لعلك الحياة

حسن كله خيري

الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 09:31
المحور: الادب والفن
    

ابتسامةٌ واحدةٌ منك في وجهٍ كئيب يمكن أن يُعيدَ له الحياة.
يمكن أن تُعمِرَ الخراب الهائل.
أن تبني ما دمرته الظروف وأسباب الغياب.
يمكن أن تُطفِئ النيران التي تحرق الهشيمَ في فصول البرد.
أن تجعل البعثرة على الخرائط تتجمع في كيانٍ لطيف قد يُفارق الوجود في أي لحظة.
يمكن أن يُعيد دورة الحياة بتركيز أكثر على كل الأولويات والثانويات وكل التفاصيل.
أن تجعل الشمس تُنير ثانيةً الظلمات مابين الأضلع ويُرهِب جبروت الضجر هذا.
يمكن أن تُعيد ثانيةً التوازن إلى اختلال الحاصل ما بين الأيام والسعادة.
يمكن لها أن تنبُت في الجسد المتصحر توليب ونبعُ عذب.
أن تمد اليدين المكسورتين لتساعدهما على الطيران ليعود مرة أخرى إليك.
يمكن أن تريح كاهلاً أثقله حمل الأيام والخيبات المتتالية.
أن تجعل العيون تتراقص كما الغجريات يتمايلنَ بخصرهن، كما الفراشات ترقص من توليب إلى توليب.
يمكن أن توقف عقارب الساعة في منتصف الليل الذي يكحل سواده قبل غرق العيون في النوم وهي تترقب الفرج.
يمكن أن يتراجع المتهور عن جنونه.
أن يعيد الزمن نفسه لعل ابتسامتك تخفي خلفها حياةٌ وأنت لا تعلم.
أن تخلق الحي من الميت، لا تعلم حقاً لا تعلم.

يمكن ويمكن إلى ما لا نهاية له من التوقعات الذي تنذر بأننا خلقنا لكي نعيش لأجل السعادة، لا لأجل أن ندفنها ونقضي ما تبقى منا، ونحن مجرد هياكل لا تصلح لشيئ.

---

لمعرفة اخر تطورات فيروس كرونا في بلدك وفي العالم كله انقر على هذا الرابط
https://ahewar.org/Corona.asp

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات