أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الأنكفاء الاقتصادي .. مثابة الشروع في التصدي للامبرياليه















المزيد.....

الأنكفاء الاقتصادي .. مثابة الشروع في التصدي للامبرياليه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 19:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لايحق لاي نظام سياسي او منظمه ,ان تدعي او حتى ان تتصدى لطغيان الولايات المتحده وحليفاتها , ما لم ترفض وبالكامل النهج الراسمالي وما يرتبط به من برتوكلات الديمقراطيه الليبراليه ..اما الانطلاق في مقاومه هذا المد الطغياني عبر آليات الموؤسسه الوطنيه وتقاليد السياده واستقلال السلطه , فهذا هو الوهم بعينه , لان هذه المفاهيم صارت عتيقه ورثه بمقابل قيمه الحرب الاقتصاديه وتكنيكات القوه المقاتله الطغيانيه ,ان مفهوم السياده الوطنيه في منطقتنا بالذات انما كان انعكاسا للشروط الضروريه التي ترعى مصالح الدفعه الاولى من الامبرياليه التي كانت حينها بحاجه الى ملحقات ومستعمرات تحمل خصوصيه التبعيه لواحد من اطراف تلك الدول ( بريطانيا , المانيا , فرنسا , روسيا القيصريه والتي ورثها على الصعيد العالمي الاتحاد السوفياتي ) انه توزيع الحصص ضمن الدوله الحاميه للراسمال ..حدودنا وما نتباهى به وتقشعر جلودنا لذكره وهو سياده هذا الوطن او ذاك , انما في الحقيقه كانت عباره عن خطوط فصل وتماس مؤجل يوفر الامن للحركه الراسماليه لتلك الدول ويحول دون تصادمها ..ان حدود اوطاننا المرسومه كما نراها ونخشع امام مرآها ,وهي موقره باللون الاسود , انما هي في صالات قرارهم السياسي تتشكل على هيئه كتل ملونه تفرز ميادين سطوتهم في المنطقه , فالمنطقه المولونه بالاحمر تشير الى النفوذ البريطاني والمنطقه الملونه بالازرق تدلل على النفوذ الفرنسي وهكذا ...الخ .. الان نمو الاحتكارات الهائل وتجانس انتمائاتها الوطنيه على صعيد الدول المراكزيه بدأ بتنفيذ جغرافيا توسعيه تتداخل فيها تلك الالوان وتتلاشى شيئا فشيء قيمه تلك الحدود ..والديمقراطيه الليبراليه تحولت الى مقياس ومؤشر واقعي لمناطق نفوذ راس المال العالمي وتلاوينه التي كفت عن ان تكون سياسيه بقدر ما انها صارت تميل الى النفوذ الاقتصادي البحت ..اما الدوله في المراكز وما تقوم به من دور كراعي لمصالح راسماليها وشركاتهم , فانها تمارس هذا الدور كعشيقه مهجوره وهي باشد الحاجه لمدفوعات العشيق ..هي ايضا باتت اسيره واسيره كامله للمردوات التي يحققها راس المال على الصعيد الخارجي والداخلي لتشكل بالاخير اجمالي دخلها وما يترتب على ذلك من دخل ضريبي ..وهذا ايضا بدات في السنوات الاخيره تظهر مؤشرات على محاوله راس المال من تجاوزه ..وفي فرنسا بدت الظاهره تتجلى اكثر من غيرها من الاوربيات من خلال ما بات يعرف بالهجره المعاكسه والتي تعني هجره راس المال الفرنسي الى الاستثمار في الخارج ..وفي عهد الرئيس اوباما استفحلت ظاهره تاسيس الشركات الامريكيه في الداخل لكي تستفاد من الامتيازات ,ثم تقوم بالهجره من الولايات المتحده لتتخلص من دفع الضرائب والمرتبطه باستحقاقات الامتيازات التي منحتها لها حكومه المركز ...الهند ايضا في السنتين الاخيرتين صارت تعاني من هذه المساله ..وهكذا فان حركه راس المال ونشاطاته الاستثماريه تحولت الى ريشه ترسم حدود جغرافيه سياسيه جديده عابره بشكل فائق وخفي كل مقاسات الجغرافيه الكلاسيكيه السياسيه , هذه الحدود متحركه وغير مرئيه تتناقله الاحتكارات العالميه بصفقات وقيم اجماليه لمداخيلها السنويه .. ان فعاليات احتكاريه شل العملاقه صارت هي التي ترسم مناطق نفوذ بريطانيا وامريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وسياده القطب الراسمالي الاوحد ..بينما كانت في عهد القطبين تتبع خطى دولها في البحث عن منافذ جديده لنشاطها .. وعلى سبيل المثال لا حصر فان احتكاريه شل النفطيه بقت ومنذعام 1996 تناور وتتحرك عبر صفقات غير مباشره في مجال استثمار وتسويق النفط الايراني حتى تبقى في مناى عن عقوبات قانون داماتو الذي يلزم الحكومه الامريكيه بفرض عقوبات على الشركات الاجنبيه المستثمره للنفط الايراني اذا كان لها مصالح في الولايات المتحده ..شل هذه المزدوجه الجنسيه (بريطانيه – هولنديه ) 40% من راسمالها هو امريكي ! اضطرت ان تدفع تعويضات الى ايران عام 2013 تجاوز 2 مليار دولار كمستحقات مؤجله تفاديا للعقوبات الايرانيه التي فرضتها على الشركات الاوربيه ! ومنذ 2016 وهو العام الذي عقدت فيه صفقه كبيره مع ايران والتي وصفت على انها محاوله لتغيير ميزان القوى في الشرق الاوسط والى يومنا هذا تتعاون احتكاريه شل وبشكل نشط في مجال تسويق واستثمار حقول النفط الايراني بما فيها الحقول المشتركه بينها وبين العراق ..وكذلك هو الحال مع شركه توتال الفرنسيه وبالنفس درجه مع باقي الشركات الانتاجيه العملاقه امثال شركه رينو...ان محور المقاومه والممانعه الذي تتزعمه ايران يساهم بشكل مباشر وفعال في مفردات الربحيه الاحتكاريه , وهذا ليس اتهاما ولاتجريح لصدق نواياها وليس لانها صادقه النيه بل لاننا هنا نكتفي بتدليل على اللاجدوى الفعليه من اعلان المقاومه ضد القوى العالميه بمستوى السياسه المجرده بينما المقاوم يؤدي دور الشريك الفاعل في نمو وتكامل امكانيات التوسع الراسمالي الاحتكاري .. وما ينطلق على ايران النفطيه ومساعيها المعلنه العقائديه فانه ايضا بات ينطبق على مصر تحاول وخاصة هذه الايام من ان تنهض بمهامها القوميه ..لم تعد العقائديه بمختلف اشكالها قادره على الانتقائيه بين اختيار النهج السياسي المعلن وبين الاصفاف في طابور العولمه الاقتصادي ..ولا يمكن لمثل هذه الدول التي تنتمي في توزيعة التفاوت الانتاجي , الى منازل الاطراف من ان تحقق اي انتصار على غريماتها دول المراكز ..العقائديه والايدلوجيات ليس امامها خيار يؤكد مصداقيتها سوى الانكفاء الى الداخل في المجال الاقتصادي والتاكيد على التنميه المحليه من اجل المحليه لاغير والاستعداد الكامل لخوض حرب دفاعيه ضد قوى العولمه الطغيانيه , وحتى لايفهم من الانكفاء الى الداخل باعتباره نزعه مجرده للانعزال , فاننا نشير الى ان اعتماد نهج ( المقايضه ) في الاستيراد والتصدير كفيلا بان يزيح ظلال الانعزاليه هذه , اما اذا اضفنا النهج التدريجي لالغاء الاجر النقدي والذي يبدا حينما يشمل الاجر مفردات سد الحاجات اليوميه الضروريه , نكون قد اشرنا الى جنين لنظام اشتراكي ..وهذا هو في نهايه المطاف ما سيحصل ...



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلنة العفويه الجماهيريه ..نهج برجوازي انتهازي
- اقتصاد الخدمات .. رغم انف التخريف ..اقتصاد..ج2
- اقتصاد الخدمات ..رغما على انف التخريف ..أقتصاد ...ج1
- الدكتاتوريه الثوريه ..هي الحل
- مهمه الوعي الطبقي داخل الحراك الشعبي
- الجمود ..أستنزف تشرين الى اليمين
- الليبراليه ,عقل الشر , وقابلة الجلادين...ج5
- الليبراليه .. عقل الشر وقابلة الجلادين ..ج4
- التشرينيون في خطر .. وعليهم ان يباغتوا الخطر
- الليبراليه ,عقل الشر , وقابلة الجلادين...ج3
- الليبراليه ,عقل الشر , وقابلة الجلادين...ج2
- الليبراليه .. عقل الشر وقابلة الجلادين ..ج1
- قابوس ..رحيل متوقع ..لكنه ايضا مناسب !!!
- لا تصفقوا للمطالبين بالخبز..بل دلوهم على البيادر
- اغتيال سليماني وبروباغندا اليسار العراقي
- ولاية الفقيه لاتنجو , الا بضربه عسكريه تقليديه توجه اليه ..ج ...
- ولاية الفقيه لاتنجو , الا بضربه عسكريه تقليديه توجه اليه ..ج ...
- ولاية الفقيه لاتنجو , الا بضربه عسكريه تقليديه توجه اليه ..ج ...
- ولاية الفقيه لاتنجو , الا بضربه عسكريه تقليديه توجه اليه ..ج ...
- التشرينيون, أنموذج جديد ,أم حركه قلقه..ج2


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الأنكفاء الاقتصادي .. مثابة الشروع في التصدي للامبرياليه