أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....7















المزيد.....

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....7


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 01:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية وتغيير الواقع:.....2

4) وعلى المستوى السياسي، الذي يتم فيه جعل السياسة هي المدخل للتحكم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سواء كانت الطبقة الحاكمة، التي تحكم، هي الإقطاع، أو هي البورجوازية، أو هي التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، أو هي البورجوازية الصغرى، من أجل جعل البرامج الدراسية، وسيلة للتحكم، ومن أجل جعل البرامج الإعلامية المختلفة، وسيلة للتحكم، ومن أجل جعل الجيش، والأدوات القمعية الأخرى، وسيلة للتحكم، ومن أجل جعل الوصول إلى جعل الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، في خدمة الطبقة الحاكمة، وفي خدمة الحاكمين، الأمر الذي يترتب عنه إحكام الخناق على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن خلالهم، على الجماهير الشعبية الكادحة، التي لا نجد، في هذا الوطن، إلا ما يجعلها تغرق في بحر الألم، الذي لا مفر منه، حتى لا تستطيع هذه الجماهير، فعل أي شيء، إلا الهروب إلى العبادات، في البيعة، أو في الكنيسة، أو في المسجد، بحثا عن الخلاص من بحر الألم، إلي يوم القيامة.

والطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تختلف، اختلافا جوهريا، عن الإقطاع، وعن البورجوازية، وعن التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، وعن البورجوازية الصغرى، في كونها لا تستغل السياسة، من أجل التحكم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في خدمة طبقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بل من أجل تحقيق التحرير، لجميع أفراد المجتمع، ومن أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، التي هي الهدف الأسمى للبشرية، من أجل التخلص من العبودية، والاستبداد، والاستغلال.

وهذا الاختلاف بين الإقطاع، والبورجوازية، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، مرده إلى أن الطبقات المستغلة، لا ترى إلا نفسها، وأن البورجوازية الصغرى، لا تسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية، وأن الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هي وحدها التي لا تراعي إلا مصلحة المجتمع ككل.

وبعد وقوفنا على دور الفلسفة الماركسية، في تغيير الواقع، والعلم الماركسي في ذلك التغيير، نصل إلى الوقوف على مساهمة المنهج الماركسي، في ذلك التغيير، الذي يستهدف، بالدرجة الأولى، جوهر الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
فالمنهج الماركسي، هو مجموع القوانين المكونة للديالكتيك المادي، والتي يمكن توظيفها في التحليل الملموس، للواقع الملموس، من أجل معرفة الواقع، كما هو، وتفكيكه، وإعادة تركيبه، وفق ما تقتضيه قوانين الديالكتيك، من أجل الخروج بنظرية للتغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل جعله في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بدل أن يبقى في خدمة الإقطاع، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى نسبيا؛ لأنه بدون المنهج المادي الدياليكتيكي الماركسي، لا نستطيع أن نمتلك نظرية عن الواقع، ولا يمكن أن نعمل على تغيير الواقع، إلا بوجود نظرية للتغيير المادي، والمعنوي له، ولكون النظرية، في حالة وجودها، تسعى إلى إنتاج قوانين التغيير، التي تتناقض مع قوانين قيام الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي الرأسمالي، ومن قبله الإقطاعي، ومن قبله العبودي، لما تم الوقوف على ذلك، من خلال تطبيق قوانين الدياليكتيك على تطور البشرية، على مستوى التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية، التي انتقلت من التشكيلة العبودية، إلى التشكيلة الإقطاعيىة، التي وقفت وراء وجود التشكيلة الرأسمالية، التي تسعى البشرية المعانية من الظلم، والحيف، والقهر، إلى التخلص منها، بقيام التشكيلة الاشتراكية، التي ستقف مستقبلا وراء قيام التشكيلة الشيوعية.

وهذه التشكيلات، في تطورها، قد تنطبق على المجتمع الأوروبي، الذي يمتص حاليا خيرات العالم، إلى جانب أمريكا الشمالية، وأستراليا، باعتبارها، جميعا، تنتمي إلى المنظومة الرأسمالية المركزية، وقد لا تنطبق على المجتمعات التابعة، التي تذهب خيراتها إما إلى جيوب الرأسماليين، وإما إلى حسابات الصناديق الرأسمالية، التي أغرقت المغرب بقروضها، ليصير المغرب مشتغلا على خدمة الدين، الذي يقترضه، من أجل أداء فوائد الدين الخارجي، لمختلف الصناديق الدائنة، الأمر الذي يترتب عنه: توقف، أو ضعف النمو الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

وبناء على ما رأينا، فإن المنهج المادي الجدلي، هو منهج علمي، ماركسي، ثوري، متطور، ومتفاعل مع الواقع، في تطوره باستمرار، من أجل معرفة الواقع في تطوره، معرفة علمية دقيقة، ومن أجل الوقوف على ما يجب عمله، في أفق تغييره، مما يساعد على تطوره، في الاتجاه الصحيح.

وبما أن المنهج الماركسي، منهج يساري بامتياز، فإن اعتماد هذا المنهج، من قبل كل فصائل اليسار، على مستوى الدولة الواحدة، وعلى مستوى الدول المتجانسة، كما هو الشأن بالنسبة للبلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي، سيؤدي بالضرورة إلى وحدة اليسار؛ لأن أي يسار، لا يعتمد هذا المنهج، لا يمكن أن يكون يسارا.

فاليسار الحقيقي، لا يمكن أن يكون إلا ماركسيا، والماركسي الحقيقي، لا يمكن أن يوظف إلا المنهج الماركسي، والمنهج الماركسي، لا يمكن أن يعتمد إلا على قوانين الدياليكتيك، وقوانين الدياليكتيك، لا يمكن أن تكون إلا بمنطلقات مادية، والمنطلقات المادية، هي الدليل على أن الماركسية أفرزها الواقع المادي، والمنهج الماركسي، لا يمكن أن يرتبط إلا بالواقع، في تفاعله معه، وفي تطوره، وتطويره، عن طريق العمل على تغييره تغييرا جذريا، يجعله في خدمة الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

فتغيير الواقع الآن، ينبني على شيوع الفلسفة الماركسية، وعلى إنتاج العلم الماركسي، وعلى توظيف المنهج الماركسي، في أفق قيام تشكيلة اقتصادية اجتماعية اشتراكية، على أنقاض التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الرأسمالية، أو الإقطاعية، أو تمثيلية التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، التي لم تعد كلها تنتج إلا الأمراض الاقتصادية / الاجتماعية / الثقافية.

وتحقيق التشكيلة الاشتراكية، لا يعني إلا التخلص من كل أمراض الاستغلال المادي، والمعنوي.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....6
- هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....5
- هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....4
- هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....3
- هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....2
- هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....1
- كيف لا أكتب؟... وأنا المتمرد...
- عرس نضالي على نغمات الموسيقى / الزجل...
- مسيرة كانت... لا كالمسيرات...
- فمراكش... التي عهدت... لم تعد... كما كانت...
- البورجوازية غير المنتجة، والإقطاع المتوحش، والمتأسلمون المعا ...
- نبدأ من الأسس في أي تنمية مستقبلية.....7
- من يرفع المعاناة عن عمال ضيعات: بلكرن لعظيمات الخمالة، بدا ...
- نبدأ من الأسس في أي تنمية مستقبلية.....6
- حامل الخنجر... يغرس خنجره... في صدر.... الشهيد عمر...
- لماذا... اقتناع الشهيد عمر... بأيديولوجية الكادحين؟...
- لماذا الاحتفاء... بالشهيد عمر... في الحركة؟...
- أيها النادل... لا تبتعد... فالشهيد عمر... قد حضر...
- تعب كلها الحياة... حياة الشهيد عمر...
- فكر الشهيد عمر... من هوية... حزب اليسار...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟.....7