نظرية جديدة للزمن _ الكتاب الثاني تطبيقات الباب 2 ف 3

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 16:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

نظرية جديدة للزمن _ تطبيقات ، الباب 2 ف 3

الشخصية والدور

1
مع كل لحظة ولادة تحدث دراما كاملة ومكتملة ، تشمل الإنسانية والعالم والكون بأسره .
( تخيل _ي ولادة بوذا أو المسيح ، تشبه ولادتنا : أنت وأنا ) ....
دور الابن _ة يبدأ قبل الولادة ، وهذا الحدث الذاتي الأول ، بالتزامن مع دور الحفيد _ة .
(كل فرد هو ابن_ ة وحفيد_ ة بالفعل مباشرة ) .
يبدأ مع دور الابن _ة حدث موضوعي ، حيث ينفصل وعبر كل لحظة ، حدث الميلاد عن الشخصية أو الفاعل ، في حركة وسرعة ثابتة وموضوعية بالتزامن ، وتشمل الكرة الأرضية بالكامل وبدون استثناء .
بعد ساعة مثلا ، يكون حدث الميلاد قد تراجع في الزمن ( في الماضي وليس في اتجاه المستقبل بل عكسه ) ، بينما الأهل والشخصية نفسها يبقون في الحاضر ( المستمر بطبيعته ) .
دور الابن _ة والحفيد _ة موجود بالفعل من البداية ( وليس بالقوة ، بل الوجود بالفعل فقط ) ، بينما بقية الأدوار الاجتماعية : الأب _ الأم ، أو الجد _ة ...موجودة بالقوة ، أو الاحتمال والصدفة ، وكلها أدوار ثانوية ، وتحتمل أحد وجهي العملة فقط ( الوجود أو العدم ) .
....
المحور الذي يدور حوله هذا الكتاب الثاني ، وقبله الأول " نظرية جديدة للزمن " ، هي حركة الانفصال الدورية والمتكررة بين المولود أو الشخصية الجديدة ، وبين حياتها القادمة كلها .
تلك الحركة هي الزمن ( أو الوقت أو الحاضر ) .
يحدث انفصال بين يوم الولادة ويوم الوفاة ، يسمى بعمر الانسان ( الفرد ) ، قبل هذا القرن كان تقديره المتوسط بحدود 30 سنه ، ويتزايد مع التقدم العلمي والتكنولوجي بوضوح تام .
وتلك الحركة ( الموضوعية ) التي تقيسها الساعة ، من لحظة الولادة حتى لحظة الموت ، هي أحد احتمالين فقط :
1 _ أن الزمن ثابت ، أو أنه غير موجود ، ونحن البشر فقط نتقدم في الزمن ( غير الموجود بحسب موقف الانكار ، أو الذي يتحرك بمختلف الاتجاهات بحسب موقف النظرية الحديثة اينشتاين وهوكينغ ابرز روادها ، أو الذي يتقدم من الماضي إلى المستقبل بحسب النظرية التقليدية أفلاطون ونيوتن أبرز روادها ، ...) .
2 _ بحسب النظرية الرابعة ، الزمن طاقة متحركة في اتجاه واحد ، وبسرعة ثابتة ، من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر .
.....
الشخصية التي ولدت في زمن مضى _ وصار بعيدا خلفنا ، ويبتعد بسرعة موضوعية تشمل الكرة الأرضية وهي التي تقيسها الساعة _ تلك الشخصية نفسها بعد أقل من عشرين سنة تصير ( فردا ) أو تموت .
لحظة الموت ينتهي الحاضر ، ويبدأ الماضي بالنسبة لذلك الفرد المحدد وشخصيته معا .
قبل الولادة كان ذلك الفرد ( مع شخصيته ، وبقية أدوارها ) في المستقبل الاحتمالي بطبيعته .
بكلمات أخرى :
يوجد الانسان ( جميع الأفراد ) في ثلاثة أزمنة متعاقبة :
1 _ المستقبل في المرحلة الأولى ، أو الوجود بالقوة فقط ، وهو أحد احتمالات كلا الأبوين .
2 _ الحاضر في المرحلة الثانية ، يبدأ لحظة الولادة ويستمر حتى لحظة الموت .
3 _ الماضي في المرحلة الثالثة والأخيرة ، يبدأ لحظة الموت ويستمر ....
حتى اليوم لم يعد أحد ( نخبر جميعا ذلك ، وليس دانتي وحده والكوميديا الإلهية ) .
....
الحاضر دينامي بطبيعته ، بمعنى أنه عبر كل لحظة ينتهي الحاضر ويبدأ بالتزامن .
ينتهي لجهة الزمن ويبدأ لجهة الحياة ، والعكس صحيح أيضا .
وهذه الظاهرة " استمرارية الحاضر " تجد تفسيرها المنطقي والتجريبي في النظرية الرابعة .
....
الحياة بطبيعتها بداية ونهاية بالتزامن .
لكن باتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر وخلاله .
الزمن نقيض الحياة ، هو أيضا بداية ونهاية بالتزامن ، لكن على نقيض الحياة _ في الاتجاه المعاكس والوحيد _ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ومن خلاله .
....
لا شيء شخصي
2
دور الزوج _ة ودور الرجل الشرقي
أكثر مفارقات الدور الفردي غرابة ، إنه يسبق الشخصية غالبا .
ما تزال تسمية ( ابن _ة فلان _ة ) محدد أساسي للهوية الفردية في المجتمعات القديمة .
كتبتها في البداية " المجتمعات البدائية " .
....
دور الزوج_ ة يمثل حلقة اجتماعية مركزية ، متعددة الأبعاد ، ومشتركة بين بقية الأدوار .
بينما " الرجل الشرقي " البعض يراه الدور الاجتماعي المحوري ، في المجتمعات القديمة ، ولا يقتصر على الرجل ، بل تكمن المفارقة في أن النساء يلعبن الدور الأهم فيه مع الرجال .
ويراه آخرون مفهوما اجتماعيا _ ثقافيا ، ومجرد جزء من الأيديولوجيا السائدة .
أعتقد أن " الرجل الشرقي " مستوى معرفي _ أخلاقي أولي وبدائي ، يحدد الشخصية الفردية بصرف النظر عن _ جنسها وعمرها وثقافتها.. _ في المجتمعات المتخلفة ( المتخلفة ) .
....
لا شيء غير شخصي
3
الصبر والالتزام عتبة الصحة العقلية والنفسية معا ، في مختلف المجتمعات والثقافات .
الصبر عادة فردية ، تختلط بالعناد غالبا ، ومن الصعب التمييز بينهما قبل مرحلة الرشد .
الالتزام مهارة فردية ، وقيمة أخلاقية عليا ، مثالها الاجتماعي " الوفاء بالوعد " .
ويبقى التمييز بين المفاهيم أو المصطلحات بدلالة الزمن ، أكثر دقة ووضوحا وسهولة ، من بقية المناهج أو القراءات .
....
الصبر سمة فردية ، تتعلق بالحاضر والماضي ، أو بالخبرة السابقة .
الالتزام يتضمن الصبر ، بالإضافة إلى البعد المستقبلي وهو الأهم .
....
4
أثر الفراشة
أو
لا جديد تحت الشمس
أم : أثر الفراشة ولا جديد تحت الشمس ؟!
....
حل قضية الجدل الصحيح " الخوارزمية " ، وأعتقد أنه الوحيد .
وهذا ما يدفعني إلى اليأس أحيانا ،...ربما يستمر موقف الانكار من النظرية الرابعة طويلا !
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل