أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تخبط وارتباك الإعلام الفلسطيني وليس إدارة ترمب















المزيد.....

تخبط وارتباك الإعلام الفلسطيني وليس إدارة ترمب


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 21:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


تخبط وارتباك في الإعلام الفلسطيني وليس لدى إدارة ترمب
الإعلام الفلسطيني هو الذي يتخبط وليس إدارة ترمب. الإعلام الفلسطيني يخدع الجماهير الفلسطينية ويخدر يقظتها حين يزعم تخبطا من جانب العدو لتمرير صفقته. الصفقة املاها ترمب على كوشنر وفريقه " الوسيط" لإيجاد حل للإشكال المعيق لإطلاق التحالف الإسرائيلي – الأميركي – الرجعية العربية الى حيز العمل . والصفقة لا تخرج عن مجرد المباركة والإقرار لكل ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي منذ عدوان حزيران. يكتفي الجانب الفلسطيني بالمعارضة الكلامية التي لا تقيم موانع ولا عقبات تعطل سيرورة الصفقة . الصفقة تمضي عبر درب سالك نحو غايتها وبدون إعاقة ، حيث القيادة الفلسطينية ومجموع الشعب الفلسطيني يراوحون عند نقطة الرفض الكلامي . بدل أن تنخرط القيادة الفلسطينية والفصائل في حشد وتعبئة حراك شعبي متصاعد لوقف المد الاستيطاني وسرقة الأرض، السبيل الأوحد لإفشال صفقة القرن، فإنها تكتفي بالرفض الكلامي وهي تدرك أن الحكومات الإسرائيلية منذ عدوان حزيران عام 1967 لا تعطي قيمة للكلام الفلسطيني او العربي، ولا تكترث بالموقف الفلسطيني ولم تبد في أي لحظة احترامها للجانب الفلسطيني ولم تحترم الاتفاقات المبرمة معه.حتى بوش الابن ردد مرارا ، وهو في أوج عدوانيته، ان على إسرائيل احترام كرامة الفلسطينيين نظرا لما بات مكشوفا للعالم من استهانة إسرائيلية بالفلسطينيين قيادة وشعبا.
نهج إدارة ترمب تجاه القضية الفلسطينية والصراع الدائر بصددها واضح ومنساب بيسر دون تخبط ولا تردد بدءًا من نقل السفارة الى القدس وإعلان القدس بأكملها عاصمة لإسرائيل حتى شطب فلسطين من قائمة دول الشرق الأوسط لدى الخارجية الأميركية. خطوات محسوبة ومقدرة، لم تجد ما يعطلها او يوقفها ، وهي لا "تتساوق مع أفكار اليمين الإسرائيلي المتطرف" حسب ادعاء السيد نبيل أبو ردينة ، عضو مركزية فتح والناطق باسم الرئاسة، إنما هي إفراز لنهج المحافظين الجدد ، ونواتهم الإنجيليون الذين يشكلون القوة الضاربة لفاشية الرئيس الأميركي ترمب. المحافظون الجدد من خلال أحد اقطابهم، ريتشارد بيرل، اوعزوا لنتنياهو عام 1996 أن يطرح في برنامجه الانتخابي بندا ينص صراحة على رفض الانسحاب من الضفة. لم يكن ذلك لأغراض انتخابية، إنما دشن نهجا تواصل في سياسيات إسرائيل حتى انتقل، عبر خطوة تغيير نوعي، الى ضم مناطق الاستيطان بالضفة الغربية، وهناك من يزايد، وهو مدرك انه لن يدفع ثمن موقفه، فيطالب بضم الضفة باكملها وتهجير سكانها الفلسطينيين.
انخدعت القيادة الفلسطينية وخدعت جمهورها وخدرت يقظته حين صدقت ان العدوان الإسرائيلي في حزيران 1967 كان حربا وقائية لتفادي إزالة إسرائيل من الوجود على أيدي الجيو ش العربية في دول المواجهة. ظلت تصدق الأكذوبة رغم اعترافات القادة العسكريين والسياسيين إبان العدوان أنهم أدركوا ان العرب ومصر بالذات لا ينوون الحرب لكنهم استغلوها فرصة سانحة لتوجيه ضربة تزعزع هيبة قيادة عبدالناصر إن لم تقض عليه، وإعادة ترتيب اوضاع المنطقة؛ فأطلقوا على عدوانهم "حرب الأيام الستة" تمثلا بخالق الكون في ستة أيام ثم استوى على العرش. ظلوا يصدقون اكذوبة الحرب الوقائية بينما احد أركان قيادة الجيش الإسرائيلي – متتياهو بيلد- يستقيل من موقعه العسكري الرفيع ، مشهّرا بنوايا التوسع الإسرائيلية. ظلت القيادة الفلسطينية تصدق الأكذوبة ، بل ودخلت في مفاوضات ب"وساطة" أميركية ، بينما يوغل حكام إسرائيل من حزب العمل ثم من الليكود في نهب الأراضي الفلسطينية ، تارة بذريعة الأمن وأخرى باسم المقدس والحق التاريخي.
يتجاهل الإعلام الفلسطيني كل هذا النهج المتواصل بلا انقطاع، ليزعم أن تسابقا يجري بين الكتل الحزبية على دعم الاستيطان والضم والتهويد منافسة على أصوات الناخبين. هل يقبل عقل راشد أن دعوات التوسع الاستيطاني ونهب الأرض الفلسطينية وتهويد مناطق بأكملها مجرد طفرة دعاية أملتها ظروف الانتخابات؟ الا يتذكر أحد من المسئولين الفلسطينيين تغريدة أطلقها نتنياهو بعد الانتخابات السابقة كتب فيها "انني اومن أن الرب والتاريخ قد منحا شعب إسرائيل فرصة جديدة ، فرصة ذهبية لتحويل بلادنا امة قوية بين أقوى امم العالم." تلك هي غاية إسرائيل الاستراتيجية _مكانة بين أقوى امم العالم! قادة إسرائيل لا يطلقون الكلام جزافا لغرض الاستهلاك ولا يتخبطون برفع شعارات لم تنضج ظروف تنفيذها، مثل التحرير من النهر الى البحر في ظروف العجز عن ردع التطاولات على الأقصى، المعْلم المحاط بقداسة المسلمين كافة .
في هذا المناخ المواتي لا يبدي نتنياهو وجميع قادة الحركة الصهيونية داخل إسرائيل وخارجها ادنى اهتمام بفصائل المقاومة الفلسطينية وبالقيادتين المتصارعتين، بسخف منقطع النظير، على جلد الدب قبل صيده، لاهيتين عما يجري بالضفة الغربية ، حيث الاتفاق التام بين الكتل السياسية الصهيونية على احتلال مقدمة التطرف في طرح اهداف التوسع الاستيطاني والضم باعتبار ذلك استراتيجية للدولة أو "القيمة العليا الأساس " حسب قانون قومية الدولة اليهودية. السباق ليس شعارات انتخابية وحسب، تنافسا على أصوات الناخبين ؛ إنما هو اندفاعة تستثمر الوضع القائم ، محليا وإقليميا ودوليا ، وبالذات التأييد المطلق من جانب الإدارة الأميركية والمعارضة المائعة من جانب المنظمة الدولية ودول الغرب الامبريالية والدول العربية، وهزال المقاومة الفلسطينية . في حمى السباق تزداد ضراوة المستوطنين في حملاتهم الإرهابية ضد المزارعين واقتحامات متواترة للأقصى بحراسة امنية مشددة، لدرجة تعطيل صلاة العيد لدى المسلمين للاحتفال بذكرى خراب الهيكل، وذلك من اجل فرض تغييرات تلبي هدف تشييد الهيكل الثالث، وهو الشرط الأساس الثالث لقدوم المسيح في عرف الإنجيليين – المسيحيين من أجل إسرائيل- وقاعدة النفوذ الأساس لليمين الأميركي الداعم لإدارة ترمب ونهجها بالشرق الأوسط..
يتطلع نتنياهو لاستثمار الحالة الدولية والإقليمية والمحلية المواتية كي يفرض وقائع لا رجعة عنها بالضفة الغربية ، بما في ذلك ضم قرابة ثلثي الضفة لدولة إسرائيل والإبقاء على بلديات متناثرة تفصل ما بينها او تحاصرها الكتل الاستيطانية، واثقا من عدم تحفظ إدارة ترمب على تلك الإجراءات. بين فترة واخرى يتم الإعلان عن مخططات لبناء آلاف الشقق السكنية، مع مواصلة هدم المباني السكنية للفلسطينيين بمختلف الذرائع. لم يعد الاستيطان يميز بين أراض يدّعونها أراضي دولة وبين أراض يملكها مزارعون فلسطينيون وذلك من أجل توسيع المستوطنات القائمة. ومؤخرا صرح نتنياهو ان "يد إسرائيلي طائلة ولسوف نعمق جذورنا في وطننا –في جميع أجزائه". بل تتفوق أصوات على نتنياهو فتنادي بالضم الشامل للضفة والإطاحة بالسلطة الفلسطينية.
بات عنف المستوطنين الإرهابي بالضفة ممارسة يومية تتصاعد حدتها، بينما تزعم الدعاية الفلسطينية تخبطا لدى أنصار صفقة القرن. المستوطنون باتوا يديرون سياسات إسرائيل ، يقترفون الجرائم ، يرصدون ردود الأفعال، لاسيما اقتحام الأقصى يوم عيد الأضحى، فلا يسمعون صوتا يدين أو يشجب. بات المستوطنون على بينة من ان الدرب سالكة وجميع الكتل المتنافسة قد أفردت للمشاريع الكولنيالية بالضفة مكان الصدارة في برامجها السياسية ، وغدا محتوى الثقافة الرسمية في إسرائيل التحريض على كراهية العرب والحط من كرمتهم وازدرائهم وحصرهم في معازل، بصورة موقتة! وبات مسلك إسرائيل يزدري القوانين الدولية بدون رادع من مسئولية سياسية او أخلاقية. وحقا ما كتبه الون مزراحي في صحيفة هآرتس يوم 22/8/2019 "لن نندهش: إسرائيل تتعامل مع الحياة والكرامة والممتلكات الفلسطينية باستخفاف، وبغطرسة شعب من السادة، منذ سنوات كثيرة. وقتل الفلسطينيين لا يعني الإسرائيليين كثيراً...ألى أن يقول : أحد الأمور التي يحب الإسرائيليون أن يعتقدوها عن أنفسهم هو أنهم وقحون وشجعان وكاسرون للأطر والقوانين. عندما ينظرون أكثر قليلاً في العمق وباستقامة أكثر قليلاً في اللحظات والمسائل الحقيقية التي يتم فيها فحص البشر، يكتشفون أن إسرائيل مجتمع يلتزم جداً بالخط الرسمي إلى درجة مخيفة وجماعية مثل أسوأ الديكتاتوريات".
حقا ، تعربد الصهيونية بالفاشية منذ قيامها، وبالأساليب الفاشية فرضت احتلالها لفلسطين وتمددت في انحائها وبالفاشية تراودها احلام الهيمنة على المحيط كدولة إقليمية بدعم دول الغرب الامبريالية أو سكوت بعضها. ولكن يتوجب الإقرار أن رخاوة المقاومة الفلسطينية وعدم الانضباط في صفوفها وخلافاتها البينية أغرت الصهاينة بازدراء المقاومة والاستهانة بمفعولها في جميع دورات الاصطدام. عبر جميع مراحل الصراع تطابق الحال مع المثل الشعبي الفلسطيني ،" مين فرعنك يا فرعون؟ قال ما لقيتش حدا يردعني". إسرائيل تتصرف بغطرسة القوة فلا تزعجها الجعجعة الكلامية، ولا يردعها في الوسط المحلي او الإقليمي ، حتى ولا البيئة الدولية إرادة صلبة وحازمة تقول لها قف عند حدكّ !




#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج للتفسخ المعولم تشيعه الليبرالية الجديدة- الحلقة الثاني ...
- نموذج التفسخ المعولم تشيعه الليبرالية الجديدة
- إسرائيل بلا رادع.. ومسئولية هزال المواجهة
- صفقة القرن تتسلل عبر الشعاب والتلال الفلسطينية
- صداقة بمذاق العداء
- تصفية فاشية الأبارتهايد اولا
- اليمين الفاشي يسخر عناصر مارقة في حملات الكراهية ضد المسلمين ...
- فضيحة تلفيق وقائع لتجريم الرئيس البرازيلي لولا بالفساد
- هل الحالة الفلسطينية مانعة لصفقة القرن؟
- ما بعد صفقة القرن
- هل حقا توفرت فرص للتسوية السلمية مع إسرائيل أهدرها الفلسطيني ...
- إسقاط صفقة القرن كسر شوكة التحالف الاستراتيجي الأميركي -إلإس ...
- التربية في حمى الصراع لكسب العقول
- المليارديرية يدعمون اليمين المتطرف
- اغتراب رسالة أيار في البنية الاجتماعية الأبوية (الحلقة الثان ...
- اغتراب رسالة أيار في البنية الاجتماعية الأبوية
- كيف التصدي لصفقة القرن؟
- عنصرية إسرائيل وعنصرية اليمين الشعبوي_داء مزمن وعرض زائل
- فاشية الليبرالية الجديدة -2
- جريمة إرهابية جسدت فاشية الليبرالية الجديدة


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تخبط وارتباك الإعلام الفلسطيني وليس إدارة ترمب