أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمود سعدون - ازمة التعليم .. ومفهوم الطلاب














المزيد.....

ازمة التعليم .. ومفهوم الطلاب


محمود سعدون
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 20:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يعد تطور التعليم احد ابرز مقومات الدول التقدمية التي تريد النهوض بواقع المجتمع المرير. ولا عجبا وانت تلاحظ ان كبار المفكرين قد شددو على ظرورة التعليم امثال ماركس وانجلز وباولو فريري حيث يقول ماركس( يجب تعليم الاطفال كافة من قبل الدولة ومجانا وانهاء تشغيل الاطفال بالمصانع بصورته الراهنة وربط التربية بالانتاج المادي) .

واذ تمعنى في مفهوم الطلاب اكثر.  حيث يقول الاستاذ فرحان قاسم في مقال نشر في مجلة الثقافة الجديدة بعنوان [ الوحة الاجتماعية في المجتمع العراقي]  ومن المعروف ان علماء الاقتصاد والاجتماع يعتبرون الطلاب احدى الفئات البرجوازية الصغيرة في ظل الظروف الاعتيادية للبلدان المستقرة اقتصاديا وامنيا.  ولكنهم في العراق فئة سريعة الحركة والانتقال بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد فالتسرب من التعليم ظاهرة تتصاعد كل سنة والخريجون يواجهون غالبا البطالة والامر الذي يسترعي التوقف عندهم هو نسبتهم بين سكان العراق ودورهم في الوحة الاجتماعية الراهنة.  فهم بمجموعهم يشكلون ثلث سكان العراق تقريبا.  هناك اشكاليتان تواجه هؤلاء من ناحية الدور الذي يلعبونه .

الاولى: هو نظام التعليمي اضافة الى عوامل الانحطاط الاخرى الذي تطبع نظام التعليم كله. 

الثانية : هو ارتفاع المستوى المعيشي للاسرة التعليمية عما كانت عليه في النظام الدكتاتوري . ولكنها فقدت الكثير من مهماتها التنويرية بسبب انغماس جزء من اعضاءها مع الطائفية والبرغماتية.

وهنا يمكن الاشارة الى قضية سياسية رئسية مهمة ، وهي كون التعليم لا يفصل عن السياسة وهذا واضح حيث ترى ان ليس للدولة العراقية برنامج واقعي وعلمي وخطط تربوية واضحة ، لمعالجة الواقع المزري الذي تعيشه مؤسسات التعليمية في العراق فلا زال الواقع الاقتصادي للبلد الذي اصبح عاجزا تماما عن النهوض باي مؤسسة.  وهذا يتزامن بالتأكيد مع ظهور خصخصة التعليم اي انتقال النشاط الاقتصادي من القطاع العام الى القطاع الخاص وانتشار المدارس الاهلية والجامعات الاهلية.  ليصبح الطالب بين امرين اما الدخول بمدرسة اهلية والتي يصعب على العائلة متوسطة المعيشة دفع مستحقاتها . او لجوء الطالب الى السوق والعمل تاركا خلفه اهم مراحل حياته لكي يتطور علميا وثقافيا.  فلا عجبا حين ترى المستوى العلمي المنخفض للطلاب واصبح ذهن الطالب مشتتا وفشل العملية التنموية . والاعداد الهائلة للطلاب داخل القاعة الواحدة وانعدام المستلزمات الدراسية التي انقطعت الحكومة من توزيعها على الطلاب ليضطر الطالب لشراء الكتب على فنقته الخاصة وليحمل الاسرة عبئا اضافيا عليها.

اما طلبة التعليم العالي فاصبح الطالب ينظر للوظيفة على انها الخلاص الاوحد لمثل هكذا ظروف والركض وراءها والحصول عليها باي ثمن كان. فينجذب الخريجون نحو الاحزاب المتنفذة وادخال نفسهم في تيارات اسلامية من الصعب التخلص منها وارتفاع الحس الطائفي وانعدام الهوية الوطنية والتراكمات التي خلفها النظام المقبور. لذالك نرى ان الوظيفة العامة في بلادنا بخلل كبير ارتباطا بالاوضاع العامة فيه وبمنهج واليات ادارة الدولة التي ورثت العديد من الاشكاليات من النظام المقبور ويزيد عليها ما يزيد من التغيير وقد افقدها ذالك الكثير من مزايها وخصائصها. واضعف قدرتها على لعب دورها المرتجى في ادارة مؤسسات الدولة في اداءها ومهماتها ولا سيما تلك المرتبطة بحياة الناس المباشرة وبتقديم الخدمات المهمة.او التي لها صلة بضمان الامن والتستقرار وانطلاق عمليات البناء والاعمار ويبدو الخلل واضح في مجموعة الانظمة والقوانين المؤطرة. والتعليمات المتقاطعة والكثير منها وضع او شرع ايام النظام المقبور.  تضاف الى ذلك الاجتهادات الغير معللة والصلاحيات التي تمنح لهذه الجهة او تلك او هذا الوزير من بدرجته او ذلك.

يفتقد اسناد الوضيفة لكثير من معايير النزاهة . كل هذه الاسباب والكثير منها هي الاساس في فشل العملية التنموية وبناء قاعدة علمية تكنلوجية ثقافية  للطلبة في كل المراحل ، وعلينا التاكد بان التعليم والقضاء وتطورهما احد ابرز سمات الدولة المتقدمة ، وهذا واضح بعد ان سؤل رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في اربعينات القرن الماضي حين كانت بريطانيا تخوض حربا عالمية وقد اصاب البنا التحتية دمارا هائلا فأخبروه بان بريطانيا قد دمرت فسأل ما حال التعليم والقضاء فأجابوه  لا يزالان بخير فقال اذا بريطانيا لا تزال بخير.

لقد عانى قطاع التربية والتعليم من الاهمال والتهميش في ظل النظام الشمولي السابق الذي وضع التربية والثقافة وكل ما هو مشرق تحت وطأة السلطة الثقيلة واليوم يعاني نفس المصير في ظل حكام جهلة اتعبنا جهلهم وامية تصرفاتهم فتدهورة الهوية الوطنية بشكل لا مثيل له بسبب السياسات الخاطئة وفقدان الامن والامان وملئ قطاع التربية بالناس الغير مهنيين من انصاف المتعلمين و ما تعانيه الابنية المدرسية المتهاوية والدوام الغير صحيح.



#محمود_سعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افكار ومفاهيم حول الدولة والسلطة
- حرية الفرد والتنظيم الاجتماعي
- هل يجب الاشتراك في البرلمانات الرجعية
- اكتوبر العظيم


المزيد.....




- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمود سعدون - ازمة التعليم .. ومفهوم الطلاب