أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ما يمكث بالأرض وما تطويه الأراشيف















المزيد.....

ما يمكث بالأرض وما تطويه الأراشيف


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 6498 - 2020 / 2 / 24 - 12:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يمكث في الأرض وما تطويه الأراشيف
أصدرت الأمم المتحدة قائمة أعدتها مفوضية حقوق الإنسان تضم 112 شركة تعمل داخل المستعمرات اليهودية بالضفة ؛ واعتبرت حكومة فلسطين ذلك إنجازا للجهود الدبلوماسية التي تقوم بها وزارة الخارجية؛ وألحقت في سجل الإنجازات أيضا استنكار ألمانيا لقرار حكومة نتنياهو بناء آلاف الشقق الاستيطانية على أراضي دولة فلسطين، ثم مطالبة الاتحاد الأوروبي وعدد من دوله بالتخلي عن القرار. وقال بيان الاتحاد أن المستوطنات غير شرعية. اعتبرت حكومة فلسطين كل ذلك نصرا لها.
يتستر تقرير الأمم المتحدة ن وكذلك البيانات المتلاحقة من دول أوروبية ، على الحقيقة المؤلمة بأن الأمم المتحدة لم تتخذ أي إجراء ضد الشركات العاملة في المستعمرات تضطرها لفك ارتباطها بالمستعمرات اليهودية على الأرض العربية؛ بل إن حملات مضادة شجعت شركة ( إير بي إن بي)، وهي إحدى الشركات المدرجة في تقرير المفوضية، على العدول عن تصفية أعمالها بالمستعمرات. وينتسب لمنظمة فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) ست فرق رياضة من إسرائيل تنتسب لمستعمرات مقامة على أراضي الضفة المحتلة، ولم تدرجها المفوضية مع بقية المؤسسات الإسرائيلية المتعاونة ضمن القائمة.
الامم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تكتفي بقول كلمتها وتصمت، بينما تواصل دعم إسرائيل ، ودعم الاستيطان يالذات؛ وحسب تعبير الصحفي جوناثان كوك من إسرائيل في مقاله الأسبوعي الأخير، "إن موقف المانيا وعموم اوروبا منافق ، يدّعون معارضة التوسع غير المحدود في بناء المستعمرات اليهودية، ويعارضون خطة ترمب ، وفي نفس الوقت يعبّدون الطريق بأفعالهم لضم الضفة الغربية حسب توصيات الخطة". وفي شهر نوفمبر الماضي أصدرت المحكمة الأوروبية العليا حكما نهائيا بعدم جواز وضع ماركة صنع في إسرائيل على سلع انتجت في مستعمرات بالضفة " تستخدم بصورة غير شرعية موارد فلسطينية على أرض تم الاستيلاء عليها بصورة غير شرعية". ومع ذلك ما زالت الدول ألأوروبية تؤجل تطبيق قرار المحكمة العليا، وبعض تلك الدول تسن تشريعات تحظر على مواطنيها الحق في التعبير عن مقاطعة المستعمرات. "وتواصل الولايات المتحدة وأوروبا اعتبار الصندوق القومي اليهودي ، الذي يمول بناء المستوطنات هيئة خيرية تعفى التبرعات المقدمة له من الضرائب، والصندوق يدعم جهود الاستيطان غير المشروع منذ قرابة قرن من الزمن ، ويدعم في الوقت الراهن نشاط العناصر المتطرفة لطرد العرب من بيوتهم في القدس الشرقية".
إذن ، فتلك الدول المقررة في ما يحب ان يشير اليه القادة الفلسطينيون "المجتمع الدولي"، تراوغ وتكتفي بالكلام بينما تمعن إسرائيل، بدعم أميركي ، في تحدي الشرعية الدولية وتواصل نهج الضم والتهويد. إن تعليق الآمال على هذه المنظومة الدولية هو مواصلة للتعلق بأهداب الوساطة الأميركية، تدخل القضية في متاهة تبعث الملل لدى معظم دول المعمورة. الم تتوفر الدلائل منذ عقود خلت على الانحياز المطلق للدبلوماسية الأميركية لنهج حكومات الليكود الإسرائيلية؟! "عرابو الخداع ! كيف قوضت الولايات المتحدة فرص السلام في الشرق الأوسط" عنوان لمؤلف أصدره مؤخرا المؤرخ الأكاديمي رشيد الخالدي، احتوى على وثائق غزيرة جمعها المؤلف بعد الإفراج عنها بموجب قانون التقادم، تثبت تورط الولايات المتحدة خلال 35 عاما في زعزعة أسس السلام في الشرق الأوسط، وليس تسهيله والعمل على تثبيته. "الولايات المتحدة لم توفر جهدا في منع التوصل الى سلام بالمنطقة"، هذا ما استخلصه المؤرخ الفلسطيني. مواقف الفيتو ضد إجماع بقية الأعضاء كانت كافية للاستدلال على نوايا الدبلوماسية الأميركية!
في سبعينات القرن الماضي توصل الى نفس النتيجة ضابط في المخابرات المركزية الأميركية، " إن الإسرائيليين يفضلون الأرض على السلام ، وان الأميركيين لا يكترثون أي من الخيارين يفضل الإسرائيليون"! اورد الضابط الأميركي، جاك أوكونيل ، مستشار ملك الأردن الراحل حسين في كتاب" مذكرات عن الحرب والتجسس والدبلوماسية في الشرق الأوسط" خيبات الأمل في الوساطة الأميركية ، وأورد على لسان كيسنغر قوله " ليس للولايات المتحدة سياسة شرق أوسطية ، هي تتعامل فقط مع إدارة الأزمات. ومن اجل أن تجعل الولايات المتحدة تشارك عليك ان تخلق ازمة".
يسرد الضابط الأميركي في مذكراته كيف تلقى الملك الراحل من إسرائيل رفضا قاطعا بعدم التخلي عن الضفة والقدس ، له أو لغيره، وأعلن على أثر ذلك عام 1988 فك الارتباط مع الضفة. أكد اوكولو أن "الأردن تعرض للخيانة من قبل كيسنغر والسادات . وفي التفاوض على خطة الانسحاب من الضفة قام كيسنغر ، بوصفه وسيطا ، مرة أخرى بعرض خطة آلون . لقد كانت تقتضي وضع قوات إسرائيلية على طول نهر الأردن، مما كان سيؤدي الى شطر الأردن الى نصفين، باستثناء عند فتحة كعنق زجاجة الى الضفة الغربية، مع التنازل عن القدس لصالح إسرائيل. وعندما قبل الأردن هذا كخطوة أولى ، رد كيسنغر قائلا إن تلك لم تكن خطوة أولى ، لقد كانت تمثل تسوية نهائية، في تراجع عن جميع الوعود المتعلقة بالأراضي التي قدمتها الولايات المتحدة للأردن منذ حر ب العام 1967". الدبلوماسية الأميركية سبقت ترمب أو مهدت لصفقته في سبعينات القرن الماضي ! حدث ذلك وكثير غيره والقيادة الفلسطينية تعلق الآمال وتنتظر الذي لم ياتي.
عندما تبطل الدبلوماسية الأميركية إجماع أعضاء مجلس الأمن او تمارس الضغوط الشديدة مع التهديد بالعقوبات ، فتضطر حتى تونس لسحب مشروعها المقدم للجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حول صفقة القرن ، فمن الطبيعي أن يتنمرد نتنياهو ويهاجم بشراسة تقرير مفوضية حقوق الإنسان ويشوه طابعها القانوني والشرعي: تحدى نتنياهو الأمم المتحدة بالإعلان عن تكثيف تدخل بلاده في سياسات الولايات المتحدة، أعلن جهارا أن وفوده ضغطوا على معظم الولايات الأميركية لإقرار قوانين تجرم منتقدي سياسات حكومته ومؤيدي حركة مقاطعة إسرائيل. وبالتواطؤ بين الولايات المتحدة وإسرائيل الحقت هزيمة بحزب العمال البريطاني وزعيمه كوربين في الانتخابات البريطانية متهمة كوربين باللاسامية. كان بومبيو قد أفصح قبل الانتخابات البريطانية بتشكيل حركة لإسقاط كوربين ومنعه من الوصول الى رئاسة الحكومة. وشارك بومبيو أيضا في الحملة بجانب إسرائيل؛ فاتهم الأمم المتحدة ب" التحيز المتواصل ضد إسرائيل". واتهم أحد قادة حزب أبيض ازرق المنافس لنتنياهو مفوضة حقوق الإنسان بانها " مفوضة حقوق الإرهابيين"!
لا يقتصر التواطؤ على الولايات المتحدة ؛ دول الاتحاد الأوروبي، انصاعت لضغوط إدارة ترمب بصدد الاتفاق النووي مع إيران؛ وبالمثل انصاعت ألمانيا ، حسب جوناثان كوك، و "تبعت جمهورية تشيكيا في التضامن عمليا مع إسرائيل، إذ قدمت اعتراضا على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لشروعها البحث في أمر تقديم مسئولين إسرائيليين الى القضاء كمجرمي حرب، بما في ذلك بناء المستعمرات. ألمانيا لا تبدو معترضة على أن المستعمرات جرائم حرب ، إنما تتذرع باعتبارات فنية وهمية: أن فلسطين ليست دولة عضوا كاملا بالأمم المتحدة . وحتى الآن تنوي كل من النمسا وهنغاريا وأستراليا والبرازيل اتباع مثال المانيا". غير أن فلسطين- يواصل جواناثان كوك – "حتى لو لم تكن كاملة العضوية فذلك نظرا لكون الولايات المتحدة واوروبا بمن فيها ألمانيا تمانع في قبولها عضوا كامل العضوية- لا تكتفي بالامتناع عن التدخل حفاظا على إمكانية قيام دولتين، بل إنها تكافئ إسرائيل بصفقات تجارية ومحفزات مالية ودبلوماسية، فعطلت بذلك توفر الأهلية المؤسسية والإقليمية الضروريتين لقيام دولة فلسطينية ".
في ضوء المواقف العملية لدول الغرب فلا قيمة عملية لقائمة مفوضة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إن لم تكن دافعا للمقاومة الشعبية الفلسطينية ؛ هي شان جميع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، حتى قرارات مجلس الأمن بخصوص الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه الاستيطانية لم تدخل حيز التنفيذ ولم تتجسد وقائع ملموسة. القرارات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية تنحصر في أنها تقول للشعب الفلسطيني إن مقاومتك على أرض وطنك حق كفلته الشرعية الدولية ، حق يسنده القانون الدولي الإنساني، وعليك ان تمارسه بلا تردد. بدون إحالة القرارات الدولية أفعالا كفاحية ونشاطا جماهيريا فإنها تفقد جدواها .
الوعي الإنساني بشكل عام محافظ للغاية. أغلب الناس يميلون للروتين ولا يطمحون للتغيير، و حين تنبري قوى التغيير للعمل بين الجموع يتوجب عليها ان تثقف وتشرح الأحداث وتلهم الجموع الى الحراك الشعبي. الناس في العادة يتشبثون بما يعرفونه وما هم معتادون عليه من أفكار وأديان ومؤسسات وأخلاق وقادة وأحزاب قديمة؛ الروتين والعادات والتقاليد كلها تلقي بثقلها على أكتاف البشرية. ولكل هذه الأسباب يتخلف الوعي العفوي عن الأحداث؛ والحزب السياسي التقدمي دائم الاتصال بالجماهير يجيب على تساؤلاتها ويبدد غموض استيعابها للأحداث ويجذبها الى النشاط السياسي الإيجابي.
ان الثقة بالطاقات الثورية للجماهير يميز السياسة الثورية تقوم بالتعبئة والحشد والتربية السياسية والفكرية من خلال إدخال الجماهير دروب النضال؛ المناضل يرشد ويوجه بيئته الاجتماعية يوضح لها باناة وبإصرار أن جميع ما يواجهها من مشاكل وصعوبات ليست قدرا لا راد له ، إنما هي نتاج سياسات ينفذها بشر يجلسون على كراسي الحكم، ربما بعضها موروث يجري الحفاظ عليه. يسمو المناضل فوق المنافع الشخصية ويتطلع بكل تجرد وشجاعة لمصالح الوطن والمجتمع وضد جرائم قوى العدوان، لإنقاذ مجتمعه، وربما البشرية من مخاطرها المحدقة ، وعلى رأسها الإبادة بحرب نووية أو تلوث البيئة المدمّرة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأبارتهايد جوهر الصفقة ووسيلة للطرد الجماعي
- توليفة الامبريالية- الفاشية - الأبارتهايد
- إيحاءات وعد ترمب واصدائه
- ذكرى انتفاضة مغدورة
- تحرير العقل شرط لزم لتحرير الوطن والمجتمع
- المقاومة الفلسطينية حركة ثورية تسترشد بالنظرية الثورية
- إميل توما يرصد تنامي الوعي القومي المقاوم
- إميل توما يرصد إرهاصات الوعي القومي العربي
- إميل توما: في كنف السلطنة كانت بدايات الاستيطان الصهيوني
- ألانتفاضات الشعبية ضد مافيات الفساد ومافيا الاستيطان بالضفة
- .إميل توما: الامبريالية تتسرب في أرجاء السلطنة العثمانية وبم ...
- ألدكتور إميل توما وتاريخ الشعوب العربية -توطيد العلاقات الاج ...
- نهوض ثوري يستدعي قيادة ثورية
- التحديث الثقافي عقلانية تقوض البنية الأبوية
- تحديث الثقافة..ثقافة التحرر الإنساني -الحلقة الثانية
- تعظم الضغوط لإلغاء الحكم المتجني بحق لولا ، الرئيس البرازيلي ...
- تحديث الثقافة .. نحو ثقافة التحرر الإنساني
- شعوب المنطقة.. مكابدة مشتركة تفترض الكفاح المشترك والمصير ال ...
- السياسة والفكر في الموضوع الفلسطيني
- نتنياهو يتحدى!


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ما يمكث بالأرض وما تطويه الأراشيف