أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - إميل توما يرصد تنامي الوعي القومي المقاوم















المزيد.....

إميل توما يرصد تنامي الوعي القومي المقاوم


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اميل توما يرصد تنامي الوعي القومي المقاوم
عرض جزئي لكتا به "العرب والتطور التاريخي في الشرق الأوسط"-الخامس والأخير

كان لابد لإميل توما ، المفكر الثوري الذي نحيي ذكراه المئوية بهذه الحلقات، أن يولي عناية خاصة لمرحلة تفتح الوعي القومي التحرري لدى الجماهير العربية وخروجها الى مسرح التاريخ؛ فالوعي الاجتماعي حالة متحركة في سيرورة تطور وارتقاء او تآكل واهتراء ؛ ليست جامدة او سمة عضوية لأي مجتمع بشري ، بعكس ما يزعم العنصريون لتبرير مواقفهم المتعالية على الشعوب المستهدفة بالعدوان او التصفية. وبخلاف المؤرخين البرجوازيين أكد المؤرخ توما أن " الثورة الفكرية لا يمكن فهمها إلا على ضوء الأوضاع الداخلية في الامبراطورية العثمانية واشتداد خطر الاستعمار الأوروبي"(93) أي ليست مستوردة من الخارج، او صدى لأحداث خارجية؛ بل هي تحدي للتطاولات الخارجية، تتكيف طبقا للملابسات الوطنية. والتطور الاقتصادي الذي شكل القوة الدافعة للتطور الفكري لم يتحقق بفضل سياسات السلاطين العثمانيين، إنما بجهود ذاتية بذلها مستثمرون محليون برزوا من أوساط الجماهير المنتجة في حلب ودمشق وبيروت وحيفا وغيرها من المدن والأرياف. وقد مر في الحلقة السابقة كيف انتعشت زراعة القطن في اللد والرملة وبلدات الجليل بفضل النهج القويم الذي اختطه ظاهر العمر الزيداني.
"خلف التاريخ لنا في هذه الفترة معلومات عن المفكرين الفلسطينيين الذين نشأوا في أكثر المراكز السنجقية مثل القدس ونابلس وغزة. وقد أرخ لهؤلاء وإنتاجهم الفكري اللغوي والأدبي عرفان سعيد أبو حمد الهواري في كتابه أعلام في أرض السلام"إصدار جامعة حيفا 1979"(378).
استهل المؤرخ عرض العصر الحديث بشهادة قدمها المؤرخ هايس، إذ رصد ظاهرة "التجار والمبشرين انطلقوا من أوروبا معا ، ومعا رحلوا الى أقصى أنحاء العالم. يعترف هذا المؤرخ الأميركي أن " الرغبة في تمدين وتنصير العروق المتأخرة.. قد استعمل في الغالب تبريرا للطمع الأناني". يضيف الدكتور توما ، "هذا الاعتراف من كاتب برجوازي أميركي يدافع في نهاية كتابه عن الاستعمار الغربي، إنما يوضح ماهية المبشرين"(90).
بعد ذلك يفند المفكر الثوري مزاعم تعتبر المعاهد التبشيرية مشعل اليقظة القومية العربية، أو انها أنشئت لغرض منفعة الشعوب، "والحقيقة ان هذه المعاهد كانت تمهد السبيل لتسرب الاستعمار والاحتلال الذي جاء فيما بعد... انتشرت المعاهد التبشيرية في مصر والشام والعراق .... وكان ثمة مدارس للبنات ، " ظهر طابع هذه المعاهد المعادي للقومية العربية بوضوح حينما قررت جامعة بيروت الأميركية -التي كانت لغة الدراسة فيها العربية- العدول عنها الى اللغة الإنجليزية بحجة ‘قصور’اللغة العربية و ‘عجزها’ عن الإعراب عن المفاهيم العلمية....". (91)

قسم المؤرخ المنورين الى تيارات ثلاثة : سلفيين طالبوا بالإصلاح الديني ، عن طريق مزج الدين، كما وصلنا عبر قرون الاستبداد، بالقيم الديمقراطية الغربية، منهم الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي في المشرق . وتيار عثماني نادى باللامركزية والقضاء على الظلم والاستبداد. ثم التيار القومي العربي وكان من رواده فرنسيس فتحي مراش ، (1846- 1872) "دعا العرب الى اليقظة من غفلتهم ونبذ الاستبداد والذل والعبودية من قبضة الأتراك" (467). "ولعل ابرز داعية للقومية العربية كان أديب إسحق (1856- 1885)، العدو اللدود للاستبداد الحميدي ، فر الى مصر وعمل بالصحافة، اتسمت كتاباته "بالثورية. وفي كتابه ‘الدرر ’ دعا الى الثورة والقضاء على أعداء الحرية والعدالة.."(468).

"يتفق أغلب البحاثة على أن التنظيم القومي العربي الأول الذي ترك أثره على الساحة العربية ‘العثمانية’ قام في بيروت في العام 1875 وعرف بالجمعية السرية وانتمى رجاله الى مختلف الطوائف" (472). كتب رحالة كثر عن الجمعيات القومية السرية ، منهم "غبريل شارم في كتابه ‘رحلة الى الشام’. إن روح الاستقلال منتشرة انتشارا كبيرا ... وقد رأيت شباب المسلمين خلال إقامتي في بيروت عام 1882منهمكين في تشكيل الجمعيات العاملة على تأسيس المدارس والمستشفيات والنهوض بالبلاد. ومما يلفت النظر أن هذه الحركة محررة(خالية إ.ت) من اثر الطائفية ، فإن هذه الجمعيات تستهدف قبول النصارى بين أعضائها والاعتماد علي معاونتهم في العمل القومي، ولكنها تهمل الترك تماما"(473).

أبرزت الدراسات التاريخية المنورين العرب في سوريا ومصر وتونس والعراق وطمست حركة التنوير الفلسطينية. تم تجاهل المنورين الفلسطينيين والأسباب معروفة. النكبة بحد ذاتها طمرت جميع الإنتاج الفكري الفلسطيني ، حتى ذلك الذي اشتهر في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. تعمد الضياع بتغييب المدرسة والجامعة في الأردن موضوعة التنوير لأن المشرفين على العملية التعليمية كانوا من السلفيين الذين مجدوا السلطنة العثمانية واعتبروها مرحلة ازدهار وأنكروا ظلاميتها .
الدكتور توما ذكر محمد روحي الخادي وخليل السكاكيني وإسعاف النشاشيبي وخليل بيدس وغيرهم ، مع قيام " التيار القومي العربي في فلسطين... والحقيقة أن فلسطين شهدت في هذه الفترة تطورا في التعليم ونشاطا فكريا وثقافيا احتل فيه المتنورون أمثال يوسف الخالدي مكان الصدارة.. وهذا النهوض ظهر عند انتقال النهوض الفكري القومي الى حيز العمل والحركة ، وبخاصة في ظروف تحدي الامبريالية والصهيونية"(469). كان النشاط الثقافي والفكري في كل قطر عربي يتسم بالطابع القومي ، نظرا لوحدة التراث الأدبي العربي لدى الجميع ، وبالنظر أيضا لتوحد القوى المناهضة للانبعاث القومي العربي من جميع الأقطار العربية. " ومن الطبيعي ان يكون نشاط خليل بيدس الأدبي نشاطا عربيا لا فلسطينيا فحسب... اعتبر بيدس لدى كل من اطلع على مجلته ‘النفائس العصرية’ رائد القصة العربية الحديثة في سوريا ومصر"(485).

اعتمد المنوّرون أدوات ثلاثا لنشر رسالتهم التنويرية، الأداة الأولى كانت إصدار الصحف والمجلات ونشر الكتب،" فخلال أقل من خمس سنوات بعد العام 1908 صدرت في مدن فلسطين الرئيسية ، القدس ويافا وحيفا ، اكثر من عشرين صحيفة ومجلة تباينت في مضامينها وانتشارها وعمرها..."(486). وسرعان ما اكتسبت حركة إحياء اللغة العربية، التي ميزت نشاط المنورين العرب في مرحلة النهضة الأولى هذه، محتوى سياسيا ناهض الاستبداد العثماني وطالب بالديمقراطية. علاوة على التغيير في النصوص اللغوية. اكتسبت اللغة مفردات جديدة ، مثل الديمقراطية والتطور والاشتراكية والاستبداد والوطن والوطنية، ونطورت صياغة النصوص اللغوية. اكثر الصحف والمجلات نبهت بهذا القدر أو ذاك الى أخطار الصهيونية ، بل نجد مجلة الأصمعي الأدبية ( وأصدرها حنا عبدالله عيس في القدس ...آب 1908 تتهم اولئك الذين ساعدوا المهاجرين اليهود على شراء الأراضي بالخيانة . وصدرت صحيفة "الكرمل" عام 1908م في حيفا لصاحبها نجيب نصّار، واعتبرت كشف مخاطر الصهيونية هدفها الرئيسي؛ كما لعبت دورًا طليعيًّا، فدعت إلى "عقد المؤتمرات للبحث عن الطرق المؤدية ل "تنظيم هيئتكم الاجتماعية، وحفظ كيانكم، وإلا صرتم حكاية تاريخية بعد حين..". يقول الدكتور توما ان صحيفة الكرمل " انتقدت المؤتمر العربي الأول (1913) لأنه لم يعالج مسألة الصهيونية. وتميزت الكرمل ( محررها نجيب نصار، شيخ الصحفيين الفلسطينيين) لا في كشفها عن أخطار الصهيونية ، ايديولوجية وممارسة فحسب، بل في تأكيدها الموقف الوطني وفي دفاعها عن حقوق العمال وعن الحرية."(488). أشار الباحث أيضا الى رد فعل الصهاينة حيال حملات الصحف " نشطوا في رشوة بعض الصحفيين والصحف وأصدروا حتى جريدة بالعربية لتبييض صفحة الصهيونية(489) .
ونشرت صحيفة "الكرمل" مضبطة تحمل احتجاجات أهالي كلّ من غزة والقدس ويافا على ما نشرته الصحف من عزم الحكومة إعطاء 800 دونم لشركة الأصفر. حملت العريضة عنوان "كتاب مفتوح إلى أمير المؤمنين وسلطان العثمانيين والصدر الأعظم وناظر الداخلية". شاركت مجلة النفائس لناشرها الأديب خليل بيدس في الحملة الوطنية لفضح حقيقة الهدف الصهيوني. نشرت التحقيق الموثّق المعنون "بعض مزارع يهود فلسطين من سنة 1860 إلى سنة 1900" فكان بمثابة رسالة عقلانية تتضمن صورة دقيقة حول الاستيطان اليهودي.
والأداة الثانية استحضار الأدب والثقافة القومية والاعتناء بفنون القصة والشعر والرواية والنقد الأدبي. بعث رواد التنوير شواهد النبوغ العربي في الإبداع والبحث التجريبي ردّا على العنصرية التركيّة التي دأبت على طمس الثقافة العربية وازدراء العرب. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر اخذ المثقفون العرب يكتبون بوفرة وبغزارة ، وقد افعمت مقالاتهم بروح الديمقراطية والقومية"(92). يعدّ كتاب روحي الخالدي"فيكتور هوغو.." اول دراسة عربية في الأدب المقارن، تضمنت التركيز على دور الحرية في إثراء الإبداع . اغتنم الخالدي الدراسة للتنديد بالاستبداد السائد حادي الدمار واستنقاع الحياة الاجتماعية. وبعكس ما يقال أن مبادئ الثورة الفرنسية أدت الى الثورة الفكرية العربية، "بعبارة أصح تلك التطورات في الامبراطورية العثمانية التي مكنت مبادئ الثورة الفرنسية من أن تجد لها صدى في مناطق بعينها من الامبراطورية"(92).
اما الأداة الثالثة فهي الحث على افتتاح المدارس أو المبادرة بإنشائها؛ كان بطرس البستاني أول من أنشأ مدرسة وطنية في سنة 1863، وأقامها على أسس عصرية، قبل افتتاح الكلية السورية البروتستنتية"(91). في مجال التعليم انتشرت المدارس بفلسطين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر...وفي لواء القدس وحده أصبح عدد المدارس قبل نهاية القرن التاسع عشر بعقد على الأقل 70 مدرسة ، يلغ عدد تلاميذها (وبينهم عشرات الفتيات ) ثلاثين ألف تلميذ، وعدد المعلمين فيها 100... ولعل مدرسة دار المعلمين (السيمينار) الروسي في الناصرة كان من بين المعاهد العلمية، وقام بدور بارز في اليقظة الفكرية القومية العربية"(474).
واستشرف المنور خليل السكاكيني صراعا ضاريا مع الصهيونية وتلفت للمدرسة أداة لتطوير مقاومة وطنية. برؤيته المتقدمة للعملية التربوية أراد السكاكيني اعتماد أساليب حداثية لبناء أجيال متحررة من التبعية والتقليد مزودة بالمعرفة وبقوة الإرادة؛. دعا السكاكيني إلى الثورة على نظام تعليم أبوي يحض على الانصياع لمن هم أقوى" يرى في إلغاء شخصية التلميذ شرطا لتعليمه، إذ على التلميذ أن يمتثل إرادة المعلم امتثالا مطلقا ، وأن يستظهر ما تلقاه منه دون انزياح ، كما لو كانت العبودية الطوعية مبدأ جوهريا لا يقوم التعليم إلا به... هناك مبدأ طالما دعوت إليه وأفتخر اني أول من دعا إليه وبشر به في هذه البلاد اجتهادا مني لا نقلا عن أحد ، وهو تحرير التلميذ وإحسان معاملته." مدرسة السكاكيني مدرسة التحرر الإنساني تتوحد فيها المعرفة مع التقدم، تحيل المدرسة قوة دفع باتجاه الحرية والكرامة الوطنية. السكاكيني رائد في أكثر من مجال ، دمج الوطنية بالقومية، والثقافة بالهوية الوطنية وكان سلوكه تجسيدا للعزة الشخصية والوطنية والالتزام الخلقي الرفيع. فهم السياسة مسعى مثابرا لحرية الوطن وسعادة الشعب، حيث إنسانية الإنسان تكتمل بالمعرفة وبالثقافة التي تحدث الهوية الوطنية. دعا السكاكيني إلى الثورة على نظام تعليم " يرى في إلغاء شخصية التلميذ شرطا لتعليمه، إذ على التلميذ أن يمتثل إرادة المعلم امتثالا مطلقا ، وأن يستظهر ما تلقاه منه دون انزياح ، كما لو كانت العبودية الطوعية مبدأ جوهريا لا يقوم التعليم إلا به...".
ابتكرت الإدارات الانتدابية نظاما تعليميا يعطل التفكير ولاينمي العقل ؛ فتكاثرت المدارس للذكور والبنات ، بينما المجتمعات العربية ظلت تحتل المراكز الدنيا في القوائم الدولية للابتكارات العلمية ولحقوق الإنسان ومطالعة الكتب وإصدارها.
كذلك الحملات الصحفية الفلسطينية والعربية فشلت في إنجاز أهدافها للحد من زحف الاستيطان، ولم تشكل قوة ضغط توقِف تنفيذ وعد بلفور أو اتفاق سايكس بيكو. قدم المنورون الفلسطينيون مرافعات علمية غنية بالمعرفة ؛ لكن دفاعهم عن فلسطين اتخذ الطابع الأخلاقي ـ لا يجوز أن يطرد الإنسان من وطنه. كانت الأمية منتشرة على نطاق واسع، الأمر الذي منع تفاعل المنوّرين مع الجمهور الواسع. لم يتطلع النسق الثقافي الدارج للثورة على الأوضاع وتغييرها عبر تنوير الفلاح ومساعدته على نفض الخمول والاستلاب والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية على وجه الخصوص. الصراع على عقول البشر هو المعلم الأبرز في الحياة الثقافية طوال القرن العشرين. وفي مقدمته لترجمة كتابه "البنية الأبوية إشكالية التخلف في المجتمع العربي"، الى العربية والصادرة في أيلول 1991، كتب الدكتور هشام شرابي أن "موهبة الإبداع تكون الضحية (للاستبداد الأبوي) إذ يسري هذا التأثير على الجامعات والمدارس والمستشفيات ووكالات الحكومة والتجمعات الحرفية ، إضافة الى بيروقراطيات المؤسسة العسكرية والدولة والحزب ‘الثوري’ . الأبوية المحدّثة هي السبب وراء كل محاولة يقوم بها المجتمع لردع الحداثة والحفاظ على الوضع القائم". دور المثقف والثقافة الإنسانية يتحقق من خلال التوجه إلى الجمهور وتعبئته كي يشكل قوة الضغط الفاعلة على الحكام. ونادرا ما أتيح للمثقف الثوري حرية التعبير وإمكانية الاتصال بالجماهير.
تزامنت مرحلة النهضة التنويرية مع ظاهرة الاستيطان اليهودي بفلسطين. تورط عبد الحميد الثاني في تناقض كان السبب الرئيس لعزله. فقد أفرط في الاستدانة من بنوك الغرب وأوقع إدارته رهينة لدول الغرب الامبريالية؛ حتى أن الدول الأوروبية الدائنة للخلافة أصبح لها لجنة رسمية فى تركيا تقوم بالإشراف على الإنفاق العام تحت دعوى عدم تبديد الأموال التي تم استدانتها. هنا كمن ضعف السلطان امام خصومه. توصل الى قناعة ، مع نجاح حركات التحرر الشعوب الأوروبية، ضرورة إعطاء اهتمام خاص بالشعوب العربية؛ وتمسك بالجامعة الإسلامية، حفاظا على الرابطة الدينية مع الشعوب العربية. لكنه أبعد من عضوية الجامعة الإسلامية كل من طالب بالدستور والديمقراطية، واولهم الأفغاني، إذ أطلق عليه صفة مهرج. تواصل الاستيطان الصهيوني بفلسطين في عهده، كما ورد في الحلقة الثالثة بسبب فساد الإدارة. استمرت الاضطرابات والمصادمات بين الخليفة وبين جمعية الاتحاد والترقى التركية، وانتهى الأمر بقيام الجيش التركى بالانقلاب مؤيدا من البرلمان ومن المفتى العام، شيخ الإسلام محمد ضياء الدين، تضمنت فتواه اتهام عبدالحميد بالتبذير والإسراف وظلم الرعية والحنث بالقسم، وأنه قصد إحداث فتنة بين المسلمين وبالتالي وجب خلعه (ورد نص الفتوى فى كتاب "صحوة الرجل المريض" لمؤلفه موفق بنى المرجة والصادر عن دار الريان عام ١٩٨٤، ص ٤١٠ كما أورد الدكتور احمد عبدربه ، أستاذ العلوم السياسية في مصر-صحيفة الشروق المصرية 1/12/2019).
وفى مذكرات عبدالحميد والتى كتبها فى آخر أيامه وترجمها للعربية الدكتور محمد حرب عن دار القلم فى دمشق اتهم الصهيونية بالوقوف وراء عزله، واعتبر عزله مؤامرة غربية على الإسلام. والحقيقة ان تعطيل التحديث والتحضر كان أهم عوامل انتهاء الخلافة العثمانية . فمعارضة الامبريالية لا تستقيم مع إهدار حقوق الناس و استبداد نظام الحكم. تكررت علاقة السبب والنتيجة، ولم تتعظ الأنظمة الأبوية العربية.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إميل توما يرصد إرهاصات الوعي القومي العربي
- إميل توما: في كنف السلطنة كانت بدايات الاستيطان الصهيوني
- ألانتفاضات الشعبية ضد مافيات الفساد ومافيا الاستيطان بالضفة
- .إميل توما: الامبريالية تتسرب في أرجاء السلطنة العثمانية وبم ...
- ألدكتور إميل توما وتاريخ الشعوب العربية -توطيد العلاقات الاج ...
- نهوض ثوري يستدعي قيادة ثورية
- التحديث الثقافي عقلانية تقوض البنية الأبوية
- تحديث الثقافة..ثقافة التحرر الإنساني -الحلقة الثانية
- تعظم الضغوط لإلغاء الحكم المتجني بحق لولا ، الرئيس البرازيلي ...
- تحديث الثقافة .. نحو ثقافة التحرر الإنساني
- شعوب المنطقة.. مكابدة مشتركة تفترض الكفاح المشترك والمصير ال ...
- السياسة والفكر في الموضوع الفلسطيني
- نتنياهو يتحدى!
- عالم الرأسمال بدون مساحيق تجميل -الحلقة الثانية
- عالم الرأسمال بدون مساحيق التجميل
- تخبط وارتباك الإعلام الفلسطيني وليس إدارة ترمب
- نموذج للتفسخ المعولم تشيعه الليبرالية الجديدة- الحلقة الثاني ...
- نموذج التفسخ المعولم تشيعه الليبرالية الجديدة
- إسرائيل بلا رادع.. ومسئولية هزال المواجهة
- صفقة القرن تتسلل عبر الشعاب والتلال الفلسطينية


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - إميل توما يرصد تنامي الوعي القومي المقاوم