوى. روسيا تتدخل كان قرار روسيا بالتدخل المباشر في حرب سوريا في أيلول/سبتمبر 2015 موضع ترحيب في البداية من قبل بعض قادة إسرائيل الذين كانوا يأملون أن تتمكن روسيا من سحب الأسد من مدار إيران . بيد أن الأسد استغل التدخل للتلاعب بإيران وروسيا عن بعضهما البعض لاستخراج نفس القدر من المساعدة لتحقيق أهدافه العسكرية. أنشأت إسرائيل وروسيا قبل تدخل روسيا بفترة وجيزة، آلية لإزالة النزاع للسماح للطائرات الإسرائيلية بمواصلة العمل في المجال الجوي السوري. ولكن لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاقية. نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية الخطوط العريضة الأكثر شمولاً للصفقة، مشيرة إلى بطاريات S-300 و S-400 التي يديرها أفراد روس في سوريا: "ستبلّغ إسرائيل روسيا في وقت مبكر بنيتها في العمل في سماء سوريا. وسيكون الإشعار عاماً ولن يتضمن تفاصيل العملية. في المقابل، لن تزاحم روسيا في طائراتها طائرات سلاح الجو (الإسرائيلي) ولن تشغّل أنظمة دفاعها الجوي في سوريا، بما في ذلك البطاريات المتقدمة S-300 و S-400. "47. يمكن لإسرائيل بموجب هذا الاتفاق، أن تشنّ ضربات ضد أهداف إيرانية في سوريا، بما في ذلك شحنات الأسلحة إلى حزب الله اللبناني وهي تمرّ عبر سوريا إلى لبنان. ومع ذلك، فإن الكرملين المهتم باستقرار حكم بشار الأسد، حذر إسرائيل من مهاجمة أهداف نظام الأسد. سعى المسؤولون الإسرائيليون اعترافاً بتزايد نفوذ روسيا في سوريا، إلى إقامة علاقة عمل وثيقة مع القيادة العسكرية والسياسية الروسية. وأوفدت إسرائيل عشرات الوفود رفيعة المستوى إلى روسيا، بما في ذلك لقاءات متعدِّدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ضغط المسؤولون الإسرائيليون في هذه الاجتماعات، التي عقدت في عامي 2016 و2017، على الروس لحماية ما تعتبره الحكومة الإسرائيلية مصالح حيوية في سوريا - لا سيما منع إقامة وجود إيراني طويل الأجل في سوريا ووقف نقل الأسلحة إلى حزب الله. أجرى المسؤولون الإسرائيليون اجتماعات مماثلة مع مسؤولي إدارة أوباما وترامب. وبدت روسيا غير مهتمة أو غير قادرة على الحَدْ من النفوذ الإيراني في سوريا، في الوقت التي بدا أن إدارتي أوباما وترامب انفصلت إلى حد كبير عن سوريا. استعادة النظام جنوب سوريا تمكّن نظام الأسد بفضل الدعم العسكري من روسيا وإيران بدءاً من العام 2016، من عكس مسار الحرب 2016. حيثُ تمّت استعادة العديد من الجيوب التي يسيطر عليها المتمرِّدون والمناطق التي تسيطر عليها داعش، بما في ذلك شرق حلب وشمال حمص وجبال القلمون ودير الزور والغوطة الشرقية ومنطقة وادي بردى من قبل نظام الأسد في الفترة من 2016 إلى 2018. وفي صيف عام 2017، أصبح من الواضح أن النظام سيسيطر في النهاية على جنوب سوريا. حاولت إسرائيل قبل الهجوم الذي يلوح في الأفق، تأمين مصالحها، وعلى رأسها منع وجود القوات الإيرانية والميليشيات التي تدعمها إيران في جنوب سوريا. وطالبت إسرائيل بمنطقة عازلة طولها 60 كيلومتراً لن يسمح فيها للقوات الإيرانية بالعمل. تزايد التدخُّل في البداية ، بدا أن روسيا وإدارة ترامب لا تستجيبان للمطالب الإسرائيلية بمنع وجود القوات الإيرانية في جنوب سوريا. واستشعرت أن روسيا والولايات المتحدة لن تحمي المصالح الإسرائيلية في سوريا. وفي صيف عام 2017، تحوَّلت إسرائيل إلى سياسة تدخلية أكثر فعّالية، حيثُ ضربت الأهداف الإيرانية داخل العمق السوري وبوتيرة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، زادت إسرائيل من تقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات في جنوب غرب سوريا والجماعات المتمرِّدة التي تسيطر على هذه المناطق. وفي الوقت الذي أعلنت إسرائيل عن المساعدات الإنسانية، ظلت مساعداتها العسكرية للجماعات المتمرِّدة سرية. ومنع الرقيب الإسرائيلي نشر تقارير عن المساعدة العسكرية الإسرائيلية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما لم يذكر "مصادر أجنبية". ووفقاً للمتمرِّدين والصحفيين والمدنيين السوريين في جنوب سوريا، وصلت المساعدات العسكرية الإسرائيلية للمتمردين إلى ما لا يقل عن 12 مجموعة مختلفة تعمل في القنيطرة ودرعة الغربية والأطراف الجنوبية الغربية لريف دمشق، والتي تضم عدة آلاف من المقاتلين. وشملت المساعدة توفير الأسلحة الخفيفة والمركبات والرواتب وأموال لشراء الأسلحة من السوق السوداء، والعلاج الطبي. كما تلقت الجماعات التي شاركت في القتال ضد جماعة داعش المحلية التابعة لجيش خالد بن الوليد، الدعم في شكل ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار إسرائيلية على قادة داعش ومركباتها وتحصيناتها. وبالمقابل لم تحصل الجماعات التي تنفذ عمليات هجومية ضد نظام الأسد على دعم مماثل. في الوقت نفسه، أوضح المسؤولون الإسرائيليون أنهم لم يعارضوا بقاء الأسد في السلطة، لكنهم فقط عارضوا علاقته بإيران. لم تنجح الجهود التي بذلها نشطاء المعارضة السورية داخل وخارج البلاد، وقادة المتمرِّدين، والمجالس المحلية في جنوب سوريا لتشجيع إسرائيل على توسيع مشاركتها في الحرب بطريقة أكبر بحيث يتغيّر ميزان القوى لصالحهم. كما كانت المساعدات العسكرية والإنسانية الإسرائيلية، حتى في أوجها، محدودة للغاية. وأعلن المتمرِّدون في جنوب سوريا أنهم غير قادرين على تأمين الدعم من إسرائيل. واقتصرت المساعدات الإسرائيلية جغرافيا على القنيطرة ودرعة الغربية والأطراف الجنوبية الغربية لدمشق. وأيضاً رفضتْ إسرائيل المقترحات المقدَّمة من السكان المحليين في القنيطرة والنشطاء السوريين في المنفى للسماح بتصدير المنتجات الزراعية من جنوب سوريا إلى إسرائيل. كما رفضت إسرائيل تنفيذ منطقة حظر الطيران في جنوب سوريا، على الرغم من نداءات السوريين المتمركزين في القنيطرة ودرعا وكذلك في المنفى. انجاز صفقة من الواضح أن سياسة إسرائيل الأكثر تدخلاً قد أقنعت موسكو بالوعد بمنع وجود القوات الإيرانية على بعد 85 كيلومتر من الجولان في مقابل موافقة إسرائيل على استيلاء النظام على جنوب سوريا. كان الاتفاق لا يزال قيد التفاوض حيث شنَّ النظام في حزيران يونيو 2018، هجومه على جنوب سوريا، مع التركيز في البداية على شرق درعا، وهي المنطقة الأكثر بُعداً عن إسرائيل. شاركت القوات المدعومة من إيران في الهجوم، لكن غالبية القوات كانت من سوريا. حدث قتال بسيط على الأرض، واستعاد النظام الجنوب بأكمله الذي يسيطر عليه المتمرِّدون في شهر واحد، بعد أن أدرك المتمرِّدون أنهم لن يتلقوا مساعدة أمريكية أو حماية إسرائيلية. فضَّل المتمرِّدون الاستسلام للنظام لحماية بلداتهم وعائلاتهم ومدنهم وحيواتهم. وقد فضّلت أقلية من المتمرِّدين الذين يعملون في الجنوب النزوح إلى آخر جيب يسيطر عليه المتمردون في شمال سوريا، بدلاً من الاستسلام. النقاش الداخلي والتخلي عن المتمردين كان قرار التوصُّل إلى اتفاق مع روسيا والسماح لنظام الأسد باستعادة جنوب سوريا قراراً مثيراً للجدل داخل المؤسَّسة الإسرائيلية. ففي حين أن الجميع داخل المؤسَّسة شاركوا الرأي القائل بأن الأسد كان ينتصر في الحرب، اعتقد البعض أنه سيكون من المُمكن تأخير هذا الاستيلاء لتحقيق تنازلات أكبر من روسيا ونظام الأسد على شكل إخراج القوات الإيرانية من سوريا بأكملها، وليس فقط الجنوب. بينما عارضَ آخرون، وخاصّة القيادة العليا لجيش الدفاع الإسرائيلي والقيادة الشمالية المشاركة في تقديم المساعدات لجنوب سوريا الصفقة، بسبب الخوف على مصير المجتمعات والمتمرِّدين الذين اعتمدوا على الدعم الإسرائيلي. طلبت إسرائيل كجزء من المفاوضات مع الكرملين عدم معاقبة من تلقوا المُسَاعدة منها. كما طلبت إسرائيل السماح للمتمرِّدين الذين تدعمهم، ولا سيما فرسان الجولان، بالبقاء في منازلهم والعمل كقوة محلية، على غرار الاتفاق الذي تم التوصُّل إليه لمجموعة متمرِّدة كانت تدعمها إسرائيل في بيت جن بالقرب من جبل حرمون. في النهاية، سادت داخل المؤسسة الإسرائيلية العناصر الداعمة لفك الارتباط مع جنوب سوريا، وخيبة أمل وصدمة المتمرِّدين السوريين والمدنيين في الجنوب الذين جاءوا إلى إسرائيل كحليف. تجاهلت إسرائيل إلى حد كبير مناشدات القادة والمقاتلين الذين تدعمهم إسرائيل بالسماح لهم بالعبور إلى بر الأمان في إسرائيل، باستثناء ثمانية من قادة المتمردين وعائلاتهم. تضييق مساحة المناورة أسقطت الدفاعات الجوية للنظام طائرة نفاثة روسية بالخطأ في 17 أيلول/سبتمبر 2018، رداً على غارة إسرائيلية أخرى، هذه الغارة كانت بالقرب من اللاذقية، ممَّا أسفر عن مقتل أفراد الطاقم الـ 15 على متنها. استغلَّ الكرملين، الذي يشعر بقلق متزايد إزاء التأثير المزعزِع للاستقرار على نظام الأسد من جراء الضربات الجوية الإسرائيلية، الفرصة لفرض قيود جديدة على قدرة إسرائيل على العمل في سماء سوريا. زوَّدت روسيا الجيش السوري بعد سنوات من التأخير، ببطاريات نظام الدفاع الصاروخي S-300 المتقدِّم، والذي كان يُستخدم حتى أيلول/سبتمبر 2018 فقط من قبل القوات الروسية في سوريا. ستُغلِق القوات الروسية، كجزء من الاتفاق مع إسرائيل، راداراتها عند تلقي إخطار من إسرائيل بشأن هجوم إسرائيلي مخطَّط له. لم تعد القوات الروسية منذ وقوع حادث إطلاق النار، وفي تغيير في السياسة، تغلق أجهزة الرادار، ولكنها أيضاً لا تغلقها على الطائرات الإسرائيلية العاملة في المجال الجوي السوري. كما طالبت روسيا بأن تقدِّم إسرائيل أوقات إخطار أطول قبل العمليات العسكرية والموقع العام للعمل، وهو مطلب تخشى إسرائيل أن يسمح للإيرانيين بإخفاء الأهداف. كان من المقرَّر تسليم أنظمة S-300 إلى القوات السورية في آذار/مارس 2019، بعد الانتهاء من التدريب عليها. لقد تدرب الطيارون المقاتلون الإسرائيليون على التهرب من أنظمة S-300 في قبرص، لكن حتى الآن لم يضطروا إلى اختبار تلك المهارات في ساحة المعركة. بينما تحاول إسرائيل تجاوز القيود المتزايدة التي تفرضها روسيا على حريتها في العمل في سوريا، يبدو أن إيران تحوِّل عملها في سوريا إلى الاعتماد المتزايد على رجال الميليشيات والمقاتلين السوريين وإدخالهم في هياكل النظام العسكرية. أدّت رغبة روسيا في دعم الدولة السورية - على حساب الميليشيات - إلى حل ميليشيات متعدِّدة أو تخفيض في صفوفها، بما في ذلك تلك التي تدعمها إيران. ومع ذلك، تواصِل وسائل المعارضة السورية الإبلاغ عن عمليات التجنيد التي تقوم بها الميليشيات التي يدعمها الحرس الثوري الإسلامي، مثل حزب الله اللبناني واللواء 313. بعض هذه القوات على الأقل جزء من الوحدات العسكرية السورية لتجنب اكتشافها من قبل روسيا، خاصة في جنوب سوريا، حيث وعدت روسيا بإبعاد القوات الإيرانية. يجعل هذا التكامُل الروسي المتعمق مع القوات السورية من الصّعب على إسرائيل تحديد واستهداف القوات الإيرانية على وجه التحديد فقط، بطريقة تتجنّب زعزعة استقرار نظام الأسد وانتهاك الخطوط الحمراء لروسيا. أكّد المسؤولون الإسرائيليون مجدَّداً في أعقاب إعلان الرئيس ترامب في كانون الأول/ديسمبر 2018 عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، والذي تمَّ تفسيره على نطاق واسع على أنه نعمة لإيران، أن إسرائيل ستواصِل ضرب الأهداف الإيرانية في سوريا. تواصِل الطائرات الإسرائيلية تنفيذ ضربات ضد عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله، وهي سياسة سابقة على 2011. استنتاج تجنَّبت إسرائيل طوال الانتفاضة السورية والحرب الأهلية التدخّل في سوريا بطريقة يمكن أن تغير مسار الصراع. وحتى في أوج تدخلها، في أواخر عام 2017 إلى أوائل عام 2018، لم تكن الغارات الجوية الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية ومساعدة مختلف الجماعات المتمرِّدة تهدف إلى تغيير ميزان القوى في الحرب، ولكن فقط لحماية المصالح الأساسية للأمن القومي لإسرائيل. إن قيادة إسرائيل، التي تركت المحاولة الفاشلة للتأثير على نتيجة الحرب الأهلية اللبنانية وإبرام معاهدة سلام مع لبنان، ندوباً كثيرة، ترغب في الحَدَّ من مشاركتها المباشرة في سوريا. وتمَّ مراراً رفض الجهود التي تبذلها فصائل المعارضة السورية والناشطين لزيادة المشاركة الإسرائيلية في الحرب، من قبل صانعي السياسة الإسرائيليين. وبدلاً من ذلك، سعت إسرائيل إلى التأثير في مسار الحرب بشكل غير مباشر، من خلال الحوار مع الولايات المتحدة والكرملين. إن قرار إدارتي أوباما وترامب بالانسحاب التدريجي من سوريا قد حدَّ من قدرة إسرائيل على التأثير على الواقع على الأرض. في الوقت نفسه، لم يحقق الحوار مع روسيا سوى نتائج جزئية تمنح إسرائيل الحق في العمل ضد أهداف إيرانية فقط في سوريا، ولكن ليس بطريقة تزعزع استقرار نظام الأسد. إن الخاسرين الرئيسيين في الحرب السورية هم بلا شك مدنيون سوريون، فقدوا أرواحهم أو أطرافهم ومنازلهم ومصادر رزقهم. ومع ذلك، فإن إسرائيل تبرز كواحدة من الخاسرين الرئيسيين للحرب، حيث يعيد نظام الأسد تأكيد نفسه، ويعتمد على إيران أكثر من أي وقت مضى، وتحميه روسيا، التي تتمثل أولى أولوياتها في تثبيت نظام الأسد، وليس مواجهة النفوذ الإيراني في البلاد. إن قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من النزاع السوري، والذي تجلّى في قرار سحب القوات الأمريكية في أواخر عام 2018، قلّل من مساحة إسرائيل لمزيد من المناورة. بالنظر إلى المستقبل، من المحتمل أن يقتصر تدخل إسرائيل في سوريا ما بعد الحرب على الضربات ضد الأصول الإيرانية والتواصل الدبلوماسي مع روسيا. تحاول إسرائيل من خلال الضربات على الأهداف الإيرانية، والتي تنفَّذ في بيئة تشغيلية مقيدة بشكل متزايد، ثني إيران عن الاستثمار في بناء قواعد دائمة في سوريا والحفاظ على مسار إمداد نشِط يمر عبر سوريا. إضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل مع موسكو على أمل أن تكون روسيا مهتمَّة وقادرة على إقناع نظام الأسد بتقليص موطئ قدم إيران في سوريا. حتى لو نجحت تلك الجهود، وهو ما يبدو غير مرجح، تواجه إسرائيل في عام 2019 حزب الله ذو القوة العسكرية والشجاعة السياسية. --------------------------------------------------------------
6. الليبرالية العارية نشرة "كنعان" الإلكترونية -2412020 KANAANONLINE كاظم محمد تقي
عزمي بشارة ( المفكر العربي ) كما قدمته محطة الجزيرة القطرية قبل سنوات كمنظر ومحلل وموجه ( للربيع العربي ) و (للثورة السورية ) خاصة . ظهر علينا مؤخراً مغرداً على تويتر حيث كتب " أنجزت الانتفاضتان الشعبيتان في العراق ولبنان نشوء مواجهة بين ثقافتين سياسيتين رئيسيتين واحدة مواطنية مدنية والثانية طائفية سياسية، بعد أن كانت البدائل المطروحة في لبنان طائفيات سياسية فقط . كانت الفكرة المدنية المواطنية هامشية وأصبحت بديلا مطروحا. هذا الإنجاز تحقق ولا يمكن انكاره".
لا اعتقد ان حراكنا الشعبي المنتفض ، بحاجة لتنظير السيد عزمي بشارة وتنضيدهُ للمفردات لتكون علامة لمصطلحات ومفاهيم جديدة متداولة باسمه ٫ إن هذه الشخصية المثيرة للجدل والذي عرف عنه منظراً (ماركسيا) ومحللاً ( ماركسياً) وموجهاً فكرياً وسياسياً وحتى عسكرياً من غرفة قيادة الاركان في محطة الجزيرة القطرية ، وخاصة دوره البشع في تزويق وتجميل أنظمة الخليج في دعمها ( للثورة السورية ) وتنظيره المتعب لا ضفاء صفة الثوار للإرهابيين الوافدين لسوريا من كل بقاع العالم ، وكيف ان الحراك ( المدني ) يجب ان يتحول في صيرورته إلى حمل السلاح وعسكرة حراكه واسقاط الانظمة . ومن جهة اخرى اجهد السيد عزمي ذهنه وعقله كثيرا في تبرير ليبرالية بعض الشيوعيين سابقا وتبرير العهر السياسي الذي مارسوه وانتقالهم الفكري والسياسي ووقوعهم في الحضن السعودي والامريكي الصهيوني ، وقد اجهد نفسه كثيرا في التطبيل والتأطير لمصطلحات الليبرالية الجديدة والبسها الثوب العربي ، واليوم يغرد من جديد وبوضع مشابه لما قبل اكثر من ثمانية سنوات مصراً على استخدام المصطلحات الليبرالية الغربية ، حول ( المواطنية المدنية) كثقافة في مواجهة ثقافة الطائفية السياسية ، في الوقت الذي يتناسى ان هذه الطائفيات السياسية هي نتاج فكري ثقافي سياسي استعماري خدمت وتخدم في المقام الأول الدول الاستعمارية وسياساتها في التدخل والهيمنة . ان شعوبنا تناضل من اجل التحرر الوطني والاستقلال الفعلي والسيادة لتستطيع ان تبني الدولة الوطنية بمؤسساتها الدستورية والتي في ظلها تزدهر المواطنة التي يضمنها دستور وطني وليس (مدني) حيث الفرق شاسع بين المفهومين ، وفي ظلهُ تزدهر وتتكرس المواطنة الوطنية وليس (المدنية) التي اشتقت منها ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني والتابعة لمنظمات التمويل الأجنبي والمرتبطة بسياسات بلدان الغرب الاستعماري . ان الدولة الوطنية السيادية القادرة على وضع أساس قانوني عصري تتشكل ابوابه الأساسية في دستور الدولة الوطني ، والذي ينظم ويكرس قانونياً ماهية الدولة ونظامها السياسي ومؤسساتها ويحفظ قدسية المواطنة ويعزز وطنيتها ويشرعن حرية الرأي والفكر والتعبير ويعزز القيم المجتمعية النبيلة ويكرس ثقافة المسؤولية الفردية والجماعية . في ظل دولة المواطنة الوطنية هذه تنمو وتتعزز روح الانتماء ، حيث تنضج معها الهوية الوطنية والتي بدورها تستطيع مواجهة المعيق الخارجي وتدخلاته ، وتحصن الوطن ضد الطائفيات والاستبداد والانظمة السياسية التي بناها المستعمر وفق دساتير ملغومة كما في العراق ولبنان . ان المواجهة الحالية في العراق ولبنان هي مواجهة بين مشاريع استعمارية امبريالية رجعية انتجت أنظمة سياسية مشوهة ذات طابع طائفي وعرقي وحولت شعوبنا الى مكونات تتقاسم وتتحاصص نخبها واحزابها السلطة والنفوذ ، مع التهديد المستمر في التفكيك والانفصال ، وبين مشاريع وطنية لم تتبلور صيغها النهائية بعد ، تحمل راياتها الجماهير المنتفضة بحراكها الشعبي ، والذي تجاوزت به الأحزاب التقليدية وأحزاب الإسلام السياسي ، حيث ان هذا الحراك الشعبي المنتفض يعبر عن إرادات وطنية بمضمون اجتماعي يساري يرفض الاستمرارفي ظل الهيمنة والاحتلال والنظم الرجعية . وإذ يعتبر عزمي بشارة ان السيادة الوطنية والاستقلال عبارة عن ( غلاف أيديولوجي جديد ، وهو تعبير عن الاستبداد الذي يُصدر من روسيا والصين …) وهذا ما جاء نصاً في محاضرته في معهد الدوحة للدراسات العليا في ٢/١١/٢٠١٩ حول الشعبوية بين الشرق والغرب ، والتي حضرها عدد من الكتاب والباحثين الغربيين والعرب. في ذات الوقت وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة العربي من قطر بتاريخ ١٣/١/٢٠٢٠ ، انكر على شعوبنا حق المقاومة ، فهو وغيره من دعاة الاندماج في المشروع الليبرالي العالمي عبر عن استخفافه واستهزائه بالمقاومة ضد المشروع الصهيوامريكي ، حيث اكد تحوله وانتقاله الى الضفة الاخرى عبر الانسجام الكامل مع طبيعة الخطاب الليبرالي المتصهين. هنا يلتقي عزمي بشارة مع مفهوم العولمة الامبريالية ويتبناه بالكامل والتي تبغي فتح الحدود السياسية والاقتصادية والجغرافية للبلدان امام الشركات والكارتلات الاحتكارية وجعل دولنا ذو دورة وظيفية محددة تلبي مصالح هذه الاحتكارات الرأسمالية ، وحيث يتوسم عزمي وغيره من المتلبرلين الجدد في عالمنا العربي اللذين يتوسمون خيراً وفيراً في انفتاح اسواقنا وجعل (ديمقراطيتنا) غربية بمقاساتها السياسية والاجتماعية ، ويتوسمون خيراً وفيراً في انغماس مجتمعاتنا راضية مرضية في عالم الاحلام ، عالم الحريات الفردية والانخراط الكلي في بحار السوق المدهشة وهذا يعني بالنسبة لهم حداثة وعصرنة وانطلاق في العولمة ، وهم يعتقدون ان الحديث عن المحلية والوطنية والسيادة والخصوصية امور تعقد طريق التطور وتعني العزلة والانطواء والتكلس المتخلف . لقد قفز الليبراليون الجدد على النزعات التقدمية التي اعتبرت وقتها ثورية ايضا لدى الليبراليون التقليديون الذين تمتد بهم الجذور الى الطروحات النوعية للمفكرين من امثال ادم سمث وريكاردو ومونتسكيو بروح قوانينه وجان جاك روسو في عقده الاجتماعي وغيرهم ، وحتى في عالمنا العربي كان التقليديون من الليبراليين الوطنيين اصحاب رسالة في اطلاق العنان للتنمية بكل اشكالها وعلى اسس حرية العمل والاستثمار والملكية ، وتكامل القطاعات الخاصة والعامة والمختلطة ، دون وصاية الدولة البيروقراطية بل كانت تدعو الدولة الى تنظيم قوانين تجارة وكمارك توفر الحماية المطلوبة للرأسمال الوطني واصحابه الرأسماليين المحليين من احتكارات الرأسمال الاجنبي ، مع دعواتها للانفتاح الاجتماعي والتحرر السياسي وبناء نسق ثقافي يشيع ثقافة التعايش السلمي بين الاضداد و كانت اكثر القوى الرافضة لعسكرة الدولة والسلطة ودخول الجيش ميدان الحكم . لقد اصبحت الوقاحة الليبرالية المقرونة بانتهازية مقيتة جزء من السلوك السياسي والفكري للمرتدين من مدعي الشيوعية والماركسية سابقا والذين باعوا كل شيء، حتى الأوطان __________________________________________________
7. في إيران, جنازة الجنرال سليماني تحولت إلى مأساة صحيفة "لوموند"الفرنسية- 7كانون ثاني2020 ترجمة هيئة التحرير
قُتِل أكثر من 50 شخص في مدينة كرما ن في جنوب شرق إيران, وذلك يوم الثلاثاء نتيجةً لاضطرابات حصلت عند تشييع الجنرال قاسم سليماني . يوم الثلاثاء الواقع في 7 كانون الثاني2020 حشدٌ غفير قد غزا مدينة كرمان الواقعة جنوب شرق ايران للمشاركة بتشييع جثمان الجنرال الإيراني قاسم سليماني الّذي قُتِل في بغداد، في الثالث من كانون الثاني بنيران طائرة أميركية بدون طيّار وقد علّت أصواتهم( الموت لأمريكا )، لكنّ موكب الجنازة قد تحوّل إلى مأساة بعد اضطراب قد تسبب بمقتل أكثر من 50 شخص. وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسميّة (إيسنا ) ووفقا لما ذكرهُ رئيس خدمات الطوارئ في المدينة فإن مئتي شخص قد أُصيبوا أيضا وعدد قليل منهم في حالة خطيرة. وبذلك فإن عملية الدفن, وكما أعلمت الوكالة, التي كان من المقرر أن تتّم بعد ظهر ذلك اليوم قد تمّ تأجيلها .حشود بشريّة اجتاحت مركز مدينة كرما ن، والّتي هي مسقط رأس الجنرال سليماني, على غرار الحشود التي اجتاحت يوميّ الأحد والاثنين العاصمة طهران, ومدينة الأهوا ز الواقعة غربا,ً مدينة قم وسط البلاد، ومدينة مشهد في الشمال الشرقيّ. وقد تمّ استقبال توابيت سليماني ،ورفاق خمسة بالسلاح الّذين قتلوا معه، من قِبل عدد كبير من سكان كرما ن, متّشحين بالسواد هاتفين: "لا تسوية, لا خضوع, بل الانتقام" . شهادات: بعد موت الجنرال قاسم سليماني في إيران’’ نحنُ نحتفظ بانتقاداتنا للنظام لوقتٍ لاحق ’’. ووفقا لعلي سالاجي, من وكالة فرانس بريس , والذي قد نجا من التدافع "عند مرور الموكب كان الحشد يتحرك ببطء وكان يُلقي بالأوشحة على الشاحنة التي تنقل جثمان الشهيد. ولكن فجأةً تم دفع أشخاص مِن قِبل الحشد إلى زقاق, ونتيجةً لذلك فإن عشرات الرجال والنساء والأطفال قد سُحِقوا " , كما أنهُ قا ل: ’’كان هناك الكثير من الناس في الزقاق وقد تمّ طرحهم أرضا فوق بعضهم البعض قبل أن يموتوا, وبالمقابل قد توّجب على البعض تسلّق الأسطح هربا من الحشو د’ ’ . وقد روّى أرسلان فارزا ميمقدام من وكالة فرانس بريس, ’’كان الناس يتسارعون لدرجة أنني اضطررت إلى الهرب ولكن دراجة هوائية اصطدمت بي وكُسرت ساقي’’. وفي مستشفى الكرمة تم إعلان قائمة بأسماء الضحايا في نهاية ذلك اليوم . قاسم سليماني، وا لذي كان مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، وقد كان شخصية مشهورة في إيران، ورئيساً ل" فيلق القدس"وا لتي هي وحدة النخبة المسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري( الباسداريين )،قد تم اغتيالهُ يوم الجمعة بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, ما أ دى إلى تصاعد جديد في التوترات بين طهران وواشنطن, الأمر ا لذي أثار مخاوف لاندلاع حرب في الشرق الأوسط . // انتقام, انتقام // وقد قال همت دهغان, محارب قديم البالغ من العمر 56 عاما : "سليماني قد كان رجلاً عظيما,ً لا يمكننا جميعا أن نكون مثلهُ إنهُ لا يُعو ض ", كما قد صاحَ قائلاً: ’’ جميعنا سليماني, الانتقام وفقط الانتقام ’’ كما أنهُ قد أضاف, "الانتقام كما يراهُ قادتنا, نحن قد سقطنا عن خيولنا ولكننا لا نزال نملك مبادئنا " . في المدينة وعلى صوت الطبول الّتي تلّي الإيقاع المخصص للاحتفال لاستشهاد الإمام الحسين الّذي هو واحد من أكثر الشخصيات المقدّسة لدى الشيعة, وقد تمّ رفع الشِعار التالي "الثأر والانتقام" كما أنهُ قد تمّ نشر ملصق ضخم على واجهة مركز تجاري وكان يدعو أيضا إلى الانتقام . الجنرال حسين سلامي والّذي هو القائد الأعلى للحرس الثور ي صرّح للشعب بأسلوبهِ الغامض قائلاً: ’’عملية طرد للولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة قد بدأت, إرادتنا صارمة, ونحنُ أيضا نقول لأعدائنا أننا سننتقم, وفي حال قاموا بالهجوم مجدداً فإننا سنضرم النار فيما يحبون, وهم أنفسهم يعرفون جيداً الأماكن التي أقصدها’’. لقد قامَ البرلمان الإيراني في الوقت نفسهِ بإقرار قانون طارئ يوم الثلاثاء والّذي يقوم بتصنيف جميع القوى المسلّحة الأمريكية على أنها ارهابية, وقد قام النوا ب بتعديل قانون حديث والذي كان يعتبر القوى الأمريكية الممتدة من القرن الإفريقي إلى آسيا الوسطى مروراً بالشرق الأوسط على أنها إرهابية. والقانون الجديد ينسب هذهِ التسمية إلى البنتاغون, إلى جميع القوات الأمريكية, إلى المسؤولين عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني, وإلى كل شخص متورط بموتهِ . المصالح الأمريكية " في خطر " في الوقت الذي يُعلن فيه القادّة المدنيّون, الدينيّون, والعسكريون الإيرانيّون عن انتقامٍ رهيب, فإن النداءات تتزايد لوقف التصعيد في العالم . وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف والّذي كان من المقرر أن يحضر اجتماع مجلس الأمن في مقرّ منظمة الأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس, قد قال أن الأمين العالم للأمم المتحدة " أنطونيو جوتيريس " , أعلمهُ بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد رفضت تأشيرتهُ. وقد ا جتمع وزراء الخارجية الفرنسي, الألماني, الإيطالي والبريطاني يوم الثلاثاء في بروكسل لمناقشة عواقب القضاء على قاسم سليماني . العدوان الأمريكي منفعة غير متوقعة, ولكنها ليست بالضرورة دائمة, لإيران. قام الرئيس الإيراني حسن روحاني, يوم الثلاثاء وأثناء محادثة هاتفية, بتحذير نظيرهِ الفرنسيّ بأن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط باتت من الآن فصاعداً في خطر وأنها لا يمكنها الإفلات من عواقب هذهِ الجريمة الشنيعة وبالمقابل فإن إيمانويل ماكرون قد دعاهُ مجدد اً إلى الامتناع عن أيّ إجراء قد يؤدي إلى تفاقم التصعيد الحالي. كما طلب منهّ أيضا الالتزام الكامل بالتعهدات المتّخذة بموجب الاتفاق بخصوص برنامجهِ النووي, كما طلبَ منهُ الإفراج الفوريّ عن الباحثيّن الفرنسيين "فاريبا ألدخاه " و "رولاند مارشال " المعتقلان في إيران منذ عدّة أشهر . وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جادلَ بدورهِ قائلاً أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديهِ "حتما الأسس القانونية المناسبة لإصدار الأوامر بقتل سُليماني" دفاعا عن شرعيّة أي عمل عسكري في المستقبل من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ إيران كما أنهُ صرحّ أيضا,ً بالمقابل , أنه ُ يتوقع انتقاماً إيرانياً . قلق بخصوص رسالة من الولايات المتحدة الأمريكية تُعلن فيها انسحاب قواتها من العراق. يوم الاثنين في السادس من كانون الثاني سببت الولايات المتحدة الأمريكية اضطراباً بإرسالها , عن طريق الخطأ ،خطابا إلى السلطات العراقية معلنةً فيه عن تحضيرات لسحب جنودها المنتشرين في العراق. وهذهِ الرسالة أحدثت تصويت, يوم الأحد, في البرلمان العراقيّ والّذي يحثّ الحكومة على طرد القوات الأجنبية من العراق بعد الغضب الناتج عن الضربة الّتي تسببت بمقتل قاسم سليماني . وقد صرّ ح رئيس الأركان الأمريكي بأنها كانت مسودة غير موقّعة كما أشارَ إلى أن هذا خطأ قد تمَ ارتكابهُ عن حسن نية. ويوم الثلاثاء قد قام وزير الدفاع الأمريكي "مارك أسبر " بتأكيد ذلك أمام الصحافة قائلاً:’’ سياستنا لم تتغير ونحنُ لا نغادر العراق’’. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أضافَ على ما قد سبق بقولهِ : ’’سيكون هذا أسوأ شيء من الممكن أن يحصل للعراق, هذهِ المسودة لم يكن من المفترض إرسالها أبداً’’ . وعلى الرغم من ذلك رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي قد أكّد بأنهُ تلقّى يوم الثلاثاء رسالة موقعة وواضحة جداً من الحكومة الأمريكية تعلن فيها انسحابها العسكري. كما أن منظمة حلف الشمال //الناتو/ / أعلنت من ناحيتها الانسحاب المؤقت لقسم من قواتها في العراق . Notre sélection d’articles sur l’escalade des tensions entre les Etats-Unis et l’Iran • Chronologie : Comprendre l’escalade de la violence entre l’Iran et les Etats-Unis depuis 2018, en six points • Portrait : Le général Soleimani, tué par les Etats-Unis, était l’architecte de la puissance iranienne • Vu d’Iran : Après l’assassinat de Ghassem Soleimani par les Etats-Unis, les factions du régime iranien font bloc • Vu des Etats-Unis : En donnant l’ordre de tuer Ghassem Soleimani, Donald Trump choisit l’escalade face à l’Iran • Analyse : Après la frappe américaine contre le général Soleimani, les craintes d’une plongée dans une nouvelle guerre // Le Monde avec AFP Publié le 07 janvier 2020 à 08h55 - Mis à jour le 07 janvier 2020 à 21h20 //
زوروا صفحتنا على الفايسبوك للاطلاع و الاقتراحات على الرابط التالي http://www.facebook.com/1509678585952833- /الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي موقع الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي على الإنترنت: www.scppb.org
موقع الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي على (الحوار المتمدن): www.ahewar.org/m.asp?i=9135
#الحزب_الشيوعي_السوري_-_المكتب_السياسي (هاشتاغ)
The_Syrian_Communist_Party-polit_Bureau#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان حول مايسمى بصفقة القرن
-
المسار- العدد 36
-
المسار- العدد 35
-
البرنامج السياسي للحزب
-
المسار- العدد 34
-
المسار- العدد 33
-
بيان حول العدوان التركي
-
المسار- العدد 32
-
المسار- العدد 31
-
المسار- العدد 30
-
المسار- العدد 29
-
المسار- العدد 28
-
المسار- العدد 27
-
بيان بمناسبة عيد الجلاء
-
المسار- العدد 26
-
حول الجولان العربي السوري
-
المسار- العدد (25) – كانون ثاني /يناير 2019
-
المسار- العدد (24) – كانون ثاني /يناير 2019
-
رسالة تضامن مع انتفاضة الشعب السوداني والحزب الشيوعي السودان
...
-
المسار- العدد 23
المزيد.....
-
لأول مرة.. حزب الله يؤيد الجهود الرامية لوقف إطلاق النار مع
...
-
-روستيخ- تسلم الجيش الروسي دفعة جديدة من المدرعات وناقلات ال
...
-
ناسا تنشر أوضح صورة للمريخ على الإطلاق
-
-يقاتلون وكأنهم في أول يوم من الحرب-.. تقرير إسرائيلي خطير ع
...
-
بلومبرغ: حلفاء أوكرانيا يلاحظون تغيرات في موقف زيلينسكي إزاء
...
-
-حماس- تضع شرطين لا ثالث لهما لاستكمال الصفقة مع إسرائيل
-
الشرطة الألمانية تعتقل الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ بتهمة ا
...
-
عاجل | مراسل الجزيرة: قصف وغارات إسرائيلية في محيط مستشفى كم
...
-
صحف عالمية: إسرائيل فشلت في تدمير حماس والمتطرفون يتذرعون لا
...
-
متظاهرون يغلقون الطريق لمكتب نتنياهو للمطالبة بصفقة تبادل
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|